أكدا أن القرار يستهدف الشعب اليمني ويعكس الانحياز للعدو الصهيوني النواب: القرار يعكس انحياز الإدارات الأمريكية لكيان العدو وشراكتها معه في كل جرائمه السياسات المعادية لن تزيد الموقف اليمني إلا مزيداً من الصمود في مواجهة كافة المخططات الصهيونية الأمريكية البريطانية ندعو برلمانات وأحرار العالم إلى إدانة التصنيف لما له من تداعيات على الوضع الإنساني في اليمن  الشورى: أمريكا وبريطانيا و«إسرائيل» هم من يجب أن يُصنَّفوا في قوائم الإرهاب

 

 

الثورة /

 

أدان مجلس النواب قرار الإدارة الأمريكية إدراج أنصار الله فيما تسمى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وأكد المجلس في بيان صادر عنه، أن هذا التصنيف لا يستهدف أنصار الله كمكون يمني أصيل ملتزم بأداء واجباته الوطنية والقومية والإسلامية بقدر ما يشكل استهداف للشعب اليمني، ويأتي في إطار الانتقام من اليمن لمواقفه الثابتة والتزامه الديني والأخلاقي في إسناد ودعم القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مج وذكّر مجلس النواب بقرار محكمة العدل الدولية باعتقال مجرمي الحرب، والتحيز الأمريكي للحيلولة دون تنفيذ القرار من خلال توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرارات كانت قد صدرت بفرض عقوبات على مستوطنين صهاينة ارتكبوا جرائم بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة ما يتطلب تحركاً واسع النطاق لمتابعة تنفيذ قرار محكمة العدل باعتقال مجرمي الحرب الصهاينة وتقديمهم للمحاكمة ومحاسبتهم على المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.

كما ذكّر المجلس بقانون كان قد أقره بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، الذي هدف إلى مواجهة الأعمال العدائية، والممارسات التي تمس بسيادة الجمهورية اليمنية واستقلالها من أي دولة كانت وفي مقدمتها الكيان الصهيوني أو أي جماعة لها أنشطة معادية لليمن، وذلك في جلسته المنعقدة يوم الأربعاء 4 شعبان 1445 هـ الموافق 4 فبراير 2024م.

كما أشار البيان إلى أن أمريكا تريد الهروب من استحقاقات السلام التي كانت قد استخدمتها كورقة سياسية في الانتخابات السابقة لترجيح كفة بايدن .

ونوه مجلس النواب بأن العالم أصبح يعرف اليوم مدى تخبط الإدارة الأمريكية وسياساتها المتناقضة، والتي تعيش أزمة إنسانية وأخلاقية وبالتالي فلا أثر لتصنيفها العدائي لأنصار الله لأن موقف اليمن بكل قواه الحية على كافة المستويات الرسمية والشعبية قيادة وحكومة وشعباً موحد تجاه نصرة الأقصى والقضية الفلسطينية.

وأفاد بأن القوات المسلحة اليمنية تؤدي واجباتها ومهامها وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية والقوانين الصادرة عن مجلس النواب في حماية السيادة الوطنية على كامل الجزر والمياه والأراضي اليمنية.

وجدد المجلس رفضه المطلق للتصنيف الأمريكي لأحد المكونات اليمنية الأصيلة منظمة إرهابية.

ولفت إلى أنه سبق وأقر وضع الكيان الإسرائيلي والنظامين الأمريكي والبريطاني على رأس قائمة الإرهاب، وذلك في جلسته المنعقدة يوم السبت، 9 رجب ١٤٤٥هـ الموافق ٢٠ يناير ٢٠٢٤م، إضافة إلى إقراره قانون حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو الصهيوني والتطبيع معه، في جلسته المنعقدة يوم السبت بتاريخ 27 ربيع الآخرة 1445هـ الموافق 11 نوفمبر 2023م، والذي جاء انسجاماً مع ما يمليه الواجب الديني والوطني والقومي وانتصارا للحرية والعدالة والسلام ودرءًا للمخاطر التي يشكلها كيان العدو الصهيوني على اليمن والمنطقة العربية، وتحصينًا من مخاطر الاختراق الصهيوني واستجابة للمطالب الشعبية الرافضة للتطبيع، وما يرتكبه العدو من مجازر وحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني وصولاً لإجباره على وقف الانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية في الأراضي العربية المحتلة.

وشدد المجلس على ضرورة تعزيز وحدة الصف اليمني ورفد مسيرة الصمود بمزيد من الإصرار والثبات والنفير العام لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي وأذياله في المنطقة.

ورأى أنه من السخرية أن تصف أمريكا خصومها بالإرهاب وهي رأس الشر والإرهاب في العالم، مؤكداً وضع كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظامين الأمريكي والبريطاني على رأس قائمة الإرهاب في العالم.

واستهجن مجلس النواب تماهي ما يسمى بمجلس رئاسي الثمانية الخونة بإيعاز سعودي إماراتي، مع قرار التصنيف الأمريكي والترحيب به بالتزامن مع ترحيب وزير الخارجية الإسرائيلي.. داعياً الأحرار في المحافظات اليمنية المحتلة إلى التصدي للتحركات الأمريكية البريطانية الصهيونية ومواجهة مواقف الخزي والعار التي يتبناها المرتزقة.

وجدد مجلس النواب تحذيره من أي تحركات مشبوهة من شأنها التفريط بالسيادة اليمنية أو أي من مقدرات وثروات الشعب اليمني، محملاً مرتزقة العدوان مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية للمواطنين في المحافظات المحتلة.

من جهته أدان مجلس الشورى بأشد العبارات إعادة تصنيف أمريكا لأنصار الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

واعتبر المجلس في بيان صادر عنه، أن خطوات أمريكا بحق الشعوب الحرة والرافضة لسياسة الهيمنة والتسلط التي تنتهجها واشنطن يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وتعديا سافرا على حق الشعوب في الحرية والاستقلال.

ولفت إلى أن هذا التصنيف الذي يستهدف كامل الشعب اليمني نتيجة موقفه المشرف مع الشعب الفلسطيني، يجسد سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها أمريكا رأس الشر والإرهاب في العالم ومن تموله وتقوم بدعمه في عدد من دول العالم والشواهد على ذلك كثيرة.

وأشار البيان إلى أن من يجب أن يصنف ضمن قوائم الإرهاب هي من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين بنيران أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة.

ولفت إلى أن أمريكا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إجهاض وإفشال خطوات السلام في اليمن ومواصلة العدوان على الشعب اليمني وزيادة معاناته .

مؤكدا أن الشعب اليمني سيظل وفيا وثابتا في دعمه لكل خطوات القيادة الثورية والسياسية المتعلقة بدعم قضايا الشعوب المظلومة وفي المقدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وطالب المجلس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي إلى إدانة هذا التصنيف الذي جاء على خلفية دعم اليمن لغزة وما سيترتب عليه من تداعيات سلبية على الجانب الاقتصادي والإنساني للشعب اليمني.

إلى ذلك أدان مجلس الشورى بأشد العبارات إعادة تصنيف أمريكا لأنصار الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

واعتبر المجلس في بيان صادر عنه، أن خطوات أمريكا بحق الشعوب الحرة والرافضة لسياسة الهيمنة والتسلط التي تنتهجها واشنطن يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وتعديا سافرا على حق الشعوب في الحرية والاستقلال.

ولفت إلى أن هذا التصنيف الذي يستهدف كامل الشعب اليمني نتيجة موقفه المشرف مع الشعب الفلسطيني، يجسد سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها أمريكا رأس الشر والإرهاب في العالم ومن تموله وتقوم بدعمه في عدد من دول العالم والشواهد على ذلك كثيرة.

وأشار البيان إلى أن من يجب أن يصنف ضمن قوائم الإرهاب هي من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين بنيران أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة.

ولفت إلى أن أمريكا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إجهاض وإفشال خطوات السلام في اليمن ومواصلة العدوان على الشعب اليمني وزيادة معاناته الإنسانية نتيجة الحصار المفروض منذ نحو عشر سنوات.. مؤكدا أن الشعب اليمني سيظل وفيا وثابتا في دعمه لكل خطوات القيادة الثورية والسياسية المتعلقة بدعم قضايا الشعوب المظلومة وفي المقدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وطالب المجلس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي إلى إدانة هذا التصنيف الذي جاء على خلفية دعم اليمن لغزة وما سيترتب عليه من تداعيات سلبية على الجانب الاقتصادي والإنساني للشعب اليمني.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الإرهاب فی العالم هذا التصنیف الذی الشعب الفلسطینی التی تنتهجها الشعب الیمنی لأنصار الله مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

ملحمة الشعب الفلسطيني: أنشودة الأرض، الدم، والتراث

فبراير 24, 2025آخر تحديث: فبراير 24, 2025

د. أروى محمد الشاعر

أهذا الشعب الفلسطيني بشرٌ مثلنا، أم جاؤوا من عالم آخر؟

من أين يستمدون كل هذا الصبر، كل هذا الكفاح، كل هذا العشق للمقاومة؟ أهناك روحٌ إلهية تعانقهم، تمنحهم القوة كلما اشتدّ الحصار؟

إنه شعبٌ كتب ملحمته بمداد من الصبر والدم، نقشها في حدائق الجنات، وسقاها من ينابيع الجراح والأمل، لكن فلسطين ليست فقط دماءً وتضحيات، إنها إرثٌ خالد، وتراثٌ يقاوم النسيان كما يقاوم المحتل.

على مرّ التاريخ، جسّد الفلسطينيون قيم الكرم والتسامح، ففتحوا أبوابهم للأرمن واليهود الذين أجبروا على الرحيل من أوروبا، بما في ذلك أرمينيا. لم يكن استقبالهم مجرد إيواء، بل كان احتضانًا إنسانيًا حقيقيًا، حيث وفّروا لهم المنازل والأمان، ليعيدوا بناء حياتهم وسط بيئة يسودها التآخي والتعايش.

منذ أن وُلد الفلسطينيون، والأرض تسكن في أعماق روحهم، يحملونها

في كفوفهم المثقلة بالألم. في كل بيت فلسطيني، يولد طفلٌ وتولد معه وصية: لا تفرّط، لا تتنازل، لا تنحنِ، فالأرض ليست ملكًا لك وحدك، بل هي أمانة الأجداد، وحلم الأجيال القادمة. يشقّ الأطفال طريقهم بين الرصاص، ويصنعون من حجارتهم أجنحةً تعانق الحرية. في العيون حكايا جيلٍ طاردته النكبات، لكنه لم يرضَ بأن يكون إلا فاتحًا للأمل، راوياً للغد.

يقف طفل أمام الدبابة، يُشهر حجارتَه في وجه الطغيان، ويؤمن  بأن الحق، مهما طال الظلم، هو المنتصر في النهاية، يحمل حقيبته الممزقة ويمضي إلى مدرسته، يقرأ في كتابه عن العالم، كيف ينعم الأطفال في مدن الرخاء بطفولة هانئة؛ يحملون حقائبهم المدرسية الجديدة، يذهبون إلى مدارس مجهزة بأحدث التقنيات، لكن قلبه لا يعرف إلا لغة واحدة:

لغة الأرض. على الجدار المهدم، يرسم شمسًا لا تغيب، وشجرة زيتونٍ لا تُقلع، وحمامةً تحلق بعيدًا، هذا الطفل، رغم كل المعاناة والصعاب، يحمل في قلبه أملًا لا ينطفئ، وحلمًا بوطن حر يعيش فيه بسلام.

الأرض هنا تنجب الرجال، رويت بدمهم الذي اختلط بالتراب والأحجار، تودعهم وهم يرحلون شهداء، لكنها تعرف أنهم سيعودون في كل غصن زيتون، في كل زهر لوزٍ يورق عند أبواب البيوت المهجورة. كم مرةٍ ظنّ المحتل أن الذاكرة تُمحى، فإذا بها تشتعلُ أكثر، تزهرُ من جديد، تتحدّى الموت في كل مرة، وكم مرة اقتلع جذور الزيتون، فإذا بها تمتد أعمق.

في صباحٍ تكلله رائحة الزعتر، تودّع أمٌ ابنها الشهيد. لا تبكي، بل تزغرد، لأن دماءه لم تذهب هباءً، بل تنبت قمحًا في السهول، وزهرًا في الروح. على كتفها كوفية، وفي قلبها وجع، لكن في عينيها نورٌ لا يخبو. لقد أدركت أن الفجر، وإن تأخر، قادمٌ لا محالة.

“سأحمل روحي على راحتي

وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياةٌ تسرّ الصديق

وإما مماتٌ يغيظ العِدى”

هكذا قال عبد الرحيم محمود قبل أن يسقط شهيدًا، وكأن صوته لم يخبُ، بل صار نشيدًا يتردد في أناشيد الصغار وزنازين الأسرى.

وكما تحفظ الأرض دماء الشهداء، فإنها تحفظ التراث في كل تفاصيلها.

فالفلاح الفلسطيني، وهو ينثر بذور القمح، لا يزرع الأرض فقط، بل يزرع ذاكرةً وأملًا، يردد المواويل القديمة التي حملها الأجداد كرايةٍ لا تسقط:

“يا أرضنا الغالية يا ريحة الجدود، فيك الصبر مزروع والزرع ممدود، مهما جرفوكِ ومهما صاروا حسود، تبقي الأبية وما يطولك الغاصب، زرعنا الأرض ورد وسقيناه بدموع، كبرت السنابل والشمس إلها شموع، لو هدّوا الدار وسرقوا المفتاح، نبنيها من أول وما نرجع للرجوع”

إن الثوب الفلسطيني هو هوية تنبض بالحكايات، مغزول بخيوط الصبر، ومطرّز بأنفاس المقاومة. كل شكل هندسي وكل غرزة تروي فصلاً من تاريخ فلسطين، وفي زخارفه سيرة وطنٍ لا يشيخ، يحاك بأصابع الأمهات كما يُحاك المجد، المدن العتيقة تسكن تفاصيله، والألوان تحكي قصص الأجداد، يتوشّح بروعة الأرجوان الكنعاني، ذاك اللون الذي استخرجه أجدادنا  الكنعانيون من أصداف الموركس، لون الملوك والكهنة والنبلاء، رمز العظمة التي لا تهزمها العصور. لم تكن الأمهات تُطرّزنه للزخرفة، بل كنّ يحيكن في نسيجه ملامح الأرض، وذاكرةً تتحدى النسيان، ويطرّزن ألف عامٍ من الصمود، حتى في الشتات، حين تمزّقت الأثواب، ظلّت النساء يطرزن، يحيكن حلم العودة في كل ثوب، وكأن الخيوط تتحوّل إلى درب يعيد اللاجئين إلى مدنهم وقراهم المهجورة، قالت فدوى طوقان:

“إنني جُذِرْتُ في أرضي كرمحِ اللوزِ في الغيمِ…

وما زالت عيونُ الفجر في عينيَّ مشدودة

كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل

وانهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسول”.

حين يدبك الشباب الفلسطيني، يُعلن أن الأرض له. خطواتهم تضرب الأرض، كأنها توقيعٌ جديد على ملكيّتها. حتى في أعراسهم، يُغنّون لفلسطين، تُرفع الكوفية، وتعلو الزغاريد، فلا الفرح ينسيهم قضيتهم، ولا الحزن يُسقط من أيديهم راية المقاومة.

كما قال إبراهيم طوقان:

“موطني…..موطني

الجلال والجمال والسناءُ والبهاء في رباك في رباك”

في فلسطين تُورّث زيتونة الجدّ وتظل قائمة مئات السنين، لا تخيفها الجرافات، شاهدةٌ على حروبٍ، مجازر إنتفاضات وصلوات. المحتلّ يقتلع الشجرة، لكن الجذور تظلّ حيّة، تنتظر العائدين كي تولد من جديد، هناك التين والرمان والليمون في القرى العتيقة، نوافذ البيوت والأبنية المصنوعة من الحجر الكنعاني، كلها شواهد على أن فلسطين متجذرة في التاريخ، لا تُمحى مهما تبدّل الغزاة والمحتلون، هي الزيت والزيتون، هي رائحة الطابون في الصباح مع الأم التي تعجن الخبز، هي حكايات الجدات التي لا تزال تسري في دماء الأحفاد. في أزقتها، تعلو الأهازيج القديمة، وفي سمائها، لا تغيب أحلام الذين رحلوا وهم يحلمون بالعودةً، إنها الأرض التي تنبت الأحرار حتى لو حاصرها الطغيان، تظل تنتظر أبناءها ، كما تنتظر الأم ابنها الأسير، وكما تنتظر السنابل المطر لتزهر من جديد.

في المخيمات حلمٌ لا يموت: في كل بيتٍ لاجئ، مفتاحٌ قديمٌ يُعلّق على الحائط، ليس لأنهم يأملون فقط، بل لأنهم يعرفون أنهم سيعودون وأن الأوطان لا تضيع ما دامت منقوشة في أعماق ذاكرتهم وما دام القلب ينبض بها، تعلّم الأطفال أسماء مدنهم وقراهم التي لم يروها، حفظوها كما يحفظون أسماءهم. تسأل طفلًا أينما يعيش خارج فلسطين عن وطنه، فيجيبك: أنا من عكا، من يافا، من حيفا، من اللد، من بيسان. كيف تُمحى الأوطان من القلوب، وهي محفورةٌ فيها كالنقش على الصخر .يرددون ما قاله الشاعر أبو سلمى:

“سنرجعُ يومًا إلى حيّنا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما

يمرّ الزمان. وتنأى المسافات ما بيننا”

لا يُكتب التاريخ إلا بمن رفض أن يكون في طيّات النسيان. في الزنازين، ينقش الأسرى حريتهم على الجدران، كأنها عهدٌ بأن الروح لا تُسجن، وأن الإرادة أقوى من القضبان. رغم العزل والقيود، يكتبون تاريخ الصبر، يرسمون مفاتيح العودة، ويتحدّون الحديد بأملٍ لا ينطفئ ، ومع كل فجرٍ جديد يبتسمون رغم الألم، لأنهم يؤمنون أن القيود ستنكسر، وأن الحرية قادمة لا محالة، يحفظون الشعرالذي كتبه شاعر الأرض المحتلة توفيق زياد:

“هنا على صدوركم، باقون كالجدار

وفى حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار

وفى عيونكم زوبعة من نار

نجوع ، نعرى، نتحدى، ننشد الأشعار

ونملأ السجون كبرياء

إنا هنا باقون، فلتشربوا البحرا

إذا عطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا، ولا نرحل

وبالدم الزكى لا نبخل

هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل

يا جذرنا الحى تشبث

واضربى فى القاع يا أصول”

فرغم الدمار، رغم القتل والحصار، رغم ليل الاحتلال الطويل، تظل فلسطين شعراً وأنشودةً لا تموت. في شوارع القدس، بين قبابها الذهبية، في مساجدها وكنائسها، في صوت الأذان وتراتيل الأجراس، هناك وطنٌ يقاوم. حلم العودة لا ينتهي، سينبت الورد في الساحات التي روتها دموع الأمهات ودماء الشهداء وعذاب الزنازين، وسيعود اللاجئون إلى بيوتهم، وستُفتح الأبواب بمفاتيح العودة، وسيتردد في الأفق صدى صوت فيروز :

“لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي

لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن يا قدس

عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد

تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد

يا ليلة الإسراءً يا درب من مروا إلى السماء

عيوننا إليك ترحل كل يوم وإنني أصلي.

مقالات مشابهة

  • الإمارات: صون حقوق الشعب الفلسطيني موقف ثابت
  • عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني اللواء الزُبيدي : نتطلع لدور أوروبي أكبر لدعم المشاريع التنموية في اليمن
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة
  • الخارجية اليمنية: نحن مع سلام دائم وعادل وجاهزون لأي أي تصعيد ولن تتمكن أمريكا من حماية السعودية
  • مجلس النواب يدعو الاتّحاد البرلماني الدولي للتدخل لوقف العبث الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن
  • وزير الخارجية الإيراني: نرفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • العباني: مجلسا النواب والدولة يعملان على تشكيل سلطة تنفيذية واحدة لإنهاء الأزمة
  • كابوس تطوُّر القدرات اليمنية يطاردُ قادة الجيش الأمريكي بعد هزيمة البحر الأحمر
  • ملحمة الشعب الفلسطيني: أنشودة الأرض، الدم، والتراث