تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الصحافة هى إحدى أهم وسائل الاتصال الجماهيرى التى أسهمت فى تطور المجتمعات البشرية عبر العصور، حيث لعبت دورًا محوريًا فى نقل المعلومات، الأخبار، والتحليلات إلى الجمهور. 

ويعود تاريخ الصحافة إلى العصور القديمة، ولكنها تطورت بشكل ملحوظ مع مرور الوقت لتصبح أداة قوية فى تشكيل الرأى العام والتأثير فى السياسة، الاقتصاد، والثقافة.

 

وقطعت الصحافة شوطًا طويلًا منذ نشأتها فى العصور القديمة حتى أصبحت اليوم واحدة من أبرز الأدوات التى تشكل وتؤثر فى المجتمعات.

و من الواضح أن الصحافة لن تتوقف عن التطور، لكن من المهم أن تظل قادرة على التأثير بشكل إيجابى فى المجتمع من خلال الالتزام بالمبادئ الأساسية مثل النزاهة والموضوعية.

ونستعرض فيما يلى نشأة الصحافة، مراحل تطورها، وأثرها فى المجتمعات المختلفة.

أولا: الصحافة فى العصور القديمة

الصحافة كمفهوم حديث لم تكن موجودة فى العصور القديمة، لكن أشكالًا بدائية من نقل المعلومات كانت موجودة، فى الحضارات القديمة مثل مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين، كان هناك ما يشبه الصحف حيث كانوا يكتبون الأخبار على الألواح الطينية أو البردي، ويُخبرون بها الناس فى الأسواق أو الأماكن العامة.

وفى الصين القديمة، كان هناك استخدام للأوراق والكتب المطبوعة لنقل الأخبار، وكانت "الصحف" الأولى تصدر بشكل دورى لاطلاع الشعب على الأحداث الهامة.

ثانيا: الصحافة فى العصور الوسطى

مع بداية العصور الوسطى فى أوروبا، لم يكن هناك صحافة بالمعنى المتعارف عليه اليوم، لكن كانت هناك بعض وسائل الإعلام البدائية مثل الإعلانات الملكية التى كانت تُنشر فى الأسواق العامة، وكان الحكام يتواصلون مع شعوبهم عبر هذه المنشورات، ولكن كانت هذه الوسائل محدودة وموجهة فى الغالب لإعلان الأوامر الملكية والأحداث السياسية الهامة.

فى الصين، ابتكر الصينيون الطباعة فى القرن التاسع الميلادي، مما أسهم فى إنتاج كتب وأوراق نشر، وأدى إلى تطور وسائل الإعلام.

ثالثا: الصحافة فى عصر النهضة

تعد فترة عصر النهضة (القرن الخامس عشر والسادس عشر) نقطة تحول هامة فى تاريخ الصحافة، وذلك بفضل اختراع المطبعة على يد يوهانس جوتنبرج فى منتصف القرن الخامس عشر، وأتاحت المطبعة إمكانية نشر الكتب والنشرات بشكل أسرع وأوسع، مما أسهم فى نشر الأفكار والمعرفة بين الناس.

وفى هذه الفترة، بدأت الصحافة فى الظهور بشكل أكثر وضوحًا فى أوروبا، وفى ألمانيا، ظهرت أولى الصحف المطبوعة بشكل دورى فى أوائل القرن السابع عشر، وكانت تُنشر تحت أسماء مثل "الصحيفة اليومية" التى كانت تحتوى على أخبار سياسية وتجارية.

رابعا: الصحافة فى العصر الحديث (القرن التاسع عشر)

فى القرن التاسع عشر، شهدت الصحافة تطورًا هائلًا، مع تطور الصحافة المطبوعة، ظهرت الصحف اليومية التى كانت تغطى مجموعة واسعة من المواضيع بما فى ذلك السياسة، الاقتصاد، الرياضة، والثقافة وذلك بفضل التطورات التكنولوجية، التى سهلت نقل الأخبار من مكان لآخر بسرعة أكبر.

فى هذه الفترة، نشأت الصحافة الشعبية التى كانت تهتم بتغطية الأخبار اليومية بشكل شامل ومتعدد الجوانب، وكان لها تأثير قوى على الرأى العام، مثل "نيويورك تايمز" و"التايمز" فى لندن، التى أصبح لها دور كبير فى التأثير على السياسة والمجتمع.

خامسا: الصحافة فى القرن العشرين

شهد القرن العشرون قفزات كبيرة فى تطور الصحافة، بدأ الصحفيون فى استخدام تقنيات جديدة مثل الراديو والتلفزيون لنقل الأخبار بشكل فورى وبصورة مرئية، مما جعل الصحافة أكثر تأثيرًا وانتشارًا. 

كما ظهرت الصحافة الإلكترونية فى نهاية القرن العشرين، بفضل التطور التكنولوجى الكبير فى مجال الإنترنت، وفى هذه الفترة، تغيرت الصحافة بشكل جذرى فبدلًا من الاعتماد على الصحف المطبوعة، أصبحت الأخبار متاحة عبر الإنترنت بشكل فورى من خلال المواقع الإخبارية، مما مكن الأفراد من متابعة الأخبار فى أى وقت ومن أى مكان. 

كما شهدت الصحافة السياسية والاقتصادية تحولًا كبيرًا، حيث أصبحت وسائل الإعلام جزءًا لا يتجزأ من عملية صنع القرار السياسي.

سادسا: الصحافة فى العصر الرقمي

مع بداية القرن الواحد والعشرين، أصبحت الصحافة الرقمية السمة الرئيسية لوسائل الإعلام، بفضل انتشار الإنترنت وتكنولوجيا الهواتف الذكية أتاح للجميع الوصول إلى الأخبار والمعلومات فى لحظات، والصحافة الإلكترونية أصبحت تهيمن على المشهد الإعلامي، حيث أصبح بإمكان الأفراد الحصول على الأخبار فى وقتها الحقيقى عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية المتخصصة.

الصحافة فى العصر الرقمى تتميز بتفاعلية أكبر مع الجمهور، حيث أصبح بإمكان الناس التفاعل مع الصحفيين والمشاركة فى تغطية الأخبار عبر منصات مثل تويتر أو إكس حاليا وفيس بوك وإنستجرام. 

كما أن الصحافة الاستقصائية أصبحت أكثر أهمية فى هذا العصر، مع تطور الأدوات التكنولوجية التى تتيح للصحفيين إجراء تحليلات معقدة ومعرفة أعمق حول القضايا العالمية والمحلية.

التحديات المستقبلية للصحافة

ورغم التطور الكبير فى مجال الصحافة، إلا أن هذا المجال يواجه العديد من التحديات فى العصر الحالي، تزايد انتشار الأخبار المزيفة أصبح مشكلة كبيرة تؤثر على مصداقية الإعلام، بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الصعب على الصحف التقليدية البقاء على قيد الحياة فى ظل التحول الرقمي، حيث يتجه الناس بشكل متزايد إلى الأخبار المجانية على الإنترنت.

ومن التحديات الأخرى التى تواجه الصحافة اليوم هى قضايا تمويل الصحف التقليدية، حيث تعتمد العديد من وسائل الإعلام على الاشتراكات أو الإعلانات المدفوعة لتغطية تكاليف الإنتاج، وهو ما يؤثر فى بعض الأحيان على استقلالية الإعلام وجودة الأخبار المقدمة.

ورغم ما يواجه تلك الصناعة من تحديات، ستظل الصحافة أداة لا غنى عنها فى نقل الحقيقة ومكافحة الفساد والتضليل، مما يجعلها ركيزة أساسية فى بناء المجتمعات الديمقراطية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تاريخ الصحافة المصرية معرض الكتاب علي التركي العصور القدیمة وسائل الإعلام فى العصور التى کانت فى العصر تطور ا

إقرأ أيضاً:

كيف تناولت الصحف الغربية دخول الحرب بالسودان عامها الثالث؟

مع دخول حرب السودان عامها الثالث، اتفقت الصحف الغربية على أن هذا الصراع، رغم ما ميزه من فظائع ومجاعة يعجز اللسان عن وصفها، لا يحظى بالاهتمام العالمي اللازم، محذرة من أن إن النسيج الاجتماعي للبلاد يتمزق بعنف، ولا نهاية في الأفق لهذه المأساة.

"فهل لدينا الإنسانية اللازمة لمواجهة أزمة السودان؟" يتساءل توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة للهيئة الأممية -في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية- حذر فيه من أن ما يجري في السودان كشف كيف أن الأسس التي بناها العالم للحد من مخاطر الحرب والمجاعة والأزمات بدأت تتداعى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركيةlist 2 of 2هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر بين الشاباك والشرطة الإسرائيليةend of list

وأبرز أن ما أسماه "عصر القومية التبادلية" -الذي يميز العالم في الوقت الحالي- قلّما تجد فيه دولًا مستعدة لإبداء الاهتمام بالنضال من أجل الحفاظ على التضامن العالمي، مشيرا إلى أن ذلك لا يتجلى في أي مكان من العالم مثلما يتجلى في السودان.

ومع استمرار الحرب، يقول فليتشر إن ثمة أمرا واحدا لا جدال فيه وهو أنه بدون إنهاء القتال وزيادة التمويل فسوف يعاني المزيد من الناس وسيهيمون على وجوههم ويفقدون أرواحهم.

وتشهد العاصمة البريطانية -اليوم الثلاثاء- مؤتمرا دوليا يهدف لرسم مسار سلام السودان بالذكرى الثانية للحرب التي اندلعت يوم 15 أبريل/نيسان 2023، وهو ما اعتبره فليتشر فرصة لتوجيه 4 نداءات إلى المشاركين فيه، رغم عدم مشاركة الحكومة السودانية:

إعلان

أولًا: استخدموا نفوذكم الجماعي لحماية المدنيين من الأطراف المتحاربة ومن يُسلّحهم. وثانيًا: طالبوا بعدم استهداف عمال الإغاثة، وضمان تمكينهم من العمل أينما دعت الحاجة. وثالثًا: توفير تمويل مرن لمساعدتنا في مكافحة المجاعة وإنقاذ الأرواح. ورابعًا: تطبيق الدبلوماسية العملية القادرة على حل المشاكل اللازمة لإنهاء هذه الحرب الوحشية.

لكن صحيفة ليبراسيون الفرنسية قللت من أهمية هذا المؤتمر في جلب سلام للسودان خصوصا أن السلطات السودانية لم تدع له، مشيرة إلى أنه سيُركز على معالجة الأزمة الإنسانية، ولكن من غير المتوقع عقد محادثات سلام، ليظل الوضع كما كان مُزريًا، حيث يعاني المدنيون من فظائع لا يمكن وصفها.

"لم يبقَ إلا كبار السن العاجزون عن الفرار" والسودان يواجه خطر مزيد من التفتيت، هكذا عنوت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا أبرزت فيه بنبرة تشاؤمية أن الأمور تتجه من السيئ للأسوأ.

وفي هذا الصدد نقلت عن خلود خير مؤسسة مركز "كونفلوانس أدفايزري" للأبحاث قولها "نحن نتجه نحو تصعيد الصراع مع تزايد الخسائر البشرية" وذلك رغم ما حققه الجيش في الفترة الأخيرة من نجاحات.

وعبرت خلود عن اعتقادها بأن الجيش أصبح أكثر عزمًا من أي وقت مضى على استعادة الأراضي التي احتلتها مليشيات حميدتي منذ بداية الحرب، مبرزة أن وجود كتائب مساندة وطائرات مسيرة لدى هذا الجيش أثبتت فاعليتها، "وسيسعى الآن إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم قبل موسم الأمطار في يونيو/حزيران".

لكن الصحيفة توقعت أن تنخرط قوات الدعم السريع، التي أُهينت بدحرها في الخرطوم، في حرب استنزاف، مستخدمةً ضربات المسيرات ضد البنية التحتية المدنية ومستهدفةً مخيمات النازحين مثل زمزم قرب الفاشر، حيث أُجبر أكثر من نصف مليون شخص على الفرار.

ومن المرجح، وفقا للصحيفة، أن يُعمّق سعي قوات الدعم السريع للسيطرة على دارفور وخطتها لإنشاء حكومة موازية انقسام السودان، ومع تداول عملتين وتمزق النسيج الاجتماعي، تُواجه البلاد خطر مزيد من التشرذم.

إعلان

وهذا هو ما قد دفع سارة شامبيون وهي عضو في البرلمان عن حزب العمال ورئيسة لجنة التنمية الدولية إلى دعوة الحكومة للتحرك من أجل إنهاء هذا الصراع، إذ لا يمكن حسب قولها أن "تظل المملكة المتحدة مكتوفة الأيدي بينما ينهار السودان".

وترى تشامبيون -في مقال لها بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية- أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان وتطبيق القانون الإنساني الدولي، كما ينبغي للندن أن تضطلع بدور قيادي من خلال زيادة مساعداتها للسودان، إذ إن المخاطر كبيرة، وبدون تدخل فوري سيتعرض ملايين الأبرياء لمخاطر جمة.

ويواجه نصف سكان السودان، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، خطر الموت جوعا إذا استمر هذا الصراع البغيض، حسب وصف كاشف شفيق المدير القطري لمنظمة الإغاثة الدولية بالسودان، وهي آخر منظمة إغاثة لا تزال تعمل في مخيم زمزم.

وأكد شفيق -وفق ما نسب له في تقرير بصحيفة واشنطن بوست– أن العالم بحاجة إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار، إذ إن "كل لحظة تمر تتعرض فيها أرواح جديدة للخطر. ويجب أن تنتصر الإنسانية".

ورغم أن الجيش السوداني حقق انتصارا كبيرا باستعادة العاصمة الخرطوم، فإن الخبراء يقولون إن قوات الدعم السريع عززت قبضتها على المناطق التي لا تزال تسيطر عليها -وهي مساحة شاسعة من غرب وجنوب غربي السودان، بما في ذلك منطقتا دارفور وأجزاء من كردفان، بينما يسيطر الجيش على معظم الشمال والشرق والوسط.

وترى الصحيفة أن "السلام لا يزال بعيد المنال" وتنقل في هذا الصدد عن فيديريكو دونيلي الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية بجامعة تريستي في إيطاليا قوله "الواقع على الأرض يشبه بالفعل تقسيمًا بحكم الأمر الواقع".

وأضاف دونيلي أنه من الممكن أن يسعى الجانبان إلى وقف إطلاق النار الآن. لكنه أضاف أن الأرجح هو أن يواصل الجيش محاولة التقدم نحو الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

إعلان

لكن لا يبدو أن أيًا من الجانبين قادر على هزيمة الآخر، بل يرى سليمان بلدو مدير مرصد الشفافية والسياسات في السودان أن "كلا الطرفين يعاني من إرهاق القتال".

وقال شاراث سرينيفاسان أستاذ السياسة الدولية بجامعة كامبريدج إن قوات الدعم السريع قد أضعفتها الانقسامات الداخلية و"تفتقر إلى الشرعية السياسية داخل البلاد" لكنها تتمتع بقدرة قوية على الوصول إلى الأسلحة والموارد، مدعومة بدعم  يصلها عبر تشاد وأوغندا وكينيا وجنوب السودان وإثيوبيا، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • ماهر مقلد: مهنة الصحافة تمر بتحديات صعبة تستلزم التصدي لها
  • التغيرات المناخية.. موضوع نقاش في نادي الصحافة لـOoredoo  
  • تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19 ..هذا ما سيحدث
  • الصحف الكتالونية تكشف «لعنة السروال الأبيض» على برشلونة أمام دورتموند!
  • الأعلى للإعلام يستدعى مقدمي أهلاوي وزملكاوي للتحقيق في مخالفات إعلامية
  • غضب فني بعد تشكيل لجنة الدراما.. وأشرف زكي يردّ بقوة
  • كيف تناولت الصحف الغربية دخول الحرب بالسودان عامها الثالث؟
  • بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب .. بيان مشترك لمنتدى الإعلام السوداني بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان
  • جمال الشاعر: يجب الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في كل المجالات
  • "أول مستشفى افتراضي بأفريقيا".. «الرعاية الصحية» تعزز التحول الرقمي والبنية التحتية الذكية