محمولَين على أكتاف القسام.. غزة تشيّع القائدين مشتهى وعودة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
غزة- على أنقاض المسجد العمري، أكبر وأقدم مساجد غزة التاريخية الذي دمرته "إسرائيل" خلال حربها على القطاع، يتجمع آلاف الفلسطينيين في الجمعة الأولى بعد انتهاء الحرب، لصلاة الجنازة على جثماني الشهيدين، عضوي المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى وسامي عودة، اللذين انتشل جثماناهما من تحت الأنقاض يوم أمس الخميس.
وشهد التشييع حضورًا شعبيًا حاشدًا شمل مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، بالإضافة إلى قيادات سياسية وعسكرية من حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، الذين أجمعوا في كلماتهم على أن استشهاد القادة كان وقودا للمعركة ولم يثنهم عن المضي قدمًا في المقاومة حتى الرمق الأخير.
كان حضور عناصر كتائب القسام لافتا خلال جنازة الشهيدين روحي مشتهى وسامي عودة (الجزيرة) وداع عسكريكان لافتا في مراسم التشييع حضور المئات من عناصر كتائب القسام بأسلحتهم وزيهم العسكري، حيث التفوا حول جثماني القائدين، أدوا صلاة الجنازة مع المحتشدين ورددوا الأدعية قبل حملهما على الأكتاف في جنازة مهيبة انتهت إلى مقبرة ابن مروان في حي الشجاعية شرق المدينة حيث مسقط رأس القيادي مشتهى.
وفي الطريق إلى المقبرة رفع المشيعون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيدين، ورددوا عبارات داعمة للمقاومة وقادتها مؤكدين السير على نهجهم، والوفاء لدمائهم.
جثمانا عضوي المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى وسامي عودة، اللذين انتشلا من تحت الأنقاض (الجزيرة) القتل لا يثنيومن أمام قبر الشهيدين قابلت الجزيرة نت قياديا عسكريا فضّل عدم الكشف عن اسمه، حيث أكد أن اغتيال القادة كان دافعا لجنود القسام للاستمرار في مقاومتهم، وأن هدف الاحتلال لتحطيم معنوياتهم لم يتحقق.
إعلانولفت القيادي إلى "أن المقاومة كانت تعالج بشكل آني الثغرات والفراغ السياسي أو العسكري الذي يحدثه رحيل القادة، وأن القيادة الجديدة ستواصل العمل وفق النهج الذي رسمه القادة الشهداء"، لافتا إلى أن الأرض التي حاول الاحتلال طردهم منها لم يتخلوا عنها وتمسكوا بها ودفنوا بأحشائها.
مسيرة لا تقف
وقال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في تصريح خاص لـ"الجزيرة نت" إن "الشعب الفلسطيني يودع اليوم رجلين من خيرة قيادات المقاومة، لكل منهما بصمته الخاصة".
وأوضح بدران أن روحي مشتهى الذي أمضى ربع قرن في سجون الاحتلال، كان "قائدا سياسيا صلبا". أما سامي عودة فقد وصفه بدران بأنه أحد أبرز العقول الأمنية، وقد لعب دورا محوريا في حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية وأربك أمن الاحتلال بمهنيته العالية.
وأكد بدران أن "ارتقاء هذين القائدين في معركة عظيمة مع المحتل لن يوقف المسيرة، فقد تركا خلفهما رجالًا وقيادات أوفياء قادرين على مواصلة الطريق".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" قد أعلن، الخميس الماضي، للمرة الرابعة اغتيال عضوي المكتب السياسي لحركة حماس روحي مشتهى وسامح السراج، بالإضافة للقيادي الأمني سامي عودة في غارة على مدينة غزة قبل 3 أشهر.
يذكر أن حركة حماس لم تعلن عن أي من الاغتيالات التي استهدفت قادتها باستثناء عدد محدود منهم. ويبدو أن الحركة تنتهج تكتيكا سياسيا ومعنويا يقوم على عدم الإعلان عن عمليات الاغتيال سواء بفشلها أو نجاحها.
ويأتي هذا التكتم في إطار إستراتيجية الحركة للحفاظ على تماسكها الداخلي في ظل الظروف الأمنية المعقدة كما يقول مراقبون، إلا أنها أبلغت عوائل بعض القيادات باستشهادهم خلال الحرب على غزة.
تاريخ حافل
ويعد روحي مشتهى (66 عاما) من أبرز قيادات حركة حماس ومؤسسي جناحها العسكري في قطاع غزة، اعتُقل عام 1989 أثناء تلقيه العلاج في مستشفى الأهلي العربي المعمداني، في عملية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد رصد حركته من قبل أحد العملاء، ليحُكم عليه بالسجن 7 مؤبدات و20 عامًا بتهمة نشاطه العسكري والأمني ضد الاحتلال.
إعلانأمضى مشتهى أكثر من 25 عامًا في سجون الاحتلال تمكن فيها من تنظيم حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، قبل أن يتحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" عام 2011، لينتخب عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس بعد الإفراج عنه عدة مرات، حيث لعب دورًا محوريًا في صياغة قرارات الحركة وإدارة شؤونها الداخلية والخارجية، وكان من ضمن وفود الحركة التي شاركت في محادثات المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح برعاية مصرية.
في جنازة مهيبة شيّعت غزة القائدين مشتهى وعودة في الجمعة الأولى بعد وقف إطلاق النار (الجزيرة)
أما سامي عودة فتُحيط به هالة من السرية، إذ لا يتوفر الكثير من المعلومات عنه، لكنه كان يُدير الجهاز الأمني الذي يُشرف على الملفات الأمنية والحساسة المتعلقة بالحركة وإدارة منظومتها الأمنية في قطاع غزة.
حاول الاحتلال اغتياله عدة مرات، أبرزها خلال معركة "سيف القدس" عام 2021، لكنه نجا آنذاك واستمر في قيادة الجهاز إلى أن تم اغتياله خلال الحرب على غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
"أسوشيتد برس": ضغوط داخلية وخارجية تهدد مستقبل نتنياهو السياسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي؛ في ظل التوتر في الأراضي الفلسطينية بسبب الحرب.
وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير اليوم الجمعة - أنه على الرغم من أن الظروف العسكرية تبدو لصالح إسرائيل بعد سلسلة من النجاحات العسكرية ضد حماس وحزب الله، إلا أن التحديات السياسية التي يواجهها تتطلب منه قرارات حاسمة قد تحدد مصيره السياسي مستقبلًا.
التحديات العسكرية والضغوط الداخلية:بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة حماس في أكتوبر 2023، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل المئات من الإسرائيليين واحتجاز عشرات الرهائن.
وهذا الهجوم أسفر عن تراجع غير مسبوق في شعبية نتنياهو. فقد فشلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في منع الهجوم، الأمر الذي أثار غضب الشعب الإسرائيلي وأدى إلى انتقادات واسعة لقيادة نتنياهو.
ومع ذلك، تمكن رئيس الوزراء من استعادة بعض الدعم الشعبي بعد أن حققت القوات الإسرائيلية تقدمًا في الحرب، وألحقت خسائر فادحة بحركة حماس.
وقد استمرت الحرب لمدة 15 شهرًا، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية من استهداف مواقع حماس والقضاء على العديد من قياداتها.
كما وجهت القوات الإسرائيلية ضربات قوية لحزب الله اللبناني في شمال إسرائيل، مما أضعف القدرة العسكرية للحركة، وأثار العديد من التكهنات حول مستقبل الدور الإيراني في المنطقة.
ورغم ذلك، لا يزال الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، حيث تشير التقارير إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية، بالإضافة إلى نزوح نحو 90% من سكان غزة.
وعلى المستوى السياسي، تسببت هذه الحرب في تراجع شعبية نتنياهو لدى العديد من الإسرائيليين الذين بدأوا في انتقاد إدارة الحرب والتكلفة البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل.
الضغوط من الائتلاف الحاكم:وعلى الصعيد الأخر، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا على صعيد السياسة الداخلية مع تهديدات من شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم. فالحكومة الحالية تتكون من مجموعة من الأحزاب اليمينية المتشددة، التي تطالب رئيس الحكومة باستئناف الحرب فور انتهاء الهدنة الحالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، هدد كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والنائب إيتامار بن غفير، الذين ينتمون إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة، بالانسحاب من الحكومة في حال عدم استئناف القتال.
وهذه التهديدات تمثل مشكلة كبيرة لنتنياهو، الذي قد يواجه فقدان الأغلبية البرلمانية في حال انسحب هذان الحليفان. وقد أكد سموتريتش أنه في حال عدم استئناف الحرب ضد حماس بعد نهاية الهدنة في مارس، فإنه سيسحب حزبه من الحكومة، مما سيؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم ويستدعي إجراء انتخابات مبكرة.
وبذلك، يجد نتنياهو نفسه في موقف حرج، حيث يتعين عليه الموازنة بين الضغط الداخلي لاستئناف الحرب وحاجته للحفاظ على استقرار حكومته.
أزمة الرهائن وعواطف الجمهور:ومن أكبر القضايا التي تواجه نتنياهو هي قضية الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
ففي إطار الهدنة الحالية، تم الإفراج عن نحو ثلث الرهائن الإسرائيليين، في حين يبقى مصير البقية غير واضح. وهذه القضية أصبحت بمثابة اختبار كبير بالنسبة لنتنياهو في عيون الرأي العام الإسرائيلي.
فبينما ينادي العديد من الإسرائيليين بضرورة إنهاء الحرب واستعادة جميع الرهائن، يرى آخرون أن استئناف القتال قد يكون هو الحل الوحيد للقضاء على تهديد حماس بشكل نهائي.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها إسرائيل لاستعادة الرهائن، إلا أن مشهد إطلاق سراح ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين في الأيام الماضية أثار مشاعر متناقضة في البلاد.
في حين رحب الكثيرون بعودة الأسرى إلى الوطن، فإن استمرار وجود رهائن آخرين في غزة يثير قلقًا كبيرًا في صفوف الأسر والعائلات التي تنتظر عودة أحبائها.
نتنياهو بين ترامب وتحديات السياسة الدولية:أما على المستوى الدولي، فيتوقع أن يكون لعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تأثير كبير على مسار الأحداث في الشرق الأوسط. فقد كان ترامب من أبرز داعمي إسرائيل خلال فترة حكمه، ومن المرجح أن يتعاون مجددًا مع نتنياهو في العديد من القضايا الإقليمية.
لكن هذا التعاون قد يكون محكومًا بظروف سياسية معقدة.
فلقد دأب ترامب على ممارسة ضغوط على نتنياهو في الفترة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس، ويبدو أن هذه الضغوط كانت حاسمة في إنهاء المعارك بعد أسابيع من العنف.
وفي حين أن ترامب قد يواصل دعمه لنتنياهو في جهودها العسكرية، فإن رؤيته للمرحلة التالية في النزاع قد تختلف عن رؤى رئيس الوزراء الإسرائيلي. فقد صرح ترامب في أكثر من مناسبة بأنه يفضل التوصل إلى تسوية سلمية بدلًا من استمرار الحرب، مما يخلق تناقضًا بين أهداف الطرفين.
ما الذي ينتظر نتنياهو؟وبينما تزداد الضغوط المحلية والدولية على نتنياهو، يبدو أن أمامه فترة حاسمة من التحديات التي قد تحدد مستقبله السياسي. فإذا فشل في استئناف الحرب ورفضت بعض الأحزاب اليمينية الاستمرار في التحالف معه، فإن ذلك قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة ويضع حدًا لمسيرته السياسية.
ومن ناحية أخرى، إذا استأنف القتال، فإنه قد يواجه مزيدًا من الانتقادات المحلية والدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والتداعيات الإنسانية في غزة.