صحيفة الخليج:
2025-02-03@20:25:20 GMT

سلطان 53 عاماً شارقة

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

في عام الحكم والحكمة الثالث والخمسين لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نتأمل الزمان والمكان والتاريخ في قصة إمارة التنمية والبناء والعمار والفنون والآداب والتعليم والصحة والأمن الغذائي والبيئة.
إمارة المعرفة والكتاب والثقافة، وفي موازاتها والتكامل معها: تطوير المرافق، وتحديث الخدمات، وإعمار الصحراء، كما إعمار الجبال وَبَثّ الحياة الحديثة الراقية في القرى والأرياف، ومدّ شبكات الطرق والجسور والأنفاق التي تتحوّل في الرؤية البصرية الجمالية إلى أعمال فنية.


في نصف قرن وثلاثة أعوام يقف المرء على معطيات إمارة الخدمات المجتمعية اليومية، وحاجات المواطنين والمواطنات، وتوفير السكن المحترم الكريم، والتأمينات الصحية والاجتماعية، ومرة ثانية، في الموازاة والتكامل مع كل ذلك تتبلور دائماً صورة الشارقة العربية والدولية بمشروعها الثقافي المتجدّد دائماً منذ نهاية سبعينات القرن العشرين، وإلى اليوم.
إمارة بهذا التدبير الحاكم والحكيم، وبهذه الخصوصية الفنية والإبداعية والإدارية إنما عمل عليها وحملها في عينيه وقلبه حاكم عادل مثقف، يعرف أهل داره وديرته بالاسم والعائلة والنسب والحسب، كما يعرف المكان وطبيعته وجيولوجيته في الشارقة. يعرف مسارات الغيم، ومواقع الماء وأفلاجها وجريانها، كما يعرف أسماء النبات والكائنات الحية في محميات وامتدادات الشارقة من أنحائها وضواحيها إلى المنطقة الوسطى، إلى المنطقة الشرقية ضمن تسلسل جغرافي وتاريخي يستوعبه كلّه رجل ثقافة، وليس، ثقافة الآداب والفنون والتاريخ فقط، بل، ثقافة البيئة المكانية التي حوّلها سموّه إلى سنابل قمح، وضروع حليب، وأقراص عسل ضمن منشآت إنتاجية عالمية حديثة.
حاكم، أبوي، رحب الصدر، مبتسم دائماً، قلبه في عينيه، وجملته ترحابية بلغة أهل العز والطيبة والتسامح.. بهذه الشخصية القيادية المتوازنة والمثقفة حكم الشارقة. أولاً وثانياً وثالثاً بلاده فبلاده فبلاده، ما من مواطن على ظهره دَيْن أو عبء مادي أو حتى معنوي إلا ووجد في ديوان سموّه حلاً لأزمته، وما من سيدة غُبنت أو ظلمت إلا وأعاد لها كرامتها المادية والمعنوية، وما من متفوّق ومبدع واستثنائي في تخصصه أو في تفكيره إلا وجد عند والده سلطان.. قيم الحنان، والعطاء، والتواضع الجم الذي يليق بأخلاق العظماء.
مشاريع الخدمة المدنية، ومؤسسات التدبير الحياتي اليومي توازيها مشاريع ثقافية ومبادرات عمل أدبي عربي عالمي، وفي عهده الأبوي الأخلاقي أهدى الثقافة العربية معجم تاريخ اللغة العربية في 127 جزءاً، وعرضت أعماله المسرحية على خشبات عالمية، وترجمت إلى لغات حية.
كتب وبحث في التاريخ، اشتغل على العشرات من الأعمال المسرحية ذات العروض الإخراجية الجماعية الكبرى، كتب الشعر الفصيح والشعبي، كرّم ديوان العرب بمبادرة بيوت الشعر العربية في عدد من البلدان الشقيقة، وَمَدّ جسور الثقافة العربية والإماراتية من الشارقة إلى إفريقيا.
عينا سموّه على كل صغيرة وكبيرة، وفي قلبه إمارته وأهلها ومقيموها. الخلق الرفيع الذي هو نموذج خلق سموّه هي المعيار، وهي معيار عربي إسلامي يقوم على مضمون أرفع كتاب في البشرية: القرآن الكريم.
53 عاماً من العمل والمتابعة والحضور، نعم الحضور القيادي، والحضور الثقافي، والحضور الإماراتي المحلي، والحضور الدولي، والحضور الأكاديمي، الحضور سواء أكان بشخص سموّه، أم عبر تراثه الأدبي والإبداعي، من حيث مصفوفة كتبه التي جاوزت الثمانين عنواناً، أو الحضور عبر مبادرات سموّه التاريخية والفارقة دائماً، مثل بيت الحكمة في الشارقة، ودارة سلطان للبحوث، ومدينة الشارقة للنشر، ومثل حضور مبادرات سموّه في مؤسسات عربية ومتاحف ومعاهد ثقافية في أوروبا، وبناء علاقات بحث جامعية دائماً مع أرقى وأعرق جامعات العالم، وسموّه بنفسه يذهب إلى كل هذه المؤسسات العلمية، ويقتطع الكثير من وقته وجهده البدني والتفكيري، من أجل حقيقة أو وثيقة أو خريطة أو صورة أو مخطوطة من شأنها أن تفيد مختبره البحثي والعلمي.
صاحب السموّ حاكم الشارقة في العام الثالث والخمسين، أعطى إمارته وأهله ووطنه العربي أكثر بكثير من خمسين عاماً بحساب الزمن التقويمي أو الساعاتي، ذلك أن الفكر أقدم من الزمن، والفكر الحيّ والحضاري الذي يتبناه سموّه يتجاوز نصف القرن إلى قرون.
بنى صاحب السموّ حاكم الشارقة، هوية إمارة، ووضع علامات راسخة لهذه الهوية، إنها العلامات التاريخية التي لا تزول مع الزمن كما يفعل الكبار العظماء في التاريخ.
يتمثل صاحب السموّ دائماً تجربة كبار العلماء وعظماء الحكم ورجال الحكمة، وبناة العقول والمعرفة والتاريخ وتراثهم.. ولكل امرئ من اسمه نصيب، ولحاكم الشارقة نصيبان، نصيب الأب الحاكم، ونصيب الأب الحكيم، بحكمة العرش مسك سلطان الخير وفاض به على أهله، وبحكمة القلم مسك سلطان معنى الورقة والقلم والكتاب، وبهما معاً كَرّم الفكر والآداب والعلم والفنون.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حاکم الشارقة

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يفتتح مهرجان الشارقة للشعر النبطي

افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم الإثنين فعاليات الدورة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، الذي تنظمه دائرة الثقافة، ويستمر حتى 10 فبراير(شباط) الجاري بقصر الثقافة، بمشاركة 60 شاعراً وشاعرة من مختلف الدول العربية.

وشاهد والحضور في بداية حفل الافتتاح عرضاً مرئياً؛ تناول مسيرة الشاعِرَينْ المكرّمينْ في هذه الدورة، وهما الشاعر زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي والشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي، وأبرز محطاتهما الأدبية وإسهاماتهما في الشأن الثقافي العام على مستوى كتابة الشعر النبطي، وما يميّز قصائدهما التي تعتبر من عيون الشعر النبطي في دولة الإمارات.
وتغنى الشاعران خلال العرض بأبياتٍ شعرية قدما من خلالها شكرهما وامتنانهما إلى حاكم الشارقة على تكريمهما في إطار اهتمامه بالشعراء القدامى.
يعتبر الشاعر زعل بن سرحان الغفلي أحد شعراء إمارة الشارقة البارزين، وكان له حضوره الملموس بين الشعراء، وعاصر كبار الشعراء في الإمارات، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ويعتمد في صياغته اللغوية وبنية النص الفنية على المفردات المحلية الأصيلة وكتب الشعر الاجتماعي والغزل والمدح.
ويُعد الشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي من الشعراء أصحاب التجربة الشعرية الثرية، الذين أسهموا في حفظ الموروث الشعري والتوثيق لمراحل مهمة في التاريخ الإماراتي، وتغنى بقصائده عدد من الفنانين وارتبط بصداقات جمعته مع كبار شعراء الدولة، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
وقدّم الشاعر بطي المظلوم، مدير مجلس الحيرة الأدبي قصيدةً بعنوان "شارقة سلطان" بمناسبة افتتاح المهرجان، تناول فيها جهود ودعم حاكم الشارقة للثقافة بشكل عام، وللشعر بمختلف أنواعه على وجه الخصوص، حتى أصبحت الشارقة منارةً للثقافة قائلاً فيها :"
يا (شارقة سلطان) من هو يساويك؟
وْيا عاصمة للشعر والفخر عنوان
اسمك نفاخر به وبالحيل نغليك
تاجِ على كلّ العواصم والأوطان
الله حباك بْحبّ من حبّ واليك
والله يزيدك من كرم طيب (سلطان)
لبّسْك من عقد الثقافة ويهديك
وأجمل بيوت الشعر تنساب قيفان ".
وفي أولى أمسيات المهرجان أنشد الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي قصيدةً بعنوان "الونّة" تناول فيها أهمية هذا اللون التقليدي من فنون الإبداع الشعري ذي الألحان العذبة في التراث الثقافي لدولة الإمارات، والذي يبثّ عبره الشاعر حزنه وما يعتري نفسه من آلام، قائلاً :"
الونّة المطلوبة وَاهّلها لي غدَو
فنٍّ تقضّى دوبه على عِدّها وردَوا
أهل الشّعر يرّوا به مرّوا به وأبعدو
وحنّا غزلنا هدوبه شروا غزل السّدُو
انوِنّ به ونسموا به في ليلٍّ به هدَو
نطرب على أسلوبه ونذكّر به بدو
و(الشّيخ) له مايوبه دعوات اللّي اسجدو
صان الشّعر وقروبه ويعلّم لي بِدَو ".
كما ألقى الشاعر عبد العزيز بن سدحان من المملكة العربية السعودية قصيدةً بعنوان "الشارقة"، عبّر فيها عن الأثر الكبير للشارقة في الثقافة العربية، ودعم حاكم الشارقة لازدهار حركة الشعر في مختلف الدول العربية، قائلاً فيها :"
يا عرّاب الثّقافه طافت بلادك على البلدان
هنا للعلم فيها والنّشاطات الثقافيّه
حراكٍّ تستنير به العقول ويشحذ الأذهان
يحررّها من آثار الجهَل وِمن الظّلاميّه
بنيت أعلى الصّروح اللّي تحَتها كُرّم الإنسان
وحطّيت لمجالات العلوم الفذّه آليّه
رسمت لغايتك خطّه ونفّذت الخطط باتقان
وحقّقت الطّموحات الكبار بكلّ نديّه ".
وقد كرم حاكم الشارقة الشاعِريْن زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي وعوض بن راشد بالسبع الكتبي على ما قدماه من عطاءٍ مستمر أثرى الشعر النبطي في الدولة.
ويواصل المهرجان فعالياته وأمسياته في الأيام المقبلة، حيث تقام 9 أمسيات شعرية، منها جلسة شعرية مخصصة لشاعرات من الوطن العربي، وندوة تناقش المسيرة الأدبية للشاعرين المكرّمَيْن في دورة هذا العام من المهرجان.
وسينتقل المهرجان يومي 9 و10 فبراير إلى مدينتي الذيد وكلباء في توزيعٍ متميز لفعالياته، موفراً فرصةً كبيرة للمشاركين من مختلف الدول العربية للتعرف على التراث الثقافي في مدن إمارة الشارقة.
حضر افتتاح المهرجان كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب حاكم الشارقة، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، والدكتور منصور بن محمد بن نصار، رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور علي ابراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وجمعُ من المسؤولين والشعراء من ضيوف المهرجان.

مقالات مشابهة

  • سلطان القاسمي يفتتح مهرجان الشارقة للشعر النبطي
  • حاكم الشارقة يوجه بتوظيف 500 مواطن ومواطنة في الجهات الحكومية
  • حاكم الشارقة يوجه بصرف المنحة التكميلية للمتقاعدين المتوفين لورثتهم
  • حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عُمان
  • حاكم الشارقة يتسلم رسالة من سلطان عُمان تتعلق بالتعاون الثقافي
  • بالفيديو | حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان
  • حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان
  • أمطار متفاوتة الغزارة اليوم على مناطق مختلفة من الإمارات
  • انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»
  • الشارقة تشهد انطلاق دورة استثنائية من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»