اهتمت صحف عالمية بالتطورات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل استمرار العملية الإسرائيلية في جنين شمالي الضفة الغربية، إضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالشرق الأوسط في إيران ولبنان وسوريا.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن حماس أثبتت منذ بدء وقف إطلاق النار أنها لا تزال تسيطر على مقاليد الأمور في قطاع غزة رغم مزاعم إسرائيل بقتل آلاف من عناصرها.

ونقلت الصحيفة عن محلل الاستخبارات العسكرية مايكل ميلشتاين قوله إن "حماس أضعف بكثير عما كانت عليه قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الواضح تماما أنها تستطيع فرض سيادتها على جميع أنحاء غزة".

وتناول تقرير في صحيفة إندبندنت البريطانية مشهدا اعتبره "بحثا يائسا من قبل أهالي غزة عن أحبائهم تحت الأنقاض".

وسردت الصحيفة قصة وسام، وهي أم فلسطينية لـ4 أطفال شاهدت عشرات الجثث التي يتم انتشالها من بين الأنقاض خلال بحث شاق عن زوجها المفقود، كما دققت في ألفي صورة لجثث أشخاص مجهولي الهوية قتلوا في الحرب ووثقها أطباء غزة بعناية.

بدورها، قالت صحيفة غارديان البريطانية إن مئات الأشخاص فروا من مخيم جنين، وسط حملة قمع إسرائيلية متصاعدة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إعلان

وتقول مديرة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس النرويجي للاجئين أنجيليتا كاريدا إن هناك أنماطا مثيرة للقلق من الاستخدام غير القانوني للقوة في الضفة الغربية تشبه تماما التكتيكات التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في غزة، وفق الصحيفة.

وفي المشهد اللبناني، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد إتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان بحلول بعد غد الأحد.

لكن السفير الإسرائيلي المنتهية ولايته لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ قال لراديو إسرائيل إن تل أبيب وواشنطن ستتوصلان إلى تفاهم بشأن هذه المسألة، وإنه سيتم التوافق على تمديد بقاء القوات الإسرائيلية.

من جانبها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى معارضة البعض في الكونغرس وواشنطن بشكل عام تعيين ستيف ويتكوف مبعوثا لأميركا إلى إيران.

وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من أن يكون ويتكوف -حسب الصحيفة- سريعا جدا في تخفيف الضغط على طهران سعيا للتوصل إلى اتفاق معها، في حين يرى مسؤولون أن عددا ممن أقر ترامب تعيينهم يتبنون مواقف بشأن ضرورة التفاوض مع إيران.

وفي المشهد السوري، قال فولكر بيرتس بمجلة فورين أفيرز الأميركية إن العقوبات واسعة النطاق تشكل عقبة رئيسية أمام إعادة تفعيل الاقتصاد السوري.

وأضاف بيرتس أن دعم العالم التحول السياسي يعني احترام سيادة سوريا، مطالبا الجهات الفاعلة الدولية بوضع احتياجات سوريا فوق مصالحها الضيقة عبر دعم جهود إعادة بناء اقتصادها والانفتاح على العالم وتحقيق السلم الداخلي.

وفي الإطار ذاته، قالت أنستازيا موران في مقال لها بمجلة فورين بوليسي الأميركية إن الفرصة أصبحت سانحة لتعافي سوريا، وهناك ضرورة أخلاقية لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وحذرت موران من أن استمرار الوضع الراهن المتمثل في العزلة الاقتصادية "يؤدي فقط إلى معاقبة ملايين السوريين، ويجعلهم يجنحون نحو التطرف".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ويتكوف والخوف على مصر

ويتكوف، مبعوثُ ترامب في أزمةِ غزة، أخذَ على عاتقِه أصعبَ مهمة، فشلَ فيها من سبقه من وسطاء الرئيس السابق بايدن والمبعوثين الأوروبيين. فالتَّوصلُ إلى حلّ شبهُ مستحيلٍ الآن، إسرائيل لن توقفَ عملياتها العسكريةَ إلا بإطلاق من تبقَّى من الرهائن وخروجِ حماس. وحماس ترفضُ مغادرةَ غزة.

عكسَ ويتكوف في حوار صحافي ما سمعه عن مخاوفَ من تداعيات الأزمة. يخشى مبعوثُ ترامب أن تنعكس أزمةُ غزة على أمن المنطقة واستقرارها، مثل أن تهدّد الدولة المصرية، وتتسبب في غضبِ شباب السعودية.

هنا، أتفق معه بأن كلَّ الدول متضررة من الحروب والفوضى التي تعمّ المنطقة ومصلحتها جميعاً دعم السَّلام.

وأختلف معه على تداعيات أزمة غزة، فهي لن تتسبب في اندفاعِ الشباب إلى الشوارع، ولم ولن تهدد أمنَ مصر واستقرارها وغيرها. قد نشهد أزمةً سياسية مع مصر، لو قرَّرت واشنطن أو إسرائيل تهجير مليوني غزاوي عبر حدودها. إنما ليس تدفق الفلسطينيين عبر الحدود، هو ما سيزعزع الدولةَ، لأن في داخل مصر أكثر من هذا الرقم من لاجئين من دول الحروب مثل السودان، وسوريا، والوضع مستقرٌ، والمؤسسة المصرية راسخة.

الاضطراب المحتمل من وراء التهجير أن يشعل خلافات بين مصر وإسرائيل تفسد السلام والعلاقة بين البلدين لأول مرة منذ أربعين عاماً. وإنْ كان الرئيس ترامب قد تراجع حقاً عن فكرة تهجير سكان غزة، حينها سيكون بمقدور ويتكوف حل الأزمة وذيولها، مستعيناً بدعم مصر وقطر وتعاون الأطراف ذات العلاقة.

في حساب المضاعفات، الفارقُ كبير بين الإصرار على إقصاء قيادات حماس، ومسؤوليها، وإبعاد مليوني شخص من سكان القطاع.

في هذه الأزمة كثيرون يريدون الانتفاع من ورائها. نتانياهو يريد التَّهربَ من محاسبته على تهاونه مع «حماس»، ومعسكر «حماس» يريد إنقاذها. القول إنَّ مصر ستنهار، ومجتمعات الخليج ستضطرب، والمنطقة ستشتعل، ومصالح واشنطن ستصبح في خطر، هو مثل إعلانات شركات التأمين التي تقوم على بث الخوف من المستقبل المجهول لإقناع عملائها.

هذه تحليلات سياسية جزئياً صحيحة باستنتاجات مضللة. لدينا تاريخ لأكثر من نصفِ قرن، وسجل حافل بالأزمات يبرهن خطأ كل هذه الطروحات.

القضية الفلسطينية على كثرةِ مراحلها المضطربة لم تكن عاملاً في إسقاط أي نظام عربي على مدى خمسين عاماً، العكس ربَّما هو الصحيح، استغلتها نظمٌ تحاول التغطية على فشلها الداخلي باسم مواجهة إسرائيل. سقوط نظام بشار الأسد، مثلاً، جاء نتيجة تراكم العقوبات الأميركية، وعلاقة النظام بإيران بالدرجة الأولى.

الحقيقة أنَّ غزةَ وأهلها ضحية الاستغلال طوال عقدين، فإيران تستخدم حماس في توازناتها العسكرية وضغوطها السياسية مع إسرائيل والولايات المتحدة. ونتانياهو يستخدم حماس منذ عام 2001، لمنع تنفيذ ما تبقَّى من اتفاق أوسلو وتعطيل مشروع حل الدولتين. واليوم هو يمدّد الحرب على غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لمنع إسقاط حكومته.

خمسون ألف شخص قتلوا في غزة غالبيتهم مدنيون في مأساة مروعة، ومع هذا لم تظهر مظاهرات عربية عفوية، أو تشتعل عواصم، أو تسقط أنظمة في المنطقة.

لكل بلد عوامله الداخلية التي يتأثر بها، أبرزها القضايا المعيشية؛ الخبز والوظائف، التي قد تقذف المجتمع في أتون الاضطرابات. من حيث المواقف السياسية والانسجام مع المزاج الشعبي، كل الحكومات العربية أعلنت وقوفَها ضد إسرائيل في حرب غزة.

الشَّباب في السعودية، مثل بقية أبناء الجيل الجديد في المنطقة، بالتأكيد غير راضين عما أصابَ غزةَ من تدمير وتهجير ونقص أغذية وأدوية. فما يحدث في غزة يبدو انتقاماً وعقاباً جماعياً ظالماً، إنَّما هذه منطقة مليئة بالمآسي تنتهي واحدة لتبدأ مأساة أخرى، والكلّ مشغول بهموم حياته اليومية.

ويتكوف محقٌّ في سعيه لوقف الحرب وتداعياتها، ورأيي أنه لا يكفي إنهاء أزمة غزة؛ بل أمامه فرصة الاستفادة منها، والتوجه نحو تفاوض لسلام شامل.

المنطقة بأزماتها المتعددة تمثل فرصةً للتحرك السياسي؛ لبنان بـحزب الله ضعيف، وغزة والضفة الغربية من دون قوة الفصائل الفلسطينية المسلحة، وسوريا من دون الأسد، وإيران خسرت وكلاءها ونفوذها. العالم كله سيكون أفضل من دون مثل هذه الفوضى.

مقالات مشابهة

  • الخزعلي: مشروع تقسيم سوريا يُنفذ بأيادٍ عربية لخدمة إسرائيل
  • مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
  • صحيفة: الحل العسكري بعيد المنال في غزة و”إسرائيل” تكرر أخطاء الماضي والفلسطينيون لا يرون بديلا لوطنهم
  • صحيفة بريطانية: إيران تهدد ترامب بضرب “دييغو غارسيا”
  • السفارة الأميركية في سوريا تحذر من تزايد مخاطر وقوع هجمات  
  • عاجل| ديوان نتنياهو: إسرائيل قدمت مقترحا جديدا لصفقة تبادل بتنسيق كامل مع الإدارة الأميركية
  • صحيفة أميركية: الجولة الأولى من ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهم
  • السفارة الأميركية تطالب مواطنيها بمغادرة سوريا فورًا
  • السفارة الأميركية في سوريا تحذر من هجمات إرهابية
  • ويتكوف والخوف على مصر