الرئيس الأمريكي ترامب والهروب من باريس
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
د. الفاتح يس*
على ما أعتقد أن واشنطون أدارت ظهرها في ملف قضية تغير المناخ التي تؤرق العالم كأكبر قضية شهدها هذا القرن.
ربما أمريكا، وعلى رأسها رئيسها ترامب لديه شكوك وغير مقتنع بوجود ظاهرة تغير المناخ من أساسه، تلك الظاهرة التي أصبحت تهدد الحياة على كوكب الأرض؛ إن استمرت الانبعاثات الكربونية بهذا المستوى.
خسارة كبيرة للعالم ولصندوق المناخ بانسحاب أمريكي من قمة اتفاقية المناخ، وكانت ستكون مكسباً؛ إن التزم أنصار البيض الأبيض بهذه الاتفاقية؛ لأنها ربما ثاني أكبر الدول المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري؛ بسبب إنتاجها الكبير من الوقود الأحفوري والمشتقات الهيدروكربونية والغاز الطبيعي، والذي تضررت منه الدول الفقيرة خاصةً الدول الأفريقية والدول القريبة من خط الاستواء.
ترامب لا يريد أن يتقيد بالالتزام الدولي المناخي بأن تدفع وتمنح الدول الصناعية المتسببة في التغير المناخي مبالغ مالية للدولة الفقيرة المتضررة من هذا التلوث المناخي، والمنح بلا شك تكون في شكل مشروعات مستدامة بتطبيق سياسات الاقتصاد الدائري والأخضر مثل مشروعات الطاقات المتجددة وحصاد المياه.
انسحاب ترامب كان متوقعا منذ تصريحاته السخيفة في القمة الأخيرة التي انعقدت في أذربيجان في فبراير العام الماضي، وحرفيا أمريكا انسحبت من اتفاقية باريس خلال فترة الولاية الأولى لرئاسة هذا الترامب؛ إلا أن عملية الانسحاب لم تكتمل حينها، وتم التراجع عنها بمجرد بداية رئاسة بايدن.
يتطلب من أمريكا تحرير خطاب رسمي للأمم المتحدة بالانسحاب، وربما يأخذ عاماً كاملا؛ حتى يدخل حيز التنفيذ.
خروج أمريكا من قمة المناخ التي كانت في عام ٢٠١٥ في باريس الفرنسية؛ يعني تمسكها ونيتها في الاستمرار في الاقتصاد الكلاسيكي الذي يهتم بالربح، دون أي اعتبارات لأي أخلاق أو ضمير إنساني.
الانسحاب الأمريكي يعني مزيدا من الاعتماد على المحروقات وزيادة النفايات الخطرة؛ وبهذا تقل الجهود العالمية لمجابهة هذه القضية الخطيرة؛ بسبب أن البيض الأبيض يريد ضمان واستمرار مصالحه التجارية البحتة، وإن كانت على حساب الدول الفقيرة.
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة
الوسومد. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب الأمريكي يجيز قانون اعتقال المهاجرين غير الشرعيين
عرضت فضائية القاهرة الإخبارية تمرير مجلس النواب الأمريكي قانون اعتقال المهاجرين غير الشرعيين.
وفي سياق آخر عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا بعنوان "عاصفة أوامر تنفيذية.. ترامب يضع بصمته منذ اللحظة الأولى"، تناول القرارات الحاسمة التي أعلنها ترامب في خطاب تنصيبه، وسط حضور أسلافه وأمام عدسات الشاشات العالمية، جاءت كلماته موجزة، لكنها حملت تأثيرًا كبيرًا على الساحة الدولية، ما جعل بعض الدول في ترقب حذر لمصائرها.
وأوضح التقرير ان دونالد ترامب عاد مجددًا ليعتلي سدّة الحكم في البيت الأبيض، بعد ليلة حافلة فرضت مراسمها وأجواؤها حضورًا عالميًا، خرج جو بايدن منهياً ولايته الوحيدة، بينما بدأ ترامب ولايته الثانية بخطوات مثيرة للجدل.
وتابع التقرير أنه من بين تصريحات ترامب البارزة: "إغلاق الحدود مع المكسيك"، "فرض السيطرة على بنما"، و"لا حروب بعد اليوم"، جمل قصيرة تلاها ترامب، لكنها أثارت قلقًا دوليًا، خصوصًا بين الدول التي اعتبرت تصريحات ترامب تهديدًا صريحًا لاستقلالها.