استطلاع: غالبية الجمهور في إسرائيل لا تثق بتحقيقات الجيش
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أظهر استطلاع إسرائيلي نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، وشمل 805 مستطلعين يهود و201 عرب.، واسع تراجعا بنسبة 5.5% في ثقة الجمهور في إسرائيل بالجيش الإسرائيلي وقيادته العليا، وانخفضت نسبة الذين عبروا عن ثقة مرتفعة بالجيش من 74.5% في كانون الأول/ديسمبر إلى 69% في كانون الثاني/يناير الحالي.
إلى جانب ذلك، استمر تراجع مستوى الثقة المرتفع برئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، للشهر الثالث على التوالي، وكذلك ببيانات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ولا يزال مستوى الثقة بالحكومة ورئيسها، بنيامين نتنياهو ، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، متدنيا، حيث عبر عن ثقة مرتفعة بالحكومة 23% من اليهود و9% من العرب؛ وبنتنياهو 33% من اليهود و7% من العرب؛ وبكاتس 26% من اليهود و9% من العرب.
وإثر الخلاف العلني بين كاتس وهليفي، اعتبر 45% من اليهود و29% من العرب أن هليفي مخوّل بتنفيذ تعيينات في مناصب في الجيش حاليا، بينما قال 34% من اليهود و18% من العرب أنه مخول بتنفيذ تعيينات ضرورية لإشغال مناصب شاغرة. وأيد 39% من اليهود و25% من العرب موقف كاتس بأن هليفي ليس مخولا بتنفيذ أي تعيين.
وعبر 50% من اليهود و56% من العرب عن ثقة متدنية أو منخفضة حيال طبيعة التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي بشأن إخفاق 7 أكتوبر.
وقال 61% من اليهود و31% من العرب إنهم متأكدون أو يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سينتصر في الحرب على غزة ، وهذا المعطى يشكل تراجعا عن النسبة في الشهر الماضي، التي كانت 74% بين اليهود و29% بين العرب.
واعتبر 47% من اليهود و19% من العرب أن إسرائيل ستحقق أهدافها في الحرب على غزة بكاملها أو بمعظمها، بينما كانت هاتين النسبتين، الشهر الماضي، 60% بين اليهود و22% بين العرب. وعبر 51% من اليهود و18% من العرب عن رضاهم من "الإنجازات العسكرية في غزة".
وعبر 64% من اليهود و82% من العرب عن تأييدهم لاتفاق تبادل الأسرى، بينما عارض الاتفاق 18% من اليهود و3% من العرب.
وعلى إثر اتفاق وقف إطلاق النار، يعتقد 41% من اليهود و80.5% من العرب أنه حان الوقت لإنهاء الحرب على غزة، بينما ادعى 46% من اليهود و3.5% من العرب أنه لم يحن الوقت لإنهاء الحرب. واعتبر 59% من اليهود و28% من العرب أنه سيكون بإمكان الجيش الإسرائيلي استئناف الحرب، ويعتقد عكس ذلك 34% من اليهود و44% من العرب.
وقال 58.5% من اليهود و52% من العرب إنهم راضون بشكل كبير أو كبير جدا من إنفاذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وأشار 50% من اليهود و62% من العرب إلى أنهم يعلمون أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان كي ينتشر الجيش اللبناني في هذه المنطقة. وادعى 23% من اليهود و6% من العرب أنهم اعتقدوا أن الحرب ستُستأنف بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار، أي بعد غد الأحد، وهو موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
ويعتقد 40% من اليهود و50% من العرب أن الواقع الأمني يسمح بعودة السكان إلى بلداهم في الشمال، فيما اعتبر 45% من اليهود و23% من العرب أن الواقع الأمني لا يسمح بذلك.
وقال 52% من اليهود و43.5% من العرب إن على الحكومة الإسرائيلية العمل من أجل إقامة "علاقات مباشرة" مع سورية في أعقاب إقامة نظام جديد فيها؛ واعترض على ذلك 8% من اليهود و7% من العرب، بينما قال 20% من اليهود و11.5% من العرب إنهم يعتقدون بشكل ضئيل أنه ينبغي إقامة علاقات مباشرة.
واعتبر 63% من اليهود و21.5% من العرب أن الدور التركي المتزايد في سورية يشكل تهديدا على إسرائيل. وقال 36% من اليهود و61% من العرب إن على الحكومة الإسرائيلية العمل من أجل تحسين العلاقات مع تركيا، ويعتقد 51% من اليهود و15% من العرب بقدر ضئيل بشأن تحسين العلاقات مع تركيا.
وعبر 69% من اليهود و33% من العرب عن قلقهم من محاولات أجنبية، من جانب روسيا وإيران على سبيل المثال، لتقويض التضامن الاجتماعي في إسرائيل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بينما قال 26% من اليهود و41% من العرب إنهم غير قلقين من محاولات كهذه.
ويعتقد 28% من اليهود أن شعور التضامن الاجتماعي في إسرائيل تعزز، بينما يعتقد 37% أن هذا الشعور تراجع، واعتبر 24% أن هذا الشعور لم يتغير. إلا أن 63% أفادوا بأنهم قلقون حيال الوضع الاجتماعي الإسرائيلي في اليوم التالي للحرب على غزة.
وأفاد 33% من اليهود و17% من العرب بأن لديهم شعور بالأمن مرتفع، فيما قال 48% من اليهود ة43% من العرب إن شعورهم بالأمن متوسط، بينما أشار 18% من اليهود و30% من العرب إلى أن شعورهم بالأمن منخفض
واعتبر 70% من اليهود و52% من العرب أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيعمل لمصالحة المصالح الأمنية الإسرائيلية بقدر مرتفع، بينما قال 19% من اليهود و23% من العرب إن ترامب سيفعل ذلك بقدر منخفض.
وفي موازاة الاستطلاع أعلاه، نشر "معهد أبحاث الأمن القومي" استطلاعا آخر شمل مستطلعين يهود حول استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، وتبين منه أن الاستقالة لا تدل على نهاية الحرب، بينما يعتقد 12% أن تشكل نهاية للحرب.
وقال 74% إنهم يصدقون أقوال هليفي في رسالة استقالته بأن "الجيش الإسرائيلي سجل إنجازات كبيرة"، واعتبر 17% أن الجيش الإسرائيلي حقق أهداف الحرب.
وعبر 54% عن قناعتهم بقدر ضئيل أو ضئيل جدا بأن تعيين رئيس أركان الجيش القادم سيستند إلى اعتبارات مهنية فقط، بينما اعتبر 38% أن التعيين سيتم بقدر كبير أو كبير جدا استنادا إلى اعتبارات مهنية فقط.
وعلى إثر موجة استقالات كبار الضباط، يعتقد 50% أنه يجب أن يحدد قريبا موعدا لتبكير الانتخابات العامة، بينما يعتقد 41% عكس ذلك. ويوافق 76% على أنه يجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، بينما لم يوافق 19% على ذلك.
وعبر 79% عن ثقة كبيرة أو كبيرة جدا بالجيش الإسرائيلي، مقابل 20% الذي عبروا عن ثقة بقدر ضئيل أو عدم ثقة بتاتا بالجيش الإسرائيلي.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية حكومة نتنياهو توعز للجيش بألا ينسحب من القطاع الشرقي بجنوب لبنان مكتب نتنياهو: تم إطلاع أهالي الأسرى على الاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية إسرائيل: المستشارة القضائية للحكومة تطالب بتعيين رئيس للمحكمة العليا الأكثر قراءة "الكابنيت" يُصادق رسميا على صفقة غزة وتنفيذها يبدأ الأحد قبل يومين من وقف إطلاق النار بغزة.. طالع حصيلة الشهداء والجرحى الصحة العالمية تخطط لإدخال مُستشفيات جاهزة إلى غزة تفاصيل اجتماع فلسطيني أوروبي بشأن غزة بعد الحرب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار من العرب أنه من العرب أن من العرب عن من العرب إن فی إسرائیل من الیهود بینما قال على غزة عن ثقة
إقرأ أيضاً:
ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، استقالته والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، لتصبح الحدث الأبرز بعد أيام قليلة من وقف الحرب في غزة.
استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.
اعتراف بالفشلفي اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل الجيش الإسرائيلي، أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانهذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.
وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.
شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، التي بلغت ذروتها مع استقالة قادة الجيش، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.
ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، وفقًا لما أكده.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أيمن البراسنة أن هذه الاستقالات نادرة الحدوث في الجيش الإسرائيلي، وهي تعكس حجم الفشل الذي تشهده المؤسسة العسكرية.
يقول البراسنة في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن نهاية الحرب في غزة كان لها تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مضيفا أن هذه الاستقالات لم تكن مجرد تعبير عن اختلافات في وجهات النظر حول كيفية إدارة الحرب، بل كانت مؤشرا إلى انعدام الاستقرار الداخلي الذي عانت منه القيادة العسكرية على مدار 15 شهرا من الحرب، وهو ما كان يتم إخفاؤه سابقا.
ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.
إعلانفقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سوريا.
ويصف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الحكيم القرالة توالي الاستقالات السابقة، وما قد يليها في الأيام القادمة، بأنه تحول دراماتيكي وخطوة غير مسبوقة في التاريخ العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هجمات حماس مثلت حدثًا أمنيًا كبيرًا لا تزال إسرائيل تدفع ثمنه وتتخبط به حتى الآن.
أمير برعام (وسط) يعد من بين 4 مرشحين بارزين لتولي رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي (الفرنسية) إعادة هيكلة محتملةيتفق الخبراء الذين قابلناهم على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية الجيش الإسرائيلي وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.
وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش الإسرائيلي، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.
ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.
يقول ضيف الله الدبوبي، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن جيش الاحتلال يتبع تقليدًا يتمثل في تغيير رئيس هيئة الأركان كل 3 سنوات، وهي فترة كافية لتنفيذ إستراتيجيات وتحقيق أهداف عسكرية، مع إمكانية تمديد فترته لمدة عام بناءً على قرار من مجلس الحرب المصغر، إلا أن استقالة هرتسي هاليفي جاءت بعد فترة قصيرة من توليه المنصب مما يشير إلى وجود ضغوط كبيرة وصراعات داخلية جميعها بالضرورة متعلقة بالحرب الإٍسرائيلية.
إعلانوتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.
ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات الدبوبي.
من جانب آخر، يشير ضيف الله الدبوبي إلى أن استقالة برعام المبكرة وقبل صدور نتائج التحقيقات تعكس غضبه واستياءه من طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الوضع العسكري، وهي بمثابة رسالة احتجاج قوية ضد إدارة الحرب والسياسات التي أسفرت عن فشل إستراتيجي في التعامل مع التهديدات الأمنية.
ومع ذلك، يقول الدبوبي إن الظروف الحالية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واختلاف الآراء بشأنه تشير إلى أن عملية التعيينات في هيئة الأركان قد تتأجل، مما يعقد الأمور بشكل أكبر. إلا أن المؤكد هو أن هيئة الأركان تمر بمرحلة عصيبة وغير مسبوقة.
ويتوقع البراسنة، أن يتصاعد التوتر داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وقد ينعكس ذلك على مستوى التنسيق بين الشاباك والجيش، ومع الضغوط المتزايدة لإصلاح الهيكلية الأمنية، يُتوقع أن يشهد الشاباك سلسلة من التغييرات في قيادته، هذه التوترات قد تؤثر على قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية بشكل فعال.
أوري جوردين المرشح الأقوى لتولي رئاسة الأركان بحسب تقديرات الدبوبي (الفرنسية) تنصل من المسؤوليةوعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.
إعلانوأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
وفي السياق، يرى القرالة أن الاستقالات قد تصب في مصلحة نتنياهو، والواضح من مسار التطورات أن هناك "انعدام للثقة" بين المستويين السياسي والعسكري وأن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي.
يتفق البراسنة مع ذلك، ويشير إلى أن نتنياهو قد يسعى إلى تعزيز مكانته من خلال دعم وزير الدفاع وتعيين رئيس أركان يتماشى مع رؤيته، مما يمنحه فرصة أكبر للسيطرة على القرارات العسكرية المستقبلية وخلق توافق سياسي وعسكري يخدم أجندته.
ويشير الخبيران إلى أن بنيامين نتنياهو لطالما سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي والتوجهات بشأن إدارة الصراع في غزة ولبنان، وهو ما تجسد بالفعل في استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي.
ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في إسرائيل على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.
وفي هذا الصدد، يقول البراسنة إن النزاعات انعكست بشكل كبير على حالة الاستقرار الداخلي، وعمقت شعور الإسرائيليين بالقلق إزاء فعالية الحكومة في حماية أمنهم، بينما يرى آخرون أن الجيش فقد قدرته على توفير الحماية المطلوبة.
خبيران: نتنياهو (وسط) سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي وهو ما تجسد في استقالة هاليفي (يمين) (الأناضول) صراعات مكشوفةكان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام الإسرائيلي، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.
إعلانويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أيمن البراسنة إن العلنية في نشر الخلافات تعكس أيضًا تآكل "القداسة" العسكرية التي لطالما حافظت عليها إسرائيل في المجال العام، وهو أمر يضعف من هيبة المؤسسة العسكرية ويبعث برسالة ضعف إلى المجتمع الإسرائيلي أولًا ثم إلى خصومها.
وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.
فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي إلى تجاوز الصمت والتكتم.
يعزو البراسنة، السبب الرئيسي لهذا التحول، إلى الضغط الشعبي المتزايد، بالإضافة إلى ذلك، فإن تراشق الاتهامات بين القادة أثار اهتمام الإعلام، الذي وجد نفسه أمام فرصة لفتح ملف الشفافية والمساءلة. هذه الديناميكية الجديدة لا تعكس فقط تغيرًا في طريقة تناول الإعلام للقضايا العسكرية، بل أيضًا أزمة عميقة في الثقة بين القيادة والجمهور الإسرائيلي.
كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة صغر الإدارة الإسرائيلية وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام الإسرائيلي دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.