مليحة.. تطور وازدهار وإنجازات تنموية كبرى

الشارقة: أمير السني

شهدت مدينة مليحة بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، تطوراً ملحوظاً وازدهاراً كبيراً، حيث أولى سموّه اهتماماً كبيراً بإحداث نهضة تنموية فاعلة وسريعة في المدينة. كما قاد مسيرة التطورات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتحققت إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي تعزّز ازدهار الدولة بشكل عام والشارقة بصورة خاصة.

وحظيت مليحة بنصيب وافر من الرعاية والاهتمام من حكومة الشارقة، حيث بنت خلال السنوات الثلاثة الماضية مجموعة من المشاريع العمرانية في المدينة وطورت البنية التحتية بكلفة وصلت إلى 150 مليون درهم. وتنوعت بين إنشائية وعمرانية وبنية تحتية وصيانة وتوريد وديكور وتأثيث، وتباينت أنواعها بين حكومية وتعليمية وثقافية، وأخرى رياضية وحدائق ومساجد، وأسواق، وتسويات ترابية، فضلاً عن مشاريع الخدمات العامة المتعلقة بقطاع البنية التحتية.

رفع كفاءة البنية التحتية في منطقة مليحة كان نصب عين صاحب السموّ حاكم الشارقة، حيث أنجزت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة ثلاثة مشروعات طرق داخلية في المدينة، لتنشيط الحركة التجارية ذات البُعد الاستراتيجي بالخطة التنموية للإمارة، وتوفير الراحة وسهولة التنقل للزوار والقاطنين بكلفة 24.6 مليون درهم. وترجمت المشاريع التي تنفذها الهيئة في المدينة، الرؤى الاستشرافية لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الرامية إلى تعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي ضمن الأحياء السكنية، وتحسين فرص الربط بين جميع المناطق، ما يسهل التنقل والوصول إلى المناطق الحيوية من مرافق خدمية وتعليمية وصحية.
النهضة العمرانية
وفي سياق النهضة العمرانية، شهدت مليحة حالة من الانتعاش مدعومة ببنية تحتية انعكست بوضوح في المشاريع التي أنجزت، ومنهــا تطوير سوق الجمعة الجديد بكلفة 10 ملايين درهم، لتوفير متطلبات المواطنــين. وحديقة سوق الجمعة بكلفة مليون درهم، وزوّدت الحـــديقة الممتدة على مساحة 3 آلاف متر مربع بـ14 لعبة صديــقة للطفل، تناسب مختلف الأعمار. وتجهيز قاعة حـــفظ الوثائـــق وتطوير مبنى دائرة الموارد البشرية فرع مليحة، وحديقة حي حمدة العامة، فضلاً عن نادي مليحة للفروسية، على مساحة مليون متر مربع، ويضم مضمار سباق و60 إسطبلاً، ومــبنى الإدارة المكون من بهو ومنــطقة استقبال، ومنطقة انتظار ومكتب المدير العام، و3 غرف مكاتب للموظفين، ومكتب معلومات، ومقهى مع جلسات خارجية، ومصلّى للرجـــال وآخر للنــساء، ومكتب أمن، وغرف خدمات، وشرفة خارجية، فضلاً عن 200 موقف للسيارات.
طفرات متلاحقة
وقال المهندس علي بن شاهين السويدي، رئيس دائرة الأشغال العامة: إن الطفرات المتلاحقة في البناء الحديث في مليحة ارتكزت على رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الثاقبة، وعزيمته القوية، لبنــاء مدينة عصــرية تواكب التطلعات والمتغيرات المتسارعة، وتلبّي احتياجات المواطنين والمقــيمين، وتعــزز مكانة إمارة الشارقة التي تتوفر فيها الحياة الكريمة والرفاهية والخدمات المتنوعة. وأضاف «ما نلمسه اليوم في مليحة على أرض الواقع يعكس النهضة التي شملت كل مناحي الحياة فــي المدينة، حتى غدت منظومة متناغمة، تنعم بين الحين والآخر بافتتاح صرح اجتماعي، أو منجز حضاري، أو مشروع تنموي تدير دفته كوادر وطنية، من أبناء المنطقة الوسطى».
قطاع التعليم
قطاع التعليم من أهم المرتكزات التي شغلت اهتمام صاحب السموّ حاكم الشارقة، لذلك حرص على تحقيق نظام تعليم رفيع في مليحة قادر على تخريج أجيال مسلحة بالعلم والمعرفة، وأنجز مشروع روضة أطفال مليحة، لتوفير بيئة تعليمية تربوية جاذبة للأطفال، بكلفة 8 ملايين درهم، لتأمين بيئة تربوية صحية للطفل تؤمن الطمأنينة اللازمة للأم أثناء ساعات العمل. ونمذجة مدرستي «الحارثة بن النعمان» للتعليم الأساسي للبنين، و«الهلاليات» للتعليم الأساسي والثانوي للبنات، وأنشئت في الأولى صالة رياضية ومختبر للعلوم الطبيعية وعيادة طبية ومبنى للخدمات. أما في الهلاليات، فأضيفت صالة رياضية ومبنى للخدمات أيضاً، وأنشأت دائرة الأشغال دار الحضانة النموذجية، لتسع 80 طفلاً، وبلغت نسبة الإنجاز نحو 80 في المئة.
مدرسة فيكتوريا
لم يكتف صاحب السموّ حاكم الشارقة، بذلك، بل نقل التعليم في مليحة إلى العالمية، فوجه بإنشاء مشروع «مدرسة فيكتوريا» في المدينة، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو ألف طالب وطالبة، وتضم مجموعة من المرافق، وفق أحدث الاشتراطات العالمية، على مساحة مليون و200 ألف قدم مربعة.
وعليه نفذت دائرة الأشغال العامة في الشارقة «مدرسة فيكتوريا»، حيث تضم 4 مبانٍ رئيسية، ومباني الخدمات، إذ يضم الأول المبنى الإداري ومركز الرعاية الصحية، ويتكون من طابق أرضي بمساحة 1200 متر مربع، وردهة استقبال، و10 مكاتب، وغرفة اجتماعات، وغرفة تدريب، و4 غرف إسعافات أولية، وغرفتي أطباء، ومرافق صحية خدمية. فيما ضم الثاني المخصص لرياض الأطفال طابقاً أرضياً بمساحة 3440 متراً مربعاً ويتضمن 11 صفاً خاصاً، بمساحة تقريبيــة 80 مــتراً مربعــاً لكل صـف، وساحــــــــة متعـــــددة الأغراض مكيفة بمساحة 600 مـتر مربــع، ومكتبــــــة بمساحة 100 متر مربع، ومكاتب وغرفة للمعلمين مع غرفة اجتماعات وعيادة.
استقرار المجتمع
وشهد قطاع إسكان المواطنين في مليحة، خلال العامين الماضيين، تطوراً كبيراً، ما يدل على وضع حكومة الشارقة استقرار المجتمع في صدارة أولويات استراتيجياتها، وتوفير الحياة الكريمة والمستقرة لكل مواطنيها، لتعزيز فرص التنمية المستدامة، وتطور المجتمع في إطار النهضة التي تشهدها الشارقة اجتماعياً واقتصادياً، حيث منح أهالي مليحة 100 مسكن عصري. ووزّعت 68 قطعة أرض سكنية في منطقة مليحة. كما أنجزت دائرة الأشغال 14 بناية تجارية لمصلحة الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود في المنطقة، بكلفة 12 مليون درهم على أرض مساحتها 2255 متراً مربعاً مكونة من طابق أرضي وتحتوي على شقق سكنية ومحال تجارية، وتُنفذ حالياً أعمال توصيل الكهرباء والمياه إلى المباني.
مشاريع الإنارة
تواصل هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، جهودها لإنجاز مشاريع الإنارة في مليحة، وقد أنجزت مشروع إنارة الطرق الداخلية، حيث ركّبت 240 عمود إنارة، و240 كشافاً، ومدّدت كابلات بمسافة 11,300 متر.
وأكد المهندس خليفة الطنيجي، مدير إدارة المنطقة الوسطى في الهيئة، تواصل الجهود لتنفيذ مشروعات إنارة الشوارع في الشعبيات وطرق المدينة، بتركيب أعمدة الإنارة بأطوال تناسب طبيعة كل منطقة، واختيار الكشافات والمصابيح وفق أفضل المواصفات التي تحقق الأمن والسلامة لسكان المنطقة وقائدي المركبات والمظهر الجمالي والحضاري.
التنمية الاجتماعية
وفي سياق مشاريع التنمية الاجتماعية، قال مدير بلدية مليحة: أنجز مشروع مدرجات ملعب كرة القدم في نادي مليحة الثقافي الرياضي بكلفة 8 ملايين درهم، مع مبنى الخدمات الاجتماعية بكلفة 8 ملايين درهم، وتبلغ المساحة الكلية للمبنى 1100 متر مربع.
قطاع السياحة
وأصبحت مليحة وجهة سياحية مهمة، واستطاعت جذب الكثير من الاستثمارات لما تتميز به من مواقع ساحلية خلّابة، ومواقع تاريخية وحضارية، تمنحها تفرداً في الطبيعة التي تحيطها الجبال والسواحل، حيث أنجزت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مشروع نزل القمر في صحراء منطقة مليحة الأثرية، وافتتحت «شروق» نزل الفاية، مشروع الضيافة الفاخر الذي يتوسط صحراء مليحة، أمام الزوار، معلنة بذلك اكتمال جاهزية النزل ليقدم لزواره تجربة سياحية فريدة، تمتزج فيها الأصالة والتراث بالحداثة وخدمات الضيافة العالية الجودة.
وعدّت مليحة واحدة من المدن الثقافية، بفضل إقامة اللقاءات الثقافية والإعلامية الواسعة وكونها مكان تصوير جاذباً لمختلف المشاريع التلفزيونية والسينمائية، مع حركة المهرجانات الكبيرة. وأشاد مصبح عوض الكتبي، مدير بلدية مليحة، بالتطور الكبير الذي تشهده المنطقة والمناطق التابعة لها، مثمّناً غالياً الجهود الكبرى لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتوفير المشاريع التنموية، وسبل الراحة للمواطنين، ووضع الخطط التطويرية المستقبلية.
حاجز المستحيل
فاقت تطلعات صاحب السموّ حاكم الشارقة حاجز المستحيل، فرؤاه البعيدة المدى كان لها قول آخر في مستقبل الأمن الغذائي، لتصل حدّ استصلاح الصحراء وتوسيع الرقعة الخضراء بإنشاء مزرعة مليحة، بهدف إنتاج قمح وطني محلي، لتسهم بعد اكتمال مراحلها وتطوير محاصيلها في تقليل نسبة استيراد القمح من الخارج؛ إذ تبلغ كميات استيراد القمح في الدولة 1.7 مليون طن متري، 330 ألف طن منها من نصيب إمارة الشارقة.
في 30 نوفمبر 2022، دشن صاحب السموّ حاكم الشارقة، مزرعة مليحة بعد إطلاق عمليات البذر والري، التي جرت في المرحلة الأولى على 8 محاور، اعتمدت فيها على الذكاء الاصطناعي في تطوير عملية الري والتحكم فيه، عبر بثّ معلومات عن الطقس والتربة إلى المركز الرئيسي لعمليات الزراعة لضبط وتنظيم معدل استهلاك المياه.
المسطحات الخضراء
عن المشاريع الزراعية في مليحة، زرعت البلدية 270 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء في المدينة، فضلاً عن غرس 3 آلاف من أشجار الغاف والسمر، و7 آلاف متر من الزهور الموسمية في الشوارع والحدائق والدوارات. وأصبحت المساحات الخضراء والأشجار التي زرعتها أخيراً تضفي على المدينة قيماً جمالية، بما توفره من فوائد اجتماعية وبيئية عدة، مثل تحسين نوعية الهواء، وحفظ التنوع البيولوجي، وحماية التربة، والحدّ من الغبار والعواصف الترابية، وغيرها.

المصدر: صحيفة الخليج