فرنسا: متحف اللوفر يستغيث بعد تدهور خدماته
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
طلب متحف اللوفر مساعدة عاجلة من الحكومة الفرنسية لترميم وتجديد قاعات العرض العريقة فيه وتعزيز حماية الأعمال الفنية التي يضمها، والتي من أبرزها لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي.
وحذرت رئيسة المتحف الأكثر زيارة في العالم لورانس دي كار، في رسالة وجهتها إلى وزيرة الثقافة رشيدة داتي وكشفت عنها صحفية لو بارزيان اليومية، من تدهور حالة المبنى الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، مشيرة إلى مشاكل تتعلق بتسرب المياه "وتقلبات مقلقة في درجات الحرارة تهدد سلامة الأعمال الفنية".
بُني قصر اللوفر بباريس في أواخر القرن الثاني عشر، وظل مقر الإقامة الرسمي لملوك فرنسا لعدة قرون إلى أن تخلى عنه الملك لويس الرابع عشر واتجه إلى قصر فرساي. وفي عام 1793، تحول إلى متحف لعرض مجموعة من الأعمال الفنية الملكية.
وفي العام الماضي، استقبل اللوفر 8.7 مليون زائر دخلوا جميعاً عبر المدخل الغربي ذي الشكل الهرمي الذي صممه المعماري يو مينغ باي، والذي صار مشكلة في حد ذاته، إذ تجعل سخونة الهواء بداخله مدخل اللوفر تحت الأرض شديد الحرارة خلال الصيف.
وذكرت دي كار في رسالتها أن زيارة اللوفر أصبحت "مشقة جسدية"، إذ يصعب على الزوار الوصول إلى الأعمال الفنية لعدم كفاية اللافتات ونقص المناطق المخصصة للراحة، بالإضافة إلى عدم كفاية مرافق تناول الغذاء والمرافق والصحية.
صمم اللوفر لاستقبال أربعة ملايين زائر سنوياً، إلا أنه شهد إقبالاً غير مسبوق بزيارة 10.2 مليون زائر في 2018. لكن دي كار التي عُينت في 2021 وضعت حدا أقصى للزوار يبلغ 30 ألفاً في اليوم تجنباً للازدحام.
ولم تتطرق رسالة دي كار إلى حجم التمويل، لكن قناة بي.إف. إم التلفزيونية ذكرت أن تكاليف التجديد قد تصل إلى 500 مليون يورو (520 مليون دولار)، وهو ما يشكل تحدياً لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، التي تجد صعوبة في الحصول على موافقة البرلمان على ميزانيتها لعام 2025.
وأفادت لو باريزيان بأن المحادثات جارية بين مكتب ماكرون ووزارة الثقافة واللوفر. وأكد مصدر مطلع أن "الرئيس يتابع هذه المسألة باهتمام منذ شهور".
ولم ترد وزارة الثقافة بعد على طلب للتعليق.
بعد انتخاب ماكرون لأول مرة في 2017، ألقى خطاب فوزه أمام متحف اللوفر، كما كان لحدائق التويلري المحيطة بالمتحف دور مهم خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس في 2024.
وإضافة إلى التجديد الشامل، تدرس إدارة المتحف بناء جناح جديد للوحة الموناليزا وإنشاء مدخل جديد بالجانب الشرقي لتخفيف الازدحام عند المدخل الهرمي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا الأعمال الفنیة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يفتتح متحف الفن الحديث بمعرض «خبيئة بيكار»
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، متحف الفن الحديث بساحة دار الأوبرا المصرية، بعد الانتهاء من تطويره وتحديث سيناريو العرض المتحفي، وذلك بمعرض فني مميز يحمل عنوان «خبيئة بيكار»، يوثق أبرز إبداعات الفنان المصري الراحل حسين بيكار، احتفاءً بمرور 112 عامًا على ميلاده.
وقالت وزارة الثقافة، إن المعرض تضمن مجموعة متنوعة من أعمال بيكار الفنية، التي جسدت مراحله الإبداعية المختلفة، خاصة لوحاته التي شاركت في إنتاج الفيلم الوثائقي «العجيبة الثامنة»، الذي يوثق ملحمة إنقاذ معبدي أبو سمبل.
وأضافت في بيان، أنه عقب الافتتاح، شهد وزير الثقافة احتفالية كبرى بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بالتعاون بين قطاع الفنون التشكيلية وصندوق التنمية الثقافية.
واستعرضت الاحتفالية الدور الملهم الذي أداه حسين بيكار في توثيق ملحمة إنقاذ معبدي أبو سمبل، إلى جانب تسليط الضوء على إبداعاته الخالدة التي أثرت الفن المصري الحديث.
إعادة افتتاح متحف الفن الحديث بمعرض خبيئة بيكاروفي كلمته، أكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة، أن إعادة افتتاح متحف الفن الحديث بمعرض خبيئة بيكار تمثل تكريمًا للإبداع المصري ورموزه، وقال: «نحتفل اليوم بفنان جعل من أعماله جسورًا تصل بين الماضي والمستقبل»، موضحا أن بيكار لم يكن مجرد فنان تشكيلي بل كان شاعرًا باللون، فيلسوفًا بالخطوط، ومهندسًا للوجدان، ولوحاته كانت شهادات صادقة على جمال الحياة اليومية خصوصًا في النوبة التي أحبها.
وأكد وزير الثقافة، أن إعادة افتتاح متحف الفن الحديث اليوم بمعرض خبيئة بيكار، تكريم لروح الإبداع المصري، وتجسيد لالتزامنا بحماية الإرث الثقافي، ويمثل هذا الحدث نافذة مفتوحة أمام الأجيال الجديدة للتعلم من رواد الفن، الذين جعلوا من أعمالهم جسورًا تصل بين الماضي والمستقبل، مشيرًا إلى الفيلم الوثائقي العجيبة الثامنة، الذي وثّق ملحمة إعادة بناء معبدي رمسيس الثاني في أبو سمبل أثناء نقلهما في ستينيات القرن الماضي.
وتابع: «في هذا العمل، نقلنا بيكار عبر ألوانه وخطوطه إلى قلب هذه اللحظة التاريخية، إذ اختزل في لوحاته تلك العلاقة الساحرة بين الإنسان وأعظم إنجازاته»، فنحن بذلك في حضرة إرث حسين بيكار، نحتفي بجوهر الفن ذاته، وبالروح الإنسانية التي أضاءها بإبداعه.
وتابع وزير الثقافة: «كان بيكار يحتضن الفنون بتنوعها؛ فهو الشاعر والموسيقي والكاتب والتشكيلي وصاحب مدرسة فنية صحفية متفردة، وكان مؤمنًا أن الفن ليس ترفًا بل حاجة إنسانية عميقة، ورسالة تجمع القلوب وتهذب الأرواح، في كل لوحة من لوحاته، نجد دعوة صادقة للتأمل في تفاصيل الحياة، واستكشاف جمال خفي وروح نقية.
وأضاف وزير الثقافة: «أنتمي إلى مؤسسة فنية قديمة وعريقة وهي كلية الفنون الجميلة، وبيكار أعظم من أنجبت هذه الكلية وما أنتجته من إرث ثقافي وفني متفرد ورائد، فهو مبدع تجاوز حدود التميز الفني حتى صار أحد أهم المؤثرين في أجيال فنية متعاقبة، فمنذ صغري يتردد على مسامعنا اسم بيكار كأحد عظماء الفن المصري، الذي تظل قيمته وتأثيراته باقية وراسخة في وجدان الكثير من عظماء الفن المصري عبر العصور».
حسين بيكار كان ويظل رمزًا للإنسانيةوأضاف أن الثقافة هي الهوية الحقيقية للأمم، والفن هو النبض الذي يحفظ تاريخها، وحسين بيكار كان ويظل رمزًا للإنسانية وأحد أعمدة الفن المصري الحديث.
وخلال الاحتفالية، أكد المهندس حمدي السطوحي، أن هذه المناسبة تُبرز أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي المصري وتعكس الدور المحوري لحسين بيكار في توثيق تاريخ الفن والحضارة المصرية، قائلا: «بيكار كان رمزًا عالميًا يحمل في أعماله ملامح الهوية المصرية الأصيلة».