عاصفة إيوين تدمر الشواطئ وتوقف الحياة في جزيرتي إيرلندا واسكتلندا
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تسببت العاصفة "إيوين" في أضرار واسعة النطاق في كل من إيرلندا واسكتلندا، حيث بلغت سرعة الرياح أكثر من 180 كم/ساعة، مما جعلها واحدة من أقوى العواصف التي تضرب المنطقة في تاريخها الحديث. وصلت الرياح إلى سرعة 183 كم/ساعة بالقرب من مدينة غالواي، محطمةً الرقم القياسي الذي كان قد تم تسجيله في عام 1945.
تسبب الحطام الطائر والأمواج العاتية في إغلاق الطرق والجسور، فيما توقفت الخدمات الكهربائية عن 500 ألف منزل وشركة في إيرلندا، السلطات نصحت السكان بالبقاء في منازلهم نظراً لخطورة الظروف الجوية، كما ألغيت أكثر من 230 رحلة جوية من مطار دبلن.
وتعتبر العاصفة "إيوين" مثالاً على "التغليظ المدمّر" للطقس، حيث شهدت انخفاضاً حاداً في الضغط الجوي تحت 940 مليبار، وهو ما يزيد من شدة العواصف. كما أشار خبراء الأرصاد إلى أن هذه العاصفة تعتبر من أكثر الظواهر الجوية تطرفاً، حيث تفاقمت بفعل التيار النفاث الذي يزيد من قوتها.
وفي وقت لاحق، أكدت الهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إرسال فرق ميدانية إلى المنطقة لجمع بيانات عن هذه الظاهرة الخطيرة، مما يعكس حجم التأثير الذي تسببت فيه العاصفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العاصفة إيوين أيرلندا أضرار الرياح سرعة مدينة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: تدمر الأثرية تحولت إلى أطلال
زار مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالشرق الأوسط، بن هوبارد، ضمن مجموعة من مراسلي وسائل إعلام أخرى مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص وسط سوريا، وكتب تقريرا يرصد معالمها ويقف على آثار الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما.
ولاحظ في تقريره أن الأعمدة الحجرية الشاهقة لمدينة تدمر التاريخية لا تزال تشرئب بشكل مهيب من بين رمال الصحراء، وتنتصب شامخة على الجادة الرئيسية التي كانت تربط بين معابدها وأسواقها ومسرحها الروماني المكشوف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: شهادة رئيس الشاباك زلزال سياسي ونتنياهو يجب أن يرحلlist 2 of 2هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيينend of listولا تزال قلعتها التي تقع على قمة التل تتيح إطلالات خلابة على حطام المدينة التي كانت شاسعة ومصانة بشكل جيد وجذبت إليها المستكشفين وعلماء الآثار والسياح لمئات من السنين خلت.
أقواس وتماثيل ومعابدوعند الاقتراب من المدينة -حسب تقرير الصحيفة- يبدو الدمار الذي نجم عن المعارك واضحا؛ حيث يرى المرء أقواسا تاريخية وقد سقطت بفعل الانفجارات، وتماثيل طمس معالمها من وصفهم المراسل بالمتطرفين، ومعابد استحالت إلى أكداس من الأنقاض.
ومنذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها في ديسمبر/كانون الأول الماضي بإطاحة الرئيس بشار الأسد، والسوريون والسياح الأجانب، على ندرتهم، يزورون تدمر لمشاهدة أحد أكثر المواقع التراثية المذهلة في البلاد، والتفكر في كيفية اندماجها في مستقبل سوريا.
إعلانوينقل مراسل الصحيفة عن طبيب سوري مقيم في فرنسا يدعى زياد العيسى، زار تدمر مؤخرا مع بعض أصدقائه، القول إن ثمة حضارة "كانت هنا في هذا المكان، ورغم القصف والدمار، فهي لا تزال ماثلة"، مضيفا أن ما شاهده هناك يغيّر الصورة الراسخة في أذهان الناس عن سوريا وعن الدمار والحرب.
وفي أثناء حديثه، سُمع صوت انفجار هز الأرض، قال السكان المحليون إنه ناجم عن انفجار لغم أرضي زُرع أثناء الحرب.
ووفقا لمعظم التقديرات، فقد أسفر الصراع في سوريا عن تدمير المواقع التاريخية المنتشرة في بلاد كانت مركزا للعديد من حضارات الشرق الأوسط القديمة، كما أدى إلى نزوح أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة قبل الحرب، ومقتل أكثر من 500 ألف شخص.
ورغم ما تتمتع به سوريا من ثراء أثري، فإن تدمر التي تضم بقايا آثار تاريخية هائلة لمدينة عظيمة، كانت من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم، بحسب منظمة اليونسكو التي أدرجتها ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية في عام 1980.
ويقول هوبارد في تقريره، إن حجم وجمال الموقع يأسر الألباب، على الرغم من أن بعض المعالم الأثرية المعروضة قد تضررت بشدة لدرجة أنه من الصعب تخيّل كيف كانت تبدو.
ويضيف أن تدمر كانت واحة في الصحراء واندمجت في الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي ونمت لتصبح محطة رئيسية على طول طريق الحرير وحكمتها لفترة من الزمن الملكة زنوبيا.
وقد ظل لتدمر، التي تمزج بين العمارة اليونانية والرومانية والفارسية، تأثير عبر القرون بعد أن حكمها البيزنطيون والعرب والفرنسيون.
وعقب اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، جعل موقع تدمر الإستراتيجي من المدينة ساحة معارك بين الثوار المناهضين للحكومة والقوات السورية والجيش الروسي والمليشيات الأفغانية المدعومة من إيران.
إعلان تخريب متعمدوأشار التقرير إلى أن كل تلك المجاميع القتالية تركت بصماتها على المدينة، لكن تنظيم الدولة الإسلامية -على وجه الخصوص- الذي استولى على تدمر في عام 2015 شنّ عمليات تخريب متعمدة للتماثيل والآثار التي تعود إلى أديان أخرى غير الإسلام.
ونسف التنظيم مواقع دينية، من بينها معبد بعل شمين الأثري الذي يعود بناؤه إلى ما قبل ظهور الإسلام، كما يفيد مراسل الصحيفة الذي قال إنه لم يتبق من المعبد الآن سوى رواقه المستطيل الشكل، إلى جانب مجموعة من الكتل الحجرية الكبيرة، بعضها مزيّن بأوراق الشجر والعنب المنقوشة.
وقال البائع المتجول محمد عوّاد (36 عاما)، وهو مستلقٍ في الظل بالقرب من المسرح الروماني المُدَرّج، إن المعارك جعلت المدينة غير صالحة للعيش.
مقاتلون من جنسيات عديدةوأضاف أن أعدادا من الأفغان والإيرانيين والروس ومقاتلي حزب الله اللبناني وشيشانيين مروا جميعا عبر تدمر، معربا عن توقه لرؤية السياح الأجانب يعودون لزيارة المدينة.
وذكر هوبارد في تقريره أن إيران ولواء "فاطميون" التابع لها من رجال المليشيات الأفغانية الذين استُقدموا للقتال إلى جانب الجيش السوري، استولوا على فندق ديدمان تدمر الواقع في طرف المدينة.
واتخذ أولئك المقاتلون من الفندق سكنا لهم، وكتبوا على جدرانه شعارات تُمجد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، وتستنهض همم القوات.
بَيد أن الصحيفة تشير إلى أن تلك الشعارات اختفت الآن. أما مباني الفندق فقد دكّتها الغارات الجوية وتناثرت أجزاء شاحنات "البيك آب" البيضاء المدمرة بالقرب من المدخل.
ونسبت إلى عمرو العظم، أستاذ تاريخ وأنثروبولوجيا الشرق الأوسط في جامعة شاوني ستيت في أوهايو ومسؤول الآثار السابق في سوريا، القول إن السلطات الجديدة في البلاد تفتقر إلى الوسائل اللازمة لإصلاح ما لحق بمدينة تدمر من أضرار.
لكن ذلك لا ينفي القيمة التاريخية للموقع، على حد قوله.
إعلان