القدس.. مدينة احتضنت الكتّاب والمثقفين تاريخيا وحوربت صحفها ومجلاتها
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- بين عامي 1876 و1995 صدر في القدس المحتلة 66 صحيفة ومجلة، ويعود ذلك للمكانة الدينية والسياسية لهذه المدينة التي جذبت على مدار عقود كثيرا من الكتاب والمثقفين والسياسيين.
وردت هذه الأرقام في دراسة للكاتب والباحث السياسي الدكتور محمود الفطافطة الذي حمل عنوان "تاريخ الصحافة المقدسية في الفترة الممتدة من 1876-1995″، وجاء في مقدمة المقال -الذي نشر في العدد 24 من مجلة "المقدسية" الصادرة عن جامعة القدس- أن الصحافة الفلسطينية تركزت في القدس منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر.
ووفقا للكاتب المعتقل منذ أشهر في سجون الاحتلال، فإن القدس كانت شاهدة على انطلاقة الصحافة الفلسطينية عقب إعلان دستور 1908 العثماني وحتى الحرب العالمية الأولى، ثم كانت مركزا لاستقطاب المثقفين والصحف إبّان ثورة 1936 وبعد النكبة عام 1948.
ومع حركة اللجوء عقب النكبة، كانت القدس مقرا للعديد من الصحفيين والصحف والمجلات التي اضطرت إلى الانتقال من يافا وحيفا وعكا وغيرها من المدن الفلسطينية، وكذلك بعد حرب حزيران عام 1967 واحتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية على يد الاحتلال الإسرائيلي، وانهيار النظام السياسي والمؤسسات الفلسطينية بما فيها المؤسسات الصحفية في القدس"، كما يضيف الكاتب في دراسته.
ويؤكد الفطافطة أنه رغم ما تعرضت له الصحافة الفلسطينية من إجراءات تعسفية تمثلت بالقوانين المشددة الرامية إلى دفعها للرحيل أو الإغلاق وتعرض العاملين فيها من كتاب وصحفيين ومصورين للاعتداء والاعتقال والقتل، فإن الصحف قاومت الإجراءات واستمرت بالصدور.
واليوم ظلت صحيفة "القدس" التي بدأت الصدور عام 1951 من العناوين الثابتة والدائمة في القدس رغم خضوعها للرقابة العسكرية، بالإضافة إلى مجلة "البيادر السياسي" التي صدرت عام 1981 لكنها تحولت اليوم إلى مجلة إلكترونية.
في دراسته أتى الكاتب محمود الفطافطة على ذكر 38 صحيفة صدرت في القدس كان أولها "القدس الشريف" عام 1876 التي كانت تصدر شهريا باللغتين العربية والتركية وتضم 4 صفحات، وذيّل قائمة الصحف التي ذكرها بصحيفة "أورشليم" التي انطلقت عام 1922.
إعلانوما بين هاتين الصحيفتين صدرت عشرات الصحف مثل "الغزال، والنفائس العصرية، والنفير، وسورية الجنوبية، والأقصى، ورقيب صهيون، والدفاع، وفلسطين، والجهاد، ومرآة الشرق، واللواء" وغيرها.
وجاء الفطافطة أيضا على ذكر 28 مجلة صدرت في القدس بدأها بمجلة "الأصمعي" الاجتماعية التي صدر أول عدد منها عام 1908 واستمرت حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
ومن بين أهم المجلات المقدسية "البيادر السياسي" الأسبوعية التي أسسها وترأس تحريرها جاك خزمو والتي تعرضت لكثير من الملاحقات والإجراءات العسكرية الإسرائيلية المتعلقة بالرقابة العسكرية، فصودرت أعداد كثيرة من المجلة ومُنع القائمون عليها من توزيعها.
وبالإضافة إلى الأصمعي والبيادر، صدرت في القدس العديد من المجلات على مدار عقود منها "الهدف، والباكورة الصهيونية، والوقائع الفلسطينية، والحكمة، والعرب، والأفق الجديد، والعودة، وحقوق الناس، والرقيب" وغيرها.
ورغم أن إسرائيل تتغنى بكونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فإنها منذ نشأتها حتى يومنا هذا تلاحق الصحف والمجلات والعاملين في الحقل الصحفي بالقدس بكل الوسائل، بدءا من حظر بعض المؤسسات والمنصات الإعلامية ووصمها بأنها "معادية لإسرائيل"، مرورا بملاحقة الصحفيين في الميدان واستدعائهم للتحقيق أو اعتقالهم وعرضهم على المحاكم، وليس انتهاء بحظر القنوات الفضائية وحجب بعض المواقع الإخبارية ومنع الجمهور من الوصول إليها كما حدث مع الجزيرة.
وفي تعقيبه على هذه المضايقات، قال الكاتب الصحفي عزيز العصا إن الصحافة في القدس تتعرض لكثير من المضايقات والحصار، وحالها كحال المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية والسياحية العاملة في المدينة.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "عندما نتحدث عن أن القدس عبر التاريخ صدر فيها قرابة 70 صحيفة ومجلة، والآن تنحصر بشكل رئيسي في صحيفة القدس، فيمكن القول إن الوضع مأساوي".
إعلانوسعى الاحتلال لإخراج أغلب الصحف والمجلات عن الخدمة الصحفية في العاصمة المحتلة، وفقا للعصا، وأحبط تألق هذا القطاع الذي كان له دور في تأجيج الروح الوطنية لدى الشباب الفلسطيني.
يذكر أن سلطات الاحتلال أغلقت مكتب قناة الجزيرة في القدس في مايو/أيار الماضي وحظرت مواقعها الإلكترونية، كما لاحقت الصحفيين الذين حاولوا تغطية الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين المحررين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان يطور مسجدًا تاريخياً عمره 100 عام
البلاد ــ الرياض
وصل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، وبدأ العمل على تطوير مسجد القلعة التاريخي، الذي يتجاوز عمره مئة عام؛ لينضم إلى قائمة المساجد التي يستهدفها المشروع لإعادة الحياة فيها؛ لما لها من أثرٍ تاريخي واجتماعي في تشكيل محيطها البشري والثقافي والفكري، فضلًا عن تعزيز الحضارة الإسلامية للمملكة؛ كونها مهبط الوحي وبلد الحرمين الشريفين.
وسيجدد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية مسجد القلعة على طراز المدينة المنورة التاريخي، ليزيد مساحته من 181.75 م2، إلى 263.55 م2، فيما ستصل طاقته الاستيعابية إلى 171 مصليًا بعد أن كان غير مستخدم، حيث سيستخدم المشروع المواد الطبيعية من الطين وأخشاب الأشجار المحلية؛ لإعادة بناء المسجد على شكله القديم، والمحافظة على تقنيات البناء، الذي يتميز بها في قدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار.
ويعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، على تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة، بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية، في حين يجري عملية تطويرها من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذوات خبرة في مجالها.
ويأتي مسجد القلعة ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، التي شملت 30 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ 13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، وتبوك، والباحة، ونجران، وحائل، والقصيم.
يذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية، أتى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من 4 أهداف إستراتيجية؛ تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة، الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة، والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.