منارة الإنسانية والعطاء
تعزز دولة الإمارات موقعها الإنساني الرائد على قمة هرم العطاء العالمي عبر مد يد العون للمنكوبين والمحتاجين من خلال مضاعفة استجابتها بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة ولما يمثله العمل الإنساني فيها من رسالة وهوية وتوجه يعكس أصالة قيمها وحرصها على التجاوب الفعال لتلبية احتياجات المجتمعات بغض النظر عن دين أو عرق أو لون أو أي شيء آخر.
عطاء الإمارات متواصل وعلى قدر العزيمة في كافة المحطات ومنها إعلان “الهلال الأحمر الإماراتي” عن تدشين مشروع النقعة السكني في محافظة اللاذقية السورية، الذي يأتي بالتزامن مع “اليوم العالمي للعمل الإنساني”، وفي امتداد لجهود الدولة الإنسانية ويضم 47 وحدة سكنية “مسبقة الصنع” بهدف إيواء عدد من الأسر السورية التي فقدت منازلها جراء زلزال 6 فبراير الماضي، من ضمن 1000 وحدة سكنية “مُسبقة الصنع” في 7 مناطق بتكلفة 65 مليون درهم، سبق وأن تم الإعلان عنها في أبريل الماضي بمكرمة سامية من صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، بهدف إيواء العائلات السورية المتضررة.. وكذلك ما يعمل عليه مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد بتقديم الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين والمجتمع المحلي بالتنسيق مع الفريق الإنساني الإماراتي الذي يضم “هيئة الهلال الأحمر الإماراتي”، و”مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية”، و”مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية”، عبر التواجد على الأرض وتنفيذ الزيارات الميدانية وتوزيع السلال الغذائية التي استفادت منها 1200 أسرة، وتحديد الاحتياجات الضرورية للاجئين وسكان المنطقة الحدودية للسودان، والتنسيق مع الفريق الطبي في المستشفى الميداني الإماراتي بجميع أقسامه وتخصصاته” الذي يواصل تقديم الخدمات العلاجية.
الدعم الإنساني المقدم من الإمارات لا يقتصر على فترات معينة.. إذ تحرص الدولة على إنجاز مشاريع للتنمية في عشرات الدول برؤية عصرية وفي قطاعات شديد الأهمية مثل الطاقة والغذاء والصحة والتعليم وغيرها، ويفخر العالم وهو يواكب كيف أن التجاوب مع احتياجات الدول الشقيقة والصديقة ينطلق من قيمة التآخي الإنساني ودون طلب بل تعبيراً عن إحساس نبيل لتأخذ بيدها وأنها لن تكون بمفردها، وليس أدل على ذلك من أن مساعي الدولة تشكل الداعم الأكبر لتحقيق الأهداف الأممية، فحيث توجد معاناة لأي سبب يسارع أبناء الوطن للإغاثة انطلاقاً من المبادئ التي يحملونها وتأكيداً لحرص الإمارات على تعزيز صدارتها المستحقة للدول المانحة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
2025.. «عام المجتمع الإماراتي»
إعلان رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عن تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» هو أمر بالغ الأهمية شديد التأثير في نسيج الشعب والدولة في هذا الوطن المتقدم.
قال الشيخ محمد بن زايد: «إن عام 2025 هو عام سوف نعمل فيه على تعزيز الروابط في مجتمعنا وأسرنا وترسيخ المسؤولية المشتركة في بناء وطننا وإطلاق الإمكانيات والمواهب».وقال في تغريدة على موقعه الرسمي في منصة «إكس»: «إننا نريد المجتمع القوي المتماسك والمستقر»، ثم عاد وقال: «كي يستطيع هذا الوطن تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والتخطيط السليم لمستقبله».
وكما عودنا الشيخ محمد بن زايد أن يكون – دائماً – سباقاً في رؤيته لآمال وأحلام وتحديات المرحلة، فإن دعوته هذه فيها رؤية عميقة لتحدٍّ يواجه كل شعوب العالم التي تتسارع فيها تحديات التطور والتغيير في كافة المجالات.
وأرقام دولة الإمارات وإنجازاتها في عدة مؤشرات عالمية تؤكد أن سرعة الإنجازات غير مسبوقة، فهي من أهم عشر دول عالمية في جودة الخدمات ونوعية جودة الحياة، والأولى في مؤشر التنمية البشرية في العالم العربي والمنطقة، وهي الدولة رقم 17 من بين 193 دولة في مؤشر التنمية البشرية.
وتدل المؤشرات العالمية على أن الإمارات سوف تحقق في العام المالي الحالي نسبة نمو تقدر بـ 4% وهي نسبة عالية للغاية في ظل عالم مضطرب ومأزوم.
رغم ذلك كله تدرك قيادة دولة الإمارات بنظرة عميقة أن كل المؤشرات غير المسبوقة في مجال الإنجازات في كافة المجالات – رغم أهميتها – يجب ألا تعلو على مسألة «روابط المجتمع وحفاظ الأسرة على صفاتها الطيبة الأصيلة المغروسة فيها منذ قديم الزمن».
وكأن قيادة دولة الإمارات تريد تحقيق المعادلة الحكيمة الذكية التي تعتمد التوازن بين «تحقيق أعلى معدلات التقدم في كافة مجالات العلم والتكنولوجيا والخدمات، مع التمسك الشديد بأصول المجتمع الإماراتي الطيبة التي ساهمت في بنائه على أسس من المحبة والتسامح والتكافل».
شرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذا المفهوم في رسالته حول عام المجتمع حينما قال:
«إعلان عام 2025 عام المجتمع هو رسالة بأولويات المرحلة المقبلة».
وحدد الشيخ محمد بن راشد في رسالته معنى هذه الدعوة التي أطلقها رئيس الدولة، حينما قال: «إنها دعوة للاهتمام بالصغير قبل الكبير، وبالفقير قبل الغني وبالضعيف قبل القوي».
ما قيل في هذا المجال هو كلام مكتوب بماء من ذهب، يطمئن هذا الجيل والأجيال القادمة في الإمارات أن الإنسان هو كما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو «ثروة هذا الوطن الحقيقية».
فعلاً رؤية حكيمة لمسألة تعرض نفسها على كل المجتمعات المتقدمة.