بوابة الوفد:
2025-04-17@14:14:40 GMT

حوار خيالى بين هيباتيا وجان دارك

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

المكان: فضاء خيالى، حيث لا حدود للزمن أو الجغرافيا. تجلس هيباتيا، الفيلسوفة والعالمة السكندرية، على طاولة رخامية مزينة بالأدوات العلمية ولفائف المخطوطات. أمامها، تجلس المناضلة الفرنسية، جان دارك، فى درعها وسيفها فى يدها بثبات. بينهما شمعة تضىء المكان.
هيباتيا: أنتِ، يا جان دارك، قد قدتِ جيشًا فى سبيل تحرير فرنسا من الاحتلال الانجليزى، بينما كانت معركتى ضد مراكز التعصب فى الإسكندرية.

ما لا أستطيع نسيانه هو كيف انتهينا بمصير مشابه - الإعدام على يد من شعروا بالتهديد مما نمثل.
جان: نعم، أُعدمونى ولم اتجاوز العشرين من عمرى، وأنتِ قتلوكِ فى ذروة عطائك العلمى. لكن رغم تشابه نضالنا عزيمتنا، كانت قضايانا مختلفة فى جوهرها. أنا قُدتُ الرجال لتحرير شعبى. كان موتى بسبب تحديهم لى كامرأة قادت المعركة ضد جيش الاحتلال.
هيباتيا: نضالك كان من أجل الحرية - حرية القيادة وإحداث تأثير فى مسار التاريخ. لكن موتك لم يكن بسبب كونك امرأة، بل لأن تحديك كان تهديدًا للمحتلين لأرضك. أما أنا، فلم أقاتل فى الحروب، بل فى ميدان الفكر. كنت أُدرّس العلوم والفلسفة، وكنتُ تهديدًا للتعصب المتسلط على عقول الرجال.
جان: أليس غريباً أنّكِ كنتِ معلّمة للرجال. ورغم حكمتك، لم يعترفوا بكِ؟ كان جنسُك يعيق تقديرهم لكِ.
هيباتيا: كنتُ محترمة بين الفلاسفة وعلماء الرياضيات فى وقتى، لكن حتى فى الإسكندرية مركز الفكر، كان جنسى ظلًا يرافقنى. كنتُ أترأس مدرسة الأفلاطونية الحديثة، لكن كلماتى كانت تُقاس من خلال العدسة الجندرية. فى النهاية، قتلتنى مجموعة من المتعصبين لأن معرفتى كانت تهديدًا للعقيدة السائدة.
جان: موتى لم يكن بسبب كونى امرأة، بل لأننى هددت سلطتهم. لقد سَعوا لإسكاتى لأننى تحدثت عن رؤاى، لم أخشَ الوقوف ضد العسكر ورجال الدين الذين اتهمونى بالزندقة.
هيباتيا: كنتِ شهيدة من أجل شعبك، أما أنا فكنتُ شهيدة من أجل المعرفة وحق المرأة فى أن تُفَكّر. 
جان: أعتقد أن هذا هو جوهرنا، هيباتيا. قد نموت فى لحظات، لكن أعمالنا وكلماتنا تستمر فى تحريك المياه الآسنة.
هيباتيا: إرثنا يعتمد على هذا الإيمان، جان. إرثك كرمز للشجاعة والإيمان، وإرثى كرمز لكفاح المرأة المفكرة من أجل المساواة. ورغم عنف موتنا، فإن قصصنا ستظل حية عبر الأجيال.
جان: ربما هذا هو سر القوة فى نساء مثلنا. ليعلم الجميع أننا فى غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع الاراضى المحتلة. 
هيباتيا: نعم، جان، طالما أن العالم لا يزال يذكرنا، فنحن لم نمت بعد. الهدف الذى ناضلنا من أجله، سواء كان حرية الشعب أو حرية الفكر سيستمر يلهب حماس أولئك الذين يناضلون من أجل حرية الانسان فى كل مكان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية الاحتلال الإنجليزي من أجل

إقرأ أيضاً:

السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف

السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف

مقالات مشابهة

  • أعين إلكترونية تقود الطريق.. نظام ذكي يمنح المكفوفين حرية التنقل بأمان
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الخميس 17 أبريل 2025: امنح نفسك حرية
  • صالح رجب يواصل جولاته الانتخابية بزيارة “البوابة نيوز” وسط ترحيب حافل
  • وزير الخارجية: نؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر
  • مبارك اردول: تعليقا على حوار الحلو في قناة العربية الحدث
  • السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف
  • حوار سياسي بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية على حل الدولتين
  • وائل حمدي: سلمى أبو ضيف كانت المرشحة لـ 6 أيام واعتذرت بسبب الحمل
  • مجدي الجلاد: أنتظر قانون حرية تداول المعلومات منذ 40 عاما
  • إنقاذ نسر مصاب يعود موطنه لجزيرة حوار بالبحرين