يستعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الجديدة، لاستقبال مجموعة متنوعة من الإصدارات الأدبية والثقافية المتميزة من مختلف الكتاب المصريين والعالميين. 

وسط هذه الأعمال الأدبية، يبرز كتاب جديد يحمل عنوان "حكايات محامية الستات"، للمحامية إيمان محسن، الذي يُعد تجربة أدبية فريدة تجمع بين السرد الواقعي والدراما المستوحاة من ساحات المحاكم المصرية.

يعكس الكتاب قصصًا يومية واقعية من محاكم الأسرة وقانون الأحوال الشخصية، تلك القضايا التي تمس المجتمع المصري بعمق، خاصة النساء اللواتي يعانين من ضياع الحقوق أو الجهل بالإجراءات القانونية.

  أضافت إيمان محسن حبكة درامية إلى الوقائع الحقيقية دون الإخلال بجوهرها، لتقدم للقارئ قصصًا مؤثرة تُبرز معاناة النساء وتحدياتهن.

يحمل الكتاب بين طياته دروسًا قانونية مبسطة تُقدم بطريقة سهلة تناسب جميع القراء، بغض النظر عن مستواهم الثقافي أو الاجتماعي، ويهدف الكتاب إلى توعية المرأة بحقوقها القانونية، مع تسليط الضوء على أهمية الإلمام بالقوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية للحفاظ على الحقوق التي قد تُهدر بسبب غياب المعرفة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي

إقرأ أيضاً:

ناصر عبدالرحمن يكتب: الشخصية المصرية «11».. (أُم)

الشخصية المصرية شخصية أم، تغلب عليها الأمومة، وصفات الأمومة الربانية صفات فى الشخصية المصرية، امرأة أو رجل، فتاة أو شاب، طفلة أو طفل، الأمومة تفاصيل تجمع المصري وتفرقه عن غيره، الجنة تحت أقدام الأمهات، والنيل جنة تحت أقدام المصريين، صفات الأم التحمل واستيعاب الآلام، تحمل جنينها وتتنفس به عمرها كله، تتحمل انفعال الأبناء، خصامهم لها، نكرانهم وسبهم، تتحمل غيبوبتهم، يسرقونها فتطعمهم، يبتزّونها فتسترهم، الأم فى الشخصية المصرية، تطعم وإن جاعت، تحتضن وإن تغربت، تسكن وإن هدموا الجدار عليها.

الأم فى الشخصية المصرية بداية الدنيا وبوابتها، خزنة قلاعها، تشرق وإن كذبوا عليها بالغروب، الأم هى الأرض، وهى المدينة، وهى الحضن وهى روح الشخصية المصرية ومصدرها، لا تحارب الأم فإن فى قلبها بحر يغرق فيه المعتدى، للأم فى الشخصية المصرية أظافر وأنياب وشراسة، هل رأيت أماً تترك أبناءها جوعى، هل رأيت أماً تستسلم لحرب وابنها محاصر، الشخصية المصرية أم قادرة مهما ظهر عليها الهوان، كريمة وإن تعرضت للسلب، مهما قلّبت فى كتب شخصيات البلاد وتفاصيلها.

لن تجد ملمح الأمومة طاغياً، مثلما يتضح فى الشخصية المصرية، هى أم وإن اختلف الأبناء: ابن متكبر وابن جاهل وابن أنانى وابن مريض، ابن سلبى وابن متشرد وابن عاق، ابن مجنون وابن بلا حياء، الأم أم وإن كانت أمية، الأم أم وإن كانت عجوزاً أو متصابية أو متدينة، فيك شخصية الأم وفيك أحلامها وفيك مستقبلها، إن كانت شخصيتك أماً كالأرض البور فاعلم أنها رزقك ومنك، وإن كانت تثمر فرزقك وأنها منة لك، الأم ملمح أساسى للشخصية المصرية، عنوانها علم وذكرها ورد وزرعها ورد.

الأم لا تتبرأ من أبنائها، فقيراً كان أم غنياً، عزيزاً كان أم يترجى، الأم لها أكثر من صبغة، الأم الطفلة، ووقت طفولتها له خصائص، وللطفلة الأم ملامح، تاريخها من الشروق قادم، تحب اللعب وتحب والديها، مستقبلها مرهون بالفراغ، والأم الشابة عفية جميلة، فى حضنها الساحل والبذور والثمار، يخطبها القوى ويبنى لها المعابد والمدن، تبكى أنهاراً وتضحك أمواج البحار، تأنس لمن يودها وتنفر من المغتصب، الأم العجوز، دارها مأواها، وأولادها سمر وكلام، بِرها واجب وعصيانها ليل، الأم لها من طبيعة أرضها ملامح، من النهر رى، ومن الجبل سر، ومن الجمل نظرة، ومن البساط السمر، ومن البحار خزين، ومن القمح عجين، ومن الشجر فصول.

الأم شخصية فى المصرى، ترى الأمومة فى طيبة الشاب، ترى الأمومة فى مسئولية الرجل فمسئولية الرجل أمومة، أما إذا كثر النفاق فى حضرة الأم يكثر البلاء، وإذا استضعفت الأم يكثر الخلاف بين الأولاد، وإذا غابت الأم، يظهر الطامع فى البيت، فالأم فى كل أحوال وجودها مدد للكل، إذا تكبر أحدهم عليها، وتغير بفعل قوة ماله، أو تندل جارها عليها، أو إذا طمع فى ميراث أجدادها، وسرق منه حقها، أو شوه جار لها حدودها، أو شهر بأبنائها، لن يجد منها إلا الثأر، فمن عادة الأم أن ترث الثأر وتورثه.

الشخصية المصرية أم، تجد الكل يخطب ودها، ويخطط العدو خطوط فنائه، احذر يا من تسخر بالأم، فإن مرونتها دليل استمرار وليس دليل انقضاء، وإنها أم وسطية دليل قلبها، فمن دخل قلبها بإيمان أمن وسكن، ومن دخل قلبها بمكر تقلب فى جوف أسود.. الشخصية المصرية شخصية أم.. الأم المصرية مثل آسيا امرأة فرعون، أم وإن لم تنجب، الأم المصرية مثل السيدة «صافورة» تختار القوى الأمين، وهى نفسها «ميريت»، وهى نفسها سميرة موسى العالمة الشهيدة، وهى الدكتورة حكمت أبوزيد، وهى الأديبة سهير القلماوى، وهى نفسها أم كلثوم، هى الدكتورة إلهام فضالى.

الشخصية المصرية أم، وإن ارتدت الملابس الخشنة، وعملت فى الأرض وهجرت البيت، وإن أهملت نفسها، الشخصية المصرية، تربى العالم وتربى وترعى بيتها كرجل وامرأة، ترضع ابنها على الثأر، وتدفع أبناءها على الهجر، تبكى الحرب، وتزغرد للشهادة، من يمتلك ملامح الأم فى ملامح شخصيته، لا تخف عليه، فقد ذكرت الأم فى القرآن، ووصى بها النبى الرحمة، هى التى كانت تطعم العالم، وتوزع قمحها للغريب، هى نفسها التى كانت تكتسى بقطنها الدنيا، هى التى علمت النساء الزينة، وعلمت الرجال الفلاح، هى التى شيدت المعابد، وهى التى كتبت وخطت ورسمت، هى مصر التى فى قلبك شخصيتها، وهى التى من أجلها خلقت الإشارة.. اللهم فاشهد.

مقالات مشابهة

  • «بهي الدين»: شعار «القاهرة للكتاب» يحمل دلالات تتسق مع الثقافة المصرية والعربية
  • ناصر عبدالرحمن يكتب: الشخصية المصرية «11».. (أُم)
  • معرض الكتاب 2025.. «حكايات محامية الستات» يوثق قصص النساء أمام محاكم الأسرة
  • أعضاء التنسيقية يشاركون في معرض الكتاب بـ 16 إصدارًا جديدًا
  • طبعة جديدة في معرض الكتاب من «العميل بابل»و" حكايات الليثي " و" اختراق " للإعلامي د. عمرو الليثي
  • «حكايات الليثي» و«العميل بابل» و«اختراق» لعمرو الليثي بمعرض الكتاب
  • "حكايات الليثي"و"العميل بابل " و" اختراق" للإعلامي د.عمرو الليثي بمعرض الكتاب
  • حسب الشخصية ..هل طبيعة الشغل تؤثر على المرأة؟.. خبيرة إتيكيت توضح
  • «القاهرة الإخبارية»: المساعدات المصرية إلى غزة متواصلة لتخفيف معاناة سكان القطاع