بوابة الوفد:
2025-02-03@19:30:19 GMT

الأسرة والمعلم والقدوة الغائبة

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

أحياناً تكون الحرب الفكرية أصعب على المجتمعات من الحروب العسكرية، فهناك مخططات تستهدف الدول بغزوها فكريا وهدم قيم وأخلاقيات المجتمعات، والطريق إلى ذلك سريع وسهل ما لم تتصدى له المجتمعات والأفراد، فى ظل التطور التكنولوجى الهائل وعصر الذكاء الاصطناعى والذى جعل العالم مثل الغرفة، تصل إليك الأفكار الهدامة وأنت جالس فى منزلك.


لذا فالمسئولية مشتركة فى مواجهة الأفكار السلبية، ومن بينها محاولات التقليل من قيمة القدوة والنماذج الناجحة فى المجتمع التى تقدم إفادة للبشرية، والتقليل من المعلم ودور المدرسة فى بناء المجتمع وتشكيل شخصية الأجيال الجديدة والنساء.
والإنسان هو محور التنمية والبناء، واللبنة الأولى فى تحقيق التنمية والحضارة، وبناء الإنسان بشكل سليم يساهم فى تنشئة أجيال وكوادر واعية وقادرة على النجاح والتأثير فى تقدم الأمة والنهوض بالدولة، ولحماية الأجيال الجديدة بات من الضرورى التنبه إلى الأخطار التى تهدد قيم وأخلاقيات المجتمع.
فمن الضرورى أن نهتم بإحياء وتعزيز قيمة وأهمية القدوة والنموذج الناجح فى المجتمع؛ ليكون مثالاً لأبنائنا يقتدون به فى مسيرتهم التعليمية والعلمية والمهنية وفى تعاملاتهم مع الآخرين، ويتأتى ذلك من خلال توعية الأجيال الجديدة بقيمة الرموز والعلماء والمبدعين والمبتكرين الذى يستحقون أن يكونوا قدوة فى المجتمع، فترسيخ ذلك داخل أبنائنا يزيد من وعيهم ويحفزهم على النجاح، وتلعب الشخصيات القدوة فى المجتمع دوراً مهماً فى تشجيع الأفراد وتحفيزهم لتحقيق النجاح والتقدم، فضلاً عن دورها فى ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية، هذه القدوة يمكن أن تكون من العلماء أو الرياضيين أو الفنانين أو المعلمين أو القادة، أو حتى شخص عادى، فالقدوة نموذج للسلوك الإيجابى وقادرة على إلهام الآخرين للتغيير نحو الأفضل، لذلك يجب أن يتم تسليط الأضواء على الشخصيات التى تعد قدوة ونموذجا فى المجتمع وعلى جهودها وإنجازاتها ونجاحاتها.
ويأتى دور المدرسة فى أى مجتمع لتلعب دوراً مهماً ومؤثرا فى تشكيل وتنشئة الأجيال الجديدة من الشباب والنشء، وتساهم فى دعمهم وتحفيزهم وغرس القيم والمبادئ الإيجابية والأخلاقيات فيهم، والمعلم يعد من ركائز بناء الإنسان والمجتمع، فهو حجر الأساس فى تشكيل وتنشئة الأجيال الجديدة وبناة المستقبل، فيلعب دوراً مهماً ومؤثرا فى غرس وترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، فضلاً عن دوره التعليمى وفى تنمية مهارات الطلاب لمساعدتهم على النجاح فى حياتهم.
ويمكن أن يكون المعلم ملهما لطلابه لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم من خلال تشجيعهم على التفكير الإبداعى والنقدى، ويساهم فى إعداد قادة المستقبل من خلال بناء شخصيات قوية وواعية قادرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات الصائبة، كما أنه يعد حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة، مما يساعد فى تحقيق التكامل بين التعليم فى المدرسة والتربية فى المنزل.
لذلك يجب العمل على إعادة قيمة وهيبة المعلم فى المجتمع، وضرورة الاهتمام بالمعلم ودعمه وتلبية احتياجاته وتدريبه وتأهيلهم ليواكب تطورات العصر الحديث، ولا شك أن الدولة تولى أهمية كبيرة لتطوير التعليم ويجب أن يكون المعلم هو محور أى عملية تطوير العملية التعليمية، فتحتاج إلى تسليط الضوء على قيمة المعلم ودوره فى المجتمع فهو من أهم المهن ويؤدى رسالة سامية وترسيخ قيمته فى المجتمع لدى الأجيال الجديدة والتأكيد على ضرورة تقدير واحترام المعلم وحفظ هيبته يرسخ فى الأذهان هذه القيمة الكبيرة.
أما محور بناء الإنسان وتنمية المجتمع وأهم عنصر فهى الأسرة وخاصة الأم؛ وهى اللبنة الأولى فى تنشئة وتكوين الطفل وتشكيل شخصيته، فالأم تؤدى أعظم الأدوار وأكثرها تأثيراً، وهى أول مدرسة للطفل وأول قدوة، حيث تزرع فيه الأخلاق، والقيم الإنسانية والعادات الإيجابية التى تشكل شخصيته وتوجهه فى الحياة، ودورها لا يقتصر على مجرد الإنجاب، بل يتعدى ذلك ليُشكل نواة أساسية فى تحقيق نهضة المجتمعات وتقدمها، وسواء كانت ربة منزل أو عاملة فهى تسهم فى بناء المجتمع وتعزيز الوعى لدى الأفراد.
لذلك علينا أن نعزز وندعم دور الأسرة والأم ونعلى قيمتها فى المجتمع، وأن نعزز دور ومكانة وقيمة المعلم وتلبية احتياجاته ليؤدى دوره ورسالته، وأن نرسخ فى أبنائنا أهمية وقيمة القدوة والنموذج الناجح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النائب حازم الجندي لتطوير التعليم الأجیال الجدیدة فى المجتمع

إقرأ أيضاً:

شيخة الجابري تكتب: الأسرة في عام المجتمع

منذ سنوات كانت لدي أمنية أن يخصص أحد الأعوام التي تحتفي بها الدولة ليكون عاماً للأسرة، وجاءت المكرمة الأجمل حينما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عامنا هذا 2025 عاماً للمجتمع، لتصبح الأمنية محققة بشكل أكثر عمقاً واتساعاً وشمولية، فالأسرة نواة المجتمع ولا يكتمل بغيرها، وهي امتداد للأفراد بفئاتهم المختلفة إن أطفالاً، أو يافعين، أو شباباً، أو كبار المواطنين، جاء هذا التخصيص ليثلج الصدور ويحقق أمنية شخصية لي كانت في قائمة انتظاري.

ولا شك أن تخصيص عام للمجتمع يؤكد الرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الذي يحرص على أن يكون المجتمع حاضراً في أجندة عمله من خلال برزة سموه، ومن خلال زياراته، حفظه الله، بين الفينة والأخرى لأفراد في المجتمع إن لتأدية واجب، أو تلبية لدعوة، أو زيارة مودة ورحمة ووصل لمن ساهموا في بناء هذا الوطن.

إذن المجتمع كاهتمام ٍ حاضرٌ على الدوام في قلب وفكر ووجدان سموه، حفظه الله، ومنه تقتدي الأجيال وتنهل من حرصه واهتمامه على رعاية أفراد المجتمع، ليكون مدرسة قيميّة منهجها واضح، يضع الإنسان نُصب القلب والعين، ومن هنا فإن هذا العام يعد فرصة طيبةً وسانحةً لكل فرد من أفراد مجتمعنا لأن يقوم بالأدوار المنوطة به داخل الأسرة أولاً، وثانياً داخل المجتمع.
عام المجتمع جاء ليؤكد على أهدافٍ مرسومةٍ بدقة إنسانية عالية يترجمها الشعار الذي وُضعَ له «يداً بيد»، فهو يدعو إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع، من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة، إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي، كما يهدف إلى تشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.

إذن الأسرة تأتي في المقام الأول وتعزيز الروابط داخلها امتداداً إلى المجتمع أمر مطلوب وفي غاية الأهمية، ودعم الأسر للغايات التي يسعى إلى تحقيقها والوصول إليها العام أمرٌ مطلوب، ذلك أن التكاتف بين أفراد المجتمع ودعم مبادرات الدولة لتعزيز دور الأسرة في هذا الوطن، الذي يحظى الإنسان فيه بالرعاية الكاملة وجودة الحياة التي يتمناها الكثيرون، عام المجتمع هو عامنا جميعاً، ومنّا يستحق الاحتفاء والمساندة.


أخبار ذات صلة مواطنـون: «عام المجتمع»مبـادرة وطنيـة «ملتـقى السفـراء» يبـدأ أعماله اليـوم

مقالات مشابهة

  • مبادرة “القراءة والعلم مفتاح تقدم الأجيال” .. بجناح الأزهر في معرض الكتاب
  • محاضرةحول أسس بناء الأسرة في الإسلام لخريجي الأزهر بالغربية
  • شيخة الجابري تكتب: الأسرة في عام المجتمع
  • «أسس بناء الأسرة في الإسلام».. ندوة لقافلة خريجي الأزهر بالأقصر
  • تقرير امريكي يتحدث عن فرصة مهمة للعراق وكوردستان في بناء سوريا الجديدة
  • التعليم تحدد قواعد السلوك والمواظبة للزي الوطني
  • وزير الأوقاف يستقبل طلاب مدرسة القديس بولس الفرير بشبرا.. ويؤكد: الوعي هو مفتاح النجاح
  • وزير الأوقاف: الوعي مفتاح النجاح وبناء الشخصية القوية المؤثرة الوطنية
  • الزناتي: بناء ثقافة المعلم باستراتيجيات الأمن القومي رسالة لرفع مستوى الوعي المجتمعي
  • خليفة التربوية تعزز دور المجتمع في التعليم وتنمية القيم الإماراتية