معرض القاهرة للكتاب يناقش أثر اللغة العربية على الثقافة الأفريقية
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
شهدت القاعة «الدولية» ضمن فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلاق أولى ندوات المحور الفكري المصاحب لفعاليات المعرض، تحت عنوان «الأدب الأفريقي» ضمن محور «تجارب ثقافية»، وذلك بحضور كل من الكاتبة والفنانة التشكيلية Abra Christiane من توجو، والكاتب Ndiogou Samb ممثل وزارة الثقافة في السنغال والكاتب Madohona Arouna من توجو، وأدارتها الإعلامية منى الدالي، وجاءت الندوة باللغتين العربية والفرنسية وصاحبها ترجمة بلغة الإشارة.
تناولت الندوة موضوعا مهما حول التكوين الثقافي وتأثير الثقافات الأخرى على الأدب والفن الأفريقيين، مع التركيز على دور اللغة العربية في تشكيل هذا التأثير.
اللغة العربية في السنغال.. إرث ثقافي عريق
بدأت الندوة بكلمات الكاتب السنغالي نديوغو سامب الذي أكد أن اللغة العربية لعبت دورا محوريا في تشكيل الثقافة السنغالية منذ دخول الإسلام إلى البلاد قبل مئات السنين.
وأوضح أن اللغة العربية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسنغاليين، حيث كانت اللغة الرسمية في المراسلات الإدارية والدبلوماسية خلال العصور السابقة.
وأشار إلى أن اللغة العربية فقدت بعضا من زخمها مع دخول الاستعمار الفرنسي، الذي فرض اللغة الفرنسية كلغة رئيسية في التعليم والإدارة. رغم ذلك، ما زالت هناك مدارس ومطبوعات تدرس وتنشر باللغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية ما زالت تحمل قيمة ثقافية كبيرة في السنغال.
تأثير التعددية الثقافية على الأدب الأفريقي
فيما تناولت الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان أثر التعددية الثقافية على المبدعين الأفارقة، وأشارت إلى أن الفنانين والكتاب الأفارقة عادة ما يمتلكون مهارات متعددة، حيث يدمجون بين الفنون المختلفة، مثل الجمع بين الفن التشكيلي والأدب. وأرجعت هذا التوجه إلى التنوع الثقافي في أفريقيا والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة بما فيها العربية والفرنسية.
وأكدت أن هذا التنوع يمنح الفنانين فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق متعددة، لكنه يمثل أيضا تحديا في تحقيق التوازن بين المهارات المختلفة.
مواجهة الفرنسية باللغات المحلية
من جانبه، تحدث الكاتب مادوهونا أرونا عن تجربة توغو في مواجهة هيمنة اللغة الفرنسية، موضحا أن اللغة الفرنسية أصبحت طاغية على الحياة اليومية، مما حد من استخدام اللغات المحلية في المجالات الأدبية والإبداعية. ومع ذلك، بدأت الدولة تدرك أهمية إحياء اللغات المحلية من خلال تنظيم ورش عمل ومبادرات لدعم استخدامها، مما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.
كما أشار إلى دعم الدولة للفنانين، موضحا أن هذا الدعم يشجعهم على الجمع بين مواهب مختلفة. ومع ذلك، عبر عن رأيه بأن التخصص في مجال واحد يمكن أن يتيح للفنان أو الكاتب تقديم إنتاج أكثر تميزا وعمقا.
المرأة والإبداع في الثقافة الأفريقية
بينما تطرقت أبرا كريستيان إلى التحديات التي تواجهها المرأة الأفريقية في المجال الثقافي، مؤكدة أن المرأة تبذل جهودا مضاعفة لإثبات وجودها في المشهد الثقافي، سواء كفنانة أو كاتبة. ورغم الدعم الذي تقدمه الدول الأفريقية للفنانات ورائدات الأعمال، إلا أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات.
وأشارت إلى أن التعددية الثقافية تسهم في تمكين المرأة من التعبير عن نفسها بطرق مختلفة، مما يعزز من مكانتها في المجتمع.
الأدب السنغالي بين المحلية والعالمية
وسلط نديوغو سامب الضوء على الأدب السنغالي، موضحا أنه لا يقتصر على التأثر باللغة العربية، بل شهد أيضا تطورا ملحوظا وصل إلى الساحة العالمية. حققت بعض الأعمال الأدبية السنغالية جوائز مرموقة، وتم ترجمتها إلى عدة لغات، مما يعكس مدى ثراء وتنوع هذا الأدب.
كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية لتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية، مستشهدًا بعلاقات المصاهرة بين السنغال وموريتانيا كأحد الأمثلة على هذا التعاون.
واختتمت الندوة بالإشادة بأهمية تعزيز التعددية الثقافية والمحافظة على الهوية الأفريقية في مواجهة التأثيرات الأجنبية.
واتفق المشاركون على أن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الجذور الثقافية الأفريقية.
يذكر أن الندوة شهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي أعرب عن تقديره للقضايا المطروحة، مؤكدين أهمية استمرارية النقاش حول دور اللغة العربية والثقافات الأخرى في تشكيل الهوية الأفريقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب القاعة الدولية تجارب ثقافية المزيد التعددیة الثقافیة أن اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
«من بكين إلى العين».. فعالية تعزز الروابط الثقافية الإماراتية الصينية
العين (وام)
أخبار ذات صلةبتوجيهات من الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، نظمت جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل فعالية مميزة تحت عنوان «من بكين إلى العين» احتفاء باليوم العالمي للغة الصينية الذي يوافق 20 أبريل من كل عام.
وشهدت الفعالية، التي أقيمت أمس الأربعاء في مقر الجمعية بمدينة العين، تفاعلاً كبيراً ومشاركة لافتة من المدارس المهتمة بتدريس اللغة الصينية.
واستهلت مريم حمد الشامسي، الأمين العام للمؤسسات، الفعالية بكلمة ترحيبية، أعقبها كلمة رئيس مجلس الإدارة، الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، التي أكدت أن هذه الفعالية تجسد نموذجاً للتعاون الثقافي البناء الذي يعزز التفاهم والتفاعل بين مختلف الشعوب، وتحديداً بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، انطلاقاً من الإيمان العميق بأهمية تعزيز الروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع البلدين.
وأشارت إلى أن التنوع الثقافي يمثل أساساً ثرياً لتطوير المجتمعات ويدعم التعايش السلمي والإبداع المعرفي، مؤكدة على الدور الحيوي للغة كأداة للتواصل وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، وأن دولة الإمارات تولي احترام التنوع الثقافي أهمية قصوى باعتباره ثروة حقيقية تدعم النمو والتطور.
وألقت فاطمة البستكي، مدير مشروع التوسعة في تدريس اللغة الصينية، كلمة سلطت الضوء فيها على اهتمام الدولة المتزايد بإدخال اللغة الصينية في المناهج الدراسية، وذلك نظراً للإقبال الكبير على تعلمها واعتبارها جسراً للتواصل الحضاري والتكنولوجي بين الإمارات والصين.
وتضمن برنامج الفعالية عرض فيديو تعريفياً يبرز أهمية اللغة الصينية ومجالات الاهتمام بها، بالإضافة إلى عرض قدمته الطالبة مهرة الشامسي حول دور اللغة الصينية في استشراف المستقبل التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والابتكار في التعليم.
وشاركت مجموعة من المدارس، من بينها مدرسة الجاهلي ومدرسة أحمد بن زايد ومدرسة نعمة ومدرسة الطموح ومدرسة خليفة بن زايد، بتقديم عروض فنية متنوعة مستوحاة من الفنون الصينية التقليدية، تضمنت لوحات استعراضية ومقاطع موسيقية عكست جوانب من التراث الصيني العريق.
واختتمت الفعالية بجولة تعريفية في أركان القاعة للاطلاع على معروضات مرتبطة باللغة والثقافة الصينية، تلاها تكريم المشاركين بتوزيع الدروع وشهادات التقدير.