استضافت القاعة الرئيسية في بلازا 1 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، لقاء مع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ضمن محور "مع الفكر".

وحضر اللقاء عدد كبير من شيوخ الأزهر، ووزارة الأوقاف الذين حرصوا على الاستماع إلى الوزير وتبادل النقاش معه.

بدأ الدكتور أسامة الأزهري حديثه قائلًا: "تشرفت بحضور افتتاح معرض الكتاب أمس مع وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو"، مؤكدًا أن المعرض يعد ثاني أكبر المعارض في العالم، ولقد استهل المعرض أول دوراته في الستينات، وما زال باقيًا حتى الآن، وقد تحول إلى حدث ينتظره العديد من أعلام العلم والثقافة، إضافة إلى عشاق الكتاب من جميع أنحاء العالم.

وأضاف: «يعد معرض الكتاب بمثابة شبكة للتلاقي بين الناشرين والقراء، فضلاً عن كونه حدثاً يعزز دور مصر البارز في مجال العلم والمعرفة، وهو الدور الذي تتبناه مصر عبر تاريخها، وهذا ما أود أن أوصي به الأجيال القادمة».

وتحدث الوزير عن دور وزارة الأوقاف في مكافحة الفكر التكفيري، موضحاً أن هذا الموضوع يرتبط بشكل وثيق بمفهوم التصوف.

وأشار إلى أن التصوف قد تم تشويهه بشكل كبير في بعض الأحيان، وتم إلصاق العديد من التهم به، بينما هو في جوهره يعكس تعاليم الإسلام السامية.

وأضاف الأزهري: "لقد جلت في العديد من الدول لأكون متحدثاً باسم المسلمين، محذراً من التكفير، حيث سعت وزارة الأوقاف لبناء جسور بين الحضارات ومنع انتشار الفتن".

وتابع الأزهري: "في وزارة الأوقاف نحن نتبع المنهجية الأزهرية، حيث نعتبر التكفير أمراً في غاية الخطورة، وهو باب كل شر. في الآونة الأخيرة، تمكنا من إحصاء حوالي 40 تياراً تكفيرياً، مثل الإخوان والجماعات الجهادية، وغيرها من التيارات التي تدعي الإسلام، ولكنها في الحقيقة تتبنى أفكاراً تروج للفرقة والفتنة".

وأوضح الوزير أن هذه التيارات التكفيرية تتبنى حوالي سبع أفكار رئيسية مشتركة، من بينها فكرة "الفرقة الناجية" و"الجهاد" و"الولاء والطاعة" و"الحاكمية" و"الجاهلية".

وأضاف أن التكفير كان بداية كل شر عبر التاريخ، مشيراً إلى أن الفكر التكفيري ظهر أولاً في عهد الإمام علي بن أبي طالب مع الخوارج، ثم اختفى لفترة قبل أن يظهر مجدداً في فكر بعض الجماعات مثل الإخوان وداعش.

في سياق آخر، تحدث الأزهري عن التصوف، مشيراً إلى أنه لا يعني سوى صدق الباطن والاعتراف بالجهل عند عدم المعرفة. وأوضح: "من يدعي العلم وهو جاهل، يكون كمن يبني بيتاً على أساس هش، وهذا البيت سينهار في يوم من الأيام".

وأضاف الأزهري مستشهداً بتصوف الشيخ الشعراوي، الذي كان يفسر القرآن بصدق وعلم، ما جعل خطابه ينتشر بين كافة طبقات المجتمع.

وتابع قائلاً: "التصوف تعرض للظلم واتهم بكل التهم التي هو براء منها. هناك أنواع من التصوف: الأول يتخذ مظاهر شعبية وقريبة من البيع والشراء، مثل تصوف الموالد. النوع الثاني هو التصوف الفلسفي، مثل تصوف ابن عربي وابن سبعين. أما النوع الثالث فيتمثل في التصوف الذي يسعى لتحقيق التوازن بين الجسد والنفس والعقل والروح".

وأشار الوزير إلى أن التصوف يعد وسيلة لتقويم سلوك الإنسان، وتحجيم النفس البشرية التي قد تدفع الإنسان إلى ارتكاب الخطايا.

وأكد أن التصوف هو العلاج لكل سلوك غير سوي في المجتمع، مثل التلاعب بالمال العام أو نشر الشائعات والكذب على وسائل التواصل الاجتماعي.

واختتم الوزير أسامة الأزهري حديثه مستشهداً بقصة سري الدين الصفدي، الذي استغفر الله طوال 30 سنة بعد أن أدرك أن فرحته بنجاة دكانه في حادث حريق كانت على حساب فزع الآخرين، لافتاً إلى أن التصوف يساعد في تهذيب النفس وتصحيح السلوك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب أسامة الأزهری إلى أن

إقرأ أيضاً:

علي الأزهري يرد على تصريحات سعد الدين الهلالي بثلاث كلمات

علق الدكتور علي محمد الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على التصريحات المثيرة لـ الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بشأن الحجاب والمواريث.

الجامع الأزهر يرفض فتوى سعد الدين الهلالي بالمساواة في الميراث.. اعرف التفاصيلبعد فتواه عن الميراث.. سعد الدين الهلالي يدعو لتغيير اسم علم الشريعةأول رد من سعد الدين الهلالي على تبرؤ الأزهر منه ومن فتاويهعباس شومان يرد بالأدلة على فتوى سعد الدين الهلالي: الحجاب فرض على المرأة

وأضاف عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، خلال حواره ببرنامج “ علامة استفهام”، أن أول مبدأ في الحرية " تلك حدود الله" فلا يجوز لأي شخص أن يتحدث عن تعديل أمور ثابتة في الدين، وذلك تحت مسمى الحرية.

من جهته، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن نصوصُ الميراث قطعية لا تقبل التغيير ولا الاجتهاد، والدعوة لصنع «تدين شخصي» افتئاتٌ على الشرع، أو لصنع «قانون فردي» افتئاتٌ على ولي الأمر، وإعادة إنتاج للفكر التكفيري المنحرف، وتجديدُ علوم الإسلام لا يكون على الشاشات أو بين غير المتخصصين.

وأضاف الأزهر في بيان: وصدمةُ الجمهور بإقامة استدلالات غير صحيحة على تحريم حلال أو تحليل حرام؛ جريمة فكرية تهدد الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي.

وتابع: الشَّحن السَّلبي المُمنهج تجاه الدّين وتشريعاته، والانتقالُ من التشكيك في حكم من أحكامه إلى التشكيك في غيره، ونسبةُ المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ جريمة كبرى تغذي روافد الانحراف الفكري والسلوكي، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض.

وأكمل: الانتقاء والتدليس وصدمة الجمهور بالاستدلالات غير الصحيحة على تحليل الحرام أو تحريم الحلال بغرض تطبيع المنكرات داخل المجتمع؛ جرائم فكرية ومعرفية ينبغي محاسبة مرتكبها والداعي إليها.

طباعة شارك سعد الدين الهلالي الأزهري جامعة الأزهر الأزهر المواريث

مقالات مشابهة

  • وزيرُ الأوقاف يستقبل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لبحث سبل التعاون المشترك
  • كل ما تريد معرفته عن مشروع قانون تنظيم الفتوى.. متحدث الأوقاف يكشف
  • كتاب مؤسسة التصوف والصوفية كمؤسسة اجتماعية متأصلة عبر الزمن
  • علي الأزهري: الرجل مطالب بالإنفاق على زوجته حتى لو كانت غنية
  • علي الأزهري يرد على تصريحات سعد الدين الهلالي بثلاث كلمات
  • منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة
  • بعد زيارته لكرواتيا..وزير الأوقاف يشكر القائم بأعمال سفير مصر
  • «بينهم ملك الأردن ورئيس لبنان ووزير الأوقاف».. حضور عربي في جنازة البابا فرانسيس
  • نائبا عن رئيس الجمهورية: وزير الأوقاف يحضر جنازة البابا فرنسيس
  • نيابة عن رئيس الجمهورية.. وزير الأوقاف يحضر جنازة البابا فرنسيس وسط رؤساء العالم.. صور