سلطان بن محمد.. 26 عاماً من ولاية العهد والوفاء بالوعد
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الشارقة: «الخليج»
منذ 26 عاماً، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة ورئيس المجلس التنفيذي، يعمل بلا كلل أو ملل، مكرساً حياته وجهده لتحقيق رؤية تنموية شاملة ونهضة متكاملة، تقوم على مشروع نهضوي يعزز مكانة الإمارة كواحدة من أبرز المدن على المستويين المحلي والعالمي.. 26 عاماً كان ولا يزال فيها سموه رمزاً للتفاني في خدمة الإمارة وشعبها، ملتزماً بنهج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تحقيق رؤية تنموية شاملة ومستدامة.
منذ تعيين سمو الشيخ سلطان بن محمد، ولياً للعهد في الشارقة عام 1999، لم يحنث سموه بالوعود التي قطعها على نفسه، وعمل على تحقيق التوازن بين التقاليد والتراث من جهة، والتطور والحداثة من جهة أخرى، كما حرص كل الحرص على توجيه أعضاء المجلس التنفيذي للإمارة وإلهام فريق عمله لتحقيق رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بما يعزز من القدرات التنافسية للإمارة، ويوفر جودة الحياة لمواطني الإمارة وقاطنيها وفق أعلى معايير التنمية المستدامة.
المجلس التنفيذي
على مدار 17 عاماً، وتحديداً منذ عام 2008 ترأس سمو الشيخ سلطان بن محمد، المجلس التنفيذي للإمارة، الذي أسس بموجب المرسوم الأميري رقم (1) لسنة 2008، وأصدره صاحب السموّ حاكم الشارقة، ويعدّ السلطة التنفيذية العليا بالإمارة، وينفّذ السياسات والبرامج التنموية ويطوّرها، لرفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
كما يشمل دور المجلس الإشراف على القضايا الإدارية والتنفيذية، وتقديم الاقتراحات والتوصيات لحكومة الشارقة، وتتضمن أهدافه تعزيز التنمية المستدامة وتحسين الخدمات، وتطوير التعاون بين الدوائر الحكومية والخاصة، وضمان تحقيق الأهداف الاقتصادية، والاجتماعية.
رؤية واضحة
يحرص سمو الشيخ سلطان بن محمد، مهتماً على متابعة العمل الحكومي والأداء المؤسسي، حيث يقدم سموه رؤية واضحة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال المجلس التنفيذي الذي يُعد العصب الرئيسي للتخطيط الاستراتيجي بالإمارة، حيث يضع السياسات العامة ويتابع تنفيذها لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
كما يحرص سموه على تطوير خدمات الدوائر والهيئات الحكومية، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة الرائدة في خدمة المواطنين وتعزيز ترابط المجتمع بكافة فئاته، واستمرار نمو القطاعات الحيوية.
كما يولي المجلس التنفيذي برئاسة سموه اهتماماً كبيراً بالوقوف على احتياجات المواطنين، والنهوض بالإمارة في شتى المجالات، ويعد تطوير البنية التحتية من أبرز أولويات سموه، حيث شهدت الشارقة خلال السنوات الماضية تقدماً هائلاً في هذا المجال، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تحسين المرافق العامة والارتقاء بجودة الحياة للسكان.
النقل المستدام
خلال العام الماضي، واستمراراً لجهود الإمارة في الحفاظ على البيئة وتعزيز النقل المستدام والآمن، اعتمد المجلس التنفيذي خطة توفير محطات لشحن المركبات الكهربائية في مواقع استراتيجية متعددة لتغطية المناطق التجارية والحضرية، وبمعايير عالية توفر الشحن السريع والميسر.
كما اعتمد المجلس تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الخط الأوسط لتصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية، والذي يتضمن تمديد الخط الرئيسي لتصريف المياه بطول 4.9 كم وبعمق 20 م، وبتكلفة تقديرية تبلغ 400 مليون درهم.
ويتضمن المشروع إنشاء محطتين للضخ في منطقتي السور والغبيبة، وتمديد خطوط ربط رئيسية لربط الشبكات القائمة بمحطات الضخ، كما يتضمن المشروع إنشاء 11 غرفة تفتيش، وسيسهم المشروع في ربط 13 منطقة و5 طرق رئيسية.
نمو صناعي
يشهد القطاع الصناعي في الشارقة تطوراً كبيراً، ولا يألو المجلس التنفيذي برئاسة سمو ولي العهد، جهداً لتعزيز نموه، وخير دليل على ذلك اعتماد المجلس في أكتوبر الماضي تمديد الخصم البالغ 50% على الرخص الصناعية الصادرة لمدة عام، حيث أتت تلك المبادرة تعزيزاً للتطور الكبير والنمو في القطاع الصناعي بالإمارة الذي بلغت فيه نسبة نمو الرخص الصادرة 16% نظير المقومات الاستثمارية والاقتصادية وما توفره حكومة الشارقة لتحفيز القطاع والتركيز على أنشطته المتنوعة والمتقدمة.
تحسين الحياة الصحية
تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية إلى تحسين الحياة الصحية وتوفير المقومات والمرافق التي تخدم كافة الفئات العمرية، اعتمد المجلس التنفيذي خلال اجتماعه في أكتوبر الماضي، إنشاء شبكة الشارقة للمدن الصحية التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، امتداداً لحصول الشارقة على لقب مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية.
وتهدف الشبكة لتطوير التعاون والتنسيق الأمثل في تنفيذ السياسات الداعمة للصحة والرفاهية، وتنفيذ الاشتراطات والمعايير في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة التي تتماشى مع برنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.
إسكان المواطن
يأتي إسكان المواطن على رأس اهتمامات المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، برئاسة سمو الشيخ سلطان بن محمد، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية لتوفير السكن الملائم للمواطنين، وتعزيز استقرار الأسرة الإماراتية، اعتمد المجلس خلال اجتماعه في مايو الماضي، دفعة جديدة من مستحقي الدعم السكني تضم 1300 مستفيد.
وتضمنت الدفعة 700 مستفيد من فئة المنح، و600 من فئة القروض، وتوزعت أغراض المساعدة السكنية على البناء الجديد، والحصول على مسكن حكومي، ووحدة سكنية مصغرة، والاستكمال، والصيانة، والإضافة، والهدم وإعادة البناء، وتشمل الدفعة مستفيدين من كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة.
التعليم أولوية
يمثل التعليم محوراً رئيسياً في رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة التنموية، الذي يدرك أهميته كركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق ومستدام، ومن هذا المنطلق، يعمل سمو ولي عهد الشارقة، على دعم قطاع التعليم في الإمارة بشكل مكثف من خلال تعزيز البنية التحتية للمدارس وتطوير المناهج التعليمية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
ويرأس سموه أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية التي تعتبر واحدة من أهم وأحدث المؤسسات التعليمية الأكاديمية الأمنية بالمنطقة، وهي ثمرة من ثمار النهضة العلمية والتطور الذي تشهده دولة الإمارات، حيث كان لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة أبرز الأثر في تفعيل دور ومكانة الأكاديمية خاصة من ناحية إعداد وتأهيل الكوادر الأمنية المؤهلة والمدربة وفق أفضل المعايير والمقاييس المعمول بها على الصعيد الدولي في هذا الإطار.
واتخذت الأكاديمية برئاسة سمو ولي عهد الشارقة، كافة الإجراءات لإيجاد قاعدة علمية بحثية صلبة، لجعل إمارة الشارقة إمارة عصرية حديثة تستوعب كافة مفرزات الحضارة البشرية من تقدم علمي ورقي حضاري، حيث كان لمتابعة سموه الدائمة والحثيثة للأكاديمية دور بالغ في الكم الهائل من الإنجازات التي حققتها في شتى الميادين والتخصصات وحصولها على الاعتماد والترخيص النهائي لشهادة البكالوريوس في علوم الشرطة، واستحداث برنامج الدراسات العليا.
معاني الاتحاد والتلاحم الوطني
في كلمة بمناسبة يوم الشهيد، أكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي أن يوم الشهيد الذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام يعبر عن الوفاء والمحبة لشهداء الوطن الأبرار الذين دافعوا عن عزة وكرامة هذا الوطن، حتى ارتقوا إلى الجنات، مقدمين أبهى صور العطاء والبذل والفداء في خدمة الوطن ورفعته وإعلاء رايته.
وقال سموه: «في يوم الشهيد نعبر عن فخرنا واعتزازنا بما قدمه أبناء الإمارات من تضحيات تستلهم منها الأجيال القادمة العظات والدروس، وأن الوطن يُبنى بسواعد أبنائه وتضحياتهم لتبقى راية الوطن خفاقة في محافل العز والشرف، ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها وحتى اليوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة في الاستثمار في الإنسان وجعله عماد تطورها وتقدمها ودرعها الحصينة لأراضيها، مع تقديم كل غالٍ ونفيس لإعلاء راية الوطن وحماية أهله ومكتسباته».
الوطن يُبنى بسواعد أبنائه وتضحياتهم
وأضاف سموه: «رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم فسيح جناته.. وهنيئاً للشهداء شرف الشهادة والدفاع عن الوطن، وهنيئاً للوطن بأبناء يفتدونه بأنفسهم لرفعة رايته».
في كلمة له بمناسبة عيد الاتحاد الـ53، أكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الشارقة، أنه في هذا اليوم العظيم لدولتنا المباركة، نحتفي في كل عام بذكرى وطنية غالية علينا جميعاً، تمثّل لبلادنا العزّة والفخر والطموح، وكل معاني الاتحاد والتلاحم الوطني الكبير الذي رسم مستقبل بلادنا، ووضع لها خريطة التقدم والتطور عبر رؤى ثاقبة وفكر راجح، ورجال عظماء عملوا بصدق وجهد وقوة لا تلين ليكون احتفالنا السنوي عاماً بعد عام شاهداً على ما وصلت إليه بلادنا العزيزة من تقدم في سلّم الحضارة، ما جعلها في مصاف الدول المتقدمة، ونموذجاً يُحتذى به في الوحدة والاتحاد.
وقال سموه إن الذكرى الثالثة والخمسين لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة تمر علينا وأبناء الوطن يحصدون ثمار ما غرسه الآباء المؤسسون، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل توحد مجتمعنا وتنشئته على المودة والرحمة والتلاحم والاتحاد، ليكتسبوا بذلك أسباب القوة والمنعة لمواجهة الصعاب، هكذا رحلة دولتنا، وهي قوية ومتحدة ومحصّنة، نحو ترسيخ قيم العمل والجدّ والاجتهاد ليكون اسم الوطن عالياً في كافة المحافل الدولية، وسط أكبر الدول المتقدمة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة سمو الشیخ سلطان بن محمد المجلس التنفیذی إمارة الشارقة اعتمد المجلس برئاسة سمو محمد بن الذی ی
إقرأ أيضاً:
فيديو | سلطان القاسمي يفتتح قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم
الشارقة: «الخليج»
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأحد، في مقر أكاديمية الشارقة للتعليم بالمدينة الجامعية، انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم، وتوقيع اتفاقيتي تعاون بين أكاديمية الشارقة للتعليم، وبنك الاستثمار، وبين هيئة الشارقة للتعليم الخاص والعربية للطيران.
وجرى خلال افتتاح القمة إطلاق استراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص 2025 – 2028 التي تهدف إلى تعزيز جودة التعليم، ودعم الابتكار، وترسيخ التميز الأكاديمي في المؤسسات التعليمية الخاصة.
آفاق واعدة
وتهدف القمة، التي تنظمها أكاديمية الشارقة للتعليم وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، تحت شعار «آفاقٌ واعدة»، وتستمر لمدة يومين، إلى استكشاف استراتيجيات مبتكرة عبر دراسة الأساليب والممارسات الرائدة التي تسهم في تحسين مخرجات التعليم، وتعزيز التواصل مع الخبراء من معلمين وصنّاع سياسات وقادة في قطاع التعليم، مما يتيح فرصًا واسعة للتعاون وتبادل المعرفة.
استهل حفل افتتاح القمة بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ألقت بعده الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم ورئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمةً تقدمت فيها بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على تشريف سموه افتتاح القمة، ودعم سموه اللامحدود لكافة مقومات وأنشطة تطوير التعليم في الإمارة.
أهم المحاور
واستعرضت الدكتورة محدثة الهاشمي أهم المحاور التي تركّز عليها إمارة الشارقة في دفع عملية التعليم وتعزيزها، وترسيخ تجربتها كنظامٍ تعلمي متقدم يحقق الإنجازات تلو الإنجازات، وهي:
المحور الأول: الاشتغال الدؤوب على الاستثمار في المعلم وتطوير قدراته وتقديره، وهذا ما يُشكّل قوام التجربة الفنلندية في التعليم، إذ تحظى برامج تطوير المعلمين بالعناية القصوى، وهو ما تقدمه الشارقة لمعلميّها، حيث أن أفضل النظم التعليمية هي تلك التي تعتمد على المعلم المتميز والذي تدرّبه الشارقة في أكاديمية الشارقة للتعليم الأكاديمية المختصة بتمكين المعلمين.
والمحور الثاني: هو محور الاستثمار في الطفولة المبكرة، حيث يحظى الطفل فيها بكل الاهتمام والرعاية، وهذا ما توفره الشارقة لأبنائها وبناتها منذ نعومة أظفارهم، فالحضانات الحكومية، بكل مواردها ومصادرها ومبانيها ومعلميها شواهد على إيمان الشارقة بأهمية هذه المرحلة.
والمحور الثالث: والذي يحضُر في النظم التعليمية المتقدمة في دول من مثل فنلندا وسنغافورة واستراليا، فهو محور ثقافة التحسين المستمر، وهذا ما تعتمده الشارقة في نهج تعليمها، مؤكدة على حضوره في نبض العملية التعليمية بدءً من الحضانات وليس انتهاء بالجامعات.
وتناولت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص احصائيات عن الإنجازات المميزة التي حققتها الشارقة على صعيد التعليم بشكل عام وقالت: «حصدت الشارقة المرتبة السابعة في تصنيف (ال كيو إس) لأفضل المدن الطلابية في الوطن العربي، والمرتبة 101 على المستوى العالمي، للعام 2025، ويأتي هذا التصنيف وفق معايير جودة الحياة وفرص العمل والتنوع الثقافي، وقوة التعليم الجامعي في هذه المدن، كما حققت مدارس الشارقة الخاصة - نسبة 80% تحسن في جودة أدائها في برنامج»إتقان«، وظهر ذلك جليا في نتائج الطلبة في اختبارات»التيمز«. فقد حققت مدارس الشارقة الخاصة المرتبة العاشرة في الرياضيات، والمرتبة الثالثة عشرة في العلوم على مستوى العالم للصف الثامن فيها للعام 2023م».
واختتمت الدكتورة محدثة الهاشمي كلمتها، قائلة: «من خلال هذه القمة الدولية لتطوير التعليم، نحن لا نرسم ملامح المستقبل فحسب، بل نضع اللبنات الأساسية لتعليم يرتقي بطموحاتنا، ويلبي احتياجات أجيالنا القادمة».
وشاهد الحضور عرضاً مرئياً بعنوان «القمة في أرقام» والذي استعرض أبرز محاور هذه الدورة من قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم وإنجازاتها في الدورات السابقة.
بناء المجتمعات
وألقت تولا يوهانا إريولا، سفيرة جمهورية فنلندا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، كلمة رئيسية أشارت فيها إلى الاهتمام الكبير من صاحب السمو حاكم الشارقة بالتعليم والعمل على تنمية المجتمع ورفاهية أفراده عبر تطوير التعليم مما أدى إلى تحقيق انجازاتٍ كبيرة على كافة المستويات إيماناً بأن التعليم ليس مجرد طريق إلى المعرفة، بل هو أداة قوية لتمكين الأفراد، وبناء المجتمعات وحجر الأساس لنجاحها وتعزيز التنمية المستدامة، وأشارت سفيرة فنلندا إلى التعاون المثمر والفعّال بين إمارة الشارقة وجامعة هلسنكي.
وتناولت تولا يوهانا إريولا أهم الأسس التي يقوم عليها النظام الفنلندي في التعليم والذي يركّز على تحسين جوة المعلمين وتدريبهم المتواصل أثناء الخدمة، وتوظيف ذوي الكفاءة منهم، وكذلك الاهتمام بالطلبة وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجون لها، مما يسهم في معالجة العوامل غير الأكاديمية التي يمكن أن تؤثر على أداء الطلاب وتقليل تكاليف تقديم التعليم، وذلك لضمان جودته وتقديمه المجاني للجميع عبر الاستخدام الفعال للموارد بناءً على الاحتياجات والظروف المحلية. واختتمت سفيرة فنلندا لدى الدولة كلمتها بالإشارة إلى تجربة الشارقة المتقدمة في تطبيق كافة المعايير اللازمة لجودة العملية التعليمية وحرصها على تطوير كافة النظم الخاصة بها.
تحسين التعليم بفاعلية
وقدمت الدكتورة إليزابيث ستي، محاضر أول في التربية من جامعة هارفارد، كلمةً تناولت فيها ثلاثة محاور رئيسية مترابطة تهدف إلى تحسين التعليم بفاعلية، وهي: التفكير الكبير، واتخاذ الخطوات الصغيرة، والتعلم السريع، مشيرةً إلى أن الإصلاح التعليمي شهد استثمارات هائلة على مدار 25 عامًا، لكن التقدم لم يكن بالقدر المرجو بسبب التشتيت بين مهام كثيرة دون تركيز واضح على الهدف الأساسي. وشدّدت إليزابيث ستي على أهمية تبني رؤية طموحة، واتخاذ خطوات مدروسة ومتسلسلة، والتعلُّم المستمر من التجارب لضمان تحقيق التحسين الفعلي، إلى جانب العمل بذكاء واستراتيجية لتحقيق أثر مستدام في تجارب التعلم.
"الشارقة بعيون أبنائها"
وشاهد حضور افتتاح القمة عرضاً مرئياً بعنوان «الشارقة بعيون أبنائها»، استعرض رحلة الطالبة آمنة الشامسي التعليمية منذ أن كانت طالبة في حضانات الشارقة الحكومية وحتى التحاقها بجامعة الشارقة لدراسة تخصص الأمن السيبراني، مما يعكس رؤية وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في رعاية أبنائه وبناته منذ الطفولة وحتى نيّل الدرجات العلمية العليا. وقالت آمنة الشامسي في ختام العرض نيابةً عن كافة الطلبة بالإمارة: «بابا سلطان، أنا ابنتكم آمنة الشامسي، وهذا كان حلمي الذي صار حقيقة، وهي حكايتي وحكاية كل أبنائك وبناتك في إمارة الشارقة. فشكراً لكم بابا سلطان، وشكراً لكل من صنع الفرق في حياتنا».
وتناول الخبير جيرد ليونارد في كلمته الرئيسية، مفاهيم التعليم والتعلم المستدام في عصر الذكاء الاصطناعي، ركّز فيها على الفرق بين العمل المعرفي ما بين الإنسان الذي يركز على المعرفة والعاطفة معاً، والذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تقديم المعرفة الكليّة بدون أية إشاراتٍ إنسانية. وأشار ليونارد إلى إسهام الذكاء الاصطناعي في التعليم والموارد العلمية التي يوفرها للإنسان، ومن أهم هذه التأثيرات: توفر المعلومات في أي وقت، وإمكانية استخدام المعلومات بسهولة، لكل شخص، وتوفير فرص التعليم الهجين بين المؤسسة التعليمية والحاسوب، وتوفير وظائف جديدة، إلى جانب ذلك تناول استخدام التكنولوجيا في تطوير التعليم بشكل عام، والفوائد والوسائل والموارد التي تتيحها وتقدمها للعملية التربوية.
عرض مرئي
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الحفل عرضاً مرئياً تناول أبرز ما تتضمنه استراتيجية هيئة الشارقة للتعليم الخاص 2025 – 2028، التي تركز على أربع أولويات استراتيجية رئيسة تشمل جودة حياة المجتمع التعليمي، والثقة في جودة التعليم، وثقافة التعلم المستمر، وتعزيز تنافسية الشارقة في قطاع التعليم، كما تركّز استراتيجية الهيئة في دورتها الثالثة على سمات خريج الشارقة، الذي يهدف إلى تحديد المهارات والقيم والمعارف التي يجب أن يمتلكها خريجو المؤسسات التعليمية في الإمارة.
وشهد سموه على هامش القمة توقيع اتفاقية بين أكاديمية الشارقة للتعليم، وبنك الاستثمار، وقعها كل من: خولة الحوسني، نائب مدير أكاديمية الشارقة للتعليم، وإدريس الرفيع، الرئيس التنفيذي للبنك، وتتضمن الاتفاقية تقديم 187 منحة تعليمية بدعم من بنك الاستثمار للمنتسبين إلى برنامج الشهادة التخصصية في التعليم للطفولة المبكرة التابع للأكاديمية، وتُجسّد هذه المبادرة المجتمعية التزام طرفي الاتفاقية بدعم تطوير التعليم في المنطقة، حيث يمثل الاستثمار في التعليم خطوة تحوّلية ستُسهم في ترسيخ إرث من التميز التعليمي في مجال الطفولة المبكرة في الشارقة.
كما شهد صاحب السمو حاكم الشارقة توقيع اتفاقية بين هيئة الشارقة للتعليم الخاص والعربية للطيران، وقعها كل من: علي الحوسني، مدير عام الهيئة، وعادل عبد الله علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران. وتتضمن الاتفاقية التي تأتي ضمن المبادرة الرائدة (قُم للمعلم)، دعم المعلمين والتربويين والعاملين في الأكاديمية بالعديد من المزايا الحصرية والتخفيضات والخصومات على تذاكر السفر وذلك تسهيلاً لهم.
وتستكشف قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم في دورتها الرابعة هذا العام، المكونات الأساسية اللازمة لإعداد أنظمة التعليمية المستقبلية، حيث تساهم عبر استضافتها عددٌ من التربويين في تهيئة الفرصة للحوار وتطبيق التقنيات المتطورة، وتعزيز المساواة، وتبني الممارسات المستدامة.
ويشارك في فعاليات القمة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال تحسين الأنظمة التربوية من مختلف الجامعات والمراكز المتخصصة والبحثية في العالم.
وكانت القمة قد استضافت قبل افتتاحها 13 ورشة عمل تخصصية للمرة الأولى، قدّمها نخبة من خبراء التعليم من مختلف التخصصات التربوية، وتناولت الورش عدة موضوعات تهدف إلى تطوير تمكين التربويين وتعزيز مخرجات التعلم لديهم عبر تقديم أحدث الاستراتيجيات والتقنيات والممارسات التربوية في مجال التعليم والتطوير المهني.
حضر افتتاح القمة، بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: هاجر أحمد الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم ورئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وتولا يوهانا إريولا سفيرة جمهورية فنلندا لدى دولة الإِمارات العربية المتحدة، وعدد من كبار المسؤولين والتربويين والمعلمين.