الذيد.. نموذج ساطع للتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الذيد: محمد الماحي
حظيت مدينة الذيد باهتمام مباشر من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث شهدت أخيراً، عدداً من المشاريع التنموية التي عززت الوجه الحداثي للمدينة، من دون المساس بهُويتها الثقافية وطبيعتها، بوصفها واحة متفردة في تنوعها الطبيعي، تحولت بفضل أفكار سموّه المبدعة إلى مدينة مميّزة، وباتت نموذجاً ساطعاً للتنمية، ومدينة عصرية وحضارية متكاملة في كل النواحي.
وسجلت الذيد، تقدماً كبيراً على مختلف الصعد، استناداً إلى إحصاءات دائرة الأشغال العامة، وهيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، في كل مجالات النهضة الحديثة.
دخلت مدينة الذيد التاريــــخ من أوسع أبوابــه، عندمـــا امتدت يد التعــمير والتــطوير بقـــوة إلى المدينــة عام 2022، حيث اعتمد صاحب السموّ حاكم الشارقة، 100 مليون درهم، لتــطوير الطرق داخل المدينة وحولها، ورفع كفاءتها.
وشهدت خلال السنوات الثلاث الماضية نهضة عمرانية وحالة من الانتعــاش، مدعومة ببنية تحتية انعكست بوضوح فـــي طرقها، والصــرف الصحي، إلى جانب عدد من المشـــاريع التي دخلت حيّز التنفــيذ بكُلفة 500 ملـــيون درهم، أبرزهـــا ســوق المــواشي الـــذي يضم مسلخاً آلياً حديثاً ومركز التنمية الأسرية وســـفاري الشارقة، والصوبات الزراعية، والكثير من الحدائق العامة في أحياء المدينة.
وأكد المهندس عــلي بن شاهين الســــويدي، عضو المجــلس التنفيذي، رئــيس دائرة الأشــغال العامة بالشارقة، أنه بفضل الدعــم الكــبير والتوجيـهات الدائمة لصـــاحب الســـموّ حاكم الشارقة، في تطوير مدينة الذيد، بنت الدائرة خلال العامين الماضيين، مجموعة مشروعات عمرانية، وتطوير البنــية التحــتية وتأثيث المبانــي، لتكــون آمنة لمستــخدميها، مواكبة خطط الإمارة التنموية الشاملة، وفقاً لاحتياجات التمدد والانتشار السكاني والعمراني.
قطاع التعليم
وما تشهده الذيد اليوم من تطور وازدهار في قطاع التعليم يظهر مدى الاهتمام الذي أولاه صاحب السموّ حاكم الشارقة، لقطاع التعليم، بالدعم الدائم والمتابعة المستمرة لتحقيق أعلى مستويات الخدمات التعليمية المتميزة، وفقاً لأفضل المعايير العالمية، لذلك جاء افتتاح مبنى «جامعة الذيد» الذي يقع على مساحة 412 ألف متر مربع، ويستوعب 2000 طالب وطالبة، وتضم كليتي الزراعة والبيطرة، اللتين تساعدان في تخطيط الحياة الكريمة في إمارة الشارقة، وتأهيل الباحثين عن عمل لمستويات عالية، ويضم مبنى الجامعة الذي بُني على الطراز الفاطمي 84 فصلاً دراسياً و4 مختبرات حاسوب و4 مختبرات علوم، و8 قاعات محاضرات و45 مكتباً إدارياً وقاعتين للأغراض المتعددة ومكتبة، وتتوسط المبنى قبة رئيسية ارتفاعها 29 متراً.
وفي ظل قيادة صاحب السموّ حاكم الشارقة، لقطاع التعليم في الذيد، أنجزت حكومة الشارقة 3 مباني رياض الأطفال في مناطق البرير وسهيلة والطيبة، في إطار جهودها لتوفير أرقى فرص التعليم للطلبة في كل المراحل، وسدّ احتياجات مختلف مناطق المدينة من المدارس، ورياض الأطفال
ووجّه سموّه، دائرة الأشغال العامة بالبدء في إنشاء فرع لمدرسة فيكتوريا في مدينة الذيد، ليستقبل الطلبة نهاية عام 2025.
طرق حديثة
في سياق مشاريع البنية التحتية، اهتمت حكومة الشارقة بمتابعة، صاحب السموّ حاكم الشارقة، بمشاريع الطرق الحديثة، وأنجزت هيئة الطرق والمواصلات طرقاً داخلية في أربع مناطق سكنية بمدينة الذيد، بكُلفة 30 مليون درهم، أسهمت في إحداث نقلة نوعية كبيرة في حياة المواطنين.
كما أنجزت مشروع صيانة الطرق المؤدية لميدان الذيد لسباقات الهجن وتوسعتها بطول 16 كيلومتراً، وإعادة تأهيل للطريق الخارجي الواصل من شارع الذيد المدام إلى ميدان الذيد لسباقات الهجن بطول 3 كلم، رفعت الكفاءة لعدد من الطرق في الشعبيات بالمدينة، استكمالاً لخطتها السنوية الهادفة إلى تطوير الطرق وتعزيز البنية التحتية في مختلف مدن الإمارة، وتعزيز السلامة المرورية لمستخدمي الطرق بكُلفة 4.5 مليون درهم. ومن أبرز المشاريع التطويرية التي أنجزت وشكل دخولها الخدمة، إضافة حقيقية إلى واقع الخدمات في إمارة الشارقة، مبنى قناة الوسطى، بكُلفة 150 مليون درهم، وميدان سيح المهب بكُلفة 8 ملايين درهم، ومشروع مرعى سهيلة بكُلفة 8 ملايين درهم.
تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، اعتمد المجلس التنفيذي في 2024 مشروع إنشاء سوق للإبل في منطقة الذيد بالقرب من ميدان الهجن تلبيةً لمطالب أهالي المنطقة. كما أمر بتوسعة مدخل المدينة وإعادة تأهيله، وإزالة مشوهات المنظر العام، ونقلها إلى المناطق المخصصة لها في الصناعية، على أن يعوّض أصحاب المزارع المتأثرة من التوسعة.
المشاريع الصحية
وفي سياق المشاريع الصحية التي تحظى باهتمام كبير من الحكومة، في الذيد، تم تطوير محطة الصرف الصحي القديمة وتوسعتها، ورفع كفاءتها من 700 متر مكعب في اليوم إلى 1500 متر مكعب، ويعدّ من المشاريع التي تخدم البنية التحتية وتحظى باهتمام كبير من صاحب السموّ حاكم الشارقة. وصاحب المشروع خط ري خارج من المحطة؛ لتغذية بعض الطرق الرئيسية بالمدينة. ووجّه سموّه، بالبدء بشبكة الصرف الصحي في حيّ «السدرة»، ثم رصف الطرق الداخلية فيه، وإنشاء مسجد كبير وحديقة في وسط الحي.
التنمية الاجتماعية
وفي سياق مشاريع التنمية الاجتماعية، أنشئت 10 حدائق في الذيد بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، تخدم النساء والأطفال، حيث تتوافر فيها مناطق ألعاب للأطفال واليافعين ومسارات للمشي والرياضة وهي: الزبيدة وتل الزعفران، وطوي السامان وقرين، وجبل عمر، والطيبة والحصن، والشريعة، وسهيلة، والسويح ووشاح.
وثمّن حمد راشد الطنيجي، مدير بلدية مدينة الذيد، وعبيد سعيد الطنيجي، مدير بلدية مدينة الشارقة، دعم صاحب السموّ حاكم الشارقة لهذه المشاريع، وتوفير الدعم لإنجازها وفق أفضل المواصفات والمعايير، بما يعكس رؤاه للاهتمام بالحدائق ومرافقها، وتوفير أفضل الخدمات فيها، كونها بيئة مثالية لقضاء أجمل الأوقات، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، ومقصداً مهمّاً لسكان الأحياء خصوصاً.
مشاريع زراعية
وتُولي حكومة الشارقة المشاريع الزراعية في الذيد اهتماماً كبيراً؛ تنفيذاً لرؤى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتحقيق الاكتفاء الغذائي، والحرص على إنتاج أفضل المنتجات الزراعية أو اللحوم ومشتقاتها، حيث أنجز مشروع الصوبات الزراعية في الذيد الذي يعطي ثماره، وما تحتويه من مرافق وأجهزة حديثة، تستخدم في عملية الزراعة ضمن البيوت الزراعية التي أنشئت لإنتاج محاصيل خضر وفاكهة تعدّ الأكثر استهلاكاً في السوق المحلي.
ويهدف المشروع إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وإنتاج منتجات زراعية عضوية ذات جودة عالية على منطقتين تضمان 26 صوبة زراعية، وكل منطقة بطول 125 متراً، وعرض 37 متراً، وستنتج كل منهما أنواعاً مختلفة من الباذنجان والطماطم والخيار والكوسا والفلفل والشمّام، ومختلف أنواع التين. ومن المتوقع أن تكون كمية الإنتاج نحو 143 طناً سنوياً، أي 400 كلغ من الخضر الأساسية يومياً.
الحياة الكريمة
تُولي حكومة الشارقة، أهمية بالغة لإسكان المواطنين في مدينة الذيد، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتشكل أولوية رئيسية على خطط التنمية الشاملة لها، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتأمين أرقى مستويات العيش الكريم للمواطنين، وتلبية حاجاتهم الأساسية، خاصة المساكن، لما تمثله من أهمية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي لهم. وشهد قطاع إسكان المواطنين في مدينة الذيد في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً، حيث أنشئ مشروع حي الرق الجديد في منطقة سهيلة، وهو إسكاني مخصص بالكامل للمواطنين. وسيضم في المستقبل القريب نحو 1000 مسكن أسري، فضلاً عن جميع المرافق والخدمات من المدارس والحدائق والمساجد والأسواق. ووزّعت حكومة الشارقة نحو 1000 قطعة أرض في المنطقة التجارية الجديدة وفي منطقة سهيلة، و1000 قطعة أخرى في الصناعية الجديدة.
خطى ثابتة
وتمضي مدينة الذيد بخطى ثابتة نحو تعزيز نهضتها العمرانية والاقتصادية، لتحقيق تنمية شاملة وتوطيد مكانتها على خريطة الاستثمار المحلي والعالمي، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتتضمن قائمة أبرز المشاريع التطويرية التي أنجزتها حكومة الشارقة في الذيد، وشكل دخولها الخدمة بعد سبع سنوات من الإنشاء، تغييراً جذرياً على مختلف المجالات والصعد، ومنها مشروع متنزّه بردي سفاري بكُلفة مليار درهم، ويُعدّ الأكبر في العالم خارج إفريقيا.
قوة اقتصادية
باتت الذيد قوة اقتصادية ناهضة، تتمتع بمقومات قوية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، ودعمه المستمر للقطاع الاقتصادي بالإمارة، الذي يمتاز بقاعدة اقتصادية متنوعة وبيئة أعمال محفزة، حيث تم افتتاح سوق الجبيل الذيد، الذي يقع على مساحة إجمالية 78 ألف متر مربع، في منطقة لعويضد، يضم 86 محلاً تجارياً متنوعاً بواقع 24 محلاً للحوم والدواجن مزودة ببرادات للعرض والتخزين، وممر خلفي للخدمة، و45 محلاً للخضر والفواكه والتمور، وتخصيص مساحة جانبية في القسم نفسه لاستخدامها فرعاً للجمعية التعاونية أو متجراً. فيما يضم قسم الأسماك 16 محلاً، مع أماكن مخصصة لتنظيف السمك وأماكن انتظار لمرتادي السوق وأماكن خاصة لشيّ الأسماك، أما الفناء الوسطي فيضم مطاعم مختصة ومقهىً شعبياً، ومكتب استقبال ومنطقة مخصصة لألعاب الأطفال ومرافق صحية ومصلَّيات للرجال والنساء.
كما افتتح مبنى «إكسبو الذيد» المجهز تجهيزاً جيداً بجميع المرافق الحديثة التي تتطلبها المعارض التجارية والاستهلاكية وكذلك الاجتماعات والمؤتمرات، ويستعد لأن يصبح رائداً في مجال المعارض والاجتماعات.
القطاع السياحي
شهد القطاع السياحي في الذيد، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، نمواً ملحوظاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بعد تحقيق تجارب سياحية فريدة وتطوير وجهات جديدة وتفعيل سياحة المهرجانات، لجذب السياح وتلبية أذواق السائحين من داخل الدولة، وأسهم مشروع محمية متنزه «بردي سفاري»، في تنشيط الحركة السياحية في المدينة حيث يعدّ الأكبر في العالم خارج قارة إفريقيا
وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، بسرعة تشييد مشروع بحيرة الذيد الذي يعدّ مشروعاً كبيراً، فهي تضم 420 مليون غالون مياه، وستعمل مبرداً طبيعياً للذيد التي تصل بها درجة الحرارة في الصيف إلى 50 مئوية. كما أن درجة الرطوبة بها تعد صفراً، بجانب استخدامها احتياطياً للمياه، ويبلغ طول البحيرة يبلغ كيلومترين و300 متر، وعرضها 200 متر بعمق 3 أمتار ويقطعها جسر الذيد، فهي تعد احتياطياً لتلك المنطقة، كما تعدّ خزاناً استراتيجياً للمياه فيها.
ويقام في المدينة سنوياً مهرجان الذيد للرطب والتمور، فيما تشهد عرسها التراثي الأهم والمتجدد سنوياً، وهو مهرجان سباق الهجن، ويهدف إلى إبراز أوجه التراث الشعبي، ويؤدي رسالته في حفظ الموروث التراثي وتعريف الأجيال الجديدة بالماضي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الإمارات حکومة الشارقة مدینة الذید ملیون درهم فی الذید فی منطقة
إقرأ أيضاً:
التعليم.. رسالة أساسية لبناء مجتمع مبدع
الشارقة: أمير السني
شكّل التعليم حجر الزاوية في الرؤية المستقبلية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ أن تولى مقاليد الحكم في الإمارة. ولم يكن مجرد أداة للنمو الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل كان أداة لتحرير العقول وتعزيز القيم الإنسانية وإعداد الأجيال لمواجهة جميع التحديات، حتى أصبح رسالة حية تحمل في طياتها أملاً كبيراً في بناء مجتمع متعلم ومبدع.
ولم يكن اهتمام سموّه العميق بالقيم التعليمية مجرد وعود، بل تجسد في مشروعات حقيقية، بدءاً من تحسين بيئة التعليم في المدارس، وصولاً إلى دعم الأبحاث العلمية وتطوير المناهج، بما يتناسب مع التطورات العالمية. ولم يكتف سموه بصنع مدارس وجامعات فقط، بل زرع في قلوب الناس حب العلم والشغف بالمعرفة، وجعل الشارقة مركزاً ثقافياً يشعّ نوراً ويغني العقول.
في إحدى مقولاته، أكد صاحب السموّ حاكم الشارقة، أن «الطفل أساس بناء المجتمع، وبتربيته وتعليمه في مراحل مبكّرة، نبني مجتمعاً قوياً وقادراً على مواجهة تحديات المستقبل»، وبهذه الرؤية الحكيمة أولى اهتماماً بالغاً بالحضانات، لدورها الحيوي في بناء شخصية الطفل منذ مراحل عمره الأولى، حيث تسهم بشكل كبير في تطوير مهاراته العقلية والاجتماعية والجسدية.
ولتنفيذ هذه الرؤية، افتتح سموّه عدداً من الحضانات في الشارقة بلغ 109، تتوفر فيها بيئات تعليمية وترفيهية آمنة، هدفها تنمية الطفل بشمول وتوازن. وبلغ عدد الأطفال المسجلين في حضانات الشارقة 23 ألفاً و996 طالباً وطالبة، وحرص سموّه على تعليم العربية في المرحلة المبكّرة، ووجه باعتمادها لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، إيماناً منه أن لغة الإنسان تتشكل في مرحلة طفولته.
محور الطالب
شهدت إمارة الشارقة نهضة تعليمية كبرى شكلت نقلة علمية ومعرفية وضعتها في مكانة متميزة على خريطة المدن المتقدمة علمياً، برؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتقديم تعليم ذي جودة عالية للطلاب في مدارس التعليم الخاص، سواء أكانت مدارس دولية أو تتبع المناهج المحلية أو الخاصة. كما أنشأ هيئة الشارقة للتعليم الخاص لدعم العملية التعليمية وتجويد مخرجاتها وتضافر الجهود وتكاملها بين جميع الأطراف، لتخريج طلاب مزودين بكافة المهارات التعليمية والحياتية المطلوبة.
ووجه بإنشاء الهيئة بموجب المرسوم الأميري رقم (45) لسنة 2018، لتنضوي تحت مظلتها المدارس والمراكز الخاصة والحضانات والمعاهد في الإمارة، ومنطلقاً للمزيد من العمل والتطوير لتكون الذراع اليمنى والمكملة لمنظومة التعليم الحكومي. وتهدف الهيئة إلى تمكين المجتمع التعليمي من النمو وتحقيق مخرجات طموحة بالخدمات الداعمة والفعالة لتنشئة جيل واعٍ فكرياً، مبدع ومتميز أخلاقياً وعلمياً، متسلح بقيم النزاهة والابتكار.
الاستثمار في المستقبل
تعكس رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، في إنشاء «مدارس فكتوريا» الاهتمام العميق بتطوير النظام التعليمي وتوفير أفضل الفرص للطلاب، وتقديم نموذج متميز يجمع بين الجودة الأكاديمية والتربية الشاملة.
وقد توسعت هذه المدارس في أنحاء الإمارة، حيث تقدم منهجاً أكاديمياً دولياً رفيعاً، مثل البريطاني (IGCSE)، لتوفير تعليم معترف به عالمياً يعزز قدرة الطلاب على التميز في مختلف المجالات، ويساعد في الحصول على فرص أكاديمية وعملية محلياً وعالمياً. ويأتي إنشاء «مدارس فكتوريا» جزءاً من استراتيجية تطوير التعليم الهادفة إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة تعكس الطموحات العالية لرؤية الإمارة في أن تصبح مركزاً رائداً في التعليم في المنطقة والعالم، والمدارس، خصوصاً أن هذه المدارس تسعى إلى تلبية احتياجات الطلاب من جميع الخلفيات الثقافية، ما يعزز التنوع الثقافي والفكري في المجتمع.
رمز العلم والتقدم
رأى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن المعلم رمز للعلم والتقدم، لذا أولاه مكانة كبيرة داخل المجتمع، وقد تجلى اهتمامه العميق بالمعلم في كثير من المبادرات والقرارات الهادفة إلى تعزيز دوره في العملية التعليمية، إيماناً بأنه حجر الزاوية في بناء الأجيال القادمة وتطويرها. ومن أجل تطوير المعلمين ليواكبوا أحدث التطورات، جاءت توجيهاته بإنشاء «أكاديمية الشارقة للتعليم» لنشر ثقافة التحسين المستمر في جميع المؤسسات التعليمية، وتوفير مجموعة متنوعة من البرامج لتمكين الكوادر التعليمية من الحصول على أفضل مؤهلات التطوير المهني المتاحة محلياً وعالمياً، ومساعدة المعلمين على تطوير المهارات ذات الصلة والفعالة من أجل مواكبة عالم دائم التطور. وتأتي مساعي الأكاديمية نحو تحقيق التميز الأكاديمي عبر طرح سلسلة من البرامج بدرجتي الدبلوم والماجستير، والشهادات التخصصية في التربية للطفولة المبكرة.
وتطرقت إلى طرح عدد من البرامج المستقبلية وتشمل برنامجين للقيادة التربوية بدرجتي الدبلوم والماجستير، وعدد من البرامج التي ستتناول جميع المجالات المهنية، بما في ذلك التعليم في مرحلة الطفولة المبكّرة، والتعليم الخاص والإرشاد المدرسي والتعليم العالي.
التعليم العالي
أسس صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، جامعة الشارقة عام 1997، وعمل على رعايتها ودعمها وتوجيهها لتكون لها المكانة العالمية أكاديمياً وعلمياً ومنهجياً، ويترأس الجامعة سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، حيث يحرص على أن تحافظ على تطورها وارتقائها إلى مكانة مرموقة بين الجامعات الرائدة إقليمياً وعالمياً.
ونجحت الجامعة في التقدم المستمر وتطوير أدواتها التعليمية والتدريسية، فضلاً عن التحسن في الأداء البحثي الذي أثمر احتفاظها بالمرتبة الأولى في الدولة، في النشر العلمي والاستشهادات في قواعد البيانات العالمية، وفي تصنيف الجامعات الدولية، فضلاً عن حصول برامجها الأكاديمية، على اعتمادات دولية من هيئات مرموقة.
ووفقاً لعدد من التصنيفات العالمية، فقد احتلت الجامعة المركز الأول في دولة الإمارات، وحلت في المركز الرابع عربياً، كما جاءت في المركز ال 55 آسيوياً، وفي المركز 261 عالمياً، في القائمة التي ضمت 2250 جامعة ومعهداً.
كما تفوقت الجامعة على كبرى الجامعات العريقة، في كثير من التخصصات والمجالات، منها: العلوم والتكنولوجيا الخضراء المستدامة والعلوم الهندسية، وعلوم الطاقة والوقود والنشر العلمي.
تخصصات مختلفة
تضم جامعة الشارقة 14 كلية: الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلوم الصحية والهندسة والحوسبة والمعلوماتية، وكليات العلوم وإدارة الأعمال والقانون والاتصال والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والشريعة والدراسات الإسلامية، والفنون الجميلة والتصميم، والدراسات العليا.
وتطرح الجامعة 127 برنامجاً أكاديمياً معتمداً في مختلف التخصصات، منها 57 برنامجاً في البكالوريوس، و50 في الماجستير، و17 في الدكتوراه، و3 برامج لدبلوم الدراسات العليا، ويبلغ عدد الطلبة الدارسين بالجامعة في مختلف المراحل نحو 18500 طالب وطالبة ينتمون إلى 98 جنسية. ويتجاوز عدد الخريجين 45 ألفاً من مختلف أنحاء العالم. كما يعمل فيها 730 عضو هيئة تدريسية من 50 جنسية.
الجامعة الأمريكية
تُعد الجامعة الأمريكية بالشارقة، من أبرز الجامعات في دولة الإمارات والمنطقة العربية، وأصبحت بفضل رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أسسها عام 1997، مركزاً للتميز الأكاديمي والعلمي والثقافي، وحرص على وضع رؤية الجامعة، ومتابعة تنفيذها بزيارات متواصلة ولقاء الطلاب والاستماع إلى آرائهم، ما يعكس اهتمامه الشخصي بالجامعة ومستقبلها.
ومنذ تولي سموّ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في أغسطس عام 2024، رئاسة الجامعة بمرسوم أميري أصدره سموّ الحاكم، شهدت الجامعة تطوراً أكاديمياً في أبحاثها وجاء تصنيفها الأخير حسب «كيو إس» العالمية للجامعات لعام 2025 ضمن أفضل 22% من المؤسسات في العالم، ومن بين أفضل ثلاث جامعات في الإمارات، وتقدمت في السمعة الأكاديمية 17 مركزاً، وفي الاقتباسات البحثية لأعضاء هيئتها التدريسية 48 مركزاً، وشملت تصنيفات «كيو أس» تقييماً ل 5,663 مؤسسة عالمية في 106 مواقع جغرافية.
أما في دولة الإمارات، فقد صنفت الجامعة بين أفضل ثلاث جامعات، وجاءت في المرتبة الثانية من حيث السمعة التوظيفية لدى أصحاب العمل ونتائج التوظيف، والثالثة في الاقتباسات البحثية لهيئتها التدريسية وتنوع جنسيات أعضاء هيئتها التدريسية وفي الاستدامة. وشهدت الجامعة ارتفاعاً ملحوظاً في مكانتها الدولية هذا العام ضمن مختلف التصنيفات العالمية، حيث صنفت ضمن أفضل 150 جامعة في آسيا، بناءً على تصنيفات مجلة «تايمز» للتعليم العالي في آسيا لعام 2024، ومن بين أفضل 125 جامعة في تصنيفات المجلة للجامعات الشابة لعام 2024. كما صنّفت ضمن أفضل 10 جامعات عربية على مدى السنوات التسع الماضية، بحسب تصنيف «كيو إس» لجامعات المنطقة العربية لعام 2024.
البحث العلمي
ووضعت الجامعة البحث العلمي ضمن أولوياتها، حيث تموّل مشاريع بحثية متعددة تتناول التحديات المحلية والعالمية، بدعم مباشر من صاحب السموّ حاكم الشارقة، كما أنها تقدم برامج أكاديمية معتمدة دولياً في مختلف التخصصات، مع التركيز على جودة التعليم، وتتميز بتبني معايير تعليمية أمريكية مدمجة مع السياق الثقافي المحلي والإقليمي.
وبفضل دعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، توفر الجامعة مرافق عالمية المستوى، بما في ذلك المكتبات والمختبرات وقاعات المحاضرات الحديثة، ومرافق رياضية وترفيهية. وعلى الرغم من تبنيها نموذجاً أكاديمياً أمريكياً، فهي تركز على تعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية ببرامج وأنشطة تعزز التراث والقيم المحلية، وتعمل جسراً يربط بين التعليم العالي واحتياجات المجتمع المحلي والإقليمي، وتسهم في تنمية الاقتصاد المحلي، بتخريج كوادر مؤهلة.
الجامعة القاسمية
تأتي رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لنشر الإسلام الوسطي المعتدل والسموّ بقيم الحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز المكانة العالمية للغة العربية بدعمه غير المحدود للجامعة القاسمية، لا سيّما في الدراسات المعنيّة بالقرآن الكريم وعلومه، واللغة العربية وآدابها وفنونها بكل مناحي التطوير والتحديث الأكاديمي والإداري، وطرح برامج أكاديمية جديدة، قائمة على نفع الإنسان.
ونجحت الجامعة القاسمية، أخيراً، في حصاد ثمار جهودها في الحصول على موافقة اللجان العلمية الدولية المختصة لمفوضية الاعتماد الأكاديمي، التابعة لوزارة التربية والتعليم، على تطوير برامجها الأكاديمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية القرآن الكريم، بهدف التوافق مع أفضل الممارسات العلميّة والإدارية ضمن أعلى المتطلبات العالمية في ضمان جودة التعليم الجامعي.
وحصلت الجامعة على موافقة «مفوضية الاعتماد الأكاديمي»، على تطوير برنامج بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، ليصبح في برنامجين متخصّصين، ، أحدهما في الفقه وأصوله، وثانيهما في أصول الدين، ما يتيح تخريج طلبة على مستوى عالٍ من التخصص. كما يتيح لها التفكير بإنشاء برامج دراسات عليا متخصصة مستقبلاً. وقد أدى التطوير التخصصي إلى خفض عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرّج، بمقدار خمس عشرة ساعة، ما يؤدي إلى ترشيد العبء الدراسي للطلبة، وزيادة جاذبية البرنامج محلياً وإقليمياً ودولياً، حتى يتخرج الطلبة في أربعة أعوام أكاديميّة من غير إرهاق.
اعتماد أكاديمي
حصلت الجامعة القاسمية على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على تطوير برنامج كليّة القرآن الكريم، في علوم القرآن الكريم، وقسمته إلى برنامجين متخصّصين، أحدهما في التفسير وعلوم القرآن، والثاني في القراءات، ليكون أوّل برنامج جامعي يطرح في الدولة، في خطوة نوعية تحقّق للكلية تفردها وتميزها.
كما حصلت الجامعة على موافقة المفوضية على تطوير برنامج البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وخفض عدد ساعاته بمقدار ستّ ساعات معتمدة، بما يحقق للبرنامج مزيداً من الجاذبية العلمية للطلبة، مع المحافظة على مستواه العلمي المتميّز، والانسجام مع البرامج المناظرة في الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد آخر، نجحت الجامعة في الحصول على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي، على طرح برنامج بكالوريوس الآداب في الحضارة والتاريخ الإسلامي، ليكون ترجمة عملية لاجتماع كثير من الثقافات في حرمها الجامعي البهيج، التقت في بناء الحضارة والتاريخ الإسلامي ضمن الحضارة الإنسانية.
الصعود إلى الفضاء
سعياً للوصول إلى الفضاء والتبحّر في علومه ولأجل أن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً، جاءت رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في 7 مايو 2015 مشروعاً قومياً وطنياً ومقراً علمياً بحثياً، يسعى إلى توعية المجتمع في جميع مجالات علوم الفضاء ولتكون رائدة عالمياً في أبحاث علوم الفضاء وترسيخ دولة الإمارات مركزاً علمياً في منطقة الخليج العربي والعالم. وتعمل الأكاديمية على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية المكعبة تحت مسمى «الشارقة - سات»، بإطلاقها أول قمر صناعي «الشارقة-سات-1» في 2023، وإطلاق «الشارقة سات 2» منتصف 2024.
وتضم الأكاديمية مجموعة من المرافق كمختبرات الأبحاث والمرصد الفلكي والقبة الفلكية، ومعارض الفضاء، وتتفوق كل المرافق في مجال تخصصها وتقدم لمجتمعي الباحثين والزوار تجربة فريدة، حيث تعد رائدة في التكنولوجيا التي تستخدمها وتعد تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة.
مبادرة «قم للمعلم»
بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أطلقت «أكاديمية الشارقة للتعليم» و«هيئة الشارقة للتعليم الخاص» المبادرة المجتمعية «قم للمعلم»، للإضاءة على جهود الكوادر التعليمية، لأنهم شريان العملية التعليمية والقامة الأساسية التي تصقل المستقبل، وتثميناً لجهودهم بطرائق ملموسة، تنعكس إيجاباً على جودة حياتهم وتطورهم المهنيّ.
وتدعو المبادرة التي تعد أحد أهمّ مخرجات الدورة الثالثة لقمّة الشارقة الدولية، لتطوير التعليم في فبراير من العام الماضي، الطلاب وأولياء أمورهِم، وملّاك المدارس والإدارات المدرسية، والجامعات والهيئات والوزارات التعليمية المختصّة، إلى دعم المعلّم وتعزيز مكانته، كل وفق دوره واختصاصه، في خطوة مؤثرة تعكس الاعتراف بالدور المحوري الذي يؤديه المعلم في نسيج المجتمع وتشكيل مستقبل الأجيال.
الحضانات
وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، باعتماد العربية لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، وتحت مظلة مقولته: «إذا أحسنّا في البداية نكون قد وضعنا يدنا على الطريق الصحيح في التعلم لهذا الإنسان»، أولى أهمية كبرى بالحضانات، كونها الانطلاقة الأولى لتعليم الأجيال. وحرص على أهمية عملية التأهيل المهني لأكاديمية الشارقة للتعليم، لتخريج المعلمين والمعلمات وتدريبهم، للعمل في الحضانات، حيث يتخرجون متخصصين في التربية والتعليم. وقد قال سموّه خلال ترؤسّه اجتماع مجلس أمناء الأكاديمية: «نحن نرى نتائج ذلك في مستويات الأطفال بالحضانات، حيث يكون التعامل معهم وتدريسهم وفق أحدث الطرائق والأساليب العلمية في التعليم المبكّر».