صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-24@03:19:01 GMT

الباقر مثلك لا يحتويه قبرُ

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

الباقر مثلك لا يحتويه قبرُ

الباقر مثلك لا يحتويه قبرُ

خالد فضل

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر **** فليس لعين لم يفض ماؤها عذر

فتى دهره شطران فيما ينوبه **** ففي بأسه شطر وفي جوده شطر

وأبوتمام إذ يرثي محمد بن حميد الطوسي , إنّما يسجل في وقت متقدم من الزمان ما سيلم بنا في فقد الباقر عفيفي , أخٌ شهم وصديق قريب حبيب إلى القلب , وأستاذ بارع حاذق , ودود وخلوق في تواضع العلماء وهمّة الأخيار , الباقر العفيف , يا لعظمة السيرة حينما تكون رفدا لحياة الناس , بالفكر الناصح والعمل الصالح , وقد مضى غير هيّاب أو وجل إلى ما أراد الله وشاء أن تسكن روحه العذبة إلى جواره راضية مرضية , وصاحبها إذ يرحل من دنيانا , لنتجرع مرارة الفقد , بيد أنّ تلك الروح في معية الرب الخالق تنعم في جنان وارفات الظلال بفضل الله , واشهد بأنّ الباقر من أولياء الله الصالحين وهو يهب عمره وجهده وعلمه وخبرته للصالح العام , للنافع من مهام وأجلها خدمة حقوق الإنسان , فقد كان الباقر مدافعا شرسا عن حق الناس كل الناس في حياة تليق , وعيا واستنارة ,مضى في سبيل ذلك , لم يهن ويضعف وهو يغالب الداء اللعين , يعاني ويلات الحرب وشتات الأسرة والأهل , ومفارقة الديار, وهو يحمل هموم الوطن والناس بين جنبيه أينما حلّ وسار , ويرزأ بفقد أحيه الأصغر جمال قبل شهور , وها هويلحق به على الدرب الذي هو سبيل الأولين والآخرين .

الباقر لا يحويه قبر , ففضائله مما لايطمرها التراب , عفيف كما الإسم , كريما كما الإنسان في كريم الخلال , أخو أخوان وأخوات . صنديدا لم يزاور أو يداور بل أشهر مواقفه الصلبة في وجه كل إنتهاك لحقوق الإنسان . كرّس علمه ومعرفته ومدار جهده ونشاطه من أجل خدمة قضايا شعبه وبلده فاستحق عن جدارة أن يكون موقعه في الصف القدّام ويكون رحيله فاجعة وطنية كبرى . لقد تسنى لي معرفة د. الباقر ككاتب ومحرر ضمن سلسلة منشورات حقوق الإنسان في مركز القاهرة لحقوق الإنسان_إن أصبت العنوان_ ومن بعد علمت أنّه الأخ الأكبر لشقيقتيه الزميلتين في جامعة جوبا عفاف وهاجر وصهر صديقنا وزميلنا أمير إدريس , قبل أن أقابله شخصيا في وقت لاحق ضمن إنشغالاتنا المشتركة في الشأن العام , وفي كل مرّة تزداد علاقتي به رسوخا , ويزيد مقامه عندي تقديرا ,سعة أفق ورجاحة عقل , حماس وإخلاص وروح إنسانية مفعمة بحب الخير لكل الناس , وهو بعد المناضل الشرس للهوس والبؤس الفكري والثقافي الذي يكتنف حياة شعبنا , فبذل طاقته في نشر الوعي والإستنارة وكان مركز الخاتم عدلان بؤرة إشعاع فكري وثقافي ووطني من الطراز الأول . وبالطبع في ظل هيمنة نظام الهوس والإدقاع الإنقاذي كان نصيب الباقر وافيا , لكنه ظلّ مثابرا مثابرة من وعى الدرب إذ عنه لا يحيد ,وكانت صحيفة التغيير الإلكترونية ضمن مسار العمل الدؤوب من أجل الوطن والشعب . حتى مضى إلى ربه بعد حياة عظيمة حافلة بكل مفيد . ألا رحمه الله رحمة تفوق الكون وما حوى , رحمة من لدن كريم لا حد لعطائه , وألهم آله وأسرته وكل من عرف فضله الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين .

 

الوسومالموت د. الباقر العفيف رحيل نعي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الموت د الباقر العفيف رحيل نعي

إقرأ أيضاً:

آخر مكالمة بين زينب ووالدها السيد نصر الله: كيف نُعيد الناس إلى الله؟

21 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: لم يكن السيد حسن نصر الله مجرد قائد سياسي أو عسكري، بل كان أباً للأمة، احتضنها برعاية وحنان، تاركاً إرثاً لا يُمحى. في حديثها التلفزويني، كشفت ابنته زينب نصر الله عن ملامح إنسانية عميقة في شخصيته، مشيرةً إلى دوره كأب وعائل وقائد استثنائي.

السيد والعائلة.. حضور رغم الغياب

تحدثت زينب عن نشأتها في ظل والدها، الذي حال انشغاله بالمسؤوليات الجسيمة دون حضوره الدائم في حياتها. أكدت أن والدتها تحملت جزءاً كبيراً من التربية، بالتنسيق الكامل مع السيد، الذي كان يضع خطوطاً حمراء واضحة في التربية. رغم ذلك، لم يكن متسلطاً، بل كان حنوناً، يُرشد أكثر مما يُجبر، ويترك لأبنائه حرية الاختيار مع التوجيه.

تطرقت أيضاً إلى استشهاد شقيقها هادي، مشيرةً إلى أن والدها لم يفرض عليه خيار الجهاد، بل ترك له القرار. ورغم الألم الكبير، كان فقدان هادي نقطة تحول زادت من ارتباطهم برسالة المقاومة.

حياة العائلة بين القيود والتضحيات

لم تكن القيود الأمنية أمراً جديداً في حياة الأسرة، فحتى بعد استشهاد السيد، لم يُسمح لعائلته بزيارة ضريحه بسبب الوضع الأمني. لكن هذا لم يمنع الأسرة من الاستمرار في نهج والدهم. تحدثت زينب عن زوجها الشهيد حسن قصير، الذي كان منخرطاً في العمل الجهادي منذ شبابه، وختم حياته بالشهادة، مؤكدةً أن ارتباطه بالسيد لم يكن فقط بصفته والد زوجته، بل لأنه كان يرى فيه القائد الذي يُقتدى به.

السيد والأمة.. أبٌ لشعبه

أكثر ما تأثرت به زينب كان نظرة والدها إلى الناس، إذ لم يكن يرى فيهم مجرد أنصار، بل اعتبرهم أولاده، ومسؤوليته الكبرى. في آخر مكالمة بينهما، شدد السيد على أهمية إعادة الناس إلى الله، إلى جانب اهتمامه بأوضاعهم المعيشية والاجتماعية.

استشهدت زينب بوصية السيد عباس الموسوي: “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، مؤكدةً أن هذه العبارة كانت نهج والدها، الذي عاش حياته في خدمة الناس، مؤمناً بأن القيادة ليست ترفاً، بل مسؤولية تُبذل فيها الأرواح.

إرث السيد والمسيرة المستمرة

رغم استشهاده، فإن تأثير السيد نصر الله لا يزال حاضراً. أشارت زينب إلى أن القيادة الجديدة في حزب الله ليست بديلاً، بل استمرار لنهجه، حيث يتولى إخوانه ورفاقه الذين رافقوه قيادة المسيرة.

أكدت أن الأمة فقدت قائداً كان أباً لها، لكن إرثه لا يزال مستمراً، داعيةً الناس إلى دعم هذه القيادة الجديدة، للحفاظ على دماء الشهداء وإكمال المسيرة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حياة الأمين نصر الله في فكر النُّخب
  • دعاء لنفسي بالشفاء.. «اللهم اذهب البأس رب الناس»
  • أميرة رسلان: الوفاء بالوعد من علامات التقوى
  • عودة: قبل الصوم نذكر بأن الهدف هو تطبيق وصايا الله
  • حالتان لا تُقبل فيهما التوبة.. احرص على الإقلاع عن الذنب في أقرب وقت
  • علي جمعة: الإنسان مع كثرة العبادة يحدث له أنس بالله
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • خطيب الأوقاف: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. فيديو
  • آخر مكالمة بين زينب ووالدها السيد نصر الله: كيف نُعيد الناس إلى الله؟