تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت القاعة «الدولية» ضمن فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلاق أولى ندوات المحور الفكري المصاحب لفعاليات المعرض، تحت عنوان «الأدب الأفريقي» ضمن محور «تجارب ثقافية»، وذلك بحضور كل من الكاتبة والفنانة التشكيلية   Abra Christiane من توجو، والكاتب Ndiogou Samb  ممثل وزارة الثقافة في السنغال والكاتب Madohona Arouna من  توجو،  وإدارتها الإعلامية منى الدالي،  وجاءت الندوة باللغتين العربية والفرنسية  وصاحبها ترجمة بلغة الإشارة.


تناولت الندوة موضوعا مهما حول التكوين الثقافي وتأثير الثقافات الأخرى على الأدب والفن الأفريقيين، مع التركيز على دور اللغة العربية في تشكيل هذا التأثير.

اللغة العربية في السنغال.. إرث ثقافي عريق

بدأت الندوة بكلمات الكاتب السنغالي نديوغو سامب الذي أكد أن اللغة العربية لعبت دورا محوريا في تشكيل الثقافة السنغالية منذ دخول الإسلام إلى البلاد قبل مئات السنين.
وأوضح أن اللغة العربية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسنغاليين، حيث كانت اللغة الرسمية في المراسلات الإدارية والدبلوماسية خلال العصور السابقة.
وأشار إلى أن اللغة العربية فقدت بعضا من زخمها مع دخول الاستعمار الفرنسي، الذي فرض اللغة الفرنسية كلغة رئيسية في التعليم والإدارة. رغم ذلك، ما زالت هناك مدارس ومطبوعات تدرس وتنشر باللغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية ما زالت تحمل قيمة ثقافية كبيرة في السنغال.

تأثير التعددية الثقافية على الأدب الأفريقي

فيما تناولت الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان أثر التعددية الثقافية على المبدعين الأفارقة، وأشارت إلى أن الفنانين والكتاب الأفارقة عادة ما يمتلكون مهارات متعددة، حيث يدمجون بين الفنون المختلفة، مثل الجمع بين الفن التشكيلي والأدب. وأرجعت هذا التوجه إلى التنوع الثقافي في أفريقيا والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة بما فيها العربية والفرنسية.
وأكدت أن هذا التنوع يمنح الفنانين فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق متعددة، لكنه يمثل أيضا تحديا في تحقيق التوازن بين المهارات المختلفة.

مواجهة الفرنسية باللغات المحلية

من جانبه، تحدث الكاتب مادوهونا أرونا عن تجربة توغو في مواجهة هيمنة اللغة الفرنسية، موضحا أن اللغة الفرنسية أصبحت طاغية على الحياة اليومية، مما حد من استخدام اللغات المحلية في المجالات الأدبية والإبداعية. ومع ذلك، بدأت الدولة تدرك أهمية إحياء اللغات المحلية من خلال تنظيم ورش عمل ومبادرات لدعم استخدامها، مما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.
كما أشار إلى دعم الدولة للفنانين، موضحا أن هذا الدعم يشجعهم على الجمع بين مواهب مختلفة. ومع ذلك، عبر عن رأيه بأن التخصص في مجال واحد يمكن أن يتيح للفنان أو الكاتب تقديم إنتاج أكثر تميزا وعمقا.

المرأة والإبداع في الثقافة الأفريقية
بينما تطرقت أبرا كريستيان إلى التحديات التي تواجهها المرأة الأفريقية في المجال الثقافي، مؤكدة أن المرأة تبذل جهودا مضاعفة لإثبات وجودها في المشهد الثقافي، سواء كفنانة أو كاتبة. ورغم الدعم الذي تقدمه الدول الأفريقية للفنانات ورائدات الأعمال، إلا أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات.
وأشارت إلى أن التعددية الثقافية تسهم في تمكين المرأة من التعبير عن نفسها بطرق مختلفة، مما يعزز من مكانتها في المجتمع.

الأدب السنغالي بين المحلية والعالمية

وسلط نديوغو سامب الضوء على الأدب السنغالي، موضحا أنه لا يقتصر على التأثر باللغة العربية، بل شهد أيضا تطورا ملحوظا وصل إلى الساحة العالمية. حققت بعض الأعمال الأدبية السنغالية جوائز مرموقة، وتم ترجمتها إلى عدة لغات، مما يعكس مدى ثراء وتنوع هذا الأدب.
كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية لتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية، مستشهدًا بعلاقات المصاهرة بين السنغال وموريتانيا كأحد الأمثلة على هذا التعاون.
واختتمت الندوة بالإشادة بأهمية تعزيز التعددية الثقافية والمحافظة على الهوية الأفريقية في مواجهة التأثيرات الأجنبية.
واتفق المشاركون على أن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الجذور الثقافية الأفريقية.
يذكر أن الندوة شهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي أعرب عن تقديره للقضايا المطروحة، مؤكدين أهمية استمرارية النقاش حول دور اللغة العربية والثقافات الأخرى في تشكيل الهوية الأفريقية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاستعمار الفرنسي الثقافة الإفريقية القاهرة الدولى للكتاب الفنانة التشكيلية فنانة التشكيلية معرض القاهرة الدولي التعددیة الثقافیة أن اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

مصر والإمارات تواصلان تعزيز الروابط الثقافية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

في إطار زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، التقى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، بالسيد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وذلك على هامش افتتاح فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل.

وخلال اللقاء، ناقش الجانبان عددًا من الموضوعات المتعلقة بتعزيز الشراكات الثقافية بين مصر والإمارات، حيث أشاد الوزير بالمشاركة المتميزة لهيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، من خلال جناحها الذي كان الأكبر للكتب الأجنبية المخفضة. وأكد أن هذه المبادرة كان لها أثر إيجابي ملموس، خاصة بين الأطفال والنشء، الذين أُتيح لهم التعرف على إصدارات هامة ومتنوعة.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو حرص وزارة الثقافة المصرية على استمرار هذه الشراكة الثقافية البنّاءة، بما يسهم في مد جسور التواصل المعرفي بين الأجيال الناشئة في البلدين.

وعقب اللقاء، رافق العامري وزير الثقافة في جولة موسعة في أروقة المهرجان، شملت جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يضم مجموعة مختارة من أحدث إصداراتها الموجهة للأطفال واليافعين والمتنوعة بين القصص المصورة، والكتب التعليمية، وسلاسل من التراث الشعبي المُبسّطة.

كما شملت الجولة عددًا من الأجنحة والمنصات الثقافية، منها جناح “أطفال الشارقة” التابع لمؤسسة “ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين”، حيث اطلع على منصة قارئ القرن، المخصصة للأطفال من سن 6 إلى 18 عامًا، والتي تهدف إلى تعزيز القراءة والوعي الأدبي بين النشء.

وزار وزير الثقافة جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والتقى بممثلي المجلس المصري لكتب اليافعين، ضيف شرف الدورة الحالية، حيث ناقش معهم سبل التعاون المشترك في مجال أدب الطفل.

كما شملت الجولة أجنحة دائرة الثقافة، جمعية الناشرين الإماراتيين، منصة “اقرأ أنت في الشارقة”، بيت الحكمة، دائرة الخدمات الاجتماعية، الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، مؤسسة كلمات، هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومجموعة كلمات، حيث أشاد الوزير بما تقدمه هذه الجهات من مبادرات فعالة في دعم ثقافة الطفل، وتنمية حب القراءة، وتشجيع الإبداع لدى الأجيال الجديدة بأساليب مبتكرة.

ويجمع مهرجان الشارقة القرائي للطفل هذا العام 122 دار نشر عربية وأجنبية من 22 دولة، ويقدّم أكثر من 1024 فعالية تتنوع بين الورش التفاعلية، العروض المسرحية، الجلسات الثقافية، والأنشطة القرائية المتخصصة، بمشاركة أكثر من 133 ضيفًا من 70 دولة، مما يجعله من أبرز المنصات الثقافية المعنية بأدب الطفل على المستوى الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة المصري يشيد بالتعاون الثقافي مع هيئة الشارقة للكتاب خلال زيارته لمهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تدشن جناح المملكة في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025
  • مصر والإمارات تواصلان تعزيز الروابط الثقافية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • "منشورات القاسمي" تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب بإصدارات لدعم الثقافة والمعرفة
  • “ثقافي أم القيوين” يطلق برنامج “صندوق المعرفة” لتعزيز القراءة والهوية الثقافية
  • مركز أبوظبي الثقافي يستضيف حديثُا عن الأدب والزمن والرواية.. صور
  • اليوم العالمي للكتاب.. القراءة سلاح ذو أهمية في بناء وعي الشعوب ومواجهة التحديات الراهنة.. مصر تحافظ على التراث الثقافي بإحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا
  • وزير الثقافة يلتقي مستشار الشؤون الثقافية القطري.. صور
  • “هيئة الأدب” تدشن جناح مدينة الرياض ضيف الشرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025
  • “هيئة الأدب” تدشن جناح مدينة الرياض ضيف الشرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب