صحيفة الاتحاد:
2024-06-26@20:34:54 GMT

إسبانيا تشهد آخر موجة حر هذا العام

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

شهدت إسبانيا، اليوم الأحد، موجة حر شديدة هي الرابعة والأخيرة خلال الموسم الحالي، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مألوف في شمال شرق البلاد وجنوبها.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية إن الحرارة ارتفعت في معظم أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية اليوم، وتجاوزت 40 درجة في منطقتي "كتالوغ" و"أراغون" في شمال شرق البلاد.


وأشار خبراء الأرصاد إلى أنّ موجة الحر الأخيرة تسبّبت بها أشعة شمس قوية فوق كتلة من الهواء الساخن مباشرة، وأن هذه الموجة أثرت خصوصاً على شمال شرق البلاد وأحواض الأنهار الرئيسية فيها.
في العاصمة مدريد حيث لامست الحرارة 38 درجة، أكد كثيرون أن الحرارة المرتفعة أثّرت على نومهم.
وقال أنطونيو تورت (69 عاماً) من مدريد أنّ "أسوأ ما يحدث لك خلال موجة الحر هو عدم تمكنك من النوم جيداً أثناء الليل".
ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر حتى الخميس على أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها الاثنين أو الثلاثاء.
ومنذ الثلاثاء، يكافح مئات من رجال الإطفاء حريقًا في جزيرة "تينيريفي" السياحية الإسبانية في أرخبيل الكناري، ما أجبر أكثر من 12 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
واندلع الحريق بعدما ضربت موجة حر الأرخبيل الواقع قبالة الساحل الغربي لأفريقيا، وتسبّبت بجفاف في أجزاء واسعة من الجزيرة.
في العام الماضي، تعرضت إسبانيا لأكثر من 500 حريق أتت على أكثر من 300 ألف هكتار لتصير بذلك الدولة الأكثر تضررًا في أوروبا، وفقًا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.
وحتى الآن هذا العام، سُجل فيها 340 حريقًا دمرت ما يقرب من 76 ألف هكتار، وفقًا للمصدر نفسه.
وتُعتبر إسبانيا من الدول الأوروبية الأكثر عرضة للتغير المناخي.

أخبار ذات صلة جائزة أفضل لاعبة «كاتالونية» إسبانيا تجلي آلآف السكان بسبب حرائق الغابات المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: إسبانيا موجة حر

إقرأ أيضاً:

احترس من الحر

التغيرات المناخية، أكبر بكثير من موجات حر مهلكة صيفاً وبرودة قاتلة فى الشتاء.. وأكبر من أمطار تتحول لسيول وفياضانات تضرب هنا وتغرق هناك.. وأكبر من عواصف وأنواء تقتلع زراعات، أو تهلكها على أعوادها، وتهدم بيوتاً فوق رأس ساكنيها.

صحيح أن التغيرات المناخية تفعل كل ذلك ولكن فوق ذلك كله هى فى الحقيقة أشبه بعقاب جماعى لكل سكان الأرض، عقاب يشمل تطرفاً كبيراً فى المناخ يقتل البشر والحيوانات والنباتات ويفتت الصخر أيضاً، وفى نفس الوقت يسبب ظهور أمراض لم تكن معروفة من قبل، وعودة لأمراض كنا نتصور أنها رحلت من غير رجعة، وانتشار أمراض ظلت محصورة فى بقاع معنية فى العالم.. 

والمفاجأة التى لن تسعد كل المصريين هى أن مصر هى الدولة رقم 19 عالمياً فى قائمة الدول الأكثر تضرراً بالتغيرات المناخية.

وخلال الأيام الأخيرة قتلت الشمس المئات من ضيوف الرحمن وهم يؤدون مناسك الحج، وقتلت 40 ألف هندى و155 مكسيكياً وأشعلت حرائق فى أغلب دول أوروبا.

وعلى الرغم من أن مصر، وجميع الدول النامية لم تتسبب فى تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، فإنها الأكثر تضررًا، فهى التى تدفع الفاتورة الاقتصادية والصحية الأكبر، فالتغيرات المناخية بتأثيراتها على مختلف القطاعات الحيوية تعد تهديدًا مباشرًا على صحة البشر، ومن أكثر الأمراض التى ظهرت نتيجة للتغيرات المناخية، المنقولة بالنواقل vector-borne diseases، هى الملاريا، وحمى الضنك، والتى شهدها عدد من محافظات مصر خلال الآونة الأخيرة، حيث تسببت التغيرات المناخية فى تغير البيئة الطبيعية وأماكن انتشار الحشرات الناقلة للأمراض، وبالتالى أحدثت تغيرات عالمية فى وبائيات تلك الأمراض. 

وأكد تقرير لوزارة البيئة المصرية، أن مصر معرضة لانتشار أمراض النواقل الحشرية مثل الملاريا، والغدد الليمفاوية، وحمى الضنك، وحمى الوادى المتصدع وعدوى غرب النيل، بسبب ارتفاع درجة الحرارة الزائدة عن المعدلات الطبيعية.

ويقول السفير مصطفى الشربينى - عضو مفوضية منظمة الصحة العالمية للمناخ والمجتمع المدنى، ومراقب اتفاقية باريس للتغيرات المناخية بالأمم المتحدة:«التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة وليس فقط صحة الإنسان، وتسببت خلال العام الماضى فى وفاة 5 آلاف شخص فى أفريقيا؛ 48٪ منهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة و43٪ بسبب الأعاصير والفيضانات. 

وأضاف التغيرات المناخية عملت على زيادة انتشار الأوبئة والأمراض من خلال الحشرات الناقلة، ومصر أصبحت مستوطنة لبعض الحشرات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتى تقارب إلى حد كبير درجة حرارة المناطق الإستوائية، حيث نلاحظ عودة أمراض اختفت من مصر منذ سنوات طويلة، مثل حمى الضنك، والملاريا، ومن المقرر أن يصل حزام الملاريا إلى أوروبا خلال 2030، مع كثرة ظهور الحشرات النقالة للمرض وانتشاره نتيجة لارتفاع درجات الحرارة. 

وأوضح الشربينى أن «حزام الملاريا»، وصل مصر بعد انقراضه، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وضربات الشمس المميتة وحالات الجفاف وشح المياه، حيث إن مصر تقع فى إقليم صحراوى، مشيراً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، أجبر العديد من الموظفين على الوجود بالمنزل وعدم الذهاب إلى عملهم، لعدم التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، حيث سجلت درجات الحرارة من مايو 2023 وحتى اليوم، أعلى من أى وقت سابق، ما عمل على ظهور«النينو»، وهى ظاهرة طبيعية، تعمل على ارتفاع درجات الحرارة نتيجة انخفاض المياه فى المحيط، وقد تنتهى خلال هذا الشهر، لتطل ظاهرة جديدة تسمى«النينا»، عكس «النينو»، والتى يحدث خلالها انخفاض فى درجات الحرارة، خلال الأيام المقبلة.

وأكد «الشربينى» أن الظاهرتين تعملان على خروج «المناخ المتطرف»، والتى يصعب من خلاله التنبؤ بحالة المناخ خلال فترة مستقبلية، حيث الأعاصير والتقلبات الطبيعية، مستشهداً بفيضانات الإمارات، وعمان والتى كانت ضحية لإعصار شمال المحيط، كما أن زيمبابوى هى الدولة رقم واحد من بين الدول التى تعانى تداعيات التغيرات المناخية، لافتاً أن هناك 17 دولة أفريقية من ضمن 20 دولة متأثرة بالتغيرات المناخية، منها مصر، والتى احتلت رقم 19 فى القائمة. 

أكد السفير «الشربينى» أن الدول الأفريقية تفقد أكثر من 3% من دخلها القومى تأثراً بالتغيرات المناخية، مشيراً إلى أن تلك التغيرات تؤثر أيضاً على صحة النباتات والحيوانات، حيث تسبب انتقال الأمراض من خلال الحشرات الناقلة، موضحاً أن هناك 1500 نوع من الحشرات الجديدة ستظهر خلال الفترة المقبلة. 

وفيما يخص ضحايا التغيرات المناخية، قال مفوض منظمة الصحة العالمية للمناخ، إنه يتزايد عدد المُعرّضين للحرارة الشديدة بسبب تغيّر المناخ فى جميع دول العالم، وارتفعت الوفيات الناجمة عن الحرارة بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 85٪ تقريباً فى الفترة بين عامى 2000-2004 وعامى 2017-2021.

وأضاف الدراسات أثبتت أن الفترة بين عامى 2000 و2019 شهدت وفاة 48.900 ألف شخص تقريباً بسبب الحرارة سنوياً، منهم 45٪ فى آسيا و36٪ فى أوروبا، وتشير التقديرات إلى أن أوروبا وحدها استأثرت فى صيف عام 2022 بنحو 61672 وفاة إضافية ناجمة عن الحرارة.

وتابع حرارة هذا الشهر كان أعلى بمقدار 1.52 درجة مئوية من متوسط شهر مايو المقدر للفترة 1850-1900، وهى الفترة المرجعية المحددة لما قبل الثورة الصناعية، كما يعد متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الأشهر الـ12 الماضية من يونيو 2023 - مايو 2024 الأعلى على الإطلاق، حيث بلغ 0.75 درجة مئوية فوق متوسط الفترة 1991-2020.

عودة الملاريا

وقال الدكتور عبداللطيف المر- أستاذ الصحة العامة والطب الوقائى، بجامعة الزقازيق» التغيرات المناخية تؤدى إلى انتشار الأمراض المعدية، حيث أن المناخات الأكثر دفئاً ورطوبة تؤدى إلى زيادة الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض بينما يدفع فقدان الموائل الطبيعية، حشرات وحيوانات حاملة للأمراض إلى الاقتراب أكثر من المناطق المأهولة بالبشر. 

وأضاف التغيرات المناخية قد تهدد بغزو البعوض لأكثر من نصف سكان العالم بحلول نهاية القرن، حيث إن البكتيريا والفيروسات المعوية تتكاثر وتنتشر بشكل أسرع مع ارتفاع درجات الحرارة واختلال التوازن البيئى، وتزيد من عملية نقل الأمراض بين البشر، مثل حمى الضنك، والملاريا، خاصة فى الأماكن المأهولة بالسكان، والتى تتميز بارتفاع درجات الحرارة، كالدول الأفريقية. 

وأوضح أن تفشى الأمراض التى ينقلها البعوض، بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى، سيحدث فى أجزاء من شمال أوروبا ومناطق أخرى من العالم خلال العقود القليلة المقبلة، ويرتبط ارتفاع درجات الحرارة، بعودة ظهور الملاريا فى العديد من البلدان وارتفاع وتيرة السفر إلى الخارج بعد إزالة القيود الوبائية، التى فرضت بسبب فيروس كورونا. 

وأوضح «المر» أن عدد حالات الإصابة بحمى الضنك المبلغ عنها لدى منظمة الصحة العالمية زاد فى كل أنحاء العالم بعشرة أضعاف ما كان فى العقدين الماضيين، فارتفعت من 500 ألف حالة عام 2000 إلى أكثر من 5 ملايين حالة فى 2019، وقد غزا البعوض الذى يحمل حمى الضنك 13 دولة أوروبية منذ عام 2000، مع انتشار محلى للمرض فى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا فى 2023.

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف شعلان، مدير مركز التميز العلمى للتغيرات المناخية بالمركز القومى للبحوث، أن السلوكيات البشرية والاستخدامات الصناعية غير الرشيدة تسببت فى التغيرات المناخية وتداعياتها التى تؤثر سلبًا على الإنسان والصحة العامة، وذلك بسبب الانبعاثات الضارة وزيادة نسب الغازات الدفيئة والتى من شأنها تهديد حياة البشر.

وأوضح «شعلان» أن التغيرات المناخية تؤثر على الصحة العامة، بسبب انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية، وذلك من خلال تأثر نظام الهواء والماء والغذاء، وفى حال تلوث تلك الأنظمة فهى تؤثر على الصحة العامة للإنسان.

وأشار مدير مركز التميز العلمى للتغيرات المناخية بالمركز القومى للبحوث، إلى أن الأمراض الجلدية، التنفسية، القلب والجهاز الهضمى، السرطانات وفشل الأجهزة العضوية بجسم الإنسان هى من أبرز الأمراض التى تنتشر بشكل كبير بسبب تغير المناخ.

وحذر عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، من ظاهرة النينو وتأثيراتها المدمرة على كوكب الأرض، حيث إنها تعتبر من الظواهر المناخية الدورية، والتى تعود من وقت لآخر، بالتزامن مع ظاهرة «النينا».

وأكد «سمعان» أن ارتفاع درجات الحرارة المسجل هذا العام يعود بشكل رئيسى إلى ظاهرة النينو المناخية الدورية، التى تحدث كل 4 إلى 7 سنوات وتؤثر بشكل كبير على البحار والمحيطات، ما يؤدى إلى تغيرات مناخية قاسية مثل الفيضانات والجفاف.

مصر بين التكيف والتخفيف 2050

تعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع البنك الدولى من أجل دعم المناخ والتنمية الشاملة، وتتكون الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ فى مصر 2050، من 5 أهداف رئيسية، الأول منها، تحقيق نمو اقتصادى مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات فى مختلف القطاعات، والثانى بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية، والثالث تحسين حوكمة وإدارة العمل فى مجال تغير المناخ وتمثل الهدف الرابع فى تحسين البنى التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والترويج للأعمال المصرفية الخضراء المحلية، وخطوط الائتمان الخضراء.

ويخص الهدف الخامس لاستراتيجية تغير المناخ، تعزيز البحث العلمى ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعى لمكافحة تغير المناخ وتسهيل نشر الملعومات المتعلقة، وزيادة الوعى بشان تغير المناخ بين مختلف أصحاب المصلحة. ووتكلف برامج التخفيف للاستراتيجية فى القطاعات كافة، والتى من بينها «الصحة»، 211 مليار دولار، بينما يتراوح إجمالى تكلفة برامج التكيف 113 مليار دولار وفقا لوزية البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد. 

تكاليف باهظة الثمن

وتظهِر الأبحاث أن 3.6 مليار شخص يعيشون بالفعل فى مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ، وفى الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، يُتوقع أن يسبّب تغير المناخ نحو 250 آلاف حالة وفاة إضافية كل عام بسبب نقص التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحرارى وحدها.

وتشير التقديرات إلى أن التكاليف المباشرة للضرر على الصحة، دون احتساب التكاليف فى القطاعات المحددة للصحة مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحى، تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار أمريكى فى العام بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدى الحد من انبعاثات الغازات، من خلال تحسين الخيارات المتعلقة بخدمات النقل والغذاء واستخدام الطاقة، إلى مكاسب كبيرة جداً على مستوى الصحة، لا سيما من خلال الحد من تلوث الهواء.

وتزيد التغيّرات فى درجات الحرارة وهطول الأمطار من انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، وبدون اتخاذ تدابير وقائية، قد ترتفع الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض، التى تتجاوز حالياً 700 ألف حالة سنوياً، ويؤدّى تغيّر المناخ إلى مشاكل فورية فى الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب التالى للصدمة، وكذلك اضطرابات طويلة الأجل بسبب عوامل مثل النزوح واضطراب التماسك الاجتماعى.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تقرير إكسترا نيوز: "موجة الحر.. وانقطاع الكهرباء في عدة دول بالعالم"
  • احترس من الحر
  • مخاوف من انهيار منظومة الكهرباء في أوروبا.. القارة العجوز تواجه أزمة طاقة
  • في موجة الحر.. كيف تحمي عينيك من حرارة الشمس
  • شمال سوريا.. حَر الصيف يفتك بالنازحين ويضاعف معاناتهم
  • موجة حارة تشهدها اليونان
  • حقيقة تأثر انتاج النفط والغاز في العراق بذروة موجة الحر.. خبير يوضح
  • حقيقة تأثر انتاج النفط والغاز في العراق بذروة موجة الحر.. خبير يوضح- عاجل
  • نصائح لتخفيف آثار موجة الحر الشديدة
  • موجة حر شديدة تضرب البلاد: توقعات الطقس ليوم الاثنين 24 يونيو 2024