حزمة التعديلات القانونية الجديدة …. هل الحاجة للتشريع والتعديل؛ ام للتفعيل؟!

كتب .. #عقيل_العجالين

علمت قبل ايام ان هناك العديد من التعديلات ستجري على بعض التشريعات بموجب مشاريع قوانين معدلة احالتها الحكومة الى مجلس النواب.
بشان هذا الموضوع فانني اضع هذا المحتوى أمانة بين يدي النواب المخلصين ممن تعنيهم الامانة ويضعونها هدفا دائما.


في هذا الصدد ودون حاجة الى الاطالة او الاسهاب فإنه من المتفق عليه دون أدنى جدل أو شك أن العبرة بالتفعيل وليس بالتشريع والتعديل.
ان التفعيل هو تفعيل للحقوق والحريات العامة واقعاً وحقا؛ صدقا وعدلا ؛ حيث ينبغي ان تكون هذه الحقوق والحريات هي هدف القانون والتشريع وغايته والضرورة التي دفعت لاصداره فالقانون وسيلة فقط والحقوق والحريات هي الغاية وهذا ما نصت عليه الفقره الثانيه من المادة الثانية من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسية والذي صادقت عليه الاردن وتم نشره في الجريدة الرسمية وأصبح تشريعا وطنياً ودولياً ساري المفعول حيث ان الفقرة السابقة تنص على ما يلي:-( تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد اذا كانت تدابيرها التشريعية او غير التشريعية القائمة لا تكفل فعلا اعمال الحقوق والحريات المعترف بها في هذا العهد بأن تتخذ طبقا لاجراءاتها الدستورية ولأحكام هذا العهد ما يكون ضروريا لهذا الاعمال من تدابير تشريعية او غير تشريعية).
اما ان يتم اشغال مجلس النواب بجلسات تشريعية تكون مناقشاتها متواترة ومستمرة وتستهلك معظم وقت المجلس في دورته فان ذلك من شانه اهمال الغاية وهي التفعيل للحقوق والحريات وتصبح الوسيلة هي الغاية لهذا نجد انه قد صدر تشريعات كثيرة منذ ان بدات الحياة النيابية قبل اكثر من ثلاث عقود ولكن دون جدوى حيث ان الحياة العامة في ضيق مستمر والحريات العامة في تدهور المستمر.
لهذا يجب ان تكون مناقشات مجلس النواب في حول الاستعباد والاستبداد واجتثاث اثاره بتفعيل كرامة الانسان وطمانينته المنصوص عليها في الدستور بما يكفل تحقيق المساواه دون انتقاص من حق احد وكذلك يجب ان تتركز جهود مجلس النواب على التوازن والتعاون بين السلطات التي يفرضها مبدا الفصل بين السلطات اذا ما تم مراعاة هذا المبدا صدقا وحقا وليس انشاءا وقولا وذلك بان تكون كل سلطه توازن الاخرى وتوازيها ولا تعتدي اي سلطه على اختصاص الاخرى ولا ترجح بها وهذا يتطلب رصد التجاوزات الفعليه بين السلطات الثلاث من قبل مجلس النواب بحكم دوره الرقابي ورصد تغول اي سلطه على حساب السلطه الاخرى من خلال الممارسات العمليه والمخالفات الواقعيه باحصائها ودراستها لأن ذلك يعني الاعتداء على حقوق المواطن حتماً وانتهاكها.
الجدير بالذكر أن هناك الكثير من التشريعات بما في ذلك الانظمه التنفيذيه والتعليمات قد تضمنت الكثير من النصوص التي سلبت اختصاص سلطة التشريع( مجلس الامه) فقد اصبحت بعض الجهات تقوم بالتشريع بالرغم من انه ليس لها اي اختصاص بذلك كما انها ليست من سلطات الدوله الثلاث؛ مما يعني الفوضى وغياب سيادة القانون عن بكرة ابيها .
علاوة على ما سبق فان النظام الداخلي لمجلس النواب لا يحمي استقلال عضو المجلس وحريته في اداء واجبه ورسالته في الرقابه حيث يمكن فصله او تجميد عضويته بطريقه غير دستوريه .
جراء هذا الواقع فقد اصبحت الحقوق والحريات العامه للمواطنين في مهب الريح حيث ان مبدا الفصل بين السلطات وما يفرضه من توازن وتعاون هو اساس وجود الحقوق والحريات ودون وجود هذا المبدا فانه لا يمكن القول بوجود هذه الحقوق والحريات العامه وفقا لما هو لما هو متفق عليه من قبل الجميع.
وبالعوده الى ضرورة التفعيل وليس التشريع والتعديل فقد اثار هذه المساله الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه خلال حرب صفين والفتنه التي دارت بين المسلمين وكان ذلك عندما قام البعض من جيش معاويه برفع المصاحف على اسنة الرماح والدعوه الى الاحتكام الى كتاب الله بشان هذا الخلاف الدائر بين علي ومعاويه حول خلافة المسلمين؛ فقد قام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بمسك القران وقال احكم يا قران وكرر هذه العباره عده مرات وكان يقصد بذلك ان القران وهو كلام الله يحكم في جميع المسائل بعداله وتوجيه رباني اذا وجد من يطبق احكامه صدقا وعدلا وليس بابتغاء الفتنه وابتغاء تاويله باتباع ما تشابه منه وترك المحكم منه فان لم يتم تطبيق الفعلي السليم تعطل العدل وليس بالامكان تحققه.
وبعد فانني ارجو ممن هم في موقع المسؤوليه الانتباه الى هذا الامر الجلل والتركيز على المسائل المحكمه السابق ذكرها والتي لا مجادله فيها ولا اجتهاد ولامساومة بشأنها مثل ؛ فحص مسالة التوازن والتعاون بين السلطات وعدم اعتداء اي منها على اختصاص الاخرى من خلا تطبيقات جرت وتجري على أرض الواقع وكذلك التركيز على اجتثاث اي تطبيقات مستمده من انظمة الاستبداد والاستعباد والتي لا تتفق مع النظام القانوني للدوله وتخل بالكرامه والطمأنينة الانسانيه وتحجب مبدا المساواه وهي كثيرة لا حصر لها ويعلمها جميع النواب وكل من سبق له أن تولى سلطة عامه.
والله ولي التوفيق.
تم في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني لسنة ألفين وخمسة وعشرين

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عقيل العجالين الحقوق والحریات مجلس النواب بین السلطات

إقرأ أيضاً:

الفاتيكان: البابا في وضع حرج وليس خارج دائرة الخطر

أعلن الفاتيكان مساء السبت أن الوضع الصحي للبابا فرانشيسكو (88 عاما) لا يزال "حرجا"، بينما يبدأ أسبوعه الثاني في المستشفى بسبب إصابته بالتهاب في الرئتين.

وقال الفاتيكان في بيان "إن حالة الأب الأقدس ما زالت حرجة… وإنه ليس خارج دائرة الخطر"، مشيرا إلى أنه عانى هذا الصباح "من أزمة ربو تنفسية طويلة، تطلبت استخدام الأكسجين العالي التدفق".

وأضاف البيان أن البابا يعاني اليوم "آلاما أكثر من أمس"، وأن "فحوص الدم التي أجريت اليوم كشفت أيضا عن وجود نقص في الصفائح الدموية (اضطرابات في الدم) مرتبط بفقر الدم، مما استلزم نقل الدم" إليه.

وقال البروفسور سيرغيو ألفييري، خلال مؤتمر صحفي في مستشفى جيميلي حيث يعالج البابا، "هل البابا خارج دائرة الخطر؟ كلا، البابا ليس خارج دائرة الخطر"، مشيرا إلى أن "المشكلة تكمن في احتمال دخول بكتيريا إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى انتشارها في أعضاء أخرى".

ومن المرجح أن يبقى البابا في المستشفى طوال الأسبوع المقبل، ولن يترأس صلاة التبشير الملائكي الأحد للمرة الثانية على التوالي.

ونُقل البابا فرانشيسكو إلى المستشفى يوم 14 فبراير/شباط الجاري إثر التهاب في الشعب الهوائية، لكن الكرسي الرسولي كشف الثلاثاء الماضي عن أنه أصيب بالتهاب في الرئتين.

إعلان

وهذه المرة الرابعة التي يدخل فيها البابا المستشفى منذ 2021، ويثير وضعه القلق بعدما عانى من قائمة طويلة من المشاكل الصحية خلال السنوات السابقة تشمل عمليات في القولون والبطن وصعوبات في المشي.

محادثات للكرادلة قبيل انتخاب بابا جديد بعد استقالة بنديكت الـ16 عام 2013 (الفرنسية) من سيخلف البابا؟

وقد أثارت إصابة البابا فرانشيسكو بالتهاب رئوي مزدوج، ونقله إلى مستشفى جيميلي في روما الأسبوع الماضي، عديدا من التساؤلات حول من سيقود الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في المستقبل. وأفادت صحيفة إندبندنت البريطانية بأن حالة الحبر الأعظم -البالغ من العمر 88 عاما- توحي بأنها "معقدة".

وذكرت صحيفة إندبندنت أن هناك بالفعل عددا من الكرادلة المعروفين الذين طُرحت أسماؤهم لشغل هذا المنصب. وكان إدوارد بنتين -الصحفي والمحلل في شبكة "إي دبليو تي إن" التلفزيونية- قد أصدر عام 2020 كتابا حول هذا الموضوع بعنوان: "البابا القادم: أبرز الكرادلة" المحتملين لشغل هذا المنصب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكاردينال بارولين (70 عاما) -الذي منحدر من إقليم فينيتو في شمال شرق إيطاليا، والذي ظل يشغل منصب أمين سر الفاتيكان منذ عام 2013- يعد الأعلى رتبة بين كرادلة المجمع المنتخبين.

ومن الكرادلة البارزين في الفاتيكان أيضا الكاردينال المجري بيتر إردو (72 عاما) الذي سبق أن ترأس مجلس مؤتمرات أساقفة أوروبا. وقد اشتُهر بأنه أكثر الأصوات المحافظة داخل الكنيسة الكاثوليكية.

وهناك لويس أنطونيو تاغل سابع فلبيني يصبح كاردينالا، وسيكون أول حبر أعظم آسيوي إذا انتُخب لخلافة البابا فرانشيسكو. ويشغل تاغل -البالغ من العمر 67 عاما- منصب نائب رئيس الدائرة الفاتيكانية للتبشير، وهو أكثر ميلا إلى اليسار على غرار البابا الحالي.

أما الكاردينال ماتيو زوبي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا (69 عاما)، فهو أحد الكرادلة المفضلين لدى البابا فرانشيسكو الذي ظل يوفده في بعثات سلام إلى أوكرانيا التقى خلالها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، واجتمع في موسكو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وزار أيضا واشنطن، حيث قابل الرئيس آنذاك جو بايدن.

ومن ضمن المحتملين كذلك الكاردينال رايموند ليو بورك، المولود في ولاية ويسكونسن الأميركية، وهو أحد أبرز المحافظين المنتقدين لفلسفات البابا فرانشيسكو الأول الأكثر ليبرالية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • القاضي زيدان يبحث مع لجنة السلوك النيابية آليات عملها والمعالجات القانونية
  • نقص بالصفائح الدموية.. الفاتيكان: البابا في وضع حرج وليس خارج دائرة الخطر
  • الفاتيكان: البابا في وضع حرج وليس خارج دائرة الخطر
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد محاولات ابتزاز هيئة الاستثمار
  • زيدان يوجه المحكمة المختصة بقضايا النزاهة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الابتزاز الإعلامي
  • العرفي: ندعم قوانين لجنة 6+6 والتعديل الدستوري لتشكيل السلطة التنفيذية
  • ‎مختص يوضح تفاصيل التعديلات الجديدة على نظام العمل
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • الحكومة الجديدة أمام امتحان الثقة.. وسلة تعيينات مرتقبة تعتمد المداورة