تحتفل مصر اليوم بعيد الشرطة، الذى يوافق ٢٥ يناير من كل عام، ويمثل رمزًا للبطولة والتضحية والوطنية.
ربما لا يعرف كثيرون من أبناء الأجيال الجديدة أن هذا العيد يعود إلى ذكرى معركة الإسماعيلية عام ١٩٥٢. لقد أراد الاحتلال فى ذلك اليوم تصفية المقاومة فى مدن القناة وأصدر أمرًا بإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية من رجال الشرطة وتسليم أسلحتهم والانسحاب إلى القاهرة.
هذا التاريخ البطولى المحفور فى ذاكرة المصريين منذ ٧٣ عامًا، كان وراءه شخصية بارزة تركت بصمتها فى هذا اليوم الخالد، وهو الزعيم الراحل فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى ذلك الوقت.
تولى «سراج الدين» منصب وزير الداخلية فى فترة عصيبة من تاريخ مصر، حينما كانت البلاد تحت وطأة الاحتلال البريطانى الذى أذاق أبناءها شتى أنواع الظلم والاضطهاد. ورغم الضغوط الكبيرة والتهديدات التى تعرض لها، أظهر شجاعة نادرة، ورفض تسليم رجال الشرطة المصرية للاحتلال البريطانى، وأصر على أن تبقى صامدة فى مواقعها، وهى المعركة التى كانت خطوة رئيسية بارزة فى تاريخ الكفاح المصرى، وأجبرت الاحتلال فيما بعد على الجلاء.
لقد أثبت «سراج الدين» أن القيادة ليست مجرد منصب أو سلطة، بل مسؤولية تجاه الوطن وتاريخه ومستقبله. وكان قراره الشجاع بتسليح رجال الشرطة وإصدار تعليمات لهم بعدم الاستسلام تعبيرًا عن كرامة مصر وحقها المشروع فى مواجهة قوى الاحتلال.
إن عيد الشرطة ليس مجرد مناسبة رسمية، بل هو درس فى الوطنية والتضحية والفداء، ومناسبة نتذكر فيها أن الأمن جهد مستمر يتطلب التضحيات والعمل الشاق، وتكاتف الشعب كله مع القائمين على حراسته. كما يذكرنا هذا العيد بأن القيادة الوطنية، مثل فؤاد سراج الدين، تضع كرامة مصر وأمن المواطن المصرى على رأس أولوياتها فى كل مكان وزمان.
ولا يخفى على الجميع أن العالم يمر حاليًا بمنعطف خطير، ينتشر فيه الإرهاب والجريمة المنظمة واستهداف مقدرات الدول وثرواتها ومستقبلها، وصولًا إلى تهديد حدودها الجغرافية. وفى ظل هذه التحديات، يبقى رجال الشرطة فى طليعة حماة الاستقرار وحراسة مؤسسات الوطن وضمان أمن أبنائه.
إن عيد الشرطة اليوم فرصة لتذكير الجميع بالدور الذى تلعبه فى تحقيق الأمن والأمان، ويذكرنا بأن التضحيات التى قدمها أبناؤها فى الماضى والحاضر لا تزال حيّة فى نفوسنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية عاطف خليل تحتفل مصر اليوم بعيد الشرطة ٢٥ يناير وزير الداخلية رجال الشرطة المصرية عيد الشرطة رجال الشرطة سراج الدین عید الشرطة
إقرأ أيضاً:
لعلهم يرشدون
بقلم: دانيال حنفى
خرج أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ على العالم – أثناء زيارتهم الى تل أبيب – بتصريحات تدين وتهاجم المحكمة الجنائية الدولية – لادانتها رئيس الوزراء الاسرئيلى بنيامين نتانياهو بارتكاب جرائم حرب فى غزة – وتدعو بتحد إلى معاقبة المحكمة، على أساس عدم المساواة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى وقادة حماس من حيث القيمة والمكانة ومن حيث كل شىء، وحتى لا تطارد المحكمة هولاء النواب أنفسهم ذات يوم وفقا لتصريحات النواب أنفسهم أمام الكاميرات.
تحدث النواب أيضا عن العداء لحماس وعن القضاء على حماس نهائيا، وتحدثوا عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وتحدثوا عن القيم المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتزام الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن إسرائيل ومساعدة إسرائيل فى كل الأحوال ومهما حدث، وكيف أن إسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة حتى ان رئيس وزراء إسرائيل يخضع للمحاكمة عن تهم موجهة إليه وهو ما زال فى السلطة.
كانت مداخلات النواب الأربعة مباشرة وعنيفة وخالية من المنطق الا قليلا وتمثل روحا متعطشة الى الانتقام وليس الى التعبير عن المودة والتضامن والعدل والحق والسلام فى اسرائيل التى باتت مليئة بهذه الروح الشربرة وليست بحاجة الى المزيد منها، إلا من باب النفاق. ولذلك ، كانت مداخلة النواب الأمريكيين من السوء بحيث تمثل سبة فى حقهم كنواب يمثلون شعبهم ويمتهنون الدفاع عن الحقوق وعن كرامة الإنسان وعن العدالة وعن التعاون وعن التسامح وعن البناء وعن العمل من أجل الغد. لقد بدا النواب الأربعة كنواب للشيطان والدم والخبث ونأهوا بأنفسهم بعيدا عن شرف النيابة التى يتخيلون انها تسمح لهم بالجرأة على شعوب العالم كلهم وتصويب التهديدات الي الجميع وهم على خطأ ، لأن التهديد ليس اسلوبا للحياة. وليست إسرائيل على حق فيما تشنه.
من حملات الابادة ضد الشعب الفلسطينى وضد أرضه وضد ممتلكات الشعب الفلسطينى اذا كانت إسرائيل تسعى إلى العيش والى البقاء على قيد الحياة فى المستقيل القريب قبل البعيد . فالعداء والدم والهدم لن يولدوا فى قلوب الشعب الفلسطينى ولا فى فلوب أحد من شعوب العالم حبا ومودة تجاه إسرائيل والشعب الإسرائيلى ، ولن يخلفوا الا مزيدا من الدماء ومن المعاناة للشعب الإسرائيلى وللشعب الفلسطينى وللعالم الذى يريد أن يرى سلاما بين الجانبين ويرى نهاية لقطار الموت الذى لا يتوقف. ان النواب الذين سمحوا لأنفسهم بالخروج جماعة على العالم وامام الكاميرات بكل التحدى وبكل دعوات العنف يستحقون الشفقة والرثاء لكونهم نوايا فقراء العقل والحكمة والضمير ويحتاجون إلى مراجعة أنفسهم ومراجعة دوائرهم التى يمثلونها لعلهم يرشدون. ان المرء ليدهش ويمتلىء استغرابا من أناس فى مواقع المسؤولية وقد خبرتهم الحياة وعركتهم وعلمتهم، ولكنهم يكفرون بكل القيم الطيبة التى تعلموها وصاروا يرددونها ربما فى بغض خطبهم الفاشلة، فمن المؤكد أنهم يلجأون إلى خداع الناخبين والى غشهم ليكسبوا أصواتا ويمثلوا دوائرا لا تعلم عن هولاء النواب الا خيرا د بينما هم دعاة شر وعداء سوف تثبته الأيام وتخذلهم. وسوف تثبت لهم الأيام فشل رحلاتهم المريضة بالكراهية والحقد حتى من قبل اسرائيل التى تعلو فيها نفسها أصوات كثيرة تطالب بالعقل والسلام واحترام حقوق الشعب الفلسطينى من أحل الحياة للجميع وليس لجانب دون جانب.
Tags: جرائم حربغزةفلسطين