مهنة “محرمة” في عهد الأسد تزدهر في سوريا الجديدة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
#سواليف
لم يجد محمود حرجا في وضع كلمة ” #صراف ” على واجهة محل الدخان الذي يعتاش منه، إلى جانب رزم عديدة من النقود ومن مختلف #العملات.
وإمعانا في التسويق لمهنته الجديدة، “الكسيبة” كما يقول، لا يضير محمود أن يهتف بأعلى صوته بكلمة “صراف”، فيسمعها الناس في حي المزة المكتظ بالسكان، ويجد في المارة، وخصوصا المغتربين من زائري البلاد بعد سقوط النظام، من يشتري أو يبيع منه حسب حاجته.
لم تقتصر #مهنة_الصرافة على محمود، بل تعدته إلى رجال آخرين يمتهنون الكثير من الأعمال، بما فيها البيع على البسطات وفي محلات الخضرة. يمارسون المهنة بما يملكونه من رصيد مالي، حتى لو كان محدودا، فزبون واحد قد يغني عن بيع الدخان على مدى اليوم. وتقلبات الصرف تبقى رصيد هؤلاء في تراكم الربح.
مقالات ذات صلةيؤكد محمود أن هذه المهنة حديثة العهد في سوريا، وكانت تمارس سابقا على نطاق ضيق جدا، وضمن الحاشية القريبة من الحكومة أو الشخصيات النافذة في النظام، التي كانت ترفع سعر الصرف وتخفضه بناء على مقتضى مصلحتها. ومن كان يمسك متلبسا وهو يصرف الدولار أو اليورو في السوق السوداء، أو ينم عليه من أحد أفراد “حويصة النظام”، كان ينال عقابا شديدا يتراوح بين السجن لسنوات عديدة أو الخضوع لتسوية تجبره على دفع أرقام فلكية، لأن هذه التهمة كانت ترتبط تلقائيا بضرب اقتصاد البلاد وفق الرواية الرسمية في حينه.
في سباق مع الزمن
من جانبه، يؤكد غسان، وهو صراف آخر، لموقعنا أن الحكومة الحالية، وبسبب سياستها الاقتصادية المبنية على الاقتصاد الحر، وإدراكا منها لحاجة أغلب أبناء الشعب السوري إلى العمل، لا تدقق في مسألة الصرافة. فهي تعلم أن الكثيرين عادوا إلى البلاد ومعهم عملات أجنبية، والمصارف السورية لا تملك في الوقت الحالي من السيولة ما يكفي لتلبية احتياجاتهم، فتترك الأمر لمن يرغب في امتهان هذا العمل.
ولا يستبعد غسان أن تبادر الحكومة إلى ضبط عملية الصرافة لاحقا بأسلوب قانوني ناعم، دون أن تبطش بالصيارفة كما كان يفعل النظام السابق. ولهذا فإنه يبدو في عجلة من أمره، خاصة بغية توفير أكبر قدر من الأرباح قبل أن تسن قوانين جديدة تحد من عمله ونشاطه.
حسن، أحد العاملين في مصرف إسلامي سوري، أشار إلى أن الحكومة الحالية ترغب في جمع العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، من السوق. لذلك فإنها قامت بإعطاء مرابح للمواطنين في سعر صرف الدولار تفوق ما يدفعه الصيارفة في السوق السوداء.
ويضيف حسن بأن الأمر في البداية جذب عددا كبيرا من السوريين، وخاصة المغتربين منهم المتواجدين حاليا في البلاد، طمعا في ألا يصيبهم الغبن في عملية التصريف. لكن قلة السيولة في المصارف الحكومية أدت إلى تقنين عملية السحب، وصولا إلى عدم توفرها لأيام عديدة في الأسبوع الواحد. بعد ربط عملية السحب بالإيداع بالدولار أو بقية العملات الأجنبية، دفع ذلك الكثيرين للعودة مرة أخرى للتصريف في السوق السوداء المنتشرة بكثرة في سوريا. مشيرا إلى أن في الأمر خسارة نسبية بسبب السعر المنخفض عن المصارف، لكن الدفع فوري وغير قابل للتقسيط.
ويأمل حسن أن تساهم عملية عودة النشاط الاقتصادي في البلاد، وفق سياسة الانفتاح المدروسة، في توفر السيولة بالشكل المطلوب الذي يخدم المواطن والدولة على السواء.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف صراف العملات مهنة الصرافة
إقرأ أيضاً:
“هاكاثون سوريا” يبدأ فعالياته في حمص
حمص-سانا
انطلقت اليوم في جامعة حمص فعاليات “هاكاثون سوريا” الذي تستضيفه حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بالجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وتنظمه مؤسسة “startup Syria” بمشاركة أكثر من خمسة آلاف من الشباب السوري داخل البلاد وخارجها.
ويهدف “هاكاثون سوريا” الذي يشارك في فعالياته أكثر من 23 جهة رائدة في الابتكار والتأثير والإعلام، إضافة إلى شركاء إستراتيجيين ومجتمعيين، إلى تطوير حلول تقنية مبتكرة للمشكلات والتحديات في المجتمع السوري.
وأوضحت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص المهندسة هالة جحجاح في تصريح لـ سانا، أن مشاركة الحاضنة تأتي كشريك إستراتيجي من خلال تقديم الدعم اللوجستي ومواكبة الفعاليات، وكونها مركزاً لتقديم الدعم التقني والإرشادي للمشاركين، حيث تستمر الفعاليات لغاية الـ 28 الشهر الحالي، ويتم في ختامها تحكيم المشاريع المقترحة في ستة قطاعات تم اعتمادها في الصحة والتعليم والاقتصاد والزراعة والسلام والتماسك الاجتماعي.
ولفتت مديرة الحاضنة إلى أن “هاكاثون سوريا” يعمل على استقطاب الشباب الريادي لتشكيل فرق عمل مؤلفة من خمسة إلى ثمانية أشخاص في كل فريق من سوريا وخارجها يتعاونون لإنجاز مشروع تقني ريادي، فيه حلول للمشكلات والمعوقات التي تعاني منها سوريا أو العالم في مختلف القطاعات، وأشارت إلى أنه تم تسجيل أكثر من 200 مشارك شاب من حمص، حضر اليوم نحو 60 منهم في مقر الحاضنة لمتابعة الفعاليات.
بدوره بين ممثل المؤسسة المنظمة لفعالية “هاكاثون سوريا” معتز بالله حاكمي أن فكرة الـ “هاكاثون” هي اجتماع الشباب السوري المهتمين بالتقنية والتكنولوجيا وأصحاب الأفكار الخلاقة لإيجاد الحلول المبتكرة وتحقيق التعافي المبكر للمعوقات التي تواجه سوريا.
من جهته منظم الفعالية الشاب أحمد بيرم أعرب من موقعه الإلكتروني خلال لقائه المشاركين عن ثقته بمساهمة الشباب السوري الفعالة في بناء سوريا الجديدة، ولفت إلى أن أعداد الشباب المسجلين في هذه الفعالية بعد الإعلان عنها عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، تخطت خمسة آلاف يتوزعون في أكثر من عشر محافظات ونحو 45 بلداً بالعالم، ويتابعون فعالياته اليوم على الهواء مباشرة.
وتم ضمن فعاليات اليوم الأول، التعريف بالشركاء والمنظمين المساهمين بـ “هاكاثون سوريا”، إضافة للتواصل المباشر معهم داخل وخارج البلاد عبر الإنترنت.
و”هاكاثون” مستوحاة من كلمة «ماراثون»، وهو حدث يجتمع فيه مهتمون بالتقنية والتكنولوجيا وأصحاب الأفكار الخلاقة لعدة أيام، حيث يعملون ضمن مجموعات على تحسين شيء معين أو على حل مشكلة معينة.