موقع النيلين:
2025-02-07@10:43:38 GMT

هكذا أصبح حميدتي الفتى المدلل للغرب

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

هكذا أصبح حميدتي الفتى المدلل للغرب


قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، استطاع أن يفرض نفسه شخصية أساسية في المعادلة السياسية بالسودان حتى قبل الحرب، موضحا أنه نجح في إقناع الغرب بأنه رجل دولة ومخاطَب لا يمكن تجاوزه.

وأضاف الموقع أن لا أحد في عالم الديمقراطيات الغربية يمكنه التباهي علنا بإقامة علاقات جيدة مع حميدتي، لكنه مع ذلك يعتبر مدللا لديهم إلى حد كبير، وما زال مبعوثوه يُستقبلون في الخفاء في السفارات الأوروبية.


وضرب الموقع مثلا على ذلك بالمحامي يوسف عزت المهري (ذي الجنسية الكندية) الذي استقبل في وزارة الخارجية الفرنسية، وزار لندن وهولندا بوصفه مستشارا لحميدتي.

وبحسب ميديا بارت، لا يزال حميدتي مصرا على تقديم نفسه على أنه نصير لحقوق شعب السودان، وحصن ضد إسلاميي نظام الرئيس السابق عمر البشير.
لقاء غريب
وذكّر الموقع باجتماع وصفه بالغريب عُقد في البرلمان الأوروبي تحت عنوان “تعزيز السلام والأمن في السودان”، نظمه أعضاء البرلمان الإيطاليون بعد 3 أشهر من بدء الحرب، والتقوا عبر الفيديو مع “المدافعين السودانيين عن حقوق الإنسان”، غير أن الجميع ركزوا فقط على الانتهاكات التي زعموا أن الجيش النظامي ارتكبها، ولم يتفوه الحاضرون بكلمة واحدة عن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.

ولم تبدأ عملية “العلاقات العامة” هذه -حسب الموقع- بدءا من الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي، بل قبل ذلك بكثير، وهي اليوم تحاول تصوير زعيم حرب كرئيس للدولة.
ولتوضيح ذلك، ذكر ميديا بارت أن المهري قال في مقابلة هاتفية سابقة معه “نحن ملتزمون بحكومة مدنية وببناء جيش وطني يمثل كل السودانيين ولن يسيطر عليه الإسلاميون. لقد فتحنا خطوط اتصال مع المدنيين ومع فولكر”.

وفولكر بيرتيس هو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الانتقال الديمقراطي، والذي يفترض أنه عمل على تيسير التحول الديمقراطي بعد ثورة 2019.

وقد أعلن قادة الجيش السوداني رفضهم المباشر لاستمرار فولكر في منصبه بعد اتهامه بالانحياز وتجاهل تنفيذ التفويض الممنوح للبعثة وانصرافها للتركيز على القضايا السياسية وإهمال المسائل ذات الصلة بدعم السلام والمساعدة في الانتقال والتحضير للانتخابات.
تحول مثير
غير أن المثير للإعجاب -حسب ميديا بارت- هو التحول المثير الذي شهده مسار حميدتي، الذي يتظاهر الجميع على الساحة الدبلوماسية بتصديقه، بل إن البعض يبدو مقتنعا به.

ووفق الموقع الفرنسي، يبدو أن حميدتي يتقن “فن التحوّل”، و”هو يعرف كيف يحيط نفسه بمستشارين في مجال العلاقات العامة، وقد استطاع أن يقنع المستشارين الغربيين بأنه ضروري لأي تسوية سياسية”.
ونقل عن المحللة السياسية السودانية خلود خير قولها إن “حميدتي بارع في فهم ما يريده المجتمع الدولي، وهو يريد أن يظهر كمؤيد للديمقراطية”، ولأن الدول الأوروبية تريد منع المهاجرين من عبور الحدود السودانية إلى ليبيا، فقد كلف حميدتي قواته رسميا -منذ زمن بعيد- بضمان مراقبة الحدود.

ويقول مستشار “أطباء بلا حدود” حول قضايا الهجرة واللاجئين جيروم توبيانا إن “ما منح حميدتي شرعية قوية هو أنه أعلن عن نفسه سيد الهجرة بين 2016 و2019 وطبعا الاتحاد الأوروبي لم ينس له ذلك”.

وفي إطار تحسين صورته، اعترف حميدتي منذ صيف عام 2022 بأن “الانقلاب فشل في إحداث التغيير المنشود والآن نتّجه نحو الأسوأ”. وفيما يتعلق بعودة الجنود إلى ثكناتهم دون إغلاق الباب أمام مستقبل سياسي، أضاف “ليست لدي أطماع سياسية، لكن الواقع أجبرني على أن أكون موجودا”.
رجل الدولة
وأوضح تقرير ميديا بارت أن الرجل مسح ماضيه وأصبح رجل أعمال ثريا للغاية، لكنه لم يكتف بذلك، وبات أكثر طموحا، وقد انقادت السفارات الغربية له بسبب الدبلوماسية وهوسها المزدوج بموضوع الهجرة والإسلاميين.

وقد رأوا فيه الخط السياسي الواقعي، بل إن واشنطن تراه “شخصية أكثر موهبة وقدرة من اللواء (رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح) البرهان”، كما جاء في وثيقة دبلوماسية تمكنت ميديا بارت من الرجوع إليها.
وأشار الموقع إلى أن فرنسا هي الأخرى تتحاور مع حميدتي ومع أعوانه، وقد اطلع ميديا بارت على وثيقة تصف لقاء “وديا” بين دبلوماسيين فرنسيين وعبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي والذي تحدث عن الدور الرئيسي الذي لعبته قوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب والمخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر، وأعرب عن أسفه لأن المجتمع الدولي لم يقدر تلك الجهود ولم يؤيدها.

وقد اكتسب حميدتي -رغم كل الاتهامات- مكانة المحاوَر هو ورجاله لما أنفق من ثروة على اتصالاته، حتى إنه حاول إنشاء وحدة خاصة تتولى الدفاع عن حقوق الإنسان.

واستمر حميدتي في عملية صناعة “الصورة الحسنة”، حتى إن الصحفي رينو جيرار من صحيفة “لوفيغارو” كتب عمودا بعنوان “لا تتخلوا عن السودانيين”، خلص فيه إلى أن “حميدتي أكد للمجتمع الدولي رغبته في محاكمة البرهان “لمحاربة الإسلاموية” وإحلال الديمقراطية وسيادة القانون في السودان”.

وقال جيرار “الأميركيون يتحدثون مع حميدتي، إنهم على حق، لأن المهم هو عدم ترك السودانيين لمصيرهم”.

وأكد ميديا بارت أن مشروع حميدتي القائم على احترام “الاسم والهدف” تحطم في النهاية على صخرة الصراع الذي ساعد هو نفسه في إشعال فتيله، علما أن العديد ممن يتباكون اليوم على محنة الشعب السوداني -من مؤيدي البشير إلى الدول الغربية إلى القوى الإقليمية- هم من قاموا بدور فعال في جعل هذا الرجل يعتقد أنه يتمتع بمكانة رجل دولة يمكن أن يطمح إلى السلطة.

الجزيرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع میدیا بارت

إقرأ أيضاً:

لبينة السودان.. هل يجاور غرب حميدتي شرق حفتر؟

على وقع المعارك في السودان وتقدم الجيش في العاصمة ومحيطها بدأ الحديث يدور عن سعي قوات الدعم السريع بزعامة "حميدتي" لتشكيل حكومة موازية في الغرب توازي حكومة الخرطوم، في مسعى يشبه إلى حد كبير الوضع الليبي، حيث تنقسم البلاد بين الجنرال خليفة حفتر شرقا وحكومة الوحدة غربا.

ورغم أن الفكرة طرحت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إلا أنها بدت الآن ربما اكثر واقعية مع تراجع الدعم السريع نحو الغرب، وفقا لمصدر مطلع تحدث لـ "عربي21”.

حكومة موازية
وقال المصدر، إن سير المعركة المتجه غربا نحو إقليم  دارفور يجعل من الفكرة أقرب للواقع، خصوصا بعد الهزائم المتتالية في الخرطوم وأم درمان، مبينا أن الغرب يمثل حاضنة شعبية للدعم السريع باعتبار حميدتي من تلك المنطقة وله نفوذ قبلي داخلها منذ أيام مليشيا الجنجويد.

وأحدثت الخطوة انقساما داخل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، التي تضم عدة كيانات من ضمنها تيار رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، حيث أعلنت لجان المقاومة في "تقدم" رفضها لأي خطوة نحو تشكيل حكومة في الوقت الحالي.

وسبق أن قدمت "الجبهة الثورية" إحدى أبرز مكونات "تقدم" مقترحا لتشكيل حكومة في المنفى خلال اجتماعات الهيئة القيادية للتحالف في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وأكدت لجان المقاومة رفضها القاطع لتشكيل حكومة موازية في هذا التوقيت، مشددة على أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الانقسام، وإطالة أمد الحرب، وتعقيد فرص التوصل إلى حل شامل وعادل.

وأشار البيان إلى أن الشرعية الحقيقية لا تُستمد إلا من الشعب السوداني عبر عملية سياسية مدنية ديمقراطية، منتقدًا محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية أو الاصطفاف مع أي من أطراف الصراع.

كما جددت لجان المقاومة دعوتها لكل القوى الثورية والمدنية إلى التمسك بوحدة الصف، والعمل على إنهاء الحرب بالوسائل السلمية، مؤكدة التزامها بمقاومة الحرب والانقسام، والسعي بكل السبل السلمية لتحقيق السلام الدائم وبناء دولة مدنية تضمن حقوق جميع السودانيين.

بدوره يقول الكاتب السوداني خالد شمس الدين، إنه لا يعتقد حاليا إمكانية تشكيل حكومة في الغرب
لاسيما أن حميدتي لا يمتلك جسما سياسيا للاستناد عليه بعد انسحاب "تقدم" ورفضها للفكرة.

لكنه استدرك قائلا، إن الموازين قد تتغير في حال تثبيت حميدتي سطيرته على إقليم دارفور بشكل واضح واتساع خط الإمداد من تشاد والشرق الليبي.

وأوضح في حديث لـ "عربي21”، أن الجيش يمتلك الإمكانية للتقدم أكثر وربما استعادة حتى دارفور، لكن قبل ذلك تطهير العاصمة بالكامل ثم الانتقال للهجوم نحو الغرب.

وتمكن الجيش السوداني خلال الأيام الماضية، من تحقيق تقدم ملموس في العاصمة الخرطوم، حيث استعاد السيطرة على مناطق استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، أبرزها مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسلاح الإشارة وغيرها من المناطق.



العودة للخرطوم
وتابع، "عقب سيطرته على العاصمة وما حولها، سيعيد الجيش المؤسسات السيادية من بورسودان شمال شرق البلاد، ومن ثم يبدا العمل من الخرطوم لاستعادة باقي المناطق عسكريا، خصوصا أن استعادة القيادة العامة وسلاح الإشارة يمثلان رمزية عسكرية للجيش، فيما ينتظر استعادة وزارة الخارجية وبعض الوزارات والمقار التي تخضع لسيطرة الدعم السريع حتى الآن".

وتوقع شمس الدين، أن الأيام القادمة ستشهد ازدياد الدعم لحميدتي عن طريق حفتر سيما بعد سيطرة الروس على قاعدة السارة بين الحدود التشادية السودانية، وهذه ربما تمثل نقلة ودعما لوجستيا جديدا للدعم السريع لقربها من اقليم دارفور.

وسبق أن ذكرت صحيفة "سودان تربيون" بأن قوات الدعم السريع بدأت في نقل معدات ثقيلة وأسلحة نوعية من قاعدة السارة، الواقعة على الحدود السودانية التشادية، إلى إقليم دارفور، قبل أيام، ويأتي هذا التحرك في ظل انسحابات متتالية لقوات الدعم السريع من مناطق في العاصمة الخرطوم.

ومطلع كانون الثاني/ يناير 2025، أفاد ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، بأن 25% من قوات الدعم السريع هم من المرتزقة القادمين من ليبيا تحت قيادة حفتر، بالإضافة إلى عناصر من تشاد ودول أخرى، وأشار العطا إلى أن هذه القوات تتلقى دعمًا مباشرًا من حفتر، بما في ذلك الأسلحة والعتاد.

في المقابل، نفى حفتر مرارًا هذه الاتهامات، ففي يونيو 2024، صرح خلال لقاء مع قادة قواته بأنه لا يدعم أي طرف في السودان، مؤكدًا أن قواته تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وفي كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، كشفت تقارير عن هروب جنود من قوات "الدعم السريع" السودانية، التي يقودها محمد دقلو "حميدتي"، إلى مدن ليبية تقع تحت سيطرة المشير الليبي، خليفة حفتر.

وأكدت القوة المشتركة السودانية "أنها تمكنت من صد هجمات مرتزقة ومقاتلي الجنجويد بقوات "الدعم السريع"، ما دفع إلى فرار بعضهم إلى الأراضي الليبية التي تقع تحت نفوذ "خليفة حفتر"، مؤكدة أنها تمكنت من صد هجوم مليشيا الجنجويد عندما حاولت التسلل من الحدود الليبية باتجاه مثلث الحدود الدولية السودانية - الليبية – التشادية.

وأكد بيان القوة المشتركة أن "دولة الإمارات كانت تحضّر منذ شهور في شرق ليبيا لشن مثل هذه العمليات العسكرية من أجل إنقاذ قوات "حميدتي"، لكن تم إفشال هذه المحاولة اليائسة"، وفق البيان.



الإمارات.. هي المشترك
وكما هو معروف فإن قوات حفتر وحميدتي على حد سواء تحظيان بدعم إماراتي كبير، كما تم بإشراف الأخيرة افتتاح خط إمداد بري وجوي من شرق ليبيا إلى الدعم السريع مرورا بمطارات تشاد وبمساندة روسية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن حفتر المدعوم روسيا وإماراتيا، أرسل شحنات ذخيرة، من ليبيا إلى السودان، لتعزيز إمدادات الجنرال حميدتي، وقال الجيش السوداني إن حميدتي يحشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية، لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية كبيرة من جهات إقليمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن حميدتي سبق له مساعدة حفتر، في عمليته الفاشلة من أجل الاستيلاء على العاصمة الليبية عام 2019.

مقالات مشابهة

  • ريفالدو: الشهرة لم تسلب عقل «الفتى الذهبي» لبرشلونة!
  • كيف يُسدل الستار على حقبة المتمرد حميدتي !!!!
  • صحف فرنسية: الاستيطان الأميركي في غزة فكرة شنيعة
  • ???? حميدتي (مات ومدفون) في قبر يـَبعُد 2 كيلومتراً شرق العيلفون !!
  • لبينة السودان.. هل يجاور غرب حميدتي شرق حفتر؟
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • ترامب: قطاع غزة أصبح لا يصلح للعيش ونأمل في تثبيت وقف إطلاق النار
  • هل أصبح مصير نتنياهو بيد ترامب؟
  • هيئة الدواء: لدينا مخزون استراتيجي قوي من الخامات
  • كنيف حميدتي