عربي21:
2025-02-24@02:02:33 GMT

معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

بعد 471 يوما تصل بنا معركة طوفان الأقصى إلى صفقة تبادل مع العدو الصهيوني على ثلاث مراحل، يوقف خلالها العدو إجرامه وحرب إبادته مقابل الحصول على أسراه مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وهو ما قوبل برفض واسع من التيار اليميني الصهيوني، كان أبرز من عبر عنه وزير ما يسمى بالأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، الذي استقال من الحكومة.



والحقيقة أن هذه المعركة أكدت مجموعة من الحقائق، ورسخت مفاهيم جديدة، لم يكن لبشر أن يتخيلها، ومن هذه الحقائق والمفاهيم:

أولا: ما يمكن أن نطلق عليه بكل ثقة "معجزة غزة" التي وقفت بأهلها ومجاهديها صامدة راسخة قوية في وجه أكبر حملة إبادة، استخدم خلالها العدو أعتى سلاحه، وسلاح حلفائه.

إنها المعجزة التي صنعها رجال غزة ونساؤها وأطفالها وشيوخها وطواقمها الصحية وأبطال دفاعها المدني، وصحفيوها، ورجال الإغاثة فيها.. لقد كان المواطن العادي في قلب المعركة، وهدفها الأساسي من جانب، وبطلها الأول من جانب آخر.

سقطت كل مزاعم الاحتلال التي أطلقها بكل ثقة مع بداية المعركة من أنه سيقضي على المقاومة، وأنه سيزيل حماس وحكمها، وبات الحديث المتكرر عن اليوم التالي وبالا على الاحتلال؛ لأن اليوم التالي ظهرت ملامحه في طريقة تسليم كتائب القسام للأسرى الصهاينة وسط حشد جماهيري مهيب، كما ظهرت في المعركة أكاذيب الاحتلال وانكشفت أوهامه
ثانيا: لقد فشل الاحتلال فشلا عسكريا غير مسبوق، فلقد حشد كل قوات الاحتياط لديه، وجنّد كل ألوية النخبة، وحشر دباباته وطائراته، واستنفر حلفاءه، وتلقى إمدادات لا حصر لها، وإسنادا بلا حدود، ومع ذلك فشل في القضاء على حماس، وفي إنهاء حكمها، وفي انتشال أسراه، وفي فرض إراداته، وفي إجبار غزة على الاستسلام، كما فشلت مشاريعه السياسية كلها؛ الاستيطان في الشمال، وفصل القطاع إلى جزأين، وتهجير المواطنين، وفي مشروع الفقاعات الإنسانية، وفي جلب قوات دولية، وفي إنشاء حكم العشائر، لقد انتهى عدوانه وبقيت المقاومة وغزة وأهلها ومبادؤها وأفكارها الوطنية الراسخة.

ثالثا: ظلت المقاومة في الميدان حتى اللحظة الأخيرة، ضربت العدو بكل قوة، وواصلت المعركة في بيت حانون التي جرفها العدو وحولها إلى أكوام متجاورة من الركام، وهو ما لا يمكن أن نجد له تفسيرا إلا أن هؤلاء المقاتلين قد نسجت عقيدتهم في رحاب المساجد، وعبر صفحات كتاب الله الكريم، على يد أئمة وقادة كانوا السابقين للتضحية والفداء، بدءا من أحمد ياسين، وليس انتهاء بهنية والعاروري والسنوار، الذين ضربوا رواية الأعداء في صميمها، والتي اعتمدت دائما على فكرة أن الجنود يضحون، والقادة في رغد من العيش. لقد كان أولئك القادة قدوة لمن معهم من المقاومين، حيث استشهدوا في ميدان المواجهة، حاملين لواء المقاومة سواء في الديبلوماسية أو التخطيط أو الإعداد أو الاشتباك المباشر، ومع ذلك ورغم اغتيال الاحتلال لقيادات المقاومة إلا أنها ظلت صامدة وقادرة على المواجهة والسيطرة على الميدان، وهو ما يشير إلى قدراتها وصلابتها، وتحديها.

رابعا: سقطت كل مزاعم الاحتلال التي أطلقها بكل ثقة مع بداية المعركة من أنه سيقضي على المقاومة، وأنه سيزيل حماس وحكمها، وبات الحديث المتكرر عن اليوم التالي وبالا على الاحتلال؛ لأن اليوم التالي ظهرت ملامحه في طريقة تسليم كتائب القسام للأسرى الصهاينة وسط حشد جماهيري مهيب، كما ظهرت في المعركة أكاذيب الاحتلال وانكشفت أوهامه، فبينما تحدث الاحتلال عن خروج قادة المقاومة من غزة، كان قائد حماس يحيى السنوار في جبهة القتال مع المجاهدين، ليستشهد مقبلا غير مدبر في مشهد يلخص بطولات شعبنا على مدار عقود من الصراع، لم يعرف فيها الاستسلام، إما النصر وإما الشهادة.

أثبتت المعركة أن القتل والخراب والتدمير الذي قام عليه الاحتلال وواصله خلال 471 يوما لن ينتج إلا أجيالا جديدة من المؤمنين بالمقاومة، وسيكون كل الأطفال والفتيان الذين عاشوا ملحمة العبور والصمود جنودا مستقبليين في معركة التحرير والعودة، وهو ما أكده العدو بتأكيده أكثر من مرة أن حماس نجحت في تجنيد مزيد من المقاومين أثناء المعركة
خامسا: لقد مثّل تشوق النازحين للعودة إلى بيوتهم رغم تدميرها وتمسكهم بها؛ دليلا على حجم ارتباط الفلسطيني بأرضه، وهو ما يمثل صورة مصغرة للعودة الكبرى عما قريب، وظني أن العالم كله سيفاجأ يوم 25 كانون الثاني/ يناير بموكب العودة الكبير من الجنوب إلى الشمال، لأناس يرون في ذرات تراب الأرض التي عاشوا عليها مقدسا عظيما.

كما أثبتت غزة برجالها وعشائرها ومكوناتها السياسية؛ وطنيتها البالغة وإيمانها العميق بالتحرير، حيث رفضت كل مشاريع التعاون مع الاحتلال، وأفشلت مؤامرته السياسية، واعترف الاحتلال أكثر من مرة بأن كل مخططاته لإيجاد بديل داخلي أو خارجي باءت بفشل ذريع.

سادسا: على الصعيد الصهيوني الداخلي ستفجر هذه المعركة مع انتهائها مزيدا من الصراعات الداخلية في الكيان، وما الانتقادات الواسعة من أطياف سياسية كبيرة إلا بداية الاعتراف بالفشل الكبير، الذي سيقود إلى مزيد من الشقاقات والخلافات العسكرية والسياسية والأمنية، وقد تجلت بدايات ذلك في هجوم وزير المالية سموتريتش على رئيس أركان قوات الاحتلال، ومطالبته إياه بالاستقالة، وهو سرعان ما تحقق باستقالته، وإعلان عدد من المسؤولين نيتهم الاستقالة قريبا، على رأسهم رئيس الشاباك.

كما نجحت معركة الطوفان في إظهار صورة الاحتلال الحقيقية، وها هم قادته مطلوبون للمحكمة الدولية، وجنوده مطاردون في العديد من دول العالم، كما جرى في البرازيل والأرجنتين وغيرهما، وهو ما يمثل بداية عزل هذا الكيان دوليا، فمن ذا الذي يجرؤ اليوم على الجلوس علنا مع نتنياهو وهو المجرم المتهم بالإبادة؟

لا يعني ما سبق أن غزة وأهلها العظماء الكرام لم يدفعوا ثمنا غير مسبوق سواء على صعيد فاتورة الدم، أو فاتورة المعاناة اليومية غير المسبوقة التي طالت كل المواطنين دون استثناء، حيث فقد الغزيون بيوتهم، وعانوا من جوع وبرد على مدار أيام الحرب كلها، وافتقدوا احتياجات الحياة التي لا يمكن أن يستغني عنها إنسان، من أدوات نظافة أو مياه أو أحذية أو ملابس أو دواء، وغير ذلك، كما تعطلت المدارس ومؤسسات التعليم المختلفة، ودُمرت كل وسائل الإنتاج والصناعة، وتم تجريف المزارع، والحقول، وبيوت الزراعة البلاستيكية، ومع ذلك كله أثبتت المعركة أن القتل والخراب والتدمير الذي قام عليه الاحتلال وواصله خلال 471 يوما لن ينتج إلا أجيالا جديدة من المؤمنين بالمقاومة، وسيكون كل الأطفال والفتيان الذين عاشوا ملحمة العبور والصمود جنودا مستقبليين في معركة التحرير والعودة، وهو ما أكده العدو بتأكيده أكثر من مرة أن حماس نجحت في تجنيد مزيد من المقاومين أثناء المعركة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال المقاومة احتلال مقاومة غزة صمود طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی وهو ما

إقرأ أيضاً:

صحفي إسرائيلي: الضيف صاحب قرار عملية طوفان الأقصى

كشف موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية٬ عما أسماها "تفاصيل جديدة عن القرارات الحاسمة التي أدت إلى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر". ووفقًا لما ذكره الصحفي عمري منيب في قناة 12 الإسرائيلية الإخبارية مساء الخميس٬ "فإن قائد الجناح العسكري لحماس السابق، محمد الضيف، هو من اتخذ القرار النهائي بالهجوم بعد أن درس بعناية الوضع الأمني على حدود قطاع غزة".

وفقًا للتقرير "كان الضيف قد خطط لبدء الهجوم في الساعة 06:00 صباحًا، ولكن بعد أن فحص المنطقة ورأى أنه لا يوجد وجود كبير للجيش الإسرائيلي – سواء طائرات مسيرة أو دبابات – قرر تأجيل الموعد خوفًا من أن يكون ذلك خدعة إسرائيلية. فقط بعد مرور نصف ساعة وعلم الضيف أن المنطقة خالية من قوات الجيش الإسرائيلي، وافق على بدء الهجوم لمجموعة النخبة".

وقال الصحفي أنه "تم الحصول على المعلومات من أسرى من مقاتلي النخبة الذين يقبعون الآن داخل سجون الإسرائيلية، حيث قالوا إن الضيف نفسه كان يوجههم بشكل مباشر. وأكدوا أنه حتى وإن كانوا مستعدين لعملية كبيرة في محيط غزة، فإن الهجوم لم يكن ليحدث في 7 أكتوبر دون الموافقة الصريحة من الضيف".

وأوضح الصحفي "أن التقرير تم تقديمه للرقابة قبل شهرين ونصف، وفقط مساء أمس الخميس تم السماح بنشره".

وفي سياق متصل، قال موقع معاريف٬ "إن سلاح الجو الإسرائيلي٬ كشف في العدد الأخير من مجلة سلاح الجو أن قائد حماس محمد الضيف تمت تصفيته بواسطة ثماني قنابل JDAM، تم إطلاقها من طائرتين من طراز F35 المعروفة بـ "أدير". تمت تصفية ضيف في محاولة الاغتيال التاسعة".


ويذكر أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت عن استشهاد قائدها العام محمد الضيف وستة من أعضاء مجلسها العسكري. وجاء هذا الإعلان بعد أشهر طويلة من الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي وُصفت بحرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • حركات المقاومة: لا حديث مع العدو عبر الوسطاء قبل إطلاق سراح أسرانا
  • القسام تبث تسجيلا لعملية تسليم أسيرين إسرائيليين في رفح (شاهد)
  • اختتام بطولة طوفان الأقصى بإب
  • الفتح يحرز بطولة طوفان الأقصى في عبس
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • القسام تسلم 6 أسرى ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار
  • نحو 40 ألف مصلٍ يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • آلاف الفلسطينيين يُؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
  • صحفي إسرائيلي: الضيف صاحب قرار عملية طوفان الأقصى
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة