في رحلة الإسراء والمعراج ، أطلع الله تعالى نبيه الكريم على حقائق غيبية وأسرار كونية بقدرته سبحانه وتعالى التي لا يحدها حد ولا يتصورها عقل.

قصة الإسراء والمعراج مختصرة

وما عجز الخلق عن إدراكه رؤية وسماعا ومكانا وزمانا، قد اطلع عليه رسول الله، فيقول الله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، كما قال الله تعالى (لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).

الإسراء والمعراج رحلة ربانية تعكس رحمة الله بعد ابتلاء النبي.. فيديونعمة الأمن ودروس الإسراء والمعراج.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد

كما طوى الله لنبيه الزمان والمكان، فكان الزمان بالنسبة له لحظة وكان المكان بالنسبة له خطوة، وجمع الله للنبي محمد، الأنبياء صلى بهم في المسجد الأقصى.

وتدلنا معجزة الإسراء والمعراج، على أن من صبر ورضي على كل ضيق يمر به مستسلما لله تعالى، يعلم أن عاقبة الله له خير، وأن عطائ الله له لا ينقطع أبدا، ولن يصل العبد لهذه الحالة إلا إذا كان محققا للعبودية لله تعالى، فرحلة الإسراء والمعراج، رفعت شأن العبودية في وصف النبي (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى).

كما أن العبودية معناها أن تكتفي بالحق عن الخلق، وأن يكون الله مقصود عبده في كل شئ، والمساجد هي أقدس أماكن العبودية.

معجزات ليلة الإسراء والمعراج

وكشفت دار الإفتاء المصرية، عن ملخص ما وقع من أحداث في ليلة الإسراء والمعراج.

وأوضحت دار الإفتاء، أن أحداث الرحلة فتتلخص في أنه صلى الله عليه وآله وسلم سار ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ىراكبًا البراق، وهو دابة يضع قدمه عند منتهى بصره.

وقد كان معه صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا جبريل عليه السلام، أو كان معهما ميكائيل عليهم السلام، فأخذ سمت الطريق إلى المدينة، ثم إلى مدين، ثم إلى طور سيناء؛ حيث كلم الله موسى عليه السلام، ثم إلى بيت لحم؛ حيث ولد عيسى عليه السلام، ثم انتهى إلى بيت المقدس.

وجاء في روايات ضعيفة أنه نزل في كل موضع من هذه المواضع وصلى بإرشاد جبريل عليه السلام. وقد أطلعه الله تعالى أثناء ذلك المسير على أعاجيب شتى من الحكم والحقائق التي ينتهي إليها ما يجري في عالم الظاهر من شؤون الخلق وأحوال العباد.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم يسأل جبريل عليه السلام عن مغازيها فيجيبه عنها، ولما انتهى به السير إلى بيت المقدس دخله، فجمع الله له حفلًا عظيمًا من عالم القدس من الأنبياء والمرسلين والملائكة، وأقيمت الصلاة فصلى بهم إمامًا، وفي قول أن صلاته بهم كانت بعد رجوعه من السماء.

أما ما يخص المعراج: فيتلخص في أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صعد إلى السماوات السبع واخترقها واحدة فواحدة، حتى بلغ السابعة، وفي كل واحدة يلتقي واحدًا أو اثنين من أعلام الأنبياء، فلقي في الأولي سيدنا آدم عليه السلام، وفي الثانية سيدنا يحىي وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة سيدنا يوسف عليه السلام.

وفي الرابعة سيدنا إدريس عليه السلام، وفي الخامسة سيدنا هارون عليه السلام، وفي السادسة سيدنا موسى عليه السلام، وفي السابعة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى ما فوقها إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام تجري في ألواح الملائكة بمقادير الخلائق التي وُكِّلُوا بإنفاذها من شئون الخلائق يَسْتَمْلُونَها من وحي الله تعالى، أو يستنسخونها من اللوح المحفوظ الذي هو نسخة العالم، وبرنامج الوجود الذي قدره الله سبحانه وتعالى.

ثم كلمه الله في فريضة الصلاة، وكانت في أول الأمر خمسين، فأشار عليه موسى عليه السلام بمراجعة ربه وسؤاله التخفيف، فما زال يتردد بينهما ويحط الله عنه منها حتى بلغت خمسًا، فأمضى أمر ربه ورضي وسلم.

دعاء الاسراء والمعراج

قبل الإسراء والمعراج أن وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله بعد أن كذبه أهل الطائف، قائلًا: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ، فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ»، رواه الطبراني في " الدعاء " (ص/315) واللفظ له.

وعقب دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرسل إليه الله -عز وجل- جبريل -عليه السلام- وهو من رافقه في رحلة الإسراء والمعراج ، حيث أسرى النبي من مسجد الله الحرام، إلى المسجد الأقصى، ثم عرج إلى السماء.

صيام الإسراء والمعراج

عن حكم صيام الإسراء والمعراج ،قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الصيام في شهري رجب وشعبان أو في الأشهر الحرم بصفة عامة، فإذا كان الشخص يصوم في هذه الأشهر من باب العادة فليصم ولا حرج عليه، فمن كان عادته الصيام في رجب ويريد صيام يوم الإسراء والمعراج فليصم.

وتابع في حكم صيام الإسراء والمعراج : أما الشرع فلم يخصص صيام ليلة الإسراء والمعراج بالتحديد وإنما صيامها وصيام يوم عاشوراء وصيام يوم وقفة عرفات وليلة النصف من شعبان، وغير ذلك من المناسبات الدينية هي نابع ديني من استطاع فليفعل وله الثواب ومن لم يستطع فلا إثم عليه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج دعاء ليلة الإسراء والمعراج فضل ليلة الإسراء والمعراج معجزات الاسراء والمعراج أسرار الإسراء والمعراج قصة الاسراء والمعراج المزيد صلى الله علیه وآله وسلم لیلة الإسراء والمعراج علیه السلام الله تعالى ال م س ج د ثم إلى

إقرأ أيضاً:

دعاء الصبر.. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

دعاء الصبر حيث يُعتبر الصبر من أعظم الفضائل التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، فهو من صفات المؤمنين الذين يواجهون الابتلاءات والشدائد برضا وثبات، ولأن الصبر يحتاج إلى قوة نفسية وروحية، جاءت الأدعية كوسيلة للتقرب إلى الله وطلب المعونة على التحلي بهذه الفضيلة العظيمة، دعاء الصبر.

وأكدت دار الإفتاء أن دعاء الصبر يُعين المسلم على تحمل المصاعب وتجاوز الأزمات بثبات وإيمان، مشيرة إلى أنه من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عندما أصابه البلاء: «رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين» (سورة الأنبياء: 83)، لافتة إلى أن هذا الدعاء يعكس تسليم العبد لربه واستعانته برحمته الواسعة لتفريج الكرب.

أدعية الصبر في السنة النبوية 

وحول ما ورد في السنة النبوية، حول دعاء الصبر، دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد: «للهم إني أسألك الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء»، هذا الدعاء يعكس طلب الصبر والرضا بمقادير الله، والاستعانة به لتحقيق الثبات والقوة في مواجهة الأزمات.

دعاء الصبر

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تكرار الأدعية المأثورة يعين المسلم على التحلي بالصبر والطمأنينة، ويزرع في قلبه اليقين بأن الفرج قريب، وأن الابتلاءات ما هي إلا امتحان من الله لإيمانه. كما أشارت إلى أهمية الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كوسيلة لتعزيز الصبر والسكينة في القلب.

وأكدت في دعاء الصبر أنه يُنصح المسلم بالمداومة على دعاء الصبر في أوقات الشدة والرخاء، مع الثقة بأن الله سيمنحه القوة والتحمل لتجاوز كل المحن، فاللجوء إلى الله بالدعاء هو سر الصبر والثبات في مواجهة تحديات الحياة. 

مقالات مشابهة

  • دعاء الصبر.. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
  • ركعتان تفتحان لك أبواب الجنة .. واظب عليهما بإخلاص
  • دعاء البرد الشديد.. كلمات لا ترد في هذا الطقس القارس
  • حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • دعاء ليلة 23 شعبان.. 10 كلمات تعوضك عن كل شيء أحببته وخسرته
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • ساعة الاستجابة يوم الجمعة.. لا تفوت هذه الأدعية
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر