قائد الجيش بحث مع درغام في الاوضاع
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة النائب أسعد درغام. وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان.
.المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجيش درغام الاوضاع
إقرأ أيضاً:
فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعية
أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ فيتنام، وهو أول من نال رتبة جنرال في البلاد، كان قائدا في معركة "دين بين فو" عام 1954، والتي كانت بمثابة نهاية حرب الهند الصينية الأولى والاستعمار الفرنسي لفيتنام. ألهمت خططه الحربية المقاتلين في مختلف أنحاء العالم الذين كانوا يسعون إلى التحرر من الاستعمار.
المولد والنشأةوُلد فُو نغوين جياب، ولقبه "فان" يوم 25 أغسطس/آب 1911، في قرية آن سا، بمحافظة كوانغ بينه وسط فيتنام. نشأ في كنف أسرة فقيرة من طبقة العلماء، عُرفت بوطنيتها العميقة ورفضها للهيمنة الاستعمارية.
كان والده مثقفا ووطنيا ومناهضا للاستعمار، وهو ما أسهم مبكرا في تشكيل وعيه السياسي وانخراطه في مسار النضال من أجل استقلال فيتنام.
في عام 1938 تزوج من "مينغ ثاي"، وشكّل معها ثنائيا نضاليا فاعلا في صفوف الحزب الشيوعي الهندو صيني. ومع حظر الحزب عام 1939، اضطر جياب للفرار إلى الصين، في حين أوقفت السلطات الفرنسية زوجته وشقيقته.
حكمت السلطات الفرنسية على شقيقته بالإعدام ونُفذ فيها، أما زوجته فقد حكم عليها بالسجن المؤبد، وتوفيت بعد 3 سنوات من المعاناة.
الدراسة والتكوين العلميالتحق بمدرسة ثانوية فرنسية في مدينة "هوي"، ثم واصل دراسته في مدرسة "ليسيه آلبرت سارّو" بالعاصمة هانوي.
في عام 1926 وحين كان لا يزال طالبا، انضم إلى حزب "تان فييت كاش منه دانغ"، وهو الحزب الثوري لشباب فيتنام، الذي كان ينشط ضمن صفوفه الزعيم "هو تشي منه"، الذي تتلمذ جياب في المدرسة الثانوية نفسها التي درس فيها.
في عام 1930 ألقت الشرطة الفرنسية القبض على جياب بسبب دعمه إضرابات الطلاب، وصدر بحقه حكم بالسجن 3 سنوات، لكنه لم يمكث خلف القضبان سوى بضعة أشهر.
إعلانواصل جياب دراسته الجامعية ونال شهادة في القانون من جامعة هانوي أواخر ثلاثينيات القرن الـ20.
وبعد تخرّجه عُيّن أستاذا للتاريخ في مدرسة "ثانه لونغ" في هانوي، ولم يقتصر دوره على التعليم الأكاديمي فقط، بل كان له دور فاعل في نشر الفكر الثوري، وتمكّن من التأثير في عدد من زملائه من المعلمين والطلاب، موجها إياهم نحو القضايا الوطنية والآراء السياسية التي كان يتبناها.
بدأ جياب مسيرته النضالية في سن مبكرة، وشارك في الفترة بين عامي 1925 و1926 في الحراك الطلابي بمدينة "هوي"، قبل انضمامه عام 1927 إلى حزب "تان فيت الثوري"، وهو أحد التنظيمات السياسية التي مهدت الطريق لاحقا لتأسيس الحزب الشيوعي الهندوصيني، المعروف بالحزب الشيوعي الفيتنامي.
في ثلاثينيات القرن الـ20، التحق جياب رسميا بالحزب الشيوعي الهندوصيني، واعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة النشاط الثوري، وحُكم عليه بالسجن عامين، وبعد إطلاق سراحه، استأنف نشاطه بين صفوف الطلاب والشباب، مركزا على التوعية السياسية وبناء القواعد الشعبية الداعمة للحزب.
وفي الفترة بين 1936 و1939، نشط جياب في إطار الجبهة الديمقراطية الهندوصينية، وهي حركة سياسية شبه شرعية نظمها الحزب في العاصمة هانوي.
كما برز باعتباره محررا في عدد من الصحف الناطقة باسم الحركة، ومن بينها: "صوتنا" و"التقدم" و"التجمع" و"الزمن" و"الأخبار". وشارك في حركة مؤتمر الهند الصينية، وأصبح رئيسا للجنة الصحافة في منطقة باك كي (شمال فيتنام).
في عام 1940، وتزامنا مع الحرب العالمية الثانية، انضم جياب إلى الحزب الشيوعي للهند الصينية، ثم اضطر للفرار إلى الصين، للقاء الزعيم الفيتنامي "هو تشي منه". وفي 1941 عاد إلى فيتنام وشارك في تأسيس "رابطة استقلال فيتنام" المعروفة اختصارا بـ"الفيت مينه".
بدأ جياب مسيرته عام 1942 بقيادة "لجنة المتطوعين الجنوبية"، وتولى مسؤولية تنظيم العمل الشعبي وبناء شبكة تواصل جماهيري فعالة.
إعلانفي عام 1944، وبتكليف مباشر من "هو تشي منه"، أسّس جياب أول وحدة نظامية في الجيش الشعبي الفيتنامي، تحت اسم "فرقة الدعاية المسلحة لتحرير فيتنام"، والتي أصبحت لاحقا "جيش التحرير الشعبي".
وبحلول أبريل/نيسان 1945، تم تعيينه في لجنة الشؤون العسكرية الثورية لمنطقة الشمال، ثم أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة الثورية التي أصبحت لاحقا "جيش تحرير فيتنام"، وقاد حركة التحرير الوطنية ضد الاحتلال الياباني والفرنسي.
وبعد ثورة أغسطس/آب 1945، أصبح جياب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للهند الصينية، وشارك في لجنة الانتفاضة الوطنية.
انتُخب في مؤتمر "تان ترو" عضوا في لجنة تحرير الشعب الفيتنامي، وتولى منصب وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة لجمهورية فيتنام الديمقراطية (التي تحولت إلى جمهورية فيتنام الاشتراكية)، كما عُيّن في الهيئة الدائمة للجنة المركزية للحزب.
في يناير/كانون الثاني 1946 انتُخب جياب نائبا في الدورة الأولى للبرلمان الفيتنامي. وفي مارس/آذار من العام نفسه عُيّن رئيسا للجنة الشؤون العسكرية وعضوا في الحكومة الائتلافية. ومع تأسيس اللجنة العسكرية المركزية، تولّى منصب أمينها العام.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1946، أُسندت إليه وزارة الدفاع، وتلقى تفويضا مباشرا من الرئيس هو تشي منه، بقيادة الجيش الشعبي الفيتنامي وقوات الدفاع الذاتي الشعبية. وقد شغل منصب وزير الدفاع في الفترة بين 1946 و1979.
أول جنرال فيتنامي
تولّى جياب مسؤوليات أمنية وعسكرية واسعة، منها قيادة الجيش الشعبي الفيتنامي، الذي خاض تحت قيادته حرب الهند الصينية الأولى ضد فرنسا (1946–1954)، وأثناء هذه الحرب أثبت جياب كفاءته الإستراتيجية، ورغم افتقاره لأي تأهيل عسكري أكاديمي أو خبرة في المناصب العسكرية التقليدية، فإنه حصل على رتبة "جنرال" في يناير/كانون الثاني 1948، وهو أول من نال هذه الرتبة في فيتنام.
إعلانومنذ أغسطس/آب 1945، كان جياب من بين 5 فقط في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الهندوصيني. وفي 1948، أصبح عضوا في المجلس الأعلى للدفاع الوطني، قبل أن يُنتخب في مؤتمر 1951 عضوا في كلّ من اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب العمالي الفيتنامي.
استلهم جياب نهجه من فكر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ حول مراحل الحرب الثورية الثلاث، التي تبدأ من حرب العصابات إلى التوازن، ثم الحسم.
وتميز جياب بقدرات تنظيمية فائقة، غير أن حماسه في بعض الأحيان لتسريع الانتقال للمرحلة الثالثة كلّف قواته خسائر كبيرة، ففي عام 1951 شنّت قوات "الفيت مينه" هجوما على دلتا تونكين، لكنها تعرضت لهزيمة كبيرة.
وسرعان ما استعادت قوتها وحققت نصرا تاريخيا في معركة "ديان بيان فو" التي وقعت بين قوات اتحاد تحرير فيتنام والجيش الفرنسي عام 1954، وأنهت الوجود الاستعماري الفرنسي في فيتنام.
في حرب فيتنام (1955–1975)، كان جياب العقل المدبر وراء عديد من الحملات العسكرية الكبرى، أبرزها هجوم تيت عام 1968.
منذ سبتمبر/أيلول 1955 وحتى ديسمبر/كانون الأول 1979، شغل الجنرال جياب منصب نائب رئيس الوزراء ومنصب وزير الدفاع في الوقت نفسه، وقاد الجناحين السياسي والعسكري للدولة في آنٍ واحد.
وأثناء حرب فيتنام (1955–1975)، اضطلع جياب بدور محوري في قيادة القوات الفيتنامية الشمالية، التي تمكنت من هزيمة الولايات المتحدة الأميركية وجنوب فيتنام، كما أحرزت انتصارا إستراتيجيا حاسما، وفي أعقاب الحرب، استمر في تولّي مناصب عليا داخل الحكومة حتى أوائل تسعينيات القرن الـ20.
ضمن هياكل الحزب الشيوعي، حافظ جياب على موقعه القيادي، إذ أُعيد انتخابه عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي أثناء المؤتمر الوطني الثالث للحزب عام 1960.
إعلانوجُددت فيه الثقة مجددا في المؤتمر الوطني الرابع عام 1976، وأُعيد انتخابه في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، واستمرت عضويته في المؤتمرين الخامس والسادس.
ومن أبريل/نيسان 1981 حتى ديسمبر/كانون الأول 1986، شغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
مع نهاية الحرب وتغير التوازنات الداخلية، تقلّص نفوذ جياب تدريجيا، إذ استقال من وزارة الدفاع عام 1980، ثم غادر المكتب السياسي في 1982، لكنه بقي نائبا لرئيس الوزراء حتى عام 1991.
بعد إعادة توحيد البلاد عام 1975، تولى جياب مهام حكومية، منها وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء، لكنه بدأ يتراجع عن المشهد تدريجيا مع مطلع ثمانينيات القرن الـ20، فاستقال من وزارة الدفاع عام 1980، وأُبعد عن المكتب السياسي في 1982، لكنه واصل تمثيل الشعب نائبا في البرلمان حتى 1991.
الجوائز والأوسمةنال عددا من الجوائز والتكريمات من الحزب والدولة، أبرزها وسام النجمة الذهبية ووسام "هو تشي منه"، إضافة إلى شارة الاحتفاء بمرور 70 عاما على انضمامه للحزب.
كما حاز مجموعة من الأوسمة والميداليات الرفيعة من فيتنام ودول أخرى حول العالم، تقديرا لإسهاماته البارزة.
الوفاةتوفي الجنرال فو نغوين جياب في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2013، عن عمر ناهز 102، في مستشفى عسكري في العاصمة هانوي.