بوابة الوفد:
2025-01-24@18:18:23 GMT

اﻟﻐﻼء ﻳﻜﻮى اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

اﻟﻔﻘﺮ ﻳﻀﺮب اﻷﺳﺮ المﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺟﻨﻮن اﻷﺳﻌﺎر

ﺧﺒﺮاء: ﻳﺠﺐ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﻻﺳﺘﻬﻼك
واﻟﻮعي ﺑﺎﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ المﻨﺨﻔﻀﺔ

ﺧﺒﻴﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﺳﺮ المﺘﻮﺳﻄﺔ اﻧﺰﻟﻘﺖ ﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻐﻼﺑﺔ

يعانى المجتمع من تداعيات الأزمات الاقتصادية التى أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار، فوقع المواطنون بين مطرقة الغلاء وضيق ذات اليد، الأحوال حاليًا فاقت قدرة الجميع لا سيما متوسطى ومحدودى الدخل، فقد سحقهم الغلاء سحقًا، وتسبب فى ظواهر اجتماعية كاختراع أكلات كدابة بأقل التكاليف «حمام كداب وبانيه كداب» بدون لحوم نهائيا وغيرها، والكثير يشترى الطعام والشراب بالدين وغيرهم استخدموا فيزا المشتريات لشراء الطعام أو الشراب بالتقسيط، ليس هذا فحسب، فقد تعالت صرخات المواطنين لعدم قدرتهم على شراء العلاج فأغلبهم أصبح يشترى الدواء بالشريط ولا يستطيع إكمال الجرعات المقررة لإتمام الشفاء، وآخرون لجأوا للوصفات الطبيعية لتخفيف آلامهم.


وبرغم محاولات الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين إلا أنها عجزت عن خفض الأسعار، فهى فى ارتفاع مستمر دون رقيب ولا حسيب، فكيف للمواطن أن يعيش فى ظل هذا الغلاء وهو لا يمتلك المقومات الأساسية «الطعام والشراب والمأوى والتعليم» التى تمنحه وأسرته عيشة كريمة، مع رواتب هزيلة لا تكفى أسبوعا واحدا من الشهر، وإذا لم تعالج مشكلة غلاء الأسعار سينتهى بهم المطاف بالموت جوعًا، وستتفشى آفات اجتماعية نتيجة ذلك مثل التسول وزيادة جرائم السرقة بل ستصل إلى جرائم تودى بحياة الإنسان.
«الوفد» التقت عدداً من المواطنين الذين أعربوا عن غضبهم الشديد من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية واللحوم التى خاصمها الكثير، فضلًا عن الأدوية التى أصبحت صعبة المنال منهم يشترى بالشريط وآخريون لجأوا للوصفات الطبيعة لتخفيف آلامهم.
بدأت «منى عادل» موظفة بإحدى المؤسسات الخاصة حديثها لـ«الوفد» قائلة: لدى طفلتان فقط والأسعار سحقتنا مصاريف الحضانة والمدرسة، واحتياجات البيت الأساسية أمام رواتبنا الهزيلة أنا وزوجى مثل وحش يصارع جرذا هزيلا، ماذا نفعل؟ طفلتان فقط والحياة بعد ارتفاع الأسعار الجنونى صعبة فما بال من لديه 4 أو 5 أطفال، نار الأسعار حرقتنا والحكومة والجهات الرقابية المسئولة لا حياة لمن تنادى.
وهو ما أكدته «هدى» ربة منزل وأم لطفلين أن الحياة ضاقت بهم بعد الغلاء المبالغ فيه والذى يستمر فى الارتفاع كل يوم، واطفالها فى عمر التكوين وهم بحاجة للغذاء الصحى والبروتينات ولكن كيف؟ فأسعار اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان بخلاف البقوليات والخضروات خيالية، ما جعلها ترشد الاستهلاك بل وصل بها الأمر لمقاطعة اللحوم الحمراء نهائيًا حتى تستطيع أن تكمل الشهر براتب زوجها الذى يعمل ليل نهار من أجل أسرته.
وقال «مجدى» موظف 45 عامًا إن لديه 3 أطفال وزوجتى ربة منزل أنا بشتغل فى محل بعد الظهر عشان بس الحياة تمشى راتبى من الوظيفة لا يكفى وكنا مستورين الحمد لله أولادى بيتعلموا ومن المتفوقين، ولكن بعد الغلاء الفترات الأخيرة تراكم عليَ إيجار الشقة وتداينت وكل شهر أواسى نفسى أن هاسدد ما على الشهر القادم وأجل أمور وأوعد أبنائى فى كل شهر أن الأحوال ستتحسن ولكنها تسوء أكثر الأسعار فاقت قدرتنا وبعد ما كنا من متوسطى الدخل أصبحنا تحت خط الفقر، والدولة عاجزة عن وضع حلول لرفع المعاناة عنا.
على جنبات الرصيف تجلس أم على بائعة الخضار، بعباءتها السوداء وملامح وجهها الذى أنهكته الحياة، تبكى وهى تبيع خضارها للمارة وقالت: أنا مريضة سكر والمرض اشتد على ولا أستطيع توفير العلاج وبدور على الوصفات الطبيعية القديمة لعلاج السكر وكثير بدخل فى غيبوبة بالأيام، عندى 5 أطفال 4 بنات وولد، بشتغل من زمان عشان أربيهم وأعلمهم وفعلا ربنا قدرنى ودخلوا المدارس، والدهم متزوج من أخرى ولا يصرف عليهم، وتركنى أتحمل مسئوليتهم بمفردى، وكانت الحياة ماشية بحلوها ومرها وكنت أواسى نفسى أنهم بيتعلموا ومش محتاجين لحد الحمدلله.
وتابعت: أن لعنة الغلاء أصابتهم وعصفت بهم ما جعلها تخرج نجلتها الكبرى من المدرسة وهى فى الصف الثالث الإعدادى كى توفر النفقات لأشقائها وتراكمت عليها الديون ودخلها لا يكفى لسد احتياجات أطفالها.
وأكد الجعيدى صاحب «سوبر ماركت» أنه لاحظ فى الفترات الأخيرة مع ارتفاع الأسعار أن 50% من المواطنين بيشتروا السلع الغذائية، أرز وزيت وسكر ومكرونة بفيزا المشتريات ويشكون غلاء الأسعار، ومن المعتاد فى السابق أن فيزا المشتريات يستخدمونها فى شراء أجهزة كهربائية للمنزل أو تجهيز بناتهم.
وأكد أن الطبقة المتوسطة والميسورة الحال التى كانت من زبائنه امتنعت عن شراء أغلب المنتجات واكتفت بالأساسيات فقط، وبنفس قيمة النقود كانوا بيشتروا كميات الآن بيشتروا القليل حتى قسم منتجات الألبان الإقبال قل كثيراً على الجبن الرومى والفلامنك والشيدر اللانشون من الأنواع الجيدة والأجبان غالية الثمن وأصبحوا يكتفون بالقليل من الجبن البيضاء، واختتم حديثه قائلًا: الناس اللى كانت ميسورة الحال ضاق بهم فما بال الناس الغلابة ماذا يفعلون فى ظل هذا الغلاء غير المعقول؟.
وفى هذا الصدد أوضحت الدكتورة حنان أبوسكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن كل فئات المجتمع تعانى من ارتفاع الأسعار ولوضع حل لهذه الأزمة نحتاج لدور رقابى قوى، من غير المعقول أن الأسعار تتزايد بانفلات، ونفس المُنتج يباع فى أكثر من مكان بأسعار مختلفة، ولذلك يجب على الدولة تكثيف الدور الرقابى بكل مؤسسات الدولة سواء البرلمان أو الجهات الرقابية والحكومة مع التجار ووزارة التموين، محتاجين إعادة النظر فى المنظومة الرقابية بشكل عام بحيث يتم تفعيلها، ممكن يكونوا ناجحين فى بعض القضايا مثال كشف منتجات فاسدة ومنع دخولها الأسواق، ولكن نحتاج المنظومة الرقابية فى كل شيء بدأ من التجار الكبار وصولاً لأصغر سوبر ماركت، هى اللى تحتاج لتفعيل أكبر، مش بس القضايا الكبيرة، نسمع كثير عن نجاح الأجهزة الرقابية خصوصاً أن عندنا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وجارٍ العمل بها وتفعيلها والتى نالت اهتماماً كبيراً من كل المؤسسات.
ثانيًا: دور المواطنين فى حل الأزمة، محاولة الامتناع عن شراء المنتجات الغالية والمبالغ فى أسعارها وإيجاد البديل والإقبال على المنتجات التى تعرض فى الأسواق والمنافذ الخاصة بالدولة مثال مبادرات تحيا مصر وغيرها، سواء منافذ ثابتة أو متحركة حتى وإن كانت جودتها أقل من القطاع الخاص، ولكنها توفر الحد الأدنى كالبقوليات عدس وفول أو أرز ومكرونة موجودة بأسعار محتملة نوعا ما.
كما يجب تشجيع المنافسة ومنع الاحتكار، لأن غالبا ما يكون هناك تجار كبار متحكمون فى السوق ولذلك علينا تشجيع المنافسة للحد من الاحتكار الذى ساهم بشكل كبير فى ارتفاع الأسعار وأضر بالمواطن.
وقالت دكتورة انتصار سعد مدرس الكميات الحيوية والتغذية بكلية البنات جامعة عين شمس، إن مشكلة ارتفاع الأسعار التى يعانى منها الجميع خاصة محدودى الدخل، ولذلك يجب ترشيد الاستهلاك والوعى بالبدائل الغذائية المنخفضة التكلفة والخلط ما بين البروتينات وبعضها حتى لا يحدث سوء تغذية.
وتابعت أنه فى ظل الظروف الاقتصادية يجب الاهتمام بتعويض البروتين الحيوانى سواء دواجن أو لحوم أو أسماك، أولًا التغذية السليمة هى الحصول على كل الاحتياجات الغذائية التى يحتاجها الجسم بكميات مناسبة للطول والوزن والعمر والنشاط البدنى، التغذية السليمة الحصول على مواد نشوية وبروتينات حيوانية وفيتامينات وأملاح معدنية ومضادات أكسدة ومياه، وحتى لا يحدث سوء تغذية فى ظل الأزمة الاقتصادية والأسعار الغالية، البروتين ينقسم إلى نباتى وحيوانى «لحوم، أسماك، دواجن ومنتجات الألبان» والنباتى البقوليات بأنواعها، ويمكن على سبيل المثال للمواطن استبدال كيلو اللحمة الذى وصل ثمنه فى بعض الأماكن لـ 500 جنيه ببيض كرتونة أو اثنين تستمر طوال الشهر منها للحصول على البروتين اللازم، ومنتجات الألبان بعيد عن الجبن الغالية ممكن الجبنة القريش الاستغناء عن اللحوم.
وأضافت أن كفاءة امتصاص البروتين من البيض ومنتجات الألبان80% وأن كفاءة امتصاص البروتين من اللحوم 20% فقط، ممكن نقلل استخدام اللحوم والاستغناء عنها فى ظل ارتفاع أسعارها، مثال الناس النباتيين لا يأكلون أى بروتين حيوانى نهائى ولا منتجات الألبان وإخواتنا المسيحيين بيصوموا أكثر من شهر وبياخدوا البروتين من البقوليات، ويمكننا ايضًا العودة لأكلات زمان أطباق غنية بالبروتينات مثال البصارة والعدس والكشرى وعدس بالأرز أطباق غنية بالبروتينات لكى أرشد الاستهلاك وفى ناس بتعمل كفتة من الأرز والبطاطس والبيض بدون بروتين حيوانى، جبنة بالطماطم مفيدة جدًا فى ظل الغلاء، هناك بدائل كثيرة حتى لا يحدث سوء تغذية المهم الحصول على وجبات متزنة فيها معظم العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم على مدار اليوم.
وأكدت أننا لا نحتاج للبروتين فقط هو مهم لأنه منه الأجسام المناعية تخلق الإنزيمات والهرمونات وغيرها وهو مسئول عن البناء، ولكن ليس وحده وإنما نحتاج أيضا للنشويات ومواد دهنية وأملاح وفيتامينات متمثلة فى الخضروات والفاكهة، بالنسبة للنشويات فى الأرز والبطاطس والبطاطا ورغيف الخبز كمصدر للطاقة ونقلل الدقيق الأبيض المتمثل فى المعجنات بها سكريات مصنعة والسكرالمصنع غير مفيد للصحة.
وأكدت أن الردة الموجودة برغيف الخبز مهمة جدا، لأن بها أليافاً تزيد من حركة الأمعاء وتمنع الإمساك، وتمنع أيضا سرطان المعدة والأمعاء، كما أن الألياف مهمة للهضم ولذلك نوصى دايما بتناول طبق السلطة قبل الأكل.
ويجب الابتعاد عن السكر لأضراره واستبداله بعسل النحل مفيد جداً.
والتقط أطراف الحديث الخبير الاقتصادى دكتورعبدالنبى عبداللطيف، وقال إن تحرك سعر الصرف حيث انخفض الجنيه أمام الدولار بنسب تتراوح بين 5 إلى 7% حيث ارتفع من حوالى 48جنيها لكل دولار إلى 51 جنيها، وللأسف الشديد الأسعار ارتفعت بشكل كبير على سبيل المثال الدواجن ارتفعت 20% البقوليات بكل أنواعها إلى 25% وربما تراجعت أسعار بعض الخضروات ولكن على الجانب الآخر ارتفعت اسعار خضروات أخرى، والمأساة كانت عند ارتفاع أسعار الزيوت والأرز لأنهم أهم السلع الغذائية، ويضاف إلى هذه الزيادات ارتفاع تعريفة المواصلات نتيجة ارتفاع اسعار الوقود وفواتير الكهرباء والمياه والغاز والتى أصبحت تستحوذ على الجزء الأكبر من دخل الأسر، أيضا يضاف إلى ذلك أننا فى فصل الشتاء ومعروف استهلاك المواطن بيزيد احتياجه الأكل والملابس بيزيد مصروفات المدرسة والدروس الخصوصية، وربما تقل الأعباء عن الأسر قليلًا فى فصل الصيف وإجازة الدراسة، كل هذه العوامل أدت إلى زيادة نفقات الأسر المصرية وبالتالى بدأت الأسر المصرية تستغنى عن أشياء كثيرة من استهلاكها اليومى.
وأوضح أن هناك عدداً غير قليل من الأسر المتوسطة بدأ ينزلق إلى طبقة الفقراء حتى الأسر الغنية لم تعد قادرة على توفير احتياجاتها التى كانت تمثل لها الحياة الكريمة.
وأضاف أن حركة البيع والشراء ما زالت موجودة والناس تستهلك ولكن أغلب الأسر تعيش على الإعانات من الأبناء العاملين فى الخارج والعديد من الأسر يكمل الشهر بهذه المساعدات.
وأكد أنه يجب أن تكون هناك وقفة من الدولة لضبط الأسعار برغم أن سعر السعر تراجع قليلًا إلا أن الزيادة فى أسعار السلع الأساسية الأرز والفول والزيوت مستمرة جزء كبير من الحلول التى قدمناها بدأت الحكومة فى تنفيذها، وهى وضع علامة السعر على كل عبوة وهو ما حدث الآن مع بعض السلع وتعميم الأمر سيؤدى إلى تقليل استغلال التجار لحالات تذبذب سعر الصرف ويضمن للمواطن ألا يقع فريسة لجشع التجار، ويجب على الدولة أن تتدخل لزيادة رفع رواتب العاملين بما يضمن لهم على الأقل توفير أبسط الاحتياجات الأساسية، وما نراه حاليًا صعب الحديث عنه بشكل كبير لأن أغلب الأسر لا تستطيع أن تحقق لنفسها الأمان والحياة الكريمة فى ظل هذه الأزمة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اﻟﻔﻘﺮ ﻳﻀﺮب اﻷﺳﺮ المﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺟﻨﻮن اﻷﺳﻌﺎر جـــنون أسعار ومنتجات الألبان ارتفاع الأسعار

إقرأ أيضاً:

نفاد “المدخرات” يهدد 12 مليون سوداني بكارثة

بعد عمل شاق في أحد أسواق كسلا بشرق السودان، عاد أحمد البالغ من العمر 11 عاما إلى أمه وإخوته الخمس الصغار الذين يقيمون في مركز نزوح متهالك في طرف المدينة، يحمل قليلا من الطماطم والبصل هو كل حصيلة هذه الساعات الطوال من عمله الشاق، لكن أحمد ليس الوحيد الذي يعاني شظف العيش، حيث تفاقم الأزمة الاقتصادية مأساة 12 مليون نازح أجبرتهم الحرب على ترك بيوتهم وجردتهم من مصادر الدخل.

ووصف المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، الوضع الإنساني في السودان بأنه "بائس"، وقال إن الصراع أصبح يتخذ "منعطفًا أكثر خطورة على المدنيين".

وأودى الصراع المستمر، بحياة أكثر من 150 ألف بحسب بيانات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، في ظل تقارير تحدثت عن انتشار واسع للوفيات الناجمة عن الجوع والمرض والانعكاسات الإنسانية للحرب.

نازحون جوعى

مع اتساع رقعة الحرب وشمولها أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد، تزداد مخاطر الجوع التي تحاصر بالفعل نصف السكان البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.

ووفقا لبيانات للمصفوفة العالمية لتتبع النزوح، فإن 88 في المئة من النازحين داخليا، أي نحو 10 ملايين نازح، يفتقدون القدرة تماما على توفير الغذاء الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وعوامل أخرى.

وتقول أم أحمد وهي كانت قبل اندلاع الحرب تعمل موظفة في أحد المصانع في العاصمة الخرطوم لموقع سكاي نيوز عربية: "يحاول أحمد مساعدة الأسرة للحصول على الطعام، لكن حصيلة ساعات عمله الطويلة تكفي بالكاد لوجبة واحدة متواضعة تقي اخوانه الخمس قساوة الشعور بالجوع".

وتشير أم أحمد التي فقدت عملها بعد الدمار الذي ألحقته الحرب بأكثر من 400 مصنع، إلى صعوبات كبيرة تواجه آلاف الأسر النازحة التي كان معظم معيليها من الموظفين والعمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب الحرب.

ووفقا لتنسيقية المهنيين والنقابات السودانية، فقد نحو 3 ملايين سودانيا وظائفهم، كما انقطعت أجور ملايين العمال لفترات طويلة منذ اندلاع الحرب.

ويقدر باحثين اجتماعيين عدد المتأثرين بفقدان وظائف معيليهم، أو انقطاع أجورهم بنحو 20 مليونا.

إنكار رسمي

وتنتقد السلطات الحكومية التقارير التي تتحدث عن أزمة الجوع في السودان، وتعتبرها جزءا من حملة موجهة، لكن مراقبين يحملون عملية الإنكار تلك مسؤولية تفاقم أزمة الجوع في البلاد.

ويرى الباحث الأمين مختار، أن جزء كبير من الأزمة يكمن في إنكار الحكومة لوجود المجاعة، رغم عدم توفر الطعام والدواء لدي غالبية السكان، مع تعطل الموارد البشرية والمادية. ويوضح "معظم السكان يواجهون صعوبات كبيرة في توفير ادني الاحتياجات (...) الوضع كارثي ويتطلب تدخل عاجل من أجل توفير الأمن الغذائي".

ارتفاع الأسعار

ارتفعت أسعار معظم السلع الأساسية بأكثر من 400 في المئة، بعد اندلاع الحرب، مما حد من القدرة الشرائية بشكل كبير.
يجد 90 في المئة من النازحين صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات، بسبب ارتفاع الأسعار، ونفاد المدخرات، أو نقص السيولة.
تشكل النساء 56 في المئة، والأطفال دون 18 عاما 53 في المئة من النازحين داخليًا، يفتقد 64 في المئة منهم المأوى المناسب.
إضافة إلى ارتفاع الأسعار ونفاد المدخرات، يواجه النازحون الذين يعتمدون على المداخيل اليومية الضئيلة أزمة سيولة حادة نجمت عن عملية استبدال العملة التي تمت نهاية الشهر الماضي، وسط تقارير تشير إلى عجز الكثير من السكان عن استبدال ما يملكون من عملات قديمة.
وقالت تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية "عملية استبدال العملة في السودان تمت في بيئة غير مستقرة سياسيًا وأمنيًا، مما ساهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية وزيادة الاعتماد على السوق السوداء".

سكاي نيوز عربية - أبوظبي

   

مقالات مشابهة

  • الأسيرة الفلسطينية المحررة رولا حسنين: أصبت بالضغط من شدة القهر وإبعادي عن ابنتي
  • إطلاق مبادرة صناع الدفا لتوزيع بطاطين الشتاء وكراتين المواد الغذائية
  • استمرار ارتفاع أسعار الدواجن البيضاء واستقرار اللحوم بالفيوم
  • تحديث لحظي.. أسعار الحديد اليوم الجمعة في الاسواق والشركات المحلية
  • غلاء الأضاحي ..توقعات بأن تصل إلى 7 آلاف درهم في عيد الأضحى 2025
  • أسواق غزة تنتعش رغم ارتفاع الأسعار وضعف الشراء
  • نفاد “المدخرات” يهدد 12 مليون سوداني بكارثة
  • استعداداً لشهر رمضان... اجتماع تنسيقي في بني ملال لضمان وفرة المواد الغذائية واستقرار الأسعار خلال رمضان
  • سعر الذهب اليوم الأربعاء 22 يناير 2025: استقرار في الأسعار بعد ارتفاع أمس