يوسف العربي (الاتحاد)
يمثل مشروع القطار فائق السرعة بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي الذي يرتبط بقطار الركاب في الدولة، مبادرة تحولية ونقلة نوعية على مسار التنمية الاقتصادية في الإمارات، حسب خبراء ومتخصصين.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن منظومة قطارات الركاب في الإمارات والتي تعد أكبر تطور للبنية التحتية في قطاع التنقل والمواصلات الداخلية للدولة من شأنها إحداث طفرة تنموية في مختلف المناطق التي يمر بها مسار هذه القطارات وفي مختلف أنحاء الدولة.


ولفتوا إلى الانعكاسات الاقتصادية الإيجابية لمنظومة قطارات الركاب على مختلف القطاعات لاسيما النقل والتجارة والسياحة والطيران، حيث تعزز حركة السياحة الداخلية والدولية مع مرور القطار على مجموعة من أهم المعالم والوجهات السياحية، كما أنها تسهم كذلك في تحقق زيادة بالطلب على المشاريع السكنية والتجارية على حد سواء.
وقالوا إن تعزيز الاتصال بين المدن سيؤدي بدوره إلى تطوير مراكز سكنية وتجارية جديدة على طول ممر السكك الحديدية لتصبح هذه المناطق مناطق اقتصادية حيوية نابضة بالحياة، وقادرة على جذب الاستثمارات في البنية التحتية والإسكان والشركات مع إمكانية تخفيف الكثافة السكانية في المناطق المركزية مما يوفر نمواً حضرياً بالغ التوازن.
وتوقعوا أن يؤدي هذا الاتصال السلس إلى تعزيز وتحسين سوق العمل من خلال تسهيل الوصول إلى مجموعة أكبر من المواهب وتمكين الشركات من العثور على الكوادر المناسبة بغض النظر عن موقعهم بما يساعد الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات على العمل بكفاءة أكبر وتحسين الإنتاجية بشكل عام.
ومن منظور الاستدامة، تدعم قطارات الركاب رؤية دولة الإمارات للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز النقل الأخضر كبديل أنظف للسفر على الطرق، سيعمل القطار على تقليل الازدحام المروري والاعتماد على المركبات الخاصة، مما يؤدي إلى انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة. 
ومن المقرر أن تمر شبكة مشروع القطار فائق السرعة بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي عبر 6 محطات لتشمل محطة في جزيرة الريم، وجزيرة السعديات، وجزيرة ياس، ومطار زايد الدولي في أبوظبي كما تم الكشف عن أول أربع محطات لقطار الركاب في الدولة، والتي تشمل كلاً من إمارة أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة، وسيتم ربط هذه المحطات مع خطوط المترو والحافلات لتوفير شبكة نقل مترابطة ومتكاملة.

ترابط وثيق 
ومن جانبه، قال إسماعيل الحمادي، المؤسس، الرئيس التنفيذي لـ«بيزنت» للاستشارات، المتخصصة في خدمات إدارة وتطوير المشاريع العقارية، إن إطلاق مشروع القطار فائق السرعة بين دبي وأبوظبي والكشف عن أربع محطات لقطار الركاب في الدولة يمثل نقلة نوعية في تاريخ تطور البنية التحتية للإمارات وقطاع التنقل والمواصلات الداخلية للدولة.
وأضاف، أن المشروع الأول يرتبط مع مطار زايد الدولي في أبوظبي ومنطقة مطار آل مكتوم في دبي وخطوط المترو والحافلات مما يعني سهولة تنقل للأفراد بشكل يوفر ترابط بين وسائل النقل لم يسبق له مثيل بمنطقتنا.
وحول الانعكاسات الاقتصادية لمنظومة قطارات الركاب، قال الحمادي بصفته خبيراً في القطاع العقاري، إن منظومة قطارات الركاب ترفع الطلب على المشاريع السكنية والتجارية في الدولة لاسيما في محيط المحطات في شبكة قطارات الركاب وهي المحطات التي تتميز بأنها وجهات جاذبة للسياحة والاستثمار سواء بإمارة أبوظبي «مناطق جزيرة الريم، وجزيرة السعديات، وجزيرة ياس»، و«منطقة الجداف» في دبي.
وأضاف الحمادي، أن الطلب على العقارات التجارية ومنافذ التجزئة بالمحطات ومحيطها ستسجل طلباً متزايداً من طرف الذين يبحثون عن فرص استثمارية بقطاع التجارة التقليدية في إشارة لاستفادة قطاعي العقارات والتجارة بشكل أساسي من منظومة قطارات الركاب، علاوة على إسهامها في حماية البيئة عبر تقليل استخدام التنقل بالحافلات والسيارات بين إمارات الدولة.

استثمارات مستقبلية 
ومن ناحيته، أكد مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليان أسوشيت»، أن إطلاق مشروع القطار السريع والكشف عن 4 محطات لقطار الركاب في الدولة مبادرة مباركة من القيادة الرشيدة التي تتمتع برؤية ثاقبة لبناء اقتصاد المستقبل.
وأضاف أن هذه الخطوة تعد أكبر تطور للبنية التحتية في قطاع التنقل والمواصلات الداخلية للدولة ومن شأنها تعزيز الروابط الاجتماعية وانتعاش القطاعات الاقتصادية مع إحداث طفرة تنموية في مختلف المناطق التي يمر بها مسار هذه القطارات في مختلف أنحاء الدولة.
وأشار إلى الانعكاسات الإيجابية لمنظومة قطارات الركاب في الدولة على مختلف القطاعات الاقتصادية لاسيما العقارات والإنشاءات والسياحة والطيران والصناعة، مشيراً إلى أنها تحقق زيادة في الطلب على المشاريع السكنية والتجارية على حد سواء، كما تعزز حركة السياحة الداخلية والدولية لاسيما مع مرور القطار على مجموعة من أهم المعالم والوجهات البارزة في الدولة.
وقال: ستضمن هذه المبادرة استدامة الاستثمارات المستقبلية، حيث يعد النقل أحد أعمدة الاقتصاد ما ينعكس إيجابياً على جودة الحياة والبنية التحتية مما يعزز تنافسية الدولة.

أخبار ذات صلة بتوجيهات محمد بن راشد.. 3 طائرات تحمل مساعدات طبيّة عاجلة إلى غزة محمد بن راشد: المواطن يستحق الحياة الأفضل والمستقبل الأجمل

مزايا أساسية 
قالت الدكتورة سلمى سليمان، أستاذ مساعد في الإدارة والأعمال في جامعة هيريوت وات دبي، إن إطلاق القطار فائق السرعة الذي يربط بين دبي وأبوظبي، والكشف عن أربع محطات لقطار الركاب، يعد مبادرة تحويلية من شأنها أن تعزز بشكل كبير المشهد الاقتصادي في دولة الإمارات.
وأضافت أن ربط محاور الأعمال والسياحة والابتكار عبر شبكة للسكك الحديدية لن يؤدي إلى تحسين الاتصال فحسب، بل سينتج عنه أيضاً فوائد كبيرة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
ولفتت إلى أن إحدى المزايا الأساسية لمنظومة قطارات الركاب هي قدرتها على تعزيز التنقل والإنتاجية على المستوى الإقليمي حيث يختصر القطار السريع بين أبوظبي ودبي مدة التنقل بين الإمارتين إلى 30 دقيقة مما يمكن التنقل السلس للمواطنين والمقيمين والزوار. 
ونوهت بأن هذا الاتصال السلس من شأنه تعزيز وتحسين سوق العمل من خلال تسهيل الوصول إلى مجموعة أكبر من المواهب وتمكين الشركات من العثور على الكوادر المناسبة بغض النظر عن موقعهم وبالتالي يساعد الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات على العمل بكفاءة أكبر وتحسين الإنتاجية بشكل عام.
واستكملت: أنه من المتوقع أيضاً أن يقدم المشروع مساهمة كبيرة على الصعيد السياحي، حيث تجتذب الدولة ملايين الزوار الدوليين سنوياً، ومن شأن منظومة القطارات تشجيع السياح على استكشاف الوجهات البارزة مما يزيد من جاذبية دولة الإمارات، باعتبارها من الدول التي توفر تجربة سفر متعددة الوجهات.
وأوضحت سليمان، أنه يمكن للسياح الذين يهبطون في مدينة واحدة في الدولة أن يزوروا بسهولة المعالم في المدن الأخرى، مثل متحف اللوفر أبوظبي أو برج خليفة، مما يؤدي إلى نمو إيرادات قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والمجالات الثقافية، كما تمتد الفوائد الاقتصادية إلى التطوير العقاري والحضري.
وأشارت إلى أن تعزيز الاتصال بين المدن يؤدي إلى تطوير مراكز سكنية وتجارية جديدة على طول ممر السكك الحديدية لتصبح هذه المناطق مناطق اقتصادية حيوية نابضة بالحياة وقادرة على جذب الاستثمارات في البنية التحتية والإسكان والشركات، ومن شأن مثل هذه التطورات أن تخفف أيضاً من الكثافة السكانية في المناطق المركزية مما يخلق نمواً حضرياً أكثر توازناً.
وأكدت أنه من منظور البيئة والاستدامة، ستدعم شبكة القطارات رؤية دولة الإمارات للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز النقل الأخضر، وكبديل أنظف للسفر على الطرق، ستعمل على تقليل الازدحام المروري والاعتماد على المركبات الخاصة، مما يؤدي إلى انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة. 
نوهت بأن شبكة القطارات ستعمل على تحفيز اقتصاد دولة الإمارات من خلال خلق فرص العمل وجذب الاستثمارات ومن شأن بناء وتشغيل نظام السكك الحديدية أن يولد فرص عمل في قطاعات الهندسة والبناء والخدمات، مع جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد بالإمارات العربية المتحدة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي نما بنسبة 4.4% خلال النصف الأول من 2024 وأن أنشطة النقل والتخزين تصدرت قائمة الأنشطة الاقتصادية غير النفطية الأكثر نمواً في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة نمو 8.4%، مما يتماشى مع المستهدفات الاقتصادية لرؤية «نحن الإمارات 2031».

مسارات التقدم الاقتصادي
أكد إسلام عبدالكريم، الرئيس الإقليمي لشركة «يانغو» الشرق الأوسط أن مشروع القطار فائق السرعة الذي يربط بين دبي وأبوظبي، والكشف عن أربع محطات لقطار الركاب، يعد نقلة نوعية تعكس التزام دولة الإمارات ببناء بنية تحتية عالمية المستوى وتنويع مسارات التقدم الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يسهم القطار السريع بنحو 145 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة، مما سيخلق فرصاً جديدة عبر مختلف القطاعات ويطور التنقل الحضري في الدولة من خلال التكامل مع مترو دبي، والعمل جنباً إلى جنب مع خدمات سيارات الأجرة والـ«ليموزين» في أبوظبي.
وقال عبدالكريم: سيعزز القطار منظومة النقل الحالية، مما يوفر للمسافرين رحلة سلسة ومتصلة، وسيعمل تحسين الاتصال بين المدن على جعل السفر أسرع وأكثر سهولة، كما سيدعم نمو الأعمال التي تعتمد على وسائل النقل السلسة. ومن المتوقع أن يشهد قطاع السياحة تطوراً كبيراً مع تسهيل وصول الزوار إلى أبرز المعالم في أنحاء الدولة، وفي الوقت نفسه سيستفيد قطاع الخدمات اللوجستية من تقليل أوقات العبور، وتحسين كفاءة سلاسل التوريد.
وأضاف: علاوة على ذلك، سيدفع القطار عجلة التطوير على طول مساره، مما يشجع على استثمارات جديدة في المناطق المحيطة، مؤكداً أن المشروع يجسد رؤية الإمارات للابتكار والاستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قطارات الاتحاد الإمارات القطارات السريعة قطار الاتحاد القطار السريع قطار فائق السرعة أبوظبي ودبي القطارات قطاع النقل السكك الحديدية مشروع القطار فائق السرعة الرکاب فی الدولة مختلف القطاعات دولة الإمارات والکشف عن فی مختلف یؤدی إلى من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الفارس الشهم 3».. بلاد زايد تغيث غزة

الشارقة - جيهان شعيب

الإنسانية لا تتجزأ.. والإمارات بمواقفها النبيلة تثبت على الدوام أصالتها، ورقي شمائلها، وطيب أرضها المعطاءة، فأياديها البيضاء تبادر بالمساندة، والدعم، والعون، والجود بأكثر مما يمكن، لنجدة المظلومين، ودعم المنكوبين، ومؤازرتهم، وتقوية عضد المستضعفين، وتقوبة عودهم، كسبيل لإشعار الجميع بأنهم ليسوا وحدهم في محنهم، وأن التكاتف معهم واجب حتمي، الى أن تستقيم أمورهم، وتعود لمجراها.
وتتعدد المواقف الإنسانية للقيادة الحكيمة للإمارات، مع الدول كافة التي تعرضت لأزمات، ونكبات، وانتكاسات، ويشهد الجميع داخل الدولة وخارجها، على مبادراتهم الرحيمة، في ظروف مختلفة مرت بها كثير من الدول في المحيط العربي والعالمي، مستمدين نهجهم في ذلك من القيم التي رسّخها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان يؤمن بأن العطاء ليس مجرد عمل خيري، ومن قوله إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً بأخيه الإنسان.
على النهج ذاته، بالوقوف بشرف وأمانة مع الشعوب التي تتعرض دولها الى كوارث، وأزمات تقض مضاجعهم، وتسلبهم حقوقهم في العيش بأمان، واستقرار، اقتدت القيادة الطيبة، حيث لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مبادرات مشهودة في نجدة المنكوبين، ومن قول سموه «دولة الإمارات تواصل تقديم يد العون للمحتاجين إلى المساعدة في كل مكان، انطلاقاً من نهجها الإنساني الراسخ في هذا الشأن».
ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» داعماً للإنسانية بامتياز، حيث جعل من دبي والإمارات مركزاً عالمياً للمساعدات الإنسانية، ومن قوله «مسيرتنا الإنسانية تعبر عن هويتنا وعن طبيعتنا وعن ديننا، ومستمرون في الطريق الذي رسمه زايد وإخوانه منذ التأسيس».
وبالنظر الى بعض المبادرات الإنسانية للإمارات مع الشعوب المتضررة من الأزمات، والكوارث التي لحقت بدولهم، تتصدر عملياتها -التي انطوى مسماها على صفات القيادة الحكيمة من النبل والمروءة والشجاعة- «الفارس الشهم 1» عام 2021، والتي أطلقتها لمساعدة السودان بعد تعرضه لفيضانات كارثية، وتضمنت إرسال مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين، وتقديم مساعدات غذائية وإيوائية عبر جسر جوي إماراتي.
ثم تأتي عملية «الفارس الشهم 2» عام 2023، والتي وجهت لدعم ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وحينها أرسلت الإمارات فرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، ومواد إغاثية عاجلة، شملت عمليات إجلاء طبي للجرحى، وتقديم مساعدات غذائية ولوجستية.
تضامن إنساني
ونصل الى بيت القصيد، أي عملية «الفارس الشهم 3» التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، في 5 نوفمبر 2023، واستهدفت فيها الدولة دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، وتعد العملية الأكبر من حيث حجم المساعدات، والكلفة، والمتضررين، وتسجل العملية بشرف في سجل الإمارات من حيث التضامن الإنساني، والرحمة والتآزر.
حيث تجاوزت كلفة المساعدات 1.2 مليار دولار منذ إطلاق العملية، وشملت حتى 21 مارس الجاري، وعلى مدار 500 يوم من العطاء الإنساني المتواصل، تقديم أكثر من 65 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت، فيما أعطت الدولة من خلال هذه المبادرة تحديداً مثالاً حياً، وبشكل كامل على إنسانية ضاربة في صميم الكيان الإماراتي الأصيل.
كما جرى تسيير عشرات طائرات شحن و659 شاحنة نقل بري عبر معبر رفح، إضافة إلى 6 سفن شحن تحمل المساعدات، وسفينة رابعة عبارة عن مستشفى عائم، و6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون جالون يومياً، و5 مخابز بقدرة إنتاجية تتراوح بين 12,500 و15 ألف رغيف في الساعة، فيما في 19 يناير 2025، انطلقت المرحلة الأكبر من العملية، حيث تم تسيير قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية.


تبرعات مختلفة
وقدمت عملية «الفارس الشهم 3» أنواعاً مختلفة من التبرعات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، شملت إرسال أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، وتشغيل مستشفى عائم يقدم الخدمات الطبية والعلاجية، وإرسال فرق طبية متخصصة لإجراء عمليات جراحية معقدة، وتوفير خيام ومساكن متنقلة لإيواء النازحين، وتوزيع مستلزمات الإيواء مثل البطانيات، والمراتب، والوسائد.
وأيضاً جرى تقديم مساعدات مالية مباشرة للعائلات الأكثر احتياجاً، ودعم المشاريع الصغيرة لمساعدة الأسر على توفير مصدر دخل مستدام، وإرسال لوازم مدرسية وكتب للطلاب في غزة، ودعم المدارس والمراكز التعليمية لاستمرار العملية التعليمية، وشملت المساعدات أيضاً توزيع آلاف البطانيات والملابس الشتوية لمساعدة العائلات على مواجهة البرد، وتوفير مدافئ تعمل بالوقود وحقائب تدفئة للملاجئ والمنازل المؤقتة.
كما جرى دعم مراكز الإيواء بمواد عازلة لتحسين ظروف المعيشة في الطقس البارد، علاوة على إرسال شحنات من الوقود لتشغيل المستشفيات، والمخابز، ومحطات المياه، ودعم تشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات والمراكز الإنسانية، وتوفير الطاقة البديلة عبر ألواح شمسية لبعض المنشآت الحيوية.
وتعددت مساعدات الدولة كذلك للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث شملت كذلك إنشاء مستشفى بحري متنقل يقدم خدمات طبية متكاملة، وتقديم العلاج والجراحة للمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات الميدانية، ودعم الطواقم الطبية المحلية بالمعدات والأدوية اللازمة، علاوة على التعاون مع المنظمات الإغاثية الدولية لضمان وصول المساعدات بفعالية، وإطلاق حملات تبرع داخل الإمارات لدعم استمرار العملية الإغاثية، وإرسال فرق متخصصة لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتنسيق الإغاثة بشكل مستمر.
وأيضاً جرى إنشاء مستشفى ميداني في غزة، ومستشفى عائم في مدينة العريش في جمهورية مصر العربية الشقيقة مجهز بمختلف الأقسام التخصصية لعلاج الحالات الطارئة وإجراء العمليات، إضافة لمبادرة نقل الحالات الحرجة لاستكمال العلاج في مستشفيات دولة الإمارات، علاوة على مبادرة «طيور الخير»، وهي عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً، وأبرزها مناطق شمال القطاع، والعديد غير ذلك.
ولم تقف مبادرة «الفارس الشهم 3»عند ذلك فقط، بل شملت الكثير من أوجه المساندة، وتقديم العديد من المساعدات، التي وصلت لأكثر من مليون فلسطيني في غزة، وتضمنت بشكل عام بناء شبكة إغاثية متكاملة تشمل الغذاء، الصحة، الإيواء، والتعليم، مع استدامة المساعدات عبر خطط قصيرة وطويلة الأجل لضمان التعافي، وإعادة إعمار غزة، فيما تعد أكبر حملة إغاثية إماراتية، من الدولة لأخرى خارجها.
المرحلة الأكبر
وكانت المرحلة الأكبر من عملية «الفارس الشهم 3»، انطلقت في 19 يناير من العام الجاري، لتقديم المساعدات الإغاثية لسكان قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان هدنة إنسانية، حيث سيرت العملية قافلة إغاثية تتكون من 20 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية الضرورية التي تشمل المواد الغذائية، وكسوة الشتاء، والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتوفير الدعم الفوري للأسر المتضررة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها القطاع.
‏وقال حينذاك، حمد النيادي رئيس البعثة الإغاثية الإماراتية إن «الفارس الشهم 3» تمثل التزاماً مستمراً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه المرحلة هي الأكبر من نوعها ضمن سلسلة الجهود الإنسانية التي قُدِّمَت منذ انطلاق العملية، والتنسيق يتم بشكل كامل مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بأسرع وقت ممكن.
‏وبذلك، يصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، إلى 156 قافلة، وبلغت المساعدات الإماراتية الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق ضمن العملية نفسها إلى اليوم، والتي دخلت عن طريق البر حوالي 29784 طناً ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
‏وتواصل دولة الإمارات، تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، والتخفيف من آثار موجة البرد القارس، ومن حدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والأخوية التي تعكس عمق الروابط بين الشعوب، مع تأكيد أهمية استمرار الدعم لتحقيق أثر إيجابي مستدام في حياة المتضررين في غزة.
طيور الخير
يذكر أن مبادرة «طيور الخير»، التي أتت ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، كانت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، اعلنت انطلاقها لإسقاط المساعدات الإنسانية، والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطائرات القوات الجوية لجمهورية مصر العربية، على شمال قطاع غزة، لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
تراحم من أجل غزة
حملة «تراحُم من أجل غزة» التي انطلقت في دولة الإمارات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، في تعبير صادق عن نهج دولة الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني، حيث نظمت الحملة فعاليات في جميع إمارات الدولة ساهم فيها الآف المتطوعين لجمع السلال الغذائية والمخصصة للأطفال وللنساء والأمهات.
الأطفال المرضى
وإلى جانب ذلك استقبلت دولة الإمارات الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة، وقدمت لهم كامل أوجه الرعاية الطبية.

مقالات مشابهة

  • عيد الإمارات.. أجواء احتفالية وبهجة وطقس معتدل
  • خورفكان.. الوجهة المفضلة لعشاق الطبيعة والسياحة
  • أبرز فعاليات عيد الفطر 2025 في أبوظبي ودبي والشارقة.. احتفالات وألعاب نارية
  • «الفارس الشهم 3».. بلاد زايد تغيث غزة
  • منتخبنا الوطني أبرز المستفيدين في آسيا قبل تصنيف أبريل
  • أفخم القطارات | كيف تعمل وزارة النقل على تحسين الخدمات المقدمة للركاب ؟
  • بدء تطبيق قانون السير والمرور الجديد في الإمارات غداً.. وهذه أبرز التعديلات
  • سفارة الإمارات في بانكوك تنشر تنويهاً لمواطني الدولة
  • مكتب السكك يعلن عن برمجة خاصة لسير القطارات في عيد الفطر
  • الدار البيضاء..محطة قطار جديدة جنوب المدينة للرباط بين مختلف وسائل النقل