المعابر السورية تخضع لإعادة تأهيل وخطط لمضاعفة قدرتها الاستيعابية
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
دمشق- تشكل المعابر الحدودية السورية شريانا اقتصاديا بحسب موقعها الجغرافي، لكنها تحولت خلال سنوات الصراع إلى نقاط معاناة وتحديات بسبب الدمار الكبير الذي طال بنيتها التحتية جراء المعارك والسيطرة المتعاقبة عليها.
ومع حلول إدارة العمليات العسكرية بعد سقوط نظام الأسد، تسعى حكومة تصريف الأعمال في دمشق لإعادة تأهيل هذه المعابر، رغم المصاعب التقنية والإدارية التي تواجهها.
يُعد معبر البوكمال الرابط الأساسي بين شرق سوريا وغرب العراق. وهو نقطة عبور حيوية شهدت صراعات متعددة الأطراف، حيث استخدم المعبر سابقا لنقل الأسلحة والمخدّرات وكان يخضع لسيطرة قوات النظام السوري والحرس الثوري الإيراني.
ومع سقوط الأسد، تم التوصل إلى اتفاق بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" يقضي بدخول الأخيرة إلى شرق الفرات والسيطرة على المنطقة، إلا أن المعبر تعرّض لعمليات نهب وتدمير واسعة قبل انسحاب الطرفين.
حاليا، يقول المدير العام لمعبر البوكمال أحمد بكار، إن المعبر يخضع لأعمال صيانة شاملة بهدف إعادة تأهيله، وقد أغلقت أقسام الهجرة والجوازات وأمانة الجمارك بعد تعرضها للتدمير الكامل، مما أدى إلى توقف الحركة التجارية.
إعلانوأضاف بكار للجزيرة نت أن إدارة المعبر نسّقت مع الجانب العراقي لتقليص الحركة فيه جزئيا إلى حين انتهاء أعمال التأهيل، لكنه أوضح أن الحركة لم تتوقف كليا، حيث يسجل المعبر يوميا دخول 60 إلى 75 شخصا، معظمهم من السوريين واللبنانيين الفارين من الحرب الإسرائيلية اللبنانية الأخيرة وآثارها.
وفي المقابل توقفت الحركة التجارية تماما بسبب عدم وجود تجهيزات إلكترونية مرتبطة بالخدمات في دمشق.
يُعتبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن من أكثر المعابر تضررا، حيث وصلت نسبة الدمار فيه إلى 90%. إلا أن الجهود المبذولة لإعادة تشغيله تدريجيا بدأت تؤتي ثمارها، وفق مديره خالد البراد في حديث للجزيرة نت.
وشهد الخط التجاري للمعبر أيضا حركة دخول يومية تصل إلى 200 شاحنة، مقابل خروج 100 شاحنة، مع خطط لرفع قدرة المعبر الاستيعابية إلى 4 آلاف شاحنة يوميا، كما كان الحال قبل عام 2010.
وأشار البراد إلى وجود تعاون تقني مستمر مع الجانب الأردني لتسهيل حركة العبور وتحسين الخدمات، مما ينعكس إيجابيا على التبادل التجاري وحركة المسافرين.
معابر أخرىتخضع بعض المعابر السورية لسيطرة جهات دولية ومحلية، مما يزيد من تعقيد الوضع، فمعبر التنف على الحدود العراقية السورية، مثلا، تديره قوات التحالف الدولي بالتعاون مع جيش سوريا الحرة.
وأفاد مصدر خاص مقرب من قوات التحالف للجزيرة نت، بأن المعبر استُخدم مرتين في عام 2023 لنقل إمدادات من قاعدة الأسد العراقية إلى سوريا. لكن المنطقة المحيطة بالمعبر لا تزال تحتوي على ألغام زرعها تنظيم الدولة سابقا، ولم تتم إزالتها بالكامل.
من جهة أخرى، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معابر "اليعربية" و"سيمالكا" مع العراق، إضافة إلى معابر "القامشلي"، و"عين العرب"، و"الدرباسية" مع تركيا، حيث تدير هذه المعابر بحكم الأمر الواقع.
تختلف حركة المعابر الحدودية السورية وفق الظروف الأمنية والتقنية لكل معبر، بالإضافة إلى السياسات المتبعة من الدول المجاورة.
ويُعد معبر "جديدة يابوس" مع لبنان الأكثر نشاطًا، حيث يسجل يوميا حركة عبور تصل إلى 15 ألف مسافر، وفق مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش، في تصريحه للجزيرة نت.
إعلانأما معبر نصيب مع الأردن، فيسجل دخول 3 آلاف إلى 3500 مسافر يوميا، مقابل خروج 1500 إلى ألفي مسافر.
وأضاف علوش أن المعابر مع تركيا تعاني من قيود مفروضة من الجانب التركي، مما أدى إلى تراجع حركة العبور إلى نحو ألفي مسافر يوميا، مع استمرار عودة بعض السوريين بشكل طوعي للاستقرار داخل البلاد.
ويصل إجمالي حركة المسافرين اليومية من سوريا وإليها عبر مختلف المعابر إلى نحو 25 ألف شخص، مع وجود خطط مستقبلية لتطوير البنية التحتية لهذه النقاط لتصبح بمستوى متقدم من البنى التحتية والتكنولوجية كتجربة معبر "باب الهوى" مع تركيا.
ويجمع مسؤولو المعابر من الإدارة الجديدة على أن الدمار الشامل للبنية التحتية هو أبرز التحديات التي تواجه تشغيل المعابر، إضافة إلى "التخلف التكنولوجي" في إدارتها سابقا، وانعدام التجهيزات الحديثة في معظم النقاط الحدودية، وكذلك الضعف الشديد في التنظيم الإداري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت معبر نصیب
إقرأ أيضاً:
قوات محلية صومالية تشن هجوما مفاجئا على حركة الشباب منطقة كالي تيفو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية "صونا"، اليوم الثلاثاء بأن قوات الدفاع المجتمعي في منطقة سيلدير شنت هجومًا مفاجئًا فجر الأحد الماضي على مسلحي حركة الشباب الإرهابية الذين كانوا يعيدون تنظيم صفوفهم في منطقة كالي تيفو، على بُعد حوالي 20 كيلومترًا من سيلدير في منطقة غالغادود.
هجوم ضد حركة الشبابوذكرت وكالة صونا نقلا عن مصادر موثوقة، أن المقاتلون المحليون نجحوا في الاستيلاء على قاعدة المسلحين في كالي تيفو. وأضافت أن الهجوم المفاجئ أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر حركة الشباب في الهجوم، ونُقل المصابون إلى منطقة كاوزواين المجاورة في منطقة سيلدير.
يأتي ذلك بعد نشر تركيا 500 جندي في العاصمة الصومالية مقديشو، في المرحلة الأولى من قوة أكبر قوامها 2500 جندي تهدف إلى تعزيز دفاعات الحكومة الصومالية وسط تصاعد تهديدات حركة الشباب الإرهابية، وفقًا لما ذكره موقع "كاسيمادا أونلاين" الإخباري يوم الاثنين.
وقال موقع "صوماليا جارديان" إن طائرتا نقل عسكريتان تركيتان تحملان أفرادًا ومعدات هبطتا في مقديشو، حيث كان في استقبالهما كبار مسؤولي الدفاع الصوماليين.
قوات تركية في الصومالويأتي هذا الانتشار في إطار تعزيز التعاون الأمني بين أنقرة والصومال، بناءً على طلب رسمي من الحكومة الصومالية.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب انتكاسة كبيرة للقوات الصومالية، بعد أن سيطر إرهابيي حركة الشباب على قاعدة القيادة المركزية في أدان يابال، بمنطقة شبيلي الوسطى، الأسبوع الماضي.
و أثار سقوط عدن يابال، الذي سبقه تقدمٌ لحركة الشباب عبر عشرات البلدات والقرى، مخاوفَ بشأن اتساع نفوذ الجماعة المسلحة.
ويتوقع محللون أن تُركز القوات التركية على تأمين المواقع الاستراتيجية في مقديشو، بما في ذلك المنشآت الحكومية والبنية التحتية الحيوية. ومع ذلك، يُتوقع أن تتوخى أنقرة الحذر، سعيًا لتجنب التورط في الصراع الصومالي المُطوّل، مع دعم جهود تحقيق الاستقرار في البلاد.