البعثة الأممية بالسودان.. على الأطراف المتحاربة العودة للحوار
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
عبرت البعثة الأممية في السودان عن انزعاجها الشديد إزاء الزيادة في أعمال العنف في ولايتي جنوب وغرب كردفان، ونقل بيان عن المبعوث الأممي فولكر بيرتس، الدعوة إلى وقف جميع الأعمال العسكرية وحماية المدنيين واللجوء إلى الحوار لحل المشاكل.
وذكرت البعثة أن تقارير وردت بتنفيذ قصف عنيف من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان ضد ولاية جنوب كردفان أعقبه اشتباكات بين الحركة والقوات المسلحة السودانية ما تسبب في نزوح سكان من المنطقة ووقوع ضحايا بين المدنيين.
وعلى وقع تصاعد الاشتباكات، فقد صرح مصدر خاص للعربية، بأن الجيش السوداني كبّد قوات الدعم السريع خسائر بشرية ومادية بعد محاولتها دخول المناطق القريبة من المدرعات. كما أفاد مراسل العربية في السودان باحتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات، مشيرا إلى سماع دوي انفجارات عنيفة وقصف مدفعي متبادل بين الطرفين، في الأجزاء الجنوبية من العاصمة الخرطوم.
أما في مدينة أم درمان، فتدور معارك متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ببن قوات الدعم السريع والجيش السوداني. وتواصلت الاشتباكات أمس السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، في حين استهدف القصف المدفعي والجوي عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم. وقال سكان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط سلاح المهندسين وأحياء الفتيحاب والشقلة جنوب الخرطوم.
وقال الجيش على صفحته في «فيسبوك» إن وحدات خاصة بسلاح المهندسين تمشط منطقة الفتيحاب الشقلة وسوق البابور «وتكبد العدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح». واحتدم القتال بين الطرفين في مطلع أغسطس في مدينة أم درمان في مسعى للسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي يربط بين مدينة أم درمان بالخرطوم بحري ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث.
وكثف الجيش القصف المدفعي والجوي على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع شرق ووسط العاصمة. وقال شهود إن قصفا مدفعيا مكثفا استهدف أحياء الرياض والطائف وبُري القريبة من مقر قيادة الجيش شرق الخرطوم، فضلا عن قصف مركز المدينة الذي يضم أهم المرافق الحكومية من بينها القصر الرئاسي ورئاسة مجلس الوزراء ووزارات الخارجية والداخلية والمالية وديوان الحكم الاتحادي وأمانة حكومة ولاية الخرطوم. وتضرب قوات الدعم السريع حصارا محكما على مقر القيادة العامة للجيش شرق الخرطوم وسلاح المدرعات جنوب الخرطوم وسلاح المهندسين جنوب أم درمان، لكن الجيش يقول إنه يمشط المناطق والأحياء المحيطة بتلك المناطق.
وبحسب سكان فإن الجيش شن ضربات جوية على مواقع وتمركزات لقوات الدعم السريع في عدد من أحياء محلية شرق النيل. وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم وتسعى للتوسع جنوبا إلى ولاية الجزيرة وسط السودان وشمالا إلى مدينة شندي بولاية نهر النيل، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
هدوء في نيالا
وفي غرب البلاد عاد الهدوء إلى مدينتي نيالا عاصمة جنوب دارفور والفولة عاصمة غرب كردفان بعد أن كانت شهدت كل منهما أعمال عنف ونهب للممتلكات. وقالت مصادر في حكومة إقليم دارفور إن الأوضاع في مدينة نيالا هدأت بعد وصول القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أمس السبت. وأشارت المصادر إلى أن القوة المشتركة ستعمل على حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جانب الفصل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودعت المصادر طرفي الصراع إلى وقف العمليات العسكرية «حفاظا على سلامة المدنيين وتسهيل نقل الجرحى والمصابين إلى المرافق الصحية». ولفتت المصادر إلى عدم تمكنها حتى الآن من حصر أعداد الضحايا وسط المدنيين، لكنها قالت إنها ستشرع فيها فورا بعد اكتمال انتشار القوة المشتركة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا قوات الدعم السریع الدعم السریع فی مدینة أم درمان بین الجیش فی مدینة
إقرأ أيضاً:
كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
وتعود كلمة "كنداكة" إلى العهد الكوشي أو ما يعرف بالحضارة النوبية، وهي تعني الملكة أو السيدة الأولى، لكن آلاء صلاح، قالت لبودكاست "ملهمات" إن الكلمة تعني "المقاتلة" أو بمعنى آخر "الأيقونة".
ويمكن القول إن كنداكة الثورة السودانية ليست جديدة على النضال السياسي، فقد شاركت جدتها في حراك 1964، الذي أنهى حكم الفريق إبراهيم عبود، وشاركت والدتها في انتفاضة 1985، التي أطاح الجيش على إثرها بحكم جعفر النميري، فيما شاركت أختها في انتفاضة الطلاب عام 2013 التي خرجت ضد قرار رفع الدعم الحكومي عن الوقود.
وبسبب مشاركتها في الثورة على عمر البشير، فقدت آلاء دراستها بعدما تم فصلها من الجامعة، لكنها التحقت بإحدى الجامعات البريطانية بعد حرمانها من الالتحاق بجامعة محلية.
وظلت آلاء في السودان حتى انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث غادرت خشية التعرض للاعتقال كما حدث لكثيرين ممن شاركوا في الثورة على البشير، وفق قولها.
وتعرضت لتهديد مباشر من قوات الدعم السريع، وتلقت اتصالا من مدير مكتب قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي طلب منها لقاء سريًّا، لكنها رفضت ذلك بسبب مسؤوليته عن قتل الثوار في اعتصام القيادة العامة وحرقهم واغتصاب بعضهم، حسب قولها.
إعلان
السفر لبريطانيا
بعد ذلك، أصبح تهديد الدعم السريع للشابة صريحا، وقد ذهبوا إلى بيتها أكثر من مرة وحاولوا ترهيب عائلتها جراء رفضها مقابلة حميدتي، الذي قالت إنه كان يحاول الضغط على رموز الثورة لدعم انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، ووصفه بأنه "تصحيح للمسار".
وعندما توجهت قوات الدعم السريع لبيتها قبل انقلاب 2021 بـ3 أيام، قررت آلاء الاختباء عند بعض أقربائها حتى تمكنت من السفر إلى بريطانيا التي كانت ستسافر لها بعد أيام من الانقلاب على كل حال لإكمال دراستها، كما قالت.
وبعد 5 سنوات من الإطاحة بحكم عمر البشير، وما آلت إليه أوضاع السودان، لا تريد صلاح القول إنها تشعر بخيبة أمل، لأن هذا الأمل هو الذي ساعدهم على تحقيق بعض أهداف الثورة -كما تقول- لكنها تعترف بأنها ليست سعيدة بينما السودان يعيش حالة من القتل والاغتصاب والانتهاكات التي لا تتوقف، وفق تعبيرها.
وشاركت المرأة بشكل كبير بالثورة على نظام البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم القيود الكبيرة التي كانت مفروضة عليها في ذلك الوقت، وكانت كل واحدة منهن تقوم بما تجيد القيام به سواء كان التصوير أو مخاطبة الجماهير أو الرأي العام أو إسعاف الجرحى أو إعداد الطعام والشراب، كما تقول صلاح.
وبعد أن كان السودانيون يحلمون بالديمقراطية وتداول السلطة، "أصبحوا اليوم يعيشون قمعا وتهجيرا وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان على يد قوات الدعم السريع التي تقاتل منذ عامين ضد قوات الجيش"، حسب كنداكة الثورة.
وإلى جانب الانتهاكات، يعيش السودانيون مجاعة فعلية وتراجعا حادا في الخدمات الصحية وقتلا خارج القانون فيما توزع "شباب الثورة" بين جائع ونازح وهارب، حسب وصف صلاح.
أما من نجحوا في الخروج إلى دول أكثر أمنا، تضيف صلاح، فيعملون على توثيق ما يتعرض له الناس من انتهاكات وجرائم وتعريف العالم بها من خلال مواقع التواصل، لكنّ مَن هم بالداخل يجدون صعوبة كبيرة في إيصال ما يتم توثيقه للخارج بسبب توقف الإنترنت.
إعلانبيد أنه في ظل حالة الفقر المدقع والحاجة الشديدة وانهيار الخدمات وتفشي الخوف، أصبحت غالبية النشطاء مشغولين بعائلاتهم وجيرانهم وزملائهم أكثر من انشغالهم بمحاولة إحياء الثورة التي لم تعد سهلة أبدا في ظل ما وصلت إليه البلاد من استحكام للقوة، برأي صلاح.
ومع ذلك، فإن الشباب قادرون على إحداث التغيير لكنهم بحاجة للحد الأدنى من الظروف التي قد تساعد على تحويل مسار البلاد من الحرب إلى السلم الأهلي، وهو مسار تقول صلاح إنه "صعب جدا".
24/12/2024