بدأ دونالد ترامب ولايته الجديدة في البيت الأبيض بعزيمة لإعادة تشكيل الحكومة باستخدام الأوامر التنفيذية، وهي أسرع الأدوات التي يمتلكها لتحقيق أهدافه. وفي أول يوم له، وقّع أوامر تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة المحلية وإيقاف برامج التنوع والشمولية في المؤسسات الفيدرالية، إلى جانب خطوات أخرى.

اعلان

وتُعد الأوامر التنفيذية وسيلة رئيسية للرئيس لتنفيذ سياساته دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس.

وعلى الرغم من كونها أداة فعالة، إلا أنها تثير تساؤلات حول حدود قوتها وتأثيرها طويل الأمد، خاصة أنها تُستخدم أحيانًا لتجاوز العقبات التشريعية.

كما تتيح هذه الأوامر للرئيس إصدار تعليمات واضحة حول كيفية إدارة الحكومة الفيدرالية. وقد تشمل تعليمات بسيطة، مثل منح إجازة إضافية للموظفين، أو تتعلق بسياسات كبرى، مثل وضع إطار قانوني للتعامل مع الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذه الأوامر غالبًا ما تُستخدم لتعزيز أجندة الرئيس عندما تواجه عقبات في الكونغرس.

ومن خلال توقيع الأوامر التنفيذية، يستطيع الرئيس إلغاء أوامر سابقة وقعها رؤساء آخرون. ففي أول يوم له، ألغى ترامب 78 أمرًا وقّعها بايدن، شملت أوامر كان الأخير قد استخدمها لإلغاء قرارات سابقة خلال ولايته الأولى، ما يبرز طبيعة هذه الأداة المتغيرة باستمرار.

ترامب يوقع على قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية على اعتبار أنها لم تقم بدورها كما يجب أثناء جائحة كوفيد-19

وقد شهد تاريخ الولايات المتحدة توقيع آلاف الأوامر التنفيذية، حيث وقّع جورج واشنطن 8 أوامر فقط، بينما أصدر فرانكلين روزفلت 3721 أمرًا. أما ترامب، فقد أصدر 220 أمرًا خلال ولايته الأولى، في حين وقّع بايدن 160 أمرًا حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وغالبًا ما ترتبط هذه الأوامر بالرسائل السياسية أكثر من كونها قرارات عملية. فترامب، على سبيل المثال، استخدمها لتجميد التوظيف في الوكالات الفيدرالية، وإعادة الموظفين إلى مكاتبهم، ومراجعة التحقيقات التي اعتبرها مستهدفة لأنصاره، كما وعد باستخدامها لتمديد مهلة بيع تطبيق "تيك توك".

ـموجة اعتراضات على قرار ترامب التنفيذي بمنع إعطاء الجنسية الأميركية لمن يلد على أرض الولايات المتحدة الأميركية لأته قرار مخالف للدستور

على الرغم من ذلك، تواجه الأوامر التنفيذية تحديات قانونية وتشريعية قد تحد من فعاليتها حيث يمكن للكونغرس إبطالها عن طريق تشريع يلغي أثرها، أو من خلال حجب التمويل اللازم لتنفيذها. وفي حالات أخرى، قد تتدخل المحاكم إذا تجاوز الرئيس سلطاته القانونية.

وتبقى الأوامر التنفيذية أداة مهمة للرؤساء، لكنها ليست مطلقة. وعلى سبيل المثال، حاول الرئيس هاري ترومان الاستيلاء على مصانع الصلب خلال الحرب الكورية بأمر تنفيذي، إلا أن المحكمة العليا قضت بأنه تجاوز سلطاته.

Relatedلم يعد "الناس على دين ملوكهم".. مشاهير يردون على قرار ترامب بتحديد جنسين فقط: "لن نصمت"ماكرون وشولتس يدعوان لوحدة أوروبية في مواجهة تهديدات ترامب الجمركيةمظاهرة في لوس أنجلوس ضد سياسة ترامب المناهضة للهجرة

في النهاية، يظل تأثير الأوامر التنفيذية محدودًا بمدى قدرتها على تجاوز العقبات القانونية والسياسية. ومع استمرار ترامب في استغلال هذه الأداة، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى قدرتها على تحقيق تغيير مستدام في الحكومة الأمريكية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية 100 مليار دولار خسائر.. هل يحقق ترامب وعده بإعادة بناء كارولينا الشمالية؟ ترامب: سأتواصل مع كيم جونغ أون.. "الرجل ذكي جدًا ويحبني!" ترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبارك بـ 600 مليار دولار للاستثمار الجنسية تعاون اقتصاديدونالد ترامبحكومةالولايات المتحدة الأمريكيةمراقبة الحدوداعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. القسام تكشف أسماء 4 أسيرات سيفرج عنهن السبت والجيش يقصف مواقع لحزب الله وواشنطن تلغي عقوبات مستوطنين يعرض الآنNext 100 مليار دولار خسائر.. هل يحقق ترامب وعده بإعادة بناء كارولينا الشمالية؟ يعرض الآنNext محققون روس: صاروخ "بانتسير-إس1" وراء إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية يعرض الآنNext "سيلتقي أولادي بأبيهم"..الفلسطينيون في غزة ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى بيوتهم المدمرة يعرض الآنNext حتى إشعار آخر.. نتنياهو يمدد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بعد انتهاء الـ60 يوما اعلانالاكثر قراءة ترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبارك بـ 600 مليار دولار للاستثمار مخاوف من وجود قنابل في أكثر من 240 مدرسة في المجر الكرملين: ترامب يفضل أساليب الضغط المتمثلة بالعقوبات ولا جديد في تهديداته إخلاء جماعي في شمال لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات 96% من سكانها مسلمون.. طاجيكستان تفرض حظرًا على الحجاب اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةبحث وإنقاذدونالد ترامبأزمة إنسانيةسورياضحاياأزمة المناخوقف إطلاق النارغزةتدمرالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة بحث وإنقاذ دونالد ترامب أزمة إنسانية إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة بحث وإنقاذ دونالد ترامب أزمة إنسانية الجنسية تعاون اقتصادي دونالد ترامب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مراقبة الحدود إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة بحث وإنقاذ دونالد ترامب أزمة إنسانية سوريا ضحايا أزمة المناخ وقف إطلاق النار غزة تدمر الأوامر التنفیذیة ملیار دولار یعرض الآنNext

إقرأ أيضاً:

القاذفات الشبحية تنضم إلى فضيحة انهيار الردع الأمريكي

يمانيون../ لا تزال أصداءُ الفشل الأمريكي في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية لغزة، تتسعُ بعد مرور شهر كامل على بدء العدوان الذي شنته إدارة ترامب في منتصف مارس الماضي، توازيًا مع استئناف الإبادة الجماعية في غزة، حَيثُ أكّـدت تقارير أمريكية جديدة أن واشنطن لم تفشل فحسب في تحقيق أهدافها العملياتية التي تحولت إلى آمال تستنزف الموارد العسكرية بلا طائل، بل فشلت حتى في تحقيق الأهداف الاستعراضية من خلال حشد أساطيلها وقاذفاتها الشبحية؛ الأمر الذي يجعل الإخفاقَ أشدَّ تأثيرًا.

الفشل العملياتي يغذي مخاوف استنزاف الموارد:

نشرت مجلة “أمريكان كونسيرفاتيف” الأمريكية، اليوم الأربعاء، تقريرًا جديدًا سلطت فيه الضوء على المخاوف المُستمرّة من استنزاف موارد الجيش الأمريكي في العدوان على اليمن، بدون تحقيق أية نتائج، وخُصُوصًا الصواريخ والذخائر التي يصعُبُ تجديدُ مخزوناتها بسرعة؟؛ الأمر الذي يشير إلى أن استمرار العدوان بات يشكّل ضغطًا متزايدًا على واشنطن نفسها.

ووَفقًا للمجلة فقد “بات واضحًا أن الولايات المتحدة تستخدم صواريخها وتنفقها بوتيرة أسرع من قدرتها على إنتاجها” وعن المحلل الدفاعي مايكل فريدنبرغ، قوله: إنه بسَببِ ذلك فَــإنَّ “الولايات المتحدة بعيدة كُـلّ البُعد عن الاستعداد للانخراط بثقة في صراع مباشر مستدام مع منافس مثل الصين”.

وذكّرت المجلة بأن إدارة بايدن خلال محاولتها إيقافَ الحصار البحري على الملاحة الصهيونية “أنفقت من الصواريخ والذخيرة أكثر مما تم استخدامه في أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية”، بما في ذلك أكثر من 3 % من ترسانة صواريخ (توماهوك) الأمريكية، وَفقًا للباحث جيم فين من مؤسّسة هيريتيج البحثية.

وقال فين: “في أية حرب ضد الصين، تُعد هذه الذخائر بالغة الأهميّة” مُشيرًا إلى أن اليمنيين “أثبتوا أنهم يُشكلون مشكلة مُلحة للولايات المتحدة وحلفائها، وَإذَا تطلب الأمر مئات الصواريخ لصد هجماتهم – بنجاح محدود – فسيتطلب الأمر المزيد لمواجهة التهديد الصيني” مُشيرًا إلى أن “المشكلة ستكون أخف لو كانت الولايات المتحدة تقوم بتجديد مخزوناتها من الذخائر المكلفة في الوقت المناسب، لكنها لا تفعل ذلك” حسب قوله.

ونقلت المجلة عن دان جرازيير، مدير برنامج إصلاح الأمن القومي في مركز “ستيمسون” الأمريكي للأبحاث، قوله: إن محاربة اليمن بترسانة تبلغ قيمتها تريليون دولار يشكِّلُ “حماقةً استراتيجيةً وهدرًا للموارد” معتبرًا أن هذه المشكلة أكبر في نظره من مشكلة الاستعداد للصراع مع الصين.

وقال جرازيير: “ننفق ثروةً على بناء قوةٍ لأسوأ الاحتمالات، فنحصل على جيشٍ ضخمٍ مُنتفخٍ بكل هذه الأسلحة المتطورة التي تكلف ثروةً طائلة ولا تعمل بالكفاءة التي توقعها أحد، ولكن ينتهي بنا الأمر إلى خوض سيناريو أقل شدةً بكثير مما خططنا له.. فهناك تفاوتٌ ماليٌّ كبير، حَيثُ نرسل صاروخًا بقيمة مليونَي دولار لهزيمة طائرةٍ مُسيّرةٍ بقيمة ألف دولار، وهذا أمرٌ مُثيرٌ للسخرية”.

وخَلُصَت المجلة إلى أنه، في ظل هذه المخاوف فَــإنَّ “ما يفعلُه الجيشُ الأمريكي في البحر الأحمر الآن ليس ذكيًّا على الإطلاق”.

وكما يتضحُ من خلال تقرير المجلة الأمريكية فَــإنَّ المخاوف بشأن استنزاف موارد الجيش الأمريكي لا تتمحور فقط حول ارتفاعِ التكاليف وعدمِ القدرة على تجديد المخزونات، بل يعتبر العامل الأَسَاسي في هذه المخاوف هو عدم تحقيق أية إنجازات عملياتية؛ لأَنَّ ذلك يعني استمرارَ العدوان لفترة أطولَ، وبالتالي استهلاك المزيد من الذخائر بلا طائل.

ومن خلال استمرار التعبير بصراحة عن المخاوف، يتضح أن دعايات إدارة ترامب حول تحقيق إنجازات مزيَّفة في اليمن، لا تحظَى بأي تصديق داخلَ الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن استمرارَ العدوان سيشكِّلُ ضغطًا متزايدًا على واشنطن نفسها، بدلًا عن الضغطِ على صنعاء والقوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّ تزايُدَ الانتقادات وانكشاف التكاليف الهائلة (التي بلغت أكثرَ من مليار دولار في أَقَلَّ من ثلاثة أسابيعَ) سيُجبِرُ الإدارَةَ الأمريكية على تقديم إجابات، ولن تكون إجاباتٍ مقنعةً؛ لأَنَّها لا تنطوي على تحقيق الأهداف المعلَنة.

وقد عبرت تقارير أمريكية نشرتها مجلتا “ناشيونال إنترست” و”اتلانتك” الأمريكيتان مؤخّرًا عن مخاوفَ صريحة من تحول العدوان الأمريكي على اليمن إلى “فضيحة” وإلى “نكسة جديدة” تشبه ما حصل في أفغانستان؛ بسَببِ غياب الإنجازات مع تراكم التكاليف والخسائر وإنهاك القوات الأمريكية.

القاذفات الشبحية تنضمُّ إلى حاملات الطائرات في فضيحة سقوط الردع الأمريكي:

والحقيقةُ أن ملامحَ هذه “الفضيحة” وَ”النكسة” قد برزت فِعْلًا، من خلال هزيمة البحرية الأمريكية في الجولة السابقة أمام اليمن، لكنها تزايدت الآن مع محاولة إدارة ترامب ترميمَ تلك الهزيمة، حَيثُ انضمَّت قاذفاتُ الشبح (بي-2) إلى حاملات الطائرات والسفن الحربية في قصة سقوط الردع الأمريكي أمام اليمن، وفتح الفشل الجديد البابَ أمام مناقشات غير مسبوقة بشأن فعالية القاذفات الشبحية، مثلما فتح الفشلُ السابقُ بابَ الحديث عن انتهاء عصر حاملات الطائرات.

وقالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أمس الثلاثاء: إن “إرسالَ سِتِّ قاذفات (بي -2) إلى قاعدة “دييغو غارسيا” في المحيط الهندي واستخدامها في العدوان على اليمن، كاستعراض للقوة، فشل في إيصال رسائل “الردع” التي أرادت إدارةُ ترامب توجيهَها لصنعاء”، مشيرة إلى أن “الحقيقَة الثابتة هي أنه بعد أكثرَ من عام ونصف عام من التدخل البحري الأمريكي، لا يزال اليمنيون أقوياء” الأمر الذي يجعلُ وجودَ القاذفات الشبحية “مُجَـرّدَ فرصة باهظة الثمن لالتقاط الصور” حسب تعبير المجلة التي أضافت أَيْـضًا أن “الأمرَ أشبهُ بوجود هذه القاذفات في متحف؛ لأن الرسالة لم تصل”.

ويشكِّلُ هذا التناولُ نتيجةً عكسيةً مهمةً للعدوان الأمريكي الجديد الذي كان من أهدافه إعادةُ ترميم سُمعة البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات التي انهارت سُمعتها خلال العام الماضي، وهو ما يعني أن إدارةَ ترامب لم تستطع فعلًا الخروجَ من المأزِق الذي عاشته سابقتها بل إنها تساهمُ في توسيعِ ذلك المأزِق وتداعياته بشكل أكبر، حَيثُ يشكّل سقوطُ هيبة القاذفات الشبحية ضربةً مهمةً لن يمر وقتٌ طويلٌ قبل أن يبدأ المحللون الأمريكيون بالحديث بصراحة عن خطر استفادة خصومِ الولايات المتحدة منها؛ الأمر الذي يؤكّـد أن العدوانَ على اليمن يتحول بالفعل إلى “فضيحة” و”نكسة” تأريخيةٍ لأمريكا.

مقالات مشابهة

  • الصين تقلل من أهمية التعريفات الجمركية الأميركية البالغة 245%: “لا معنى لها”
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: لا أقول إنني ألغيت ضرب إيران وكل ما في الأمر أنني لست في عجلة من أمري
  • ثلاثة أماكن في انتظارك !
  • خطة إسرائيلية لـ«ضرب نووي إيران».. الرئيس الأمريكي يعطّلها ويختار الدبلوماسية
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • القاذفات الشبحية تنضم إلى فضيحة انهيار الردع الأمريكي
  • مسرور بارزاني: برلمان الإقليم لا يمكن حله ونتعاون مع الاتحاد الوطني لتشكيل الحكومة
  • ترامب يحشد العالم لعزل الصين.. خطة جديدة من الرئيس الأمريكي لضرب بكين اقتصاديا
  • ترامب.. الرئيس الأمريكي الأضعف والأغبى..
  • الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي: برنامج الربط الجوي يخطط للوصول إلى 2.5 مليون مقعد خلال عام 2025