لجريدة عمان:
2025-01-24@23:04:48 GMT

لا .. حسب المنطق الفيزيائي

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

يبدو أن هناك ثمة علاقة بين المنطق الفـيزيائي وبين ما يسمى بـ«السببية» بمعنى حتى يتحقق الفعل الفـيزيائي المجرد من العواطف «فـي حالتنا الإنسانية» لا بد أن يكون هناك سبب ما، لحدوث ذلك، وأن الأمور لا يمكن أن تحدث هكذا بفعل التخيل غير المنطقي للأحداث، ولأننا اجتماعيون حتى الثمالة، فإن المنطق الفـيزيائي، ربما لا يتحقق بمنطقيته المجردة البحتة، بمعنى ليس شرطا أن أتصالح مع فلان من الناس بمقابل مادي ملموس، فـيكفـي أن يشعرني بشيء من الود، وهو أمر معنوي، لكي أقتنع بالتصالح معه، وبالعكس كذلك، فليس شرطا أن أعادي آخر لأنه تهجم علي بالقول أو بالفعل، فـيكفـي أن يشعرني كذلك، بعدم رغبته مآخاتي له، وأنه يرى فـيّ شيئا من عدم الرضا والارتياح، لكي أتوقف عند مستوى معين من عدم التعاطي معه، وبذلك يبدو أننا واقعون فـي مأزق المفارقة النوعية بين منطقي (الفـيزياء، والكيمياء) كيف ذلك؟ يكون ذلك من خلال النتائج المتحصلة من مختلف الممارسات اليومية، ومجموعة السلوكيات المتبادلة بين مختلف الأطراف، ففـي لحظة ما تزهر المحبة والمودة وتُحَوِّلْ الامتداد الأفقي إلى كثير من الرضا، وكثير من السرور، وهذا كله واقع فـي خانة التغير الفـيزيائي، وفـي لحظة مضادة تشيع فـيها الحقد والتنازع، حيث تضرب البعد الرأسي فـي الصميم، فتحوله القلوب والنفوس إلى حلبات للصراعات والتصادمات، وهذا أيضا واقع فـي خانة التحول الكيميائي، ومعنى ذلك فإن للاجتماعية هنا بعدان مهمان بعد أفقي، وبعد رأسي، فالبعد الأفقي: من مميزاته أنه مهما حصل فـيه من تغير سواء إيجابي أو سلبي يظل احتواء تغيره مقدور عليه، حيث تثلم عمليات الصلح والتسامح الكثير الكثير من الثلمات، ومن النتوءات، أما البعد الرأسي: فمن مميزاته أن التحول فـيه يصعب إعادته كما كان عليه الوضع قبل حدوث التحول، ولذلك قيل: «إن القلوب إذا تنافر ودها، مثل الزجاج كسرها لا يجبر» وتنافر الود هذا لن يحدث إلا بعد أن تتوغل فـي مضمونه الكثير من الممارسات القاسية من طرف إلى طرف آخر، وتبقى القدرة «فـي هذه الحالة» عاجزة عن رتق الخروقات التي تحدثها مختلف الممارسات الخاطئة مقصودة كانت أو غير مقصودة، وهذا الأمر الذي يجعل الطرفـين لا يطيق أحدهما الآخر، حيث يحتاجان إلى طرف ثالث يقوم بعمليات من الترويض المنهكة، حتى ربما، قد تعود الأمور إلى سابق عهدها، وربما لن تعود، حيث يصعب جبر كسر الزجاج، وقد أشار القرآن الكريم إلى صورة من صور الممارسات الاجتماعية التي يحدث فـيها الشقاق، وضرورة تدخل طرف ثالث لاحتواء الخلاف: (وإن خفتم شقاق بينهما، فابعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها، إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما، إن الله كان عليما خبيرا» الآية (35) - سورة النساء.

وعلى الرغم من أن كلا البعدين: الفـيزيائي المقرون بتغير الأشكال والأحجام، والكيميائي المقرون بتغيير المكون الأصلي «البنيوي» وتحويله إلى مكون آخر لا يمت إلى المكون الأصلي بصلة، فإن ذلك يعد علامة فارقة فـي المسألة الاجتماعية، وبالتالي فمجموعة التموضعات التي تعيشها هذه المسألة، على وجه الخصوص، فـي السياقات المنطقية للفـيزياء، والتحولات الصعبة للكيمياء، هي بذلك تذهب إلى هذا المحتوى الإنساني العميق والمعقد، والذي على ما يبدو أن يخضع للمفاهيم العلمية عندما تخضع المسألة لمجموعة من المقاربات فـي السلوك الإنساني مع المفاهيم العلمية، وإلا فمن يصدق أو يستوعب أن فـي جسم الإنسان تحدث مجموعة من التفاعلات الكيميائية فتحول هذا الإنسان من حالة إلى حالة؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة: 41% من المنشآت الفندقية تطبق اشتراطات الممارسات الخضراء

عقد شريف فتحي وزير السياحة والآثار مؤتمراً صحفياً عالمياً داخل الجناح المصري المشارك بالمعرض السياحي الدولي «فيتور2025»، والمقام حاليا في العاصمة الإسبانية مدريد، وحضره عديد من ممثلي وسائل الإعلام بإسبانيا وأمريكا اللاتينية والأسواق الدولية.

واستعرض وزير السياحة والآثار ما يتمتع به المقصد السياحي المصري من مقومات وتنوع سياحي لا يضاهي مثيله في العالم، فهو مقصد سياحي طوال العام يستطيع السائح خلال زيارته الاستمتاع بعديد من التجارب السياحية المتنوعة والمتميزة، موضحاً أن الرؤية والاستراتيجية الحالية للوزارة ترتكز على إبراز هذا التنوع لتكون مصر المقصد السياحي الأكثر تنوعاً في العالم من حيث التنوع السياحي.

مجموعة متنوعة من المنتجات السياحية في مصر

وأكد وزير السياحة، خلال المؤتمر، أن مصر تمتلك مجموعة متنوعة من المنتجات والأنماط السياحية، ما بين سياحة ثقافية وصحراوية وشاطئية ودينية واستشفائية ومغامرات وغيرها، وأشار إلى التجارب السياحية المتنوعة منها زيارة المتحف المصري الكبير الذى يقدم تجربة سياحية استثنائية، ومنطقة أهرامات الجيزة والتي سيتم الافتتاح الكامل لمشروع تطوير الخدمات بها قريباً.

وأوضح «فتحي» أن التجارب السياحية المتنوعة بالمقصد السياحي المصري تشمل أيضا زيارة مدينتي الأقصر وأسوان، والاستمتاع بما بهما من آثار عريقة، إلى جانب الأنشطة السياحية المتعددة من غطس وأنشطة بحرية بالبحر الأحمر، والتخييم بالصحراء البيضاء وزيارة واحة سيوة، ومنطقة الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة والتي استقبلت خلال موسم الصيف الماضي 106 جنسيات من مختلف دول العالم.

وأشار الوزير إلى ما تحقق من نمو في حركة السياحية الوافدة إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة خلال عام 2024، والذي بلغ 15.7 مليون سائح بنسبة زيادة 6% عن العام الماضي، ما يؤكد على أمن وأمان المقصد السياحي المصري.

تطبيق اشتراطات الممارسات الخضراء

واستعرض «فتحي» الجهود التي تبذلها الوزارة لتحقيق الاستدامة في مجال السياحة وتحويل قطاع السياحة في مصر إلى قطاع صديق للبيئة، مشيراً إلى أن 41% من المنشآت الفندقية و30% من مراكز الغوص في مصر تطبق اشتراطات الممارسات الخضراء، موضحا أن عام 2024 شهد إضافة 15 فندقا عائما بطاقة فندقية 235 كابينة.

وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن المتحف المصري الكبير يٌقدم تجربة استثنائية باعتباره أحد المشروعات القومية الكبرى التي توليها الدولة المصرية اهتماماً كبيراً، كونه صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية القديمة، مشيراً إلى ما يشهده المتحف حالياً من تشغيل تجريبي لعدد من الأماكن.

عرض مقتنيات توت عنخ آمون بالكامل في افتتاح المتحف الكبير

وتابع الوزير «عند افتتاح المتحف رسميا ستُعرض فيه لأول مرة المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، إضافة إلى متحف مراكب خوفو وعديد من القطع الأثرية التي تبرز عراقة الحضارة المصرية القديمة».

ورد الوزير على تساؤلات واستفسارات الحضور حول عدد من الموضوعات التي تتعلق بقطاع السياحة والآثار في مصر، وعن المقاصد السياحية المصرية المختلفة، وعن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث أوضح أنه من المقرر افتتاحه هذا العام وسيتم قريباً.

كما أوضح وزير السياحة، أنه يتم حالياً إجراء بعض الدراسات التسويقية والفنية والمالية لتنظيم رحلات طيران شارتر من أسواق أمريكا اللاتينية إلى مصر.

مقالات مشابهة

  • «المفتي»: بعض رموز التنوير يتعاملون مع النصوص الدينية بطرق تخالف المنطق العلمي والشرعي
  • وزير السياحة: 41% من المنشآت الفندقية تطبق اشتراطات الممارسات الخضراء
  • رفع كفاءة الإنارة بنفقي السلام والزهراء بحي شرق وحي غرب أسيوط الذى يخدم الكثير من المواطنين يوميا
  • لماذا ينتصر الظالم؟ سؤال لطفل حيّر الكثير.. وشيخ الأزهر يُجيب عنه بالأدلة المُقنعة
  • الدعم السريع يحرق مصفاة الخرطوم بالجيلي
  • مصادرة 3 أطنان من الحطب المباع بدون ترخيص
  • هل التثاؤب الكثير والصداع من أعراض الحسد والسحر ؟
  • يبدو أن الجنجويد يريدون العودة لكسر رقبتهم
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الكثير من الأسر تمكنوا من العودة إلى شمال غزة