قال الشيخ أحمد عصام الدين فرحات،  خطيب مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، إنه علينا أن نتحقق بمقام العبودية فهو أعلى مقام وليتواضع الإنسان بين يدي مولاه ليوضع له القبول في السماء والأرض.

وأضاف فرحات، خلال خطبة الجمعة من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، أن النبي توجه إلى ربه يحتمي بحماه ويبث إليه شكواه قائلا (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي.

وتابع: وجاء التكريم الإلهي للنبي في رحلة الإسراء والمعراج ليريه الآيات الكبري ويفيض عليه من الأسرار الكونية ويتجلى عليه بمزيد من المعارف والأنوار، فيقول تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

وقال خطيب مسجد الشرطة، إن شهود الجبر الإلهي حاضر في رحلة الإسراء والمعراج، لتفتح للامة كلها أبواب الأمل والثقة في الله، وهذا ما كان يحرص النبي على غرسه وترسيخه في نفوس أصحابه وهذا ما ينبغي أن يربى عليه أبناؤنا وبناتنا، العزة والأمل والأخذ بالأسباب والصبر والرضا والتوكل على الله والتحقق بمقام العبودية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة الجمعة التجمع الخامس مسجد الشرطة المزيد مسجد الشرطة

إقرأ أيضاً:

رحلة النبي (5): مشاهد الجنة والنار في الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم المعجزات التي اختص الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد كانت رحلة روحانية عظيمة شهدت انتقال النبي من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماوات العُلا، حيث أراه الله من آياته الكبرى واطلعه على مشاهد من الجنة والنار، كانت هذه الرحلة بمثابة تذكير للبشرية بعظمة الله وكرمه وعدله، سنستعرض في السطور التالية أبرز ما رآه النبي من مشاهد في الجنة والنار.


 

مشاهد من الجنة: نعيم أعدّه الله لعباده الصالحين

رأى النبي صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته السماوية مشاهد مبهرة من الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، ومن أعظم ما رآه، نهر الكوثر، وهو نهر عظيم خصّه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم تكريمًا له، جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ".

كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة نفسها بتفاصيلها الرائعة، فقال:"ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ"، كانت هذه المشاهد تأكيدًا على كرم الله وجزيل عطائه لعباده المؤمنين.

 

مشاهد من النار: تحذير من العذاب الشديد

لم تكن الرحلة السماوية مجرد رحلة لعرض النعيم فحسب، بل أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على مشاهد من النار، بما فيها من عذاب شديد للأقوام الذين خالفوا أمره وعصوا تعاليمه. ومن أبرز هذه المشاهد ما رواه النبي عن أقوام يُعذبون بسبب أفعالهم في الدنيا:

1. قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس


قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لَمَّا عُرِجَ بِي رَبِّي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ. فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ"،  هذا المشهد يؤكد على حرمة الغيبة والنميمة، وكيف أن العقوبة في الآخرة تعكس الفعل في الدنيا.


2. قوم تُقْرَضُ شفاههم بمقاريض من نار
 

رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنهم، فقيل له:
"هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ"، يُظهر هذا المشهد خطورة النفاق والوعظ بغير تطبيق، وكيف أن الجزاء من جنس العمل.


3. عذاب النساء اللاتي يغوين الرجال
 

رُوي أن النبي رأى نساء يُعذبن بشدة بسبب إغوائهن للرجال، وتعرضهن للعري، في تحذير واضح من التبرج والفساد.

 

رسائل ودروس من المشاهد

إن المشاهد التي أُريها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة والنار تحمل العديد من الدروس والعبر، فقد أراد الله أن يُظهر للمسلمين أن حياتهم الدنيوية ليست نهاية المطاف، وأن العمل الصالح والامتثال لأوامر الله هو الطريق الوحيد للنجاة. ومن ناحية أخرى، فإن المشاهد التي تتحدث عن النار وعذاب العصاة تُعتبر تحذيرًا واضحًا من الوقوع في المعاصي والغفلة عن أوامر الله.

كما أن الرحلة تُعبر عن عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله، حيث أكرمه برؤية هذه الآيات العظيمة ورفع شأنه فوق السماوات السبع.

 

خاتمة: درس خالد لكل الأجيال

ليلة الإسراء والمعراج هي أعظم ليلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ورسالته للبشرية هي تذكير دائم بضرورة التوبة والعمل الصالح. الجنة حق والنار حق، والإنسان مسؤول عن اختياره في الدنيا، فلنتخذ من هذه المشاهد عبرة ودرسًا يجعلنا نُراجع أنفسنا ونسعى لرضا الله، ونتجنب ما يُغضبه، ونستعد ليوم نلقى فيه ربنا.

مقالات مشابهة

  • خطبة الجمعة من مسجد الشرطة| الخليل إبراهيم عرف نعمة الأمن وقدرها.. وعلينا التحقق بمقام العبودية فهو الأعلى مكانة.. فيديو
  • خطيب مسجد الشرطة: إذا أراد الإنسان معرفة نعمة الأمن فلينظر إلى من فقدها| فيديو
  • الإسراء والمعراج.. معجزة خالدة ومنحة ربانية
  • الإسراء والمعراج رحلة ربانية تعكس رحمة الله بعد ابتلاء النبي.. فيديو
  • «الإفتاء»: رحلة الإسراء والمعراج من الحقائق الثابتة وليست مجالا للتشكيك
  • رحلة النبي (5): مشاهد الجنة والنار في الإسراء والمعراج
  • وزارة الأوقاف تحتفل بذكرى الإسراء والمعراج في مسجد الإمام الحسين
  • كم عدد الصلوات المفروضة في رحلة الإسراء والمعراج؟.. انخفضت إلى 5 فقط
  • قصة الإسراء والمعراج مختصرة وماذا رأى الرسول في ليلة 27 رجب بالتفصيل؟