قاعة المؤسسات بمعرض الكتاب تناقش "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية"
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب عددًا من الفعاليات الثقافية والفكرية المهمة التي تناولت قضايا متنوعة، من بينها ندوة نظمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان "حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية: بين التكريم الإلهي والتحديات الواقعية".
عُقدت الندوة في قاعة "المؤسسات" في المعرض، وحضرها مجموعة من القامات الفكرية والقانونية والإعلامية التي ساهمت في إثراء النقاش حول حقوق المرأة ودورها في المجتمع من منظور إسلامي ووفقًا للتشريعات الوضعية.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من د. نورهان الشيخ، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، التي أشارت إلى أهمية النقاش حول حقوق المرأة في ظل التحديات التي تواجهها في العديد من المجتمعات، خاصة في ظل العادات والتقاليد الخاطئة التي تُفسر الشريعة الإسلامية لصالح بعض الآراء المجتمعية.
أكدت الشيخ على أن الإسلام كرّم المرأة ومنحها حقوقها الإنسانية كاملة، وهو ما يجب أن يتم التأكيد عليه باستمرار من خلال الفهم الصحيح للشريعة.
وبدأ النقاش في الندوة بتناول مكانة المرأة في الإسلام، حيث أشار الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إلى أن وضع المرأة قبل الإسلام كان مأساويًا، إذ كانت تُعامل كمتاع لا حقوق لها.
واستشهد الدكتور عزب بآية "وإذا الموءودة سُئلت" من القرآن الكريم ليؤكد على مدى الظلم الذي كان يُمارس ضد المرأة في الجاهلية. كما أضاف أن الإسلام جاء ليعيد للمرأة كرامتها ويعطيها مكانتها الحقيقية من خلال المساواة في الحقوق والواجبات.
وتحدث المستشار عدلي حسين عن دور الدولة المصرية في حماية حقوق المرأة، مشيرًا إلى أن هناك نصوصًا دستورية تكفل حقوق المرأة، وأبرزها المادة 11 التي تنص على المساواة بين الرجل والمرأة وحمايتها من التمييز.
كما سلط الضوء على الإنجازات التي حققتها المرأة المصرية في مجالات القضاء والحياة السياسية، مشيرًا إلى أن النساء قد تمكنّ من تحقيق العديد من النجاحات بالرغم من التحديات التي تواجههن، ومن أبرز هذه التحديات المعوقات التي تتعلق بالنساء المعيلات.
وفيما يتعلق بدور الإعلام والثقافة، شددت الدكتورة منى الحديدي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، على أهمية دور الإعلام في تصحيح صورة المرأة في المجتمع.
وأكدت الحديدي أن الإعلام يجب أن يعمل على تقديم محتوى يعزز من وعي المرأة بحقوقها ويبرز النماذج الإيجابية في مختلف المجالات. كما طالبت بتطوير البرامج الموجهة للمرأة لكي تتجاوز القوالب التقليدية وتساهم في توعية الأجيال الجديدة بحقوق المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة.
وعند الحديث عن التحديات العملية التي تواجه المرأة، سلطت الدكتورة سوزان القليني، عضو المجلس القومي للمرأة، الضوء على معاناة النساء في سوق العمل بسبب التمييز وعدم تنفيذ القوانين التي تكفل حقوقهن.
وأشارت القليني إلى ضرورة توعية النساء بحقوقهن الاقتصادية وتعزيز قدرتهن على تحقيق استقلالية مالية، مؤكدة على أن هذا يعد خطوة أساسية نحو تمكين المرأة في المجتمع.
واختتمت الندوة بتوصيات هامة كانت من أبرزها تعزيز دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في نشر الوعي بحقوق المرأة، والعمل على إزالة العوائق المجتمعية التي تحول دون تمكينها.
كما تمت دعوة المجتمع إلى ضرورة مشاركة الرجال في الدفاع عن حقوق النساء لضمان تحقيق مجتمع متوازن، مؤكدين على أن الدفاع عن حقوق المرأة هو مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع.
وفي نهاية الندوة، وجهت الدكتورة منى الحديدي الشكر لوزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، والدكتور أحمد بهي الدين، على اختيارهما لشخصيتي المعرض لهذا العام، وهما "الدكتور أحمد مستجير" و"الكاتبة الإعلامية القديرة فاطمة المعدول".
وأكدت الحديدي أن من المهم إبراز النماذج الإيجابية في المجتمع وتشجيع النساء على أن يكنّ مثالًا يحتذى به في جميع المجالات، مشيرة إلى أن تكريم المرأة لا ينبغي أن يقتصر فقط على الحالات التقليدية مثل الأرملة أو الفقيرة، بل يجب أن يشمل النساء اللاتي نجحن في مختلف ميادين الحياة.
كما قام أيمن عدلي بتوجيه تحية كبيرة إلى الدكتور سامي الشريف، رئيس رابطة العالم الإسلامي، والأستاذ عاطف مصطفى، المستشار الإعلامي للرابطة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الإعلامية المتميزة التي ساهمت في نجاح الندوة، مثل عامل القرشي، نهى مصطفى، وليد شتا، رمضان جاد، ومروة سلامة.
وأثناء الندوة، طرح أحد الحضور سؤالًا عن ظاهرة خروج المرأة لسوق العمل، مؤكدًا أن بعض الرجال يتوقعون أن تأتي النساء لتحقيق متطلباتهن. في هذا السياق، أكدت الكاتبة سيدة فاروق، عضو اتحاد كتاب مصر، على ضرورة أن يتبنى الإعلام المصري حملات توعية من خلال كبسولات تلفزيونية موجهة لتغيير هذه العقليات المتخلفة في المجتمع.
من جهتها، أوضحت الإعلامية القديرة أنس الوجود، بعد تحيتها للمنصة، أن مشكلة صورة المرأة في الدراما تشكل أزمة كبيرة في المجتمع، وأكدت أن ما جرى من نقاش في الندوة كان مهمًا للغاية، لا سيما أن شباب الجيل الجديد، بما فيهم حفيدها، قد استفادوا كثيرًا من الحوار الذي تناول جوانب عديدة كانت غائبة عن الكثير من الأجيال.
كما شارك الكاتب هيثم فاروق في النقاش، مشيرًا إلى أن اتفاقية "سيداو" قد أساءت إلى المرأة في بعض جوانبها، في حين أن الإسلام قد منح المرأة حقوقًا لا تجعلها سلعة في يد أي شخص. وقدم جزءًا من قصيدته التي تعكس كيف يعامل الإسلام المرأة برؤية محترمة وكريمة.
وفي ختام الندوة، أشارت د. سمية عودة، الحاصلة على دكتوراه في "صورة المرأة في الأدب"، إلى أن هناك حالات قليلة فقط تم تناولها في الأدب حول المرأة المعيلة، مؤكدة أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، وخاصة فيما يتعلق بقضايا التحرش والعنف والتحقيق الاقتصادي.
واختتم أيمن عدلي حواره بتوجيه رسالة مفادها أن "العلم ليس بما تعلم، ولكن بما تنقع"، مشيرًا إلى أن العالم المصري الكبير مجدي يعقوب قد عاد إلى مصر بهدف ترك إرث علمي يمكن أن يساهم في تغيير الواقع، قائلاً: "عندما سُئل مجدي يعقوب عن سبب عودته إلى مصر، أجاب: "لكي أترك في مصر مئات من مجدي يعقوب".
وفي النهاية، طالبت جيهان فاروق بضرورة توجيه الرجال والشباب وتعريفهم بحقوق المرأة لتكوين مجتمع أكثر توازنًا وعدلاً.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب فعاليات ثقافية وفنية رابطة العالم الإسلامي قضايا متنوعة مشیر ا إلى أن حقوق المرأة فی المجتمع المرأة فی حقوق ا على أن
إقرأ أيضاً:
مبادرة إنسانية لدعم النساء العاملات خلال رمضان.. فطار جماعي لـ500 سيدة
في إطار تعزيز قيم التكافل الاجتماعي والتمكين الاقتصادي، نظّمت حملة مانحي الأمل العالمية وجمعية جنات الخلود بالتعاون مع الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية، إفطارًا جماعيًا لـ 500 سيدة عاملة في منطقة الدويقة، دعمًا لجهودهن في تحقيق حياة كريمة من خلال العمل والإنتاج.
شهدت الفعالية مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الكابتن أنور الكموني، والأستاذ أحمد الشامي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية، والدكتورة زينب علوب، رئيسة جمعية جنات الخلود، والمدير التنفيذي اللواء مجدي سليم واعضاء مجلس الاداره نيهال ابو جازيه و عزه قوره وايضا ممثل من لجنه الحوكمه المهندس يوسف ابو الحسن، حيث التقوا بالنساء المشاركات في أجواء تعكس قيم الدعم والتضامن، مؤكدين أهمية تمكين المرأة اقتصاديًا وتعزيز دورها الفاعل في المجتمع.
وفي هذا السياق، أعرب أنور الكموني عن اعتزازه بهذه المبادرة، قائلًا، إن تنظيم هذه الفعالية يحمل أبعادًا إنسانية عميقة، تعزز مفهوم التمكين الاقتصادي للمرأة، وتحمل رسالة دعم واضحة لكل امرأة تسعى إلى تحقيق ذاتها من خلال العمل والإنتاج.
وأضاف الكموني، هؤلاء النساء لم يعدن مجرد فئات تحتاج إلى المساعدة، بل أصبحن جزءًا من قوة إنتاجية تسهم في بناء المجتمع. وتوفر لهن جمعية جنات الخلود بيئة عمل مستقرة تدعمهن في تحقيق الاستقلال المادي، مما يرسّخ ثقافة الاعتماد على الذات والتمكين الاقتصادي.
دعم الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية للمبادرة
من جانبه، ثمّن أحمد الشامي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية، هذه المبادرة الإنسانية، معتبرًا إياها نموذجًا يُحتذى به في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة.
وقال الشامي، إن ما شهدناه في هذه المبادرة يُجسد واحدة من أسمى صور التكافل المجتمعي، حيث لم تعد المرأة العاملة مجرد فئة تحتاج إلى المساعدة، بل أصبحت عنصرًا منتجًا يسهم في بناء المجتمع.. وهذا يتماشى مع رؤية الاتحاد المصري للفعاليات الرياضية، التي تمتد إلى دعم المبادرات التنموية وتعزيز دور الرياضة في خدمة المجتمع.
وأضاف الشامي، أن الاتحاد لا يقتصر دوره على تنظيم الفعاليات الرياضية فحسب، بل يحرص أيضًا على دعم الفئات العاملة والمشاركة في المبادرات التي تعزز ثقافة التكافل المجتمعي. ومن هنا، نشجع على مزيد من التعاون بين المؤسسات الرياضية والمجتمعية لتحقيق تأثير إيجابي ومستدام.
رسالة دعم وتمكين مستدامة
بدورها، أكدت الدكتورة زينب علوب أن هذه المبادرة لم تكن مجرد إفطار رمضاني، بل رسالة قوية لكل من يسعى لدعم الفئات العاملة وتحقيق تكافل حقيقي بين فئات المجتمع.
وقالت إن الانضمام إلى مثل هذه الفعاليات لا يعني فقط تقديم المساعدة للمحتاجين، بل هو مشاركة حقيقية في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لهؤلاء النساء المكافحات، وتعزيز ثقافة العمل والتمكين الاقتصادي، مؤكدة إنها تعتبر هذا اليوم تجمع عائلي لكل أفراد أسرة جنات الخلود، يجتمعون كأسرة واحدة حول مائدة الإفطار.
مستقبل أكثر إشراقًا للمرأة العاملة
تعكس هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به في دعم المرأة العاملة وتعزيز التكافل المجتمعي، حيث تتكامل الجهود بين الجمعيات الخيرية، المبادرات الإنسانية، والمؤسسات الرياضية لإحداث أثر إيجابي مستدام.