هكذا أصبح حميدتي الفتى المدلل للغرب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، استطاع أن يفرض نفسه شخصية أساسية في المعادلة السياسية بالسودان حتى قبل الحرب، موضحا أنه نجح في إقناع الغرب بأنه رجل دولة ومخاطَب لا يمكن تجاوزه.
وأضاف الموقع أن لا أحد في عالم الديمقراطيات الغربية يمكنه التباهي علنا بإقامة علاقات جيدة مع حميدتي، لكنه مع ذلك يعتبر مدللا لديهم إلى حد كبير، وما زال مبعوثوه يُستقبلون في الخفاء في السفارات الأوروبية.
وضرب الموقع مثلا على ذلك بالمحامي يوسف عزت المهري (ذي الجنسية الكندية) الذي استقبل في وزارة الخارجية الفرنسية، وزار لندن وهولندا بوصفه مستشارا لحميدتي.
وبحسب ميديا بارت، لا يزال حميدتي مصرا على تقديم نفسه على أنه نصير لحقوق شعب السودان، وحصن ضد إسلاميي نظام الرئيس السابق عمر البشير.
لقاء غريب
وذكّر الموقع باجتماع وصفه بالغريب عُقد في البرلمان الأوروبي تحت عنوان “تعزيز السلام والأمن في السودان”، نظمه أعضاء البرلمان الإيطاليون بعد 3 أشهر من بدء الحرب، والتقوا عبر الفيديو مع “المدافعين السودانيين عن حقوق الإنسان”، غير أن الجميع ركزوا فقط على الانتهاكات التي زعموا أن الجيش النظامي ارتكبها، ولم يتفوه الحاضرون بكلمة واحدة عن الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
ولم تبدأ عملية “العلاقات العامة” هذه -حسب الموقع- بدءا من الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي، بل قبل ذلك بكثير، وهي اليوم تحاول تصوير زعيم حرب كرئيس للدولة.
ولتوضيح ذلك، ذكر ميديا بارت أن المهري قال في مقابلة هاتفية سابقة معه “نحن ملتزمون بحكومة مدنية وببناء جيش وطني يمثل كل السودانيين ولن يسيطر عليه الإسلاميون. لقد فتحنا خطوط اتصال مع المدنيين ومع فولكر”.
وفولكر بيرتيس هو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الانتقال الديمقراطي، والذي يفترض أنه عمل على تيسير التحول الديمقراطي بعد ثورة 2019.
وقد أعلن قادة الجيش السوداني رفضهم المباشر لاستمرار فولكر في منصبه بعد اتهامه بالانحياز وتجاهل تنفيذ التفويض الممنوح للبعثة وانصرافها للتركيز على القضايا السياسية وإهمال المسائل ذات الصلة بدعم السلام والمساعدة في الانتقال والتحضير للانتخابات.
تحول مثير
غير أن المثير للإعجاب -حسب ميديا بارت- هو التحول المثير الذي شهده مسار حميدتي، الذي يتظاهر الجميع على الساحة الدبلوماسية بتصديقه، بل إن البعض يبدو مقتنعا به.
ووفق الموقع الفرنسي، يبدو أن حميدتي يتقن “فن التحوّل”، و”هو يعرف كيف يحيط نفسه بمستشارين في مجال العلاقات العامة، وقد استطاع أن يقنع المستشارين الغربيين بأنه ضروري لأي تسوية سياسية”.
ونقل عن المحللة السياسية السودانية خلود خير قولها إن “حميدتي بارع في فهم ما يريده المجتمع الدولي، وهو يريد أن يظهر كمؤيد للديمقراطية”، ولأن الدول الأوروبية تريد منع المهاجرين من عبور الحدود السودانية إلى ليبيا، فقد كلف حميدتي قواته رسميا -منذ زمن بعيد- بضمان مراقبة الحدود.
ويقول مستشار “أطباء بلا حدود” حول قضايا الهجرة واللاجئين جيروم توبيانا إن “ما منح حميدتي شرعية قوية هو أنه أعلن عن نفسه سيد الهجرة بين 2016 و2019 وطبعا الاتحاد الأوروبي لم ينس له ذلك”.
وفي إطار تحسين صورته، اعترف حميدتي منذ صيف عام 2022 بأن “الانقلاب فشل في إحداث التغيير المنشود والآن نتّجه نحو الأسوأ”. وفيما يتعلق بعودة الجنود إلى ثكناتهم دون إغلاق الباب أمام مستقبل سياسي، أضاف “ليست لدي أطماع سياسية، لكن الواقع أجبرني على أن أكون موجودا”.
رجل الدولة
وأوضح تقرير ميديا بارت أن الرجل مسح ماضيه وأصبح رجل أعمال ثريا للغاية، لكنه لم يكتف بذلك، وبات أكثر طموحا، وقد انقادت السفارات الغربية له بسبب الدبلوماسية وهوسها المزدوج بموضوع الهجرة والإسلاميين.
وقد رأوا فيه الخط السياسي الواقعي، بل إن واشنطن تراه “شخصية أكثر موهبة وقدرة من اللواء (رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح) البرهان”، كما جاء في وثيقة دبلوماسية تمكنت ميديا بارت من الرجوع إليها.
وأشار الموقع إلى أن فرنسا هي الأخرى تتحاور مع حميدتي ومع أعوانه، وقد اطلع ميديا بارت على وثيقة تصف لقاء “وديا” بين دبلوماسيين فرنسيين وعبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي والذي تحدث عن الدور الرئيسي الذي لعبته قوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب والمخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر، وأعرب عن أسفه لأن المجتمع الدولي لم يقدر تلك الجهود ولم يؤيدها.
وقد اكتسب حميدتي -رغم كل الاتهامات- مكانة المحاوَر هو ورجاله لما أنفق من ثروة على اتصالاته، حتى إنه حاول إنشاء وحدة خاصة تتولى الدفاع عن حقوق الإنسان.
واستمر حميدتي في عملية صناعة “الصورة الحسنة”، حتى إن الصحفي رينو جيرار من صحيفة “لوفيغارو” كتب عمودا بعنوان “لا تتخلوا عن السودانيين”، خلص فيه إلى أن “حميدتي أكد للمجتمع الدولي رغبته في محاكمة البرهان “لمحاربة الإسلاموية” وإحلال الديمقراطية وسيادة القانون في السودان”.
وقال جيرار “الأميركيون يتحدثون مع حميدتي، إنهم على حق، لأن المهم هو عدم ترك السودانيين لمصيرهم”.
وأكد ميديا بارت أن مشروع حميدتي القائم على احترام “الاسم والهدف” تحطم في النهاية على صخرة الصراع الذي ساعد هو نفسه في إشعال فتيله، علما أن العديد ممن يتباكون اليوم على محنة الشعب السوداني -من مؤيدي البشير إلى الدول الغربية إلى القوى الإقليمية- هم من قاموا بدور فعال في جعل هذا الرجل يعتقد أنه يتمتع بمكانة رجل دولة يمكن أن يطمح إلى السلطة.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع میدیا بارت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: سيدنا النبي هو درة التاج والانسان الكامل
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو درة التاج، والإنسان الكامل، حبيب الرحمن، وصفه ربه بأنه قد أرسله للناس بشيراً ونذيرا، ووصفه ربه بأنه قد أرسله للناس رحمةً للعالمين، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ، ويقول ﷺ عن نفسه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، ان الذي يتأمل سيرة سيدنا رسول الله ﷺ يجد أنه كان الإنسان الكامل، وكان وحيداً في نفسه قد جمع الله له كل هذه الهمة التي لم نراها بعد ذلك في أحدٍ من البشر، قام الليل وكان قيام الليل عليه فرضاً، صام النهار وكانت السيدة عائشة –رضى الله تعالى عنها- تقول: «كان يصوم حتى نقول لا يُفطر وكان يُفطر حتى نقول لا يصوم» قام بأعباء الدعوة، وبالتعليم، وكان قاضياً، وكان مفتياً، وكان مُعَلِمَاً، وكان قائداً للجيوش، وكان ﷺ تاجراً وأباً وزوجاً، وكل أَحَدْ في العالمين يجد نفسه في سيدنا رسول الله ﷺ.
واشار الى ان سيدنا النبى المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ هو المثال الأتم الذى يجب أن يضعه كل مؤمن أمامه ؛ يمتثل به ويقلده ويحاكيه ولو فى بعض جوانب الحياة، فسيدنا النبي ﷺ هو المثال الأعلى الأكمل الأتم للعالمين فى رحمته وفى علاقته بينه وبين نفسه ، وبينه وبين الناس، وبينه وبين ربه، ولا يزال المصطفى ﷺ فى سيرته العطرة وفى قيامه بشأن ربه سبحانه وتعالى خير العابدين، وخير مثال يحتذى ، ولا يزال أسوة حسنة للمؤمنين ، وكلما ذكر المؤمن ربه كثيرا كلما احتاج إلى نبيه ﷺ ، فهو إنسان عين الموحدين فى الحضرة القدسية ، وهو إمام المتقين يأتمون به فى علاقتهم مع الله، من غيره لا يرى المؤمنون الطريق، ومن غيره لا يستطيع ذاكر أن يذكر ربه، ولا موحد أن ينهج النهج السليم، ولا عابد أن يعبد ربه على يقين، أرسله ربنا رحمة للعالمين.