صحيفة الخليج:
2025-01-25@01:26:29 GMT

المسرح.. عشق سلطان الأول وحلمه لغد أفضل

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

الشارقة: عثمان حسن
يقول بريت بيلي الكاتب والمخرج الجنوب إفريقي: «أينما كان هناك مُجتمعٌ إنساني... تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها». هي إذاً، روح المسرح وعظمته، ما يجعل الحياة أسلس، وأنقى وأجمل، وما يجعلها أنبل، وأكثر سعة للتفاعل الإنساني الخلاق والمثمر، هو المسرح من يعيد الإنسان إلى جذوره، من يخاطبه بلغة الوجدان والشعر والفكر، هو سيد الآداب والفنون، من يكتب التاريخ، ويربط بين الأزمان جميعاً، شاغل الدنيا، سيد المبتدأ والخبر، الباحث عن صدفة الحكمة ليرشد التائهين إلى بوصلة الحب والأمل والبهجة.


هو المسرح عشق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو هاجسه الأول، ومرشده إلى الكتابة، والثقافة، والإيمان بقوة الإنسان، وحلمه المشروع لغد أفضل، حيث وعى صاحب السمو حاكم الشارقة منذ بدايات تعلقه بالثقافة أهمية هذا الفن الخلاق، الذي يوفر شكلاً فريداً من أشكال المتعة والفكر، ولأنه أي «أبو الفنون» يحقق شروط التوازن الإنساني، ويستحضر تلك المشاعر القوية التي تربط بين شخصيات العمل والقصة، أو (الحدوتة) لخلق تجربة استثنائية في جانبها الثقافي والحضاري، انطلاقاً من ذواتنا، وقضايانا، وأحلامنا الكبيرة التي تستحق منا كل ما له علاقة بالتحفيز والتفكير في ما يجري من حولنا من صراعات وتحديات.
استشراف
وانطلاقاً من فهم صاحب السمو حاكم الشارقة لأهمية التاريخ، ودوره في بناء الهوية الوطنية والثقافية لدى الأفراد والمجتمع، فأمة بلا تاريخ، لا قيمة ولا وزن لها بين الأمم، كانت كتابات سموه المسرحية، مهمومة، بل مشغولة بالجانب التاريخي، وكان أول أعماله بعنوان «عودة هولاكو» في العام 1998، وعرض في حينه من خلال مسرح الشارقة الوطني في العام 1999، وكان لافتاً كما كتب عن هذه المسرحية تلك المقدمة التي خطها سموه ويقول فيها: «من قراءتي لتاريخ الأمة العربية وجدت أن ما جرى للدولة العباسية قبل سقوطها مشابه لما يجري الآن على الساحة العربية...».. وكلنا يعرف ما لهذا الاسم «هولاكو» من رمزية يمكن إسقاطها على التاريخ المعاصر، وهكذا في مجمل الأعمال المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة مثل: «القضية» «النمرود» و «طورغوت» و«شمشون الجبار» و«الإسكندر المقدوني» و«الحجر الأسود» وغيرها الكثير، الذي أراد سموه من خلالها أن تشكل وسيلة لتحريك الواقع، وإضاءة الراهن، واستشراف المستقبل، وإعادة قراءة التاريخ والإفادة مما فيه من دروس وعبر.
تتوالى الأعمال المسرحية لسموه، فيكتب «الإسكندر الأكبر» بعد «عودة هولاكو»، و«القضية» في العام 2000 و«الواقع صورة طبق الأصل» في 2001، وجل هذه الأعمال تستند على أحداث تاريخية حقيقية، تخضع لمعالجة فنية عرفت بها كتابات سموه، وهي معالجة تشكل حلقة وصل بين تلك الأحداث التاريخية والواقع الذي نعيشه، فالإسكندر الأكبر على سبيل المثال تصور بأسلوب كتابي رصين لحظة سقوط وموت هذا الفاتح الأكبر الذي قيل إن الدنيا قد دانت له، وهو الذي حارب حتى وصل إلى تخوم الهند، فهزم فارس وحارب الروم. وظف سموه هذه الحادثة مستخدماً عدة إسقاطات على آسيا والمنطقة في الوقت الراهن، كما وظف التاريخ ليضيء على الحاضر والحياة المعاصرة التي نعيشها بما فيها من حروب وآلام وطموحات في عصر وصف بـ «عصر العولمة» وما جره من تحديات وتغيرات أثرت في كل شيء يجري من حولنا.
تفاصيل
ولكن، ماذا عن مسرحية «النمرود» لصاحب السمو حاكم الشارقة؟، هي أيضاً تستقرئ تفاصيل تلك الشخصية التي أمعنت في التجبر والظلم والطغيان، وهو حاكم بابل، وملك مملكة آشور، قتل النمرود الكثير من الأبرياء وصادر حقوقهم المادية والمعنوية، والمسرحية تهدف إلى تقديم رسالة واضحة، تدعو للتمعن في أسباب هذا الظلم بغية محاصرته والوقوف على أسبابه، ذلك أن هذه الحادثة رغم حصولها في التاريخ الغابر، فإن لها صوراً مشابهة في التاريخ العربي والعالمي المعاصر، واستدعاء سموه لهذه الحادثة فيه الكثير من التمعن واستخلاص الدروس بحثاً عن الأسباب والنتائج والمآلات التي أدت إلى مثل هذه الصور التي نشاهدها على الفضائيات اليوم.
وفي ذات السياق يمكن فهم مغزى كتابة سموه لـ «الصورة طبق الأصل» التي هي بمثابة عمل تاريخي من واقع الأمة الإسلامية بإسقاطات على الراهن اليوم، والمسرحية تنبذ اليأس وتدعو إلى بث روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل، تماماً مثل «عودة هولاكو»، و«القضية» التي تعالج وبوضوح قضية العرب الأولى وهي قضية فلسطين من منظور التاريخ المعاصر.
ويستمر سموه في منهجه في قراءة التاريخ فيكتب في مقدمة مسرحية «طورغوت»: «في سنة 916 هجرية، تمكن الإسبان من اغتنام فرصة ضعف الأمير محمد بن حسين الأمير التاسع عشر من السلالة الحفصية، حكام تونس، وانشغاله بالملذات، من الاستيلاء على معظم مناطق شمال إفريقيا، دون مقاومة تذكر نظراً لعدم معرفة الأهالي باستخدام السلاح، فبقيت المناطق العربية بأيديهم لاثنين وأربعين عاماً، حبا الله تلك المناطق برجل من الأتراك العثمانيين، وهب حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، استطاع بشجاعته أن يخلص تلك المناطق من أيدي الإسبان، كان يدعى «طورغوت» إليكم قصة كفاحه».
مذاق آخر
وللوقوف على جانب آخر من مسرح سموه، جاءت «مجلس الحيرة» وهي مسرحية شعرية عرضت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، في يناير 2024، من إنتاج مسرح الشارقة الوطني وتمثيل عدد من نجوم المسرح الإماراتي والعرب وإخراج محمد العامري، جاء هذا العمل من خلال نص رصين، وممتع، يلعب فيه الشعر دوراً رئيسياً في توثيق الأحداث، وقد قدم نص المسرحية مقاربة مهمة لدور الشعر في إمارة الحيرة في العصر الجاهلي، بوصف هذه الإمارة كانت من أقوى الحواضر، وأكثرها استقراراً وأطولها عمراً، وأيضاً الأبلغ تأثيراً في عرب ما قبل الإسلام سواء في المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو العمراني، وكان من نتائج ذلك قيام نهضة أدبية كان لعرب الحيرة وأمرائها أبلغ الأثر فيها.
وفي ذات السياق، يمكن دراسة عدد من الأعمال التي قدمها سموه لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي على سبيل المثال: «علياء وعاصم» ففي دراسة للناقدة لطيفة عبد الله الحمادي لهذه المسرحية في العام 2020، تعتبر لطيفة الحمادي هذا العمل واحداً من أشهر أعمال سموه في ميدان المسرحية الشعرية، وتناولت الدراسة أبرز العناصر الدرامية في النص، ورصدت الجوانب الجمالية والموضوعية فيه، وتوصلت إلى أن البناء الدرامي في «علياء وعاصم» يمتاز بملامح وخصائص تعود إلى الأصول اليونانية لفن المسرحية، وأن الدراما في المسرحية لا تنفصل عن الشعر، فقد أوجد سموه تزاوجاً مشروعاً بين لغة الشعر والدراما، وكانت لغته غنية بالدلالات ما أدى إلى دفع الأحداث وإقامة الصدامات في المواقف الدرامية، ونتج عن ذلك إغناء الحركة، وتماسك البناء الدرامي في النص.
وهناك «داعش والغبراء» والتي يقارب سموه من خلالها ما حدث في جسد الأمة العربية والإسلامية اليوم، وتجري أحداث المسرحية في منطقة القصيم، حيث قبيلة غطفان التي تتكون من عبس وذبيان، وذلك السباق المحموم بين الفرسين داحس والغبراء، الذي نتج عنه جحيم أصاب الأخضر واليابس في الصحراء العربية، في زمن سبق بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، بنحو 50 عاماً.
ومن بين المسرحيات الشعرية لسموه تأتي «الرداء المخضّب بالدماء» التي افتتحت الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وتركز على بطولة الشاعر العربي بشر بن عوانة الذي عاش في الجزيرة العربية وتوفي قبل سنوات قليلة من ظهور الإسلام، والمهر الذي دفعه للزواج بابنة عمه فاطمة، وتعكس جانباً من أحوال وتقاليد ومبادئ مجتمعه، وتقدم المسرحية فرقة مسرح الشارقة الوطني، والمسرحية في نوعها تعد العمل المسرحي الثالث الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للمسرح الصحراوي لدفع وإثراء مسيرة هذا المهرجان، بعد «علياء وعصام» في الدورة الأولى من المهرجان في (2015)، ثم «داعش والغبراء» في دورته الثانية 2016، واستقطبت هذه الأعمال أعداداً غفيرة إلى ساحة المهرجان، كما حققت أصداء واسعة، ورسخت مكانة المهرجان الصحراوي عند الجماهير والنخب الثقافية والمسرحية من مختلف أنحاء الوطن العربي.
الدقة والموسوعية
في كل ما سبق، يتضح أن صاحب السمو حاكم الشارقة، يبذل جهداً موسوعياً في دقة البحث التاريخي، وهذا شأنه في كل الكتابات الأدبية وخاصة التاريخية التي توثق لمحطات فاصلة في التاريخ العربي والإسلامي، وهذا الحرص مقرون بإيمان سموه بقوة المسرح كفعل تثقيفي وحضاري، وأن لـ «أبو الفنون» دوراً مؤكداً في التوعية، وبناء عليه، فإن كل التجارب المسرحية التي تناولها سموه قد اختارها بعناية، في صلتها بهذا التاريخ العربي والإسلامي، في تقاطعاته ومحطاته الفاصلة، على سبيل المثال سقوط بغداد على أيدي المغول، وسقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين وأيضاً سقوط غرناطة وإنهاء دولة الإسلام على أيدي الإسبان، وكل تلك الأحداث تمت صياغتها بقلم سموه من خلال قراءة واعية وموسوعية، وهذا شأنه في كل ما يكتب، حيث يحرص دائماً على الإلمام بالتفاصيل والمحطات التي لم ينتبه لها كثير من المفكرين العرب في صلتها بالمادة التاريخية، خاصة إذا كانت على تماس مع محطات فاصلة ومحورية مر بها العرب والمسلمون عبر التاريخ، وبالتالي فليس غريباً على أعمال سموه أن تجوب العالم بما تمتع به من فرادة في كتابة مثل هذه النصوص المسرحية الرفيعة بما فيها من بعد جمالي وموضوعي، فقد ترجمت مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة إلى نحو 22 لغة عالمية؛ بعد أن تزايدت طلبات الجامعات ومراكز البحث الأكاديمية عليها، كما شهدت بعض العواصم العربية والعالمية عروضاً على خشبات مسارحها الكبرى في السويد، ومدريد، ورومانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وموسكو، وهي ذات المسارح التي عرضت لكبار كتّاب العالم المعروفين، ممن أسهموا في تشكيل الذائقة الثقافية لجمهور المسرح قاطبة.
جدل خلاّق
لم يكن لأعمال صاحب السموّ حاكم الشارقة المسرحية، أن تحظى بهذه الجماهيرية، لولا قيمتها الفنية والإنسانية العالية، فسموه يؤمن بالمسرح إيماناً منقطع النظير، وقد دلت على ذلك الكثير من أقواله وكتاباته في العديد من المناسبات المسرحية العربية والعالمية، وكلنا يتذكر تلك الجملة الشهيرة لسموه، والدالة في مقاصدها ومراميها: نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة مسرح صاحب السمو حاکم الشارقة فی العام

إقرأ أيضاً:

سلطان بن محمد.. 26 عاماً من ولاية العهد والوفاء بالوعد

الشارقة: «الخليج»
منذ 26 عاماً، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة ورئيس المجلس التنفيذي، يعمل بلا كلل أو ملل، مكرساً حياته وجهده لتحقيق رؤية تنموية شاملة ونهضة متكاملة، تقوم على مشروع نهضوي يعزز مكانة الإمارة كواحدة من أبرز المدن على المستويين المحلي والعالمي.. 26 عاماً كان ولا يزال فيها سموه رمزاً للتفاني في خدمة الإمارة وشعبها، ملتزماً بنهج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تحقيق رؤية تنموية شاملة ومستدامة.
منذ تعيين سمو الشيخ سلطان بن محمد، ولياً للعهد في الشارقة عام 1999، لم يحنث سموه بالوعود التي قطعها على نفسه، وعمل على تحقيق التوازن بين التقاليد والتراث من جهة، والتطور والحداثة من جهة أخرى، كما حرص كل الحرص على توجيه أعضاء المجلس التنفيذي للإمارة وإلهام فريق عمله لتحقيق رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بما يعزز من القدرات التنافسية للإمارة، ويوفر جودة الحياة لمواطني الإمارة وقاطنيها وفق أعلى معايير التنمية المستدامة.
المجلس التنفيذي
على مدار 17 عاماً، وتحديداً منذ عام 2008 ترأس سمو الشيخ سلطان بن محمد، المجلس التنفيذي للإمارة، الذي أسس بموجب المرسوم الأميري رقم (1) لسنة 2008، وأصدره صاحب السموّ حاكم الشارقة، ويعدّ السلطة التنفيذية العليا بالإمارة، وينفّذ السياسات والبرامج التنموية ويطوّرها، لرفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
كما يشمل دور المجلس الإشراف على القضايا الإدارية والتنفيذية، وتقديم الاقتراحات والتوصيات لحكومة الشارقة، وتتضمن أهدافه تعزيز التنمية المستدامة وتحسين الخدمات، وتطوير التعاون بين الدوائر الحكومية والخاصة، وضمان تحقيق الأهداف الاقتصادية، والاجتماعية.
رؤية واضحة
يحرص سمو الشيخ سلطان بن محمد، مهتماً على متابعة العمل الحكومي والأداء المؤسسي، حيث يقدم سموه رؤية واضحة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال المجلس التنفيذي الذي يُعد العصب الرئيسي للتخطيط الاستراتيجي بالإمارة، حيث يضع السياسات العامة ويتابع تنفيذها لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
كما يحرص سموه على تطوير خدمات الدوائر والهيئات الحكومية، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة الرائدة في خدمة المواطنين وتعزيز ترابط المجتمع بكافة فئاته، واستمرار نمو القطاعات الحيوية.
كما يولي المجلس التنفيذي برئاسة سموه اهتماماً كبيراً بالوقوف على احتياجات المواطنين، والنهوض بالإمارة في شتى المجالات، ويعد تطوير البنية التحتية من أبرز أولويات سموه، حيث شهدت الشارقة خلال السنوات الماضية تقدماً هائلاً في هذا المجال، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تحسين المرافق العامة والارتقاء بجودة الحياة للسكان.
النقل المستدام
خلال العام الماضي، واستمراراً لجهود الإمارة في الحفاظ على البيئة وتعزيز النقل المستدام والآمن، اعتمد المجلس التنفيذي خطة توفير محطات لشحن المركبات الكهربائية في مواقع استراتيجية متعددة لتغطية المناطق التجارية والحضرية، وبمعايير عالية توفر الشحن السريع والميسر.
كما اعتمد المجلس تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الخط الأوسط لتصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية، والذي يتضمن تمديد الخط الرئيسي لتصريف المياه بطول 4.9 كم وبعمق 20 م، وبتكلفة تقديرية تبلغ 400 مليون درهم.
ويتضمن المشروع إنشاء محطتين للضخ في منطقتي السور والغبيبة، وتمديد خطوط ربط رئيسية لربط الشبكات القائمة بمحطات الضخ، كما يتضمن المشروع إنشاء 11 غرفة تفتيش، وسيسهم المشروع في ربط 13 منطقة و5 طرق رئيسية.
نمو صناعي
يشهد القطاع الصناعي في الشارقة تطوراً كبيراً، ولا يألو المجلس التنفيذي برئاسة سمو ولي العهد، جهداً لتعزيز نموه، وخير دليل على ذلك اعتماد المجلس في أكتوبر الماضي تمديد الخصم البالغ 50% على الرخص الصناعية الصادرة لمدة عام، حيث أتت تلك المبادرة تعزيزاً للتطور الكبير والنمو في القطاع الصناعي بالإمارة الذي بلغت فيه نسبة نمو الرخص الصادرة 16% نظير المقومات الاستثمارية والاقتصادية وما توفره حكومة الشارقة لتحفيز القطاع والتركيز على أنشطته المتنوعة والمتقدمة.
تحسين الحياة الصحية
تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية إلى تحسين الحياة الصحية وتوفير المقومات والمرافق التي تخدم كافة الفئات العمرية، اعتمد المجلس التنفيذي خلال اجتماعه في أكتوبر الماضي، إنشاء شبكة الشارقة للمدن الصحية التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، امتداداً لحصول الشارقة على لقب مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية.
وتهدف الشبكة لتطوير التعاون والتنسيق الأمثل في تنفيذ السياسات الداعمة للصحة والرفاهية، وتنفيذ الاشتراطات والمعايير في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة التي تتماشى مع برنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.
إسكان المواطن
يأتي إسكان المواطن على رأس اهتمامات المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، برئاسة سمو الشيخ سلطان بن محمد، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية لتوفير السكن الملائم للمواطنين، وتعزيز استقرار الأسرة الإماراتية، اعتمد المجلس خلال اجتماعه في مايو الماضي، دفعة جديدة من مستحقي الدعم السكني تضم 1300 مستفيد.
وتضمنت الدفعة 700 مستفيد من فئة المنح، و600 من فئة القروض، وتوزعت أغراض المساعدة السكنية على البناء الجديد، والحصول على مسكن حكومي، ووحدة سكنية مصغرة، والاستكمال، والصيانة، والإضافة، والهدم وإعادة البناء، وتشمل الدفعة مستفيدين من كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة.
التعليم أولوية
يمثل التعليم محوراً رئيسياً في رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة التنموية، الذي يدرك أهميته كركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق ومستدام، ومن هذا المنطلق، يعمل سمو ولي عهد الشارقة، على دعم قطاع التعليم في الإمارة بشكل مكثف من خلال تعزيز البنية التحتية للمدارس وتطوير المناهج التعليمية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
ويرأس سموه أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية التي تعتبر واحدة من أهم وأحدث المؤسسات التعليمية الأكاديمية الأمنية بالمنطقة، وهي ثمرة من ثمار النهضة العلمية والتطور الذي تشهده دولة الإمارات، حيث كان لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة أبرز الأثر في تفعيل دور ومكانة الأكاديمية خاصة من ناحية إعداد وتأهيل الكوادر الأمنية المؤهلة والمدربة وفق أفضل المعايير والمقاييس المعمول بها على الصعيد الدولي في هذا الإطار.
واتخذت الأكاديمية برئاسة سمو ولي عهد الشارقة، كافة الإجراءات لإيجاد قاعدة علمية بحثية صلبة، لجعل إمارة الشارقة إمارة عصرية حديثة تستوعب كافة مفرزات الحضارة البشرية من تقدم علمي ورقي حضاري، حيث كان لمتابعة سموه الدائمة والحثيثة للأكاديمية دور بالغ في الكم الهائل من الإنجازات التي حققتها في شتى الميادين والتخصصات وحصولها على الاعتماد والترخيص النهائي لشهادة البكالوريوس في علوم الشرطة، واستحداث برنامج الدراسات العليا.

معاني الاتحاد والتلاحم الوطني

في كلمة بمناسبة يوم الشهيد، أكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي أن يوم الشهيد الذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام يعبر عن الوفاء والمحبة لشهداء الوطن الأبرار الذين دافعوا عن عزة وكرامة هذا الوطن، حتى ارتقوا إلى الجنات، مقدمين أبهى صور العطاء والبذل والفداء في خدمة الوطن ورفعته وإعلاء رايته.

وقال سموه: «في يوم الشهيد نعبر عن فخرنا واعتزازنا بما قدمه أبناء الإمارات من تضحيات تستلهم منها الأجيال القادمة العظات والدروس، وأن الوطن يُبنى بسواعد أبنائه وتضحياتهم لتبقى راية الوطن خفاقة في محافل العز والشرف، ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها وحتى اليوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة في الاستثمار في الإنسان وجعله عماد تطورها وتقدمها ودرعها الحصينة لأراضيها، مع تقديم كل غالٍ ونفيس لإعلاء راية الوطن وحماية أهله ومكتسباته».

الوطن يُبنى بسواعد أبنائه وتضحياتهم

وأضاف سموه: «رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم فسيح جناته.. وهنيئاً للشهداء شرف الشهادة والدفاع عن الوطن، وهنيئاً للوطن بأبناء يفتدونه بأنفسهم لرفعة رايته».

في كلمة له بمناسبة عيد الاتحاد الـ53، أكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الشارقة، أنه في هذا اليوم العظيم لدولتنا المباركة، نحتفي في كل عام بذكرى وطنية غالية علينا جميعاً، تمثّل لبلادنا العزّة والفخر والطموح، وكل معاني الاتحاد والتلاحم الوطني الكبير الذي رسم مستقبل بلادنا، ووضع لها خريطة التقدم والتطور عبر رؤى ثاقبة وفكر راجح، ورجال عظماء عملوا بصدق وجهد وقوة لا تلين ليكون احتفالنا السنوي عاماً بعد عام شاهداً على ما وصلت إليه بلادنا العزيزة من تقدم في سلّم الحضارة، ما جعلها في مصاف الدول المتقدمة، ونموذجاً يُحتذى به في الوحدة والاتحاد.

وقال سموه إن الذكرى الثالثة والخمسين لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة تمر علينا وأبناء الوطن يحصدون ثمار ما غرسه الآباء المؤسسون، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل توحد مجتمعنا وتنشئته على المودة والرحمة والتلاحم والاتحاد، ليكتسبوا بذلك أسباب القوة والمنعة لمواجهة الصعاب، هكذا رحلة دولتنا، وهي قوية ومتحدة ومحصّنة، نحو ترسيخ قيم العمل والجدّ والاجتهاد ليكون اسم الوطن عالياً في كافة المحافل الدولية، وسط أكبر الدول المتقدمة.

مقالات مشابهة

  • مقالات سلطان في «الخليج».. إبداع أدبي ومعرفي عنوانه التشويق
  • التعليم.. رسالة أساسية لبناء مجتمع مبدع
  • مشروع سلطان الثقافي.. عابر للحدود ومنفتح على العالم
  • سلطان بن محمد.. 26 عاماً من ولاية العهد والوفاء بالوعد
  • سلطان بن أحمد.. رؤية استشرافية بروح الحداثة
  • دبا الحصن.. مدينة على ركب التحضر والسياحة
  • حاكم الشارقة يلغي عدد من المسميات الوظيفية .. فيديو
  • مواطنة تهدي الأمير سلطان بن سلمان ترمس شاي يعود لعام 1985.. فيديو
  • حاكم الشارقة يعزي خادم الحرمين الشريفين