تشكيليون عُمانيون يقدمون روح الهوية العُمانية ورمزيتها بـستال للفنون
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
"العُمانية": يقدم المعرض الفني التشكيلي المشترك للفنانين العُمانيين حسن مير وأنور سونيا وإدريس الهوتي، والذي تستمر أعماله حتى منتصف شهر فبراير المقبل في صالة "ستال للفنون" بمسقط، الهوية العمانية، المتجذرة بعمق في رمزيتها وألوانها النابضة بالحياة.
فالفنان حسن مير، ومن خلال لوحاته الفنية، يقترب من الهوية الوطنية العُمانية بمزج ذكريات طفولته في صور رمزية ومناظر طبيعية في سلطنة عُمان.
تشير تلك اللوحات إلى أن الذاكرة، وفق ما جاءت به لوحات "مير"، ليست مجرد إعادة استذكار للماضي بل هي إعادة بناء لهوية ذات عمق تاريخي وإنساني وثقافي، مما يعطي إحساسًا عميقًا بالانتماء الوطني. تذهب لوحات الفنان "مير" في هذا المعرض لتقترب من البيئة العُمانية وتشكل أنماطها الجغرافية، فهي جزء لا يتجزأ من الصورة البصرية للمجتمع العُماني في سهوله ووديانه وصحاريه ومناطقه الحضرية ومدنه المتقدمة. والراصد لتلك اللوحات يجد أن طبيعة سلطنة عُمان ليست مجرد شواهد بصرية عابرة، بل وجود حي يسهم في تشكيل هوية الإنسان وواقعه الاجتماعي والثقافي.
في هذا السياق، يحضر الفنان التشكيلي أنور سونيا بتفسيرات فنية حديثة من خلال لوحاته في المعرض، ليؤكد على التقاليد المتعددة في سلطنة عُمان من خلال استخدامه للألوان والأشكال التي تتوافق مع جوهر البيئة المحيطة به. فهو يجسد الثقافة العمانية التقليدية من خلال تصوير الرقصات الشعبية الشهيرة مثل الرزحة والهبوت، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات العُمانية. كما أنه في هذه الأعمال، يتعمق في الممارسات الثقافية والرقصات التقليدية العُمانية.
الراصد لتلك اللوحات الخاصة بـ"سونيا" سيلاحظ أن الهوية الوطنية في سلطنة عُمان ليست مجرد رموز أو تقاليد عابرة، بل هي علاقة متجذرة بين الماضي العريق والحاضر المشرق. ثمة رحلة فنية عميقة بين محافظات سلطنة عُمان، متأصلة حيث الزمان والمكان، تتجانس من خلال التفاعل بين الأفراد والمجتمع المحيط.
كما يقدم الفنان إدريس الهوتي رؤيته الخاصة، حيث يقدم تراث سلطنة عُمان من خلال لوحاته التشكيلية، مع التركيز على الأشكال المعمارية والجوانب التاريخية، ويعرض واقع المرأة العمانية بشكل يتناول الأزياء التقليدية، الغنية بالتصاميم المنسجمة مع روح البيئة، في ظل وجود الألوان الرمزية. تعتبر هذه الأزياء انعكاسًا لتراث سلطنة عُمان والهوية الفردية للمرأة.
المتابع للوحات "الهوتي" في هذا المعرض سيجد أنها تمر بمراحل ضاربة في التاريخ الذي يؤسس عادةً للتراث ليشكل حافزًا نوعيًا لبناء هوية وطنية متجذرة. فالهوية العمانية تأتي في سياق تراكمي تشكل عبر الأجيال المتلاحقة. كما أن الأزياء، باعتبارها جزءًا أصيلاً من الهوية في سلطنة عُمان، تعكس القدرة على الحفاظ على التقاليد في عالم متسارع ومتغير بشكل كبير، فهي روح الذاكرة الجماعية في سلطنة عُمان ودلالة ذات عمق اجتماعي تسهم في التعريف بالفرد في مجتمعه الإنساني.
إن الهوية الوطنية العُمانية التي تقدمها الأعمال الفنية للفنانين العُمانيين "مير"، و"سونيا"، و"الهوتي" تتشكل كأفق فكري وتمازج واقعي غني يرفد حقيقته من التاريخ والجغرافيا والثقافة، مع ارتباط الفرد والجماعة بشكل واقعي بالتراث والأصالة العُمانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانیة من خلال
إقرأ أيضاً:
برنامج تعاون بين "جامعة التقنية" والجمعية العُمانية للفلك والفضاء
مسقط- الرؤية
وقّعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أمس برنامج تعاون مع الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، بحضور عدد من المسؤولين من كلا الطرفين بمكتب رئيس الجامعة، وذلك في إطار تعزيز الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء.
حضر التوقيع من جانب الجامعة سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة، إلى جانب عدد من نواب الرئيس والمختصين، فيما مثّل الجمعية العُمانية للفلك والفضاء رئيس مجلس إدارتها الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي، وبعض من أعضاء المجلس والجمعية.
ويهدف برنامج التعاون إلى تعزيز التعاون في مجالات الفلك والفضاء من خلال تنظيم ورش تدريبية متخصصة، وإقامة ملتقيات رصد فلكية، وتقديم دورات تدريبية حول تقنيات التصوير الفلكي، بالإضافة إلى التعاون في الأبحاث العلمية ونشر الأوراق العلمية في هذا المجال.
وأكد الجانبان أهمية هذه الشراكة في دعم جهود نشر الثقافة الفلكية بين الطلبة والباحثين، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان في مجال علوم الفلك والفضاء. وأعرب سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي عن اعتزازه بهذه الخطوة، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى باستمرار إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات العلمية المتخصصة والجمعيات المهنية؛ وذلك بما يسهم في تحقيق الأهداف البحثية، والتعليمية، والابتكارية، وإن الجامعة لديها العديد من الممكنات التي تساعدها على تعزيز التعاون مع الجمعية، وتحقيق التكامل، وبما يخدم التوجهات الاستراتيجية للدولة ويعود بالنفع والفائدة على الجميع. وأشار الدكتور رئيس الجامعة إلى أن سلطنة عُمان لديها إرث رصين وواسع في مجال الفلك، ومن الضرورة بمكان أن يكون ذلك حاضرًا في الوعي المعرفي والثقافي مع أبنائنا الطلبة والطالبات، وتطوير ذلك الثراء العلمي الواسع مع حديث العلوم المتطورة في مجالي الفلك والفضاء، خصوصًا وأن عُمان لديها الآن برامج وطنية متخصصة في هذا الإطار، والجامعة لديها الجاهزية؛ لتكون شريكًا فاعلًا في هذه المشاريع والبرامج الوطنية الواعدة.
من جهته، ثمّن الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي هذه المبادرة، مؤكدًا أن الجمعية العُمانية للفلك والفضاء تضع على عاتقها مسؤولية نشر الوعي الفلكي بين أفراد المجتمع، وأن هذه الشراكة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والتقني في هذا المجال الحيوي، وتعزيز دور الجمعية من خلال التعاون البناء مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والتي لمسنا عن كثب مدى أهمية دور هذه الجامعة وجديتها، وكذلك سرعتها في بناء الشراكة والتعاون المثمر والبناء، والذي نتطلع إلى تعزيزه وتعظيم فوائده، وتوسيع نتائجه العلمية والمعرفية والابتكارية، وبما يعود بالنفع العميم على الطلبة والمختصين، وبما ينعكس إيجابًا على المجتمع، ويتناغم بدرجة كبيرة مع توجهات الدولة في برامجها، ومشاريعها المستقبلية.