قسد بين مطرقة دمشق وسندان أنقرة.. ما مصير آخر ساحات القتال في سوريا؟
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تتواصل الجهود الدبلوماسية في محاولة لإيجاد حل لمصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرقي سوريا، وهي واحدة من أبرز القضايا التي تؤثر على استقرار البلاد ومستقبلها بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وتُعتبر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، بينما ترى تركيا فيها تهديدا للأمن القومي بسبب روابطها بحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة.
ودأب المسؤولون الأتراك على التأكيد بأن وجود "وحدات حماية الشعب" التي تشكل العمود الفقري لـ"قسد" في شمال شرقي سوريا ليس مبررا بعد سقوط نظام الأسد، وهددوا مرارا بشن عمليات عسكرية للقضاء على هذا التواجد.
وبعد قدوم الإدارة الجديدة إلى دمشق عقب سقوط النظام المخلوع في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، تحول الملف إلى أولوية لدى الجانبين السوري والتركي، حيث تسعى السلطات في دمشق إلى حصر السلاح في يد الدولة وحل الفصائل لإدراجها ضمن هيكلية وزارة الدفاع.
ولا تبدي "قسد" تعاونا في هذا الملف، حيث شددت على مطلبها الدخول إلى القوات المسلحة ضمن وزارة الدفاع مع الاحتفاظ على كتلتها، وهو ما ترفضه الإدارة الجديدة.
والثلاثاء، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، إن قواته لا تعتزم حل نفسها، موضحا في الوقت ذاته أنها منفتحة على ربط نفسها بوزارة الدفاع والعمل وفق قواعدها، ولكن "ككتلة عسكرية".
وكشفت مصادر عن عقد لقاء في دمشق بين وفد من "قسد" والإدارة السورية الجديدة التي يترأسها أحمد الشرع، وسط حديث عن تواصل الجهود الدبلوماسية من أجل نزع فتيل النزاع في آخر ساحات القتال في سوريا.
وقبل أيام، قال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية مرهف أبو قصرة إن "هناك مفاوضات جارية بين رئاسة إدارة العمليات وقوات سوريا الديمقراطية، وأي توجيه خاص بملف قسد فسنكون جاهزين".
وأضاف في تصريحات أدلى بها أمام صحفيين في دمشق، أن "باب التفاوض مع قسد في الوقت الحاضر قائم وإذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين"، مشيرا إلى أن "الرؤية غير واضحة في التفاوض مع قسد حتى اليوم".
Bu gönderiyi Instagram'da gör Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)'in paylaştığı bir gönderi
وكان الشرع أشار إلى أن القوات الكردية هي الطرف الوحيد الذي لم يلب دعوة الإدارة الجديدة لحصر السلاح بيد الدولة، مشددا على أن دمشق لن تسمح لـ"حزب العمال الكردستاني" بتنفيذ "هجمات إرهابية" ضد تركيا، وأنها ستبذل قصارى جهدها لضمان أمن الحدود التركية.
ويرى مراقبون أنه في حال فشل المفاوضات، فإن تركيا قد تواصل تهديداتها بشن عمليات عسكرية ضد قسد، ما قد يفتح الباب أمام تدخل عسكري مباشر من قبل أنقرة ودمشق ضد الفصائل الكردية.
"فشل" متوقع للمسار الدبلوماسي
وفي حديثه عن الجهود الدبلوماسية، يرى مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله، أنه "من خلال مراجعة شروط الطرفين في المفاوضات يمكننا تخمين فشلها إلا في حالة تنازل أحد الطرفين، وخاصة تقديم قسد لتنازلات".
وأضاف في حديثه مع "عربي21"، أنه "لا يمكن للإدارة الجديدة القبول بشروط قسد لأن ذلك يهدد وحدة سوريا، ويفتح المجال لكل الفصائل العسكرية الموجودة في سورية لطلبات مماثلة، وكذلك مسألة النفط والثروات ومستقبل الإدارة الذاتية".
وشدد على أن "الإدارة الجديدة السورية حالياً في حالة قوة ودعم عربي وإقليمي، وفي موقع قوة بعد عودة ترامب للسلطة وهو الذي وعد سابقا بسحب القوات الأمريكية من سورية، والمساهمة في السلام في المنطقة، والتنسيق التركي مع الإدارة الجديدة عالي المستوى حاليا، وهناك دعم تركي كبير للإدارة لحل هذه القضية التي تشكل تهديد للأمن القومي التركي".
وبحسب العبد الله، فإن "الطرفين التركي والسوري يرغبان بعدم إراقة الدماء لذلك يبديان تجاوب في المفاوضات التي تتوسط بها فرنسا وأمريكا وحتى إقليم كردستان العراق في الأيام الأخيرة".
ويعرب مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون عن اعتقاده "في توجه الوضع الراهن نحو الصدام العسكري لكن بشكل تدريجي حيث ترفض قسد التنازل حتى الآن، وهذا ما يخشى منه".
ويشير إلى أنه "من الممكن حسم المعركة بسرعة في حال إعلان غرفة العلميات العسكرية عن عملية كبيرة وجادة والبدء بها، لأن العرب المنضوين ضمن قسد سيسارعون للانضمام للقوات أو على الأقل رفض القتال، وكذلك يمهد لثورة شعبية على قسد في مناطق سيطرتها".
"الخيار السياسي والعسكري على الطاولة"
من جهته، يشدد الباحث التركي علي أسمر على أن "تركيا وضعت الخيار السياسي والخيار العسكري على الطاولة"، مشيرا إلى أنه "على قسد الاختيار حيث أن العملية العسكرية هي وسيلة وليست غاية".
ويوضح أسمر في حديثه مع "عربي21"، أنه "في حال تم قبول الشروط التركية التي اتت على لسان وزير الخارجية هاكان فيدان سيكون الأمر جيد وإلا سيكون الخيار العسكري هو الخيار الأخير لتحقيق هذه الشروط".
وكانت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته شددا في أكثر من مناسبة على ضرورة رمي وحدات حماية الشعب أسلحتها، ملوحين بشن عملية عسكرية في حال لم يتم تحقيق ذلك.
وكان فيدان قال في تصريحات صحفية قبل أيام، إن "تطهير سوريا من الإرهاب سيكون أحد الأولويات الرئيسية لعام 2025، فالهدف الأول لجميع المنظمات الإرهابية العاملة في هذه المنطقة هو دائما تركيا".
وأضاف "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد بي كي كي/واي بي جي فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم"، وفقا لوكالة الأناضول.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن "نهاية الطريق باتت قريبة للتنظيم الانفصالي بي كي كي/ واي بي جي وامتداداته في سوريا"، مشيرا إلى أن "الوضع القديم بالنسبة للتنظيم وداعميه لم يعد من الممكن استمراره في ظل النظام الجديد في سوريا"، في إشارة إلى الإدارة الجديدة في دمشق،
وفي هذا السياق، يرى أسمر أن هناك تطابقا في الرؤى بين أنقرة ودمشق تجاه مستقبل "قسد"، موضحا أن "دخول إدارة دمشق على الخط هو أمر إيجابي حيث يعطي لأنقرة شرعية إضافية لمكافحة قسد، إن رفضت رمي السلاح".
ويشدد على أن "محادثات دمشق وأنقرة نابعة من مصلحة الطرفين، موضحا أن "هذه المحادثات "ستقرر مصير قسد لأن تركيا لن تقبل بأنصاف الحلول وأي حل لا يتضمن الشروط التركية سيكون حل نصفي مؤقت لا يمكن البناء عليه".
وتطرق الباحث التركي إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مشيرا إلى "قدرة أنقرة على إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم جدوى استمرار قسد، كما أقنعت سابقا الجانب الإيراني والروسي بعدم جدوى استمرار النظام السوري السابق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا قسد تركيا دمشق الشرع سوريا تركيا دمشق الشرع قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوریا الدیمقراطیة الإدارة الجدیدة مشیرا إلى فی سوریا فی دمشق إلى أن فی حال على أن
إقرأ أيضاً:
خارجية السعودية تدعو لرفع العقوبات عن سوريا.. ماذا عن احتمالات الحرب بين إيران والاحتلال؟
شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لا يعتقد بتصاعد احتمالات الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الوزير السعودية خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، بمدينة دافوس السويسرية، الثلاثاء، إن هناك فرصة كبيرة لنقل سوريا باتجاه إيجابي، مؤكدا ضرورة بذل المزيد لرفع العقوبات عن دمشق.
???? وزير الخارجية السعودي:
???? هناك فرصة كبيرة لنقل #سوريا باتجاه إيجابي
???? لدى الإدارة السورية رغبة كبيرة للتعاون مع المجتمع الدولي
???? يجب بذل المزيد لرفع العقوبات عن سوريا #قناة_العربية pic.twitter.com/Jox651u7Iz — العربية (@AlArabiya) January 21, 2025
وأضاف أن الإدارة الجديدة في سوريا "ورثت دولة منهارة ويجب أن يبنوها من الصفر وهذه ليست عملية سهلة خصوصًا وأنهم لم يتوقعوا أن يكونوا حيث هم الآن"، داعيا إلى إظهار بعض الصبر مع الإدارة في دمشق ومد يد العون إليها.
وشدد وزير الخارجية السعودي، على ضرورة البناء على "التطورات الإيجابية" ومساعدة سوريا وشعبها في سبيل تحقيق مستقبل أفضل"، حسب تعبيره.
وتطرق الوزير السعودي إلى اللقاء الثنائي مع الوفد السوري برئاسة نظيره أسعد الشيباني بالإضافة إلى اللقاءات الموسعة التي استضافتها الرياض بشأن سوريا، موضحا أنهم "رأوا رغبة ملحة من الإدارة في دمشق للعمل مع المجتمع الدولي ولتشارك بطريقة مسؤولة"، مشيرا إلى أن الإدارة السورية "منفتحة على سماع التعليقات للمضي على المسار الصحيح".
وأشار إلى أن "سوريا دولة محطمة في حاجة ماسة إلى إعادة الإعمار. وكلما بكرنا في المشاركة وقدمنا مزيدا من الدعم، كلما زادت فرص نجاح الانتقال واستقراره".
يأتي ذلك في ظل تواصل توافد الوفود الإقليمية والدولية إلى العاصمة السورية دمشق من أجل لقاء الإدارة السورية الجديدة، التي أرسلت بدورها وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية في جولة موسعة على عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى تركيا.
وضم الوفد السوري الذي زار الإمارات والسعودية وقطر والأردن وتركيا، كل من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.
احتمالات الحرب بين إيران والاحتلال
وفي سياق منفصل، أشار وزير الخارجية السعودي، إلى أنه لا يعتقد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستزيد من احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران، حسب وكالة رويترز.
وأعرب فيصل بن فرحان عن أمله في أن يقابَل نهج ترامب تجاه إيران باستعداد طهران للتعامل بشكل إيجابي مع الإدارة الأمريكية ومعالجة قضية برنامجها النووي"، مضيفا "بشكل واضح، فإن أي حرب بين إيران وإسرائيل، أو أي حرب في منطقتنا، هو أمر يجب أن نحاول تجنبه قدر الإمكان".
وتابع قائلا "لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسهم في خطر اندلاع الحرب، بل على العكس من ذلك، كان الرئيس ترامب واضحا تماما في أنه لا يحبذ الصراع".
وتفاقمت مخاوف اندلاع الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران على خلفية الهجمات المتبادلة بين الجانبين، والتي وقعت خلال عام 2024، بالتزامن مع العدوان الوحشي على قطاع غزة والحرب الواسعة التي بدأتها "إسرائيل" ضد لبنان.