قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، إن معجزة الإسراء والمعراج تحمل في طياتها قضيتين جوهريتين تلخصان رسالة الإسلام وأهدافها العليا.

 الأولى تتعلق بـ معجزة المعراج، حيث يمثل الخروج الكلي عن قوانين البشر والمخلوقات في الحياة الدنيا، دليلاً واضحًا على قدرة الله المطلقة، وإشارة إلى مكانة النبي محمد ﷺ الذي أُسرِي به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلا في رحلة جمعت بين عالم الغيب وعالم الشهادة.

أما القضية الثانية التي تتجلى في الإسراء والمعراج معًا، فهي اجتماع النبي محمد ﷺ بإخوانه من الأنبياء والرسل أثناء طريقه إلى سدرة المنتهى. وفي ذلك تأكيد على وحدة الرسالات السماوية التي حملها الأنبياء جميعًا، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده ونشر عقيدة التوحيد.

وحدة الرسالة وتقدير الأنبياء للنبي محمد ﷺ

تظهر حادثة المعراج بوضوح وحدة الرسالة السماوية، حيث استقبل الأنبياء والرسل النبي محمد ﷺ بالترحاب والاحترام، وهو ما يؤكد إخوة الأنبياء فيما بينهم. استقبل آدم عليه السلام نبيه بقوله: "مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح". كما رحب به إخوانه من الأنبياء في السماوات العلا قائلين: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".

وتميز هذا اللقاء بتوجيهات عظيمة للرسول الكريم ﷺ من الأنبياء، مثل وصية سيدنا إبراهيم عليه السلام التي نقلها إلى أمة النبي محمد ﷺ قائلًا: "يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" [رواه الترمذي]. كما أظهر سيدنا موسى عليه السلام حبَّه وحرصه على أمة النبي ﷺ حين أوصاه بطلب تخفيف الصلاة حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة بدلاً من خمسين.

دروس مستفادة من حادثة الإسراء والمعراج

تُبرز هذه الحادثة حالة التآلف والاحترام المتبادل بين الأنبياء جميعًا، وتؤكد أنه رغم اختلاف الشرائع التي جاء بها كل نبي بحسب ظروف أمته وزمانها، فإن جوهر الرسالة واحد: عبادة الله وتزكية النفس وإرساء القيم التي تعمِّر الأرض وتنشر العدل والسلام.

وتأتي هذه القيم لتكون دليلاً واضحًا للبشرية اليوم، التي هي في أشد الحاجة للعودة إلى تعاليم الأنبياء وقيمهم. ففي زمنٍ يعاني فيه العالم من النزاعات والانقسامات، تقدم حادثة الإسراء والمعراج دعوة صريحة إلى تعزيز قيم التسامح والرحمة والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة.

رسالة للنهوض بالبشرية

تشدد معجزة الإسراء والمعراج على أهمية التمسك بالتوحيد الخالص والعمل على تزكية النفس وتهذيبها، فالأرض لا تُعمر إلا بالعدل والعلم والرحمة، كما أراد الله من خلق الإنسان. 

ولذا، فإن هذه الذكرى العظيمة تمثل دعوة صادقة للبشرية اليوم، بأن تتحد على أسس المحبة والسلام، وتستلهم القيم التي دعا إليها جميع الأنبياء، وعلى رأسهم النبي محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي حمل لواء الرسالة الخاتمة لتكون نورًا وهدى للعالمين.

بهذه الدروس العظيمة، تُحيي الأمة الإسلامية ذكرى الإسراء والمعراج، وتؤكد أهمية استلهام القيم النبيلة التي جمعت الأنبياء في رسالتهم، ودعت إلى بناء إنسانية واحدة قائمة على التوحيد والعدل والسلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معجزة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج الإسراء المعراج ذكرى الإسراء والمعراج حادثة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج النبی محمد ﷺ

إقرأ أيضاً:

هو ليه الرسالات السماوية بتنزل على الرجال فقط؟.. علي جمعة يجيب

وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (هو ليه الرسالات السماوية بتنزل على الرجال فقط؟

ليه ربنا حطنا في اختبار وهو عارف نتيجته.. رد حاسم من الدكتور علي جمعةالدكتور علي جمعة يجيب على أسئلة الطلاب حول حكم تربية الأسود والنمور

وأجاب علي جمعة، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، أن الله تعالى قال في كتابه العزيز ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليهم ) منوها أنه لا توجد نبية من النساء.

وأشار إلى أن النبوة تقتضي الإمامة، والمرأة تؤم المرأة في الصلاة، ولكن لا تؤم الرجل في الصلاة.

وأوضح أن المرأة تكون خلف الرجال من أجل أنها لو داهمها الحيض انصرفت من الصلاة، فالرجال هم الذين لهم الإمامة فقط في الصلاة ولا تؤم إلا النساء، أما الرجال فيؤمون الرجال والنساء معا.

وأضاف أن الأنبياء لهم الإمامة والإمامة تشترط الذكورة، ومن هنا كان نزول الرسالات على الرجال فقط.

وأشار علي جمعة، أن مسألة نزول الوحي فيختلف عن الرسالات، منوها أن هناك نساء أوحي إليهن، مثل أم موسى لقوله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ) والسيدة مريم  { فتمثل لها بشرا سويا } .

مقالات مشابهة

  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • هو ليه الرسالات السماوية بتنزل على الرجال فقط؟.. علي جمعة يجيب
  • خبير عسكري: قصف الضاحية تصعيد إسرائيلي ويبعث هذه الرسالة
  • خطيب المسجد الحرام: من علامات قبول العمل الصالح وقوع الحسنة تلو الأخرى
  • خطيب المسجد الحرام: من علامات قبول العمل الصالح اكتساب الحسنات
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من أمارات قبول العمل الصالح المداومة على الطاعة.. وزكاة الفطر طهرة للصائمين
  • أكسيوس: سلطنة عمان أطلعت واشنطن على الرسالة التي تلقتها من إيران وستسلمها للبيت الأبيض خلال أيام
  • محمد مهنا: الصدق صفة الأنبياء والصالحين وطريق دخول الجنة
  • ملتقى الأزهر: شهادات غير المسلمين في النبي إرث إنساني يجسد العدل والرحمة
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع