شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، أمس، إقبالاً كبيراً فى أول أيامه لاستقبال الجمهور، حيث توافد الآلاف من الزوار على صالات العرض منذ الساعات الأولى للافتتاح، حيث استمتعوا بالفعاليات المتنوعة التى تغطى مختلف فروع المعرفة، بمشاركة دور نشر مصرية وعربية وأجنبية، مقدمةً كتباً ومؤلفات متنوعة جذبت اهتمام الزوار.

الزوار يتزاحمون على صالات العرض منذ الساعات الأولى من المصريين والعرب والأجانب

كما تنوع جمهور المعرض، ما بين المصريين والعرب والأجانب، كباراً وصغاراً، ومن مختلف الجنسيات، وتوافد الزوار منذ الساعات الأولى بهدف الاطلاع على الكتب وشرائها.

وفى إطار تغطيتها للحدث، أجرت صحيفة «الوطن»، لقاءات مع عدد من الزوار داخل المعرض، لاستطلاع آرائهم واهتماماتهم حول الدورة الحالية للمعرض.

«إندونيسي»: «جئت لأطّلع على الجديد من مؤلفات المكتبة المصرية»

قال جبران داجل، إندونيسى الجنسية، إنه «جاء للمعرض لكى يطلع على الجديد من المؤلفات فى المكتبة المصرية»، موضحاً أن معرفته بالمعرض بدأت منذ عامين، حيث إنه يدرس فى جامعة الأزهر فى كلية الشريعة الإسلامية، ويحب قراءة مؤلفات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وجاء خصيصاً للاطلاع على آخر هذه الكتب، برفقة أصدقائه».

«سوداني»: «فرصة جيدة للحصول على المزيد من المعرفة»

من جهته، قال أزهرى عثمان عبدالحفيظ، سودانى الجنسية، إن «المعرض فرصة جيدة للتعرف على الثقافة المصرية والحصول على المزيد من المعرفة فى المجالات كافة»، مشيداً بالتنظيم الجيد وسهولة الوصول إلى الأماكن المطلوبة، مشيراً إلى أنه مشارك فى المعرض بكتاب «مآلات حرب»، والذى يتضمن حوارات ومقالات تتضمن موضوعات متنوعة من حرب السودان وكيف وصل الناجون من الحرب إلى مصر ومن بين هؤلاء الأشخاص فنانون ومفكرون سودانيون.

«هانى»: «التنظيم مشرّف لمصر أمام الزوار والوافدين»

فى سياق متصل، قال محمد هانى، خريج كلية الشريعة والقانون، إن التنظيم مشرف لمصر أمام الزوار والوافدين من الخارج، مشيداً بتنوع الفعاليات، مؤكداّ سعادته البالغة كون مصر تنظم حدثاً كبيراً مثل معرض الكتاب.

جناح «هيئة الكتاب» يحظى بإقبال غير مسبوق لما يضمه من آلاف العناوين المختلفة المهمة

وحظيت أجنحة المعرض بإقبال مماثل من الجمهور للتعرف على ملامح الدورة الحالية، ومن بينها جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، نظراً لما يضمه من آلاف العناوين المختلفة المهمة فى فروع المعرفة كافة. وتصدرت قائمة الإصدارات الأكثر مبيعاً فى الساعات الأولى من المعرض، كتب «الجوائز»، ومؤلفات «التراث»، و«التراث الحضارى»، إلى جانب «الأعمال الكاملة»، ومؤلفات المفكر مصطفى ناصف، وسليمان العطار، وإصدار سلسلة ديوان الشعر، والنشر العام، والإبداع العربى، وكتاب وصف مصر، والأعمال الكاملة صلاح جاهين، وكتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور، وغيرها من إصدارات الهيئة.

وبالتزامن مع بدء زيارة رواد المعرض، انطلقت الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة للدورة الحالية، وشهدت الفعاليات الفنية إقبالاً كبيراً، وقد توقف عشرات من الرواد أمام الصالات لتسجيل الفقرات الفنية التى قدمها المعرض.

واستضافت القاعة الرئيسية أولى ندواتها بعنوان «كُن متصلاً» بمحور «قراءة المستقبل»، حيث ناقشت دور الذكاء الاصطناعى فى استشراف المستقبل وحقيقة تسببه فى البطالة.

ومن أولى الفعاليات شهدت القاعة «الدولية»، انطلاق أولى ندوات المحور الفكرى المصاحب لفعاليات المعرض، تحت عنوان «الأدب الأفريقى» ضمن محور «تجارب ثقافية»، بحضور كل من الكاتبة والفنانة التشكيلية Abra Christiane من توجو، والكاتب Ndiogou Samb ممثل وزارة الثقافة فى السنغال والكاتب Madohona Arouna من توجو، وأدارتها الإعلامية منى الدالى، وجاءت الندوة باللغتين العربية والفرنسية وصاحبتها ترجمة بلغة الإشارة.

تناولت الندوة التكوين الثقافى وتأثير الثقافات الأخرى على الأدب والفن الأفريقيين، مع التركيز على دور اللغة العربية فى تشكيل هذا التأثير.

بدأت الندوة، بكلمات الكاتب السنغالى نديوغو سامب، الذى أكد أن اللغة العربية لعبت دوراً محورياً فى تشكيل الثقافة السنغالية، موضحاً أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسنغاليين، حيث كانت اللغة الرسمية فى المراسلات الإدارية والدبلوماسية خلال العصور السابقة.

وأشار إلى أنها فقدت بعضاً من زخمها مع دخول الاستعمار الفرنسى، الذى فرض «الفرنسية» كلغة رئيسية فى التعليم والإدارة، رغم ذلك، ما زالت هناك مدارس ومطبوعات تدرس وتنشر باللغة العربية، مؤكداً أنها ما زالت تحمل قيمة ثقافية كبيرة فى السنغال، موضحاً أن الأدب السنغالى لا يقتصر على التأثر باللغة العربية، بل وصل إلى الساحة العالمية، وحققت بعض الأعمال جوائز مرموقة، وتمت ترجمتها إلى عدة لغات، لافتاً إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافى بين الدول الأفريقية لتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية، مستشهداً بعلاقات المصاهرة بين السنغال وموريتانيا.

فيما تناولت الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان، أثر التعددية الثقافية على المبدعين الأفارقة، وأشارت إلى أن الفنانين والكتاب الأفارقة عادة ما يمتلكون مهارات متعددة، حيث يدمجون بين الفنون المختلفة، مثل الجمع بين الفن التشكيلى والأدب، مرجعة هذا التوجه إلى التنوع الثقافى فى أفريقيا والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة بما فيها العربية والفرنسية، مؤكدة أن هذا التنوع يمنح الفنانين فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق متعددة، لكنه يمثل أيضاً تحدياً فى تحقيق التوازن بين المهارات المختلفة.

من جانبه، تحدث الكاتب مادوهونا أرونا، عن تجربة توجو فى مواجهة هيمنة اللغة الفرنسية، موضحاً أن «الفرنسية» أصبحت طاغية على الحياة اليومية، مما حد من استخدام اللغات المحلية فى المجالات الأدبية والإبداعية، ومع ذلك، بدأت الدولة تدرك أهمية إحياء اللغات المحلية بتنظيم ورش عمل ومبادرات لدعم استخدامها، مما يعكس وعياً متزايداً بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.

بينما تطرقت أبرا كريستيان إلى التحديات التى تواجهها المرأة الأفريقية فى المجال الثقافى، مؤكدة أن المرأة تبذل جهوداً مضاعفة لإثبات وجودها، سواء كفنانة أو كاتبة، إلا أن الطريق لا يزال مليئاً بالتحديات.

واختتمت الندوة بالإشادة بأهمية تعزيز التعددية الثقافية والمحافظة على الهوية الأفريقية فى مواجهة التأثيرات الأجنبية.

واتفق المشاركون على أن التحدى الأكبر يكمن فى تحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الجذور الثقافية الأفريقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب الساعات الأولى اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للكتاب.. القراءة سلاح ذو أهمية في بناء وعي الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة.. مصر تحافظ على التراث الثقافي بإحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد القراءة غذاء العقل والروح أيضًا، حيث أن قراءة الكتب تحمل العديد من المزايا للقراء، يكتشف من خلالها نفسه وأفكار وعوالم جديدة، وتساهم في فهم وإدراك حقيقة الأشخاص والأشياء ومعرفة العالم من حولنا، وتعتبر الكتب سلاح فعال لمعرفة وتداول المعلومات في جميع أنحاء العالم، وتعزيز الثقافة والتعليم والعلوم.

يوافق اليوم الأربعاء 23 أبريل من كل عام، اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف والنشر هو الوقت المناسب للدول لمشاركة الرسالة التي مفادها أن الكتب يمكن أن تساعد في مواجهة التحديات التي تواجهها المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

بداية الاحتفال باليوم العالمي للكتاب

يعود تخصيص يوم للاحتفال بالكتب إلى الكاتب الأسباني "فيسنتي كلافيل أندريس"، ففي عام 1922 اقترح الفكرة كوسيلة لتكريم مواطنه المؤلف ميجيل دي سرفانتس.

وبعد أربع سنوات، أقيم الاحتفال الأول في 7 أكتوبر، وهو عيد ميلاد سرفانتس، ولكن تم تأجيله إلى 23 أبريل تاريخ وفاته في عام 1930.

في عام 1995، قرر المؤتمر العام لليونسكو تكريم المؤلفين والكتب في جميع أنحاء العالم كوسيلة لتشجيع الجميع على الوصول إلى الكتب، بدأ اختيار يوم 23 أبريل اختيارًا منطقيًا،  بجانب كونه تاريخ وفاة "سرفانتس"، ويصادف أيضًا أنه تاريخ وفاة "ويليام شكسبير" "وإنكا جارسيلاسو دي لا فيجا"، بالإضافة إلى ذلك، ولد العديد من المؤلفين المتميزين في 23 أبريل، مما يجعله تاريخًا رمزيًا في عالم الأدب.

حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، يوم 23 أبريل باعتباره اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف والنشر في عام 1995.

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، كاعتراف بقدرة الكتب على عبور المكان والزمان والأجيال، وتوحيد الثقافات وربط الحاضر بالمستقبل والماضي.

معرض القاهرة الدولي للكتاب

يُقام سنويًا، الحدث العريق الهام في مصر، وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أنه يعد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 أُعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض "فرانكفورت الدولي للكتاب"، زار المعرض في دورته الـ 55 4,785,539 زائر.

تاريخ المعرض

بدأ في عام 1969، كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك "ثروت عكاشة" الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام.

تفاصيل المعرض

يقام في أجازة نصف العام الدراسي في نهاية شهر يناير بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة منذ دورة 2019، وكان يُقام في السابق بأرض المعارض بمدينة نصر، ويُقام في العادة لمدة 14 يوماً ليشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويقام به أيضًا العديد من الندوات الثقافية بإلإضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية.

أهمية المعرض

في هذا السياق، يقول الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب لا يمثل فقط حدثًا ثقافيًا عالميًا، بل يعكس أيضًا مكانة مصر كجسر للتواصل بين الحضارات، هذا المعرض هو منصة تجمع بين الفكر والإبداع، ويؤكد التزام مصر بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ونشر قيم السلام العالمي.

يتابع وزير الثقافة، أن استضافة مصر لأحد أهم الملتقيات الثقافية الإبداعية في العالم، إنما يجسد حرصها على استثمار الثقافة في دعم الروابط الإنسانية بين الحضارات المتعددة، تأكيدًا لأهمية نشر السلام العالمي بين شعوب العالم وتعددية الثقافات، وهو ما يلقي علينا مسؤولية كبيرة إزاء بذل المزيد من الجهد والتطوير للخدمات التي يقدمها المعرض، ليؤدي هذا الدور على الوجه الأمثل.

أوضح، أن هذا المعرض هو منبر لا يُضاهى لعرض الإنجازات الفكرية والفنية، وميدان يتلاقى فيه الكتاب مع القارئ، ونحتفل بالكتاب الذي لا يزال يحمل في طياته أعمق المعاني وأعظم الأفكار الإنسانية، لنؤكد على أن الثقافة هي القوة الحقيقية التي تبني الأمم وتدفعها نحو التقدم، لنؤكد أيضًا من خلاله أن مصر، دائمًا وأبدًا، ستظل منارةً للعلم والفكر والإبداع في كل المجالات.

مبادرة الـ«مليون كتاب»

خلال الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب التي أقيمت في يناير الماضي، دشن الدكتور أحمد فؤاد هنو، مبادرة الـ«مليون كتاب»، بهدف إهداء «مليون كتاب» للجهات المشاركة في المعرض، كخطوة جادة لنشر الثقافة وتعزيز الوعي المعرفي في جميع المجالات، بما في ذلك الأدب والفكر والفن والعلوم والترجمة، مشيرًا إلى أن التركيز سيكون على الكتب التي تسهم في بناء الإنسان وتطوير قدراته، مؤكدًا على أهمية تحفيز الجيل الجديد على القراءة كوسيلة فعالة لبناء شخصية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

تُعد مبادرة "مليون كتاب" إحدى الخطوات الهامة التي تتخذها وزارة الثقافة في إطار استراتيجية الدولة المصرية لتعزيز الثقافة وتنمية الوعي المعرفي، وهي تهدف إلى أن تصبح علامة مضيئة في مجال نشر الكتاب وتحقيق العدالة الثقافية في كافة أنحاء مصر. 

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للكتاب.. القراءة سلاح ذو أهمية في بناء وعي الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة.. مصر تحافظ على التراث الثقافي بإحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا
  • الفكر والفلسفة في الصدارة.. معرض الكتاب بالرباط يواصل فعالياته
  • أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب
  • من قلب البرلمان.. عبد العاطي: الخارجية شريك في صون الحقوق وخدمة المصريين
  • معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
  • المصريين: توجيهات الرئيس السيسي تعزز الحفاظ على الهوية الثقافية
  • بالفيديو.. احتفال المصريين بشم النسيم من داخل حديقة الميريلاند
  • توافد الزوار على حديقتي صنعاء والحيوان لقضاء إجازة شم النسيم بكفرالشيخ.. صور
  • رغم ارتفاع درجات الحرارة.. توافد الزوار على حديقة حيوان الفيوم للاحتفال بشم النسيم
  • استمرار فرض 40 درهماً لدخول معرض الفلاحة بمكناس يثير استياء الزوار