الشيخ يسري جبر: رحلة الإسراء والمعراج حدثت خلال رؤى منامية أولا ثم كانت يقظة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن رحلة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت يقظة، ولكن سبقها رؤى منامية متعددة، تهيئةً للنبي لتحمل هذا الحدث العظيم.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء والمعراج في منامه عدة مرات قبل أن تحدث يقظة، وهذا من رحمة الله به، حيث أعدّه الله نفسيًا وروحيًا لهذه الرحلة المباركة، مستشهدا بقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن لفظ "عبده" يشير إلى الروح والجسد معًا، مما يدل على أن الحدث وقع يقظة.
وأشار إلى أن بعض الروايات التي وردت حول كون الإسراء والمعراج منامًا قد تكون صحيحة ولكنها تسبق الحدث الحقيقي الذي وقع يقظة، موضحا أن الآية القرآنية: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس"، تدل على أن الرؤيا في هذه الحالة كانت بصيرة يقظة، لأن الرؤيا المنامية وحدها لا تثير جدلًا أو تعجبًا بين الناس، بعكس الرؤية اليقظة التي كانت سببًا في فتنة البعض وتصديق آخرين.
وأكد أن الإسراء والمعراج كانت من أعظم المعجزات التي شرف الله بها نبيه الكريم، لتكون اختبارًا وفتنة للناس، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم بفصاحته يوضح أبعاد هذا الحدث بشكل لا يقبل الشك.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رحلة الإسراء والمعراج يسري جبر الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
رحلة النبي (5): مشاهد الجنة والنار في الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم المعجزات التي اختص الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد كانت رحلة روحانية عظيمة شهدت انتقال النبي من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماوات العُلا، حيث أراه الله من آياته الكبرى واطلعه على مشاهد من الجنة والنار، كانت هذه الرحلة بمثابة تذكير للبشرية بعظمة الله وكرمه وعدله، سنستعرض في السطور التالية أبرز ما رآه النبي من مشاهد في الجنة والنار.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته السماوية مشاهد مبهرة من الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، ومن أعظم ما رآه، نهر الكوثر، وهو نهر عظيم خصّه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم تكريمًا له، جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ".
كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة نفسها بتفاصيلها الرائعة، فقال:"ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ"، كانت هذه المشاهد تأكيدًا على كرم الله وجزيل عطائه لعباده المؤمنين.
مشاهد من النار: تحذير من العذاب الشديد
لم تكن الرحلة السماوية مجرد رحلة لعرض النعيم فحسب، بل أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على مشاهد من النار، بما فيها من عذاب شديد للأقوام الذين خالفوا أمره وعصوا تعاليمه. ومن أبرز هذه المشاهد ما رواه النبي عن أقوام يُعذبون بسبب أفعالهم في الدنيا:
1. قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لَمَّا عُرِجَ بِي رَبِّي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ"، هذا المشهد يؤكد على حرمة الغيبة والنميمة، وكيف أن العقوبة في الآخرة تعكس الفعل في الدنيا.
2. قوم تُقْرَضُ شفاههم بمقاريض من نار
رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنهم، فقيل له:
"هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ"، يُظهر هذا المشهد خطورة النفاق والوعظ بغير تطبيق، وكيف أن الجزاء من جنس العمل.
3. عذاب النساء اللاتي يغوين الرجال
رُوي أن النبي رأى نساء يُعذبن بشدة بسبب إغوائهن للرجال، وتعرضهن للعري، في تحذير واضح من التبرج والفساد.
رسائل ودروس من المشاهد
إن المشاهد التي أُريها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة والنار تحمل العديد من الدروس والعبر، فقد أراد الله أن يُظهر للمسلمين أن حياتهم الدنيوية ليست نهاية المطاف، وأن العمل الصالح والامتثال لأوامر الله هو الطريق الوحيد للنجاة. ومن ناحية أخرى، فإن المشاهد التي تتحدث عن النار وعذاب العصاة تُعتبر تحذيرًا واضحًا من الوقوع في المعاصي والغفلة عن أوامر الله.
كما أن الرحلة تُعبر عن عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله، حيث أكرمه برؤية هذه الآيات العظيمة ورفع شأنه فوق السماوات السبع.
خاتمة: درس خالد لكل الأجيال
ليلة الإسراء والمعراج هي أعظم ليلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ورسالته للبشرية هي تذكير دائم بضرورة التوبة والعمل الصالح. الجنة حق والنار حق، والإنسان مسؤول عن اختياره في الدنيا، فلنتخذ من هذه المشاهد عبرة ودرسًا يجعلنا نُراجع أنفسنا ونسعى لرضا الله، ونتجنب ما يُغضبه، ونستعد ليوم نلقى فيه ربنا.