كشف فريق من الباحثين في اسكتلندا عن أداة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدامها خلال الفحوصات الروتينية للعين للكشف المبكر عن علامات الخرف.

 

 



كيف تعمل التقنية؟


ووفقاً لـ (بي بي سي) تعمل هذه التقنية على تحليل الصور الملتقطة لشبكية العين لتقديم مؤشرات دقيقة عن صحة الدماغ، باستخدام خوارزميات متطورة، يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعرف على إشارات مبكرة للأمراض العصبية قبل ظهور الأعراض بشكل واضح.



ويستند هذا المشروع، المعروف باسم NeurEYE، إلى قاعدة بيانات ضخمة تضم حوالي مليون صورة لشبكية العين، تم جمعها من عيادات متعددة في أنحاء اسكتلندا، مما يجعلها أكبر قاعدة بيانات من نوعها في العالم.  

 


اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يفك شيفرة أصوات الطيور المهاجرة



أهمية الابتكار





 

تتميز هذه التقنية بقدرتها على تقييم صحة الأوعية الدموية الدقيقة في العين، والتي تعتبر نافذة حيوية للكشف عن الأمراض التنكسية العصبية. فالأوعية الدموية الصغيرة في العين تُظهر إشارات المرض في مراحله المبكرة، ما يتيح إمكانية التشخيص المبكر ومنع تطور الأمراض.  

من جانبهم، يؤكد الخبراء أهمية هذا الابتكار.

 

أخبار ذات صلة مايكروسوفت تخفف قبضة حصرية الحوسبة السحابية عن "أوبن إي آي" «الحركة» تُنتج 74.7% من أهداف الدور الأول في «أدنوك للمحترفين»

البروفيسور بالجين ديلون، قائد المشروع من جامعة إدنبرة، يصف شبكية العين بأنها تحتوي على "ثروة من المعلومات" وتعد "مقياسًا حيويًا لصحة الدماغ". ويشير إلى أنه باستخدام معدات بسيطة يمكن لأي عيادة عيون روتينية أن تستخدم هذه التقنية للكشف عن التغيرات الدماغية المستقبلية.

 

 

أما إيان كاميرون، وهو أخصائي عيون متخصص، فقد شدد على أن العين تُعد نافذة للجسم بأكمله، حيث يمكن من خلالها اكتشاف العديد من الأمراض، بما في ذلك مشاكل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وحتى الحالات العصبية.  

 

وقد انعكست أهمية التشخيص المبكر على العائلات التي عانت من الخرف.


ديفيد ستيل، وهو مهندس ميكانيكي متقاعد تأثرت عائلته بمرض ألزهايمر، أشار إلى أن التشخيص المبكر كان يمكن أن يُجنب أسرته سنوات من المعاناة. وأوضح أن والدة عائلته كانت تعاني من ضعف في البصر بسبب تنكس بقعي، ما أدى إلى تأخير الكشف عن الحالة العصبية الأساسية. وأكد أن الكشف المبكر كان يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة والده، الذي تحمل العبء الأكبر لرعاية والدته خلال فترة تدهورها.  



اقرأ أيضاً.. رغم تفوقه في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ



الآفاق المستقبلية



 

 

يأمل الفريق البحثي أن يكون النموذج الأولي لهذه التقنية جاهزًا في وقت لاحق من هذا العام، مع خطة لتوسيع استخدامها في العيادات بحلول عام 2026. وفي ظل هذه التطورات، ينصح الخبراء الجميع بضرورة إجراء فحص للعين كل عامين على الأقل، حيث أن الفحوصات الدورية تتيح اكتشاف الأمراض في مراحلها الأولى، ما يسهم في تحسين النتائج الصحية بشكل كبير.  





إسلام العبادي(أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فحص النظر الدماغ العين الخرف الذكاء الاصطناعي العيون الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة

إقرأ أيضاً:

الأردن تطوع أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي

تبنت المملكة الأردنية الهاشمية، سياسات طموحة واستراتيجيات مستدامة من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الطاقة المتجددة، وحماية التنوع البيولوجي، تهدف في المحصلة النهائية إلى مواجهة التحديات البيئية المتزايدة المتمثلة بالتغير المناخي، وشح الموارد الطبيعية، وارتفاع الطلب على المياه والطاقة، وذلك عبر تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي في تعزيز جهود الأردن البيئية.
وأكد خبراء، أن التكيف مع التغير المناخي وإدماج التكنولوجيا الحديثة وتعزيز التعاون الدولي، وتحديث التشريعات البيئية، ودعم الأبحاث العلمية، خطوات أساسية يبذلها الأردن لضمان استدامة جهوده في تحقيق التنمية البيئية المتوازنة.
وأكد عمر شوشان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، أن الأردن تبنى استراتيجيات واضحة للحد من انبعاثات الكربون والتكيف مع التغير المناخي، منها السياسة الوطنية للتغير المناخي واستراتيجية طويلة الأمد لخفض الانبعاثات (LTS)، والتي تركز على تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأوضح أن هذه الجهود تتجسد في مشاريع كفاءة الطاقة، وتوسيع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإدماج مسار خاص لتخفيض الانبعاثات ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، الأمر الذي يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ تغطي حوالي 29% من إجمالي الطاقة الكهربائية، ما يدعم أمن الطاقة، ويقلل الانبعاثات، ويوفر فرص عمل خضراء تعزز الاقتصاد الوطني.

وفيما يتعلق بحماية النظم البيئية، لفت إلى أن الأردن وسّع شبكته من المحميات الطبيعية، مثل محمية العقبة البحرية، ووادي رم، والموجب، وضانا، والأزرق، وفيفا، وغابات عجلون، التي تعدّ خطوط الدفاع الأولى ضد تأثيرات التغير المناخي، كما أُطلقت برامج لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، عبر استعادة الموائل الطبيعية وإعادة الإكثار لها في بيئاتها الأصلية.

وبين شوشان أن الأردن يعاني من ندرة المياه والتصحر، ما يؤثر على التنوع البيولوجي، كما اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للمياه 2023-2040 لتعزيز إدارة الموارد المائية بكفاءة عبر تقنيات الري الحديثة، وإعادة استخدام المياه المعالجة، ومكافحة تدهور الأراضي، إضافة إلى تنفيذ مشاريع تشجير للحد من التصحر وحماية الموائل الطبيعية.
وعن دور المجتمعات المحلية، قال إن هناك مشاركة فاعلة في إدارة الموارد الطبيعية، بعد نجاح برامج التوعية البيئية في رفع الوعي بأهمية الاستدامة، رغم تحديات نقص التمويل والضغوط الاقتصادية التي تواجه السكان المحليين.
وتطرق إلى استخدام الأردن الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر المناخية، وتطبيق تقنيات زراعية مستدامة، مثل الزراعة المائية والمحاصيل المقاومة للجفاف. عدا عن تطوير أصناف نباتية تتحمل الظروف القاسية، ما يساعد في ضمان الأمن الغذائي رغم تراجع الإنتاجية بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وعرض شوشان لأبرز التحديات التي تعيق تنفيذ سياسات المناخ، بما فيها نقص التمويل وضعف البنية التحتية، والضغوط الاقتصادية الناتجة عن استضافة اللاجئين، داعيا إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية، وتطوير القدرات المحلية، وتكثيف التدريب، والتركيز على حلول مبتكرة منخفضة التكلفة للتغلب على هذه التحديات.
وفيما يخص التعاون الدولي، أشار إلى أن الأردن يعمل مع الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتطوير مشاريع بيئية وتمويل مبادرات الطاقة المتجددة والتكيف المناخي، كما شارك الأردن في اتفاقية باريس لتعزيز دوره في الجهود العالمية.
من ناحيتها أكدت البروفيسورة منى هندية، المتخصصة في السياسات البيئية، أن الأردن يواصل جهوده لمواجهة التغير المناخي رغم تحديات شح المياه، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، من خلال جهود الخطط الحكومية للتكيف مع المناخ، والتي تشمل تحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز قدرة المجتمع المحلي على التأقلم، وتطوير مشاريع بيئية لحماية التنوع البيولوجي.
وأشارت إلى إطلاق مشروع تعزيز التنوع الحيوي والقدرة على الصمود للنظم البيئية الساحلية في العقبة، الذي يشمل استزراع 200 وحدة من الشعاب المرجانية الاصطناعية، ما يدعم السياحة البيئية ويحافظ على النظام البيئي البحري.
وعن ندرة المياه والتصحر، أوضحت أن الأردن يتبنى حلولًا مثل تقنيات الري الذكية، والحصاد المائي، وزيادة استخدام المياه المستصلحة، كما ينفذ مشاريع لاستعادة الأراضي المتدهورة، منها إعادة زراعة النباتات المحلية، وتثبيت الكثبان الرملية، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
وبينت أن مشاريع الطاقة المتجددة تشكل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، حيث يهدف الأردن إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول 2030، كما يتم تطوير مشاريع لتخزين الطاقة وتحسين كفاءة الاستهلاك، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ.
وحول الأداء البيئي للأردن، لفتت هندية إلى أن دليل الأداء البيئي العالمي 2024 أظهر تقدم المملكة في مكافحة التلوث والتغيرات المناخية، حيث احتل المركز 74 عالميًا والثالث عربيًا، كما سجل تقدمًا في إدارة مورد الأسماك، وتقليل انبعاثات الكربون، وتحسين جودة الهواء، رغم التحديات المستمرة في إدارة النفايات، الزراعة، والتنوع البيولوجي.
استشراف المستقبل
من جهته، أكد الدكتور عدي الطويسي، المتخصص في تكنولوجيا التعليم واستشراف المستقبل، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في التنبؤ بموجات الحر والعواصف الرملية، وتحسين كفاءة الطاقة المتجددة، وتطوير حلول تخزين الطاقة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الزراعة الذكية من خلال تطوير خوارزميات لإنتاج الغذاء بناءً على بيانات المناخ، ما يسهم في ضمان الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية.
من جانبه قال الدكتور أكثم أبو خديجة، الباحث في تطوير الأصناف النباتية، إن توفر البيانات المناخية الدقيقة يجعل استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورة للتنبؤ بتغيرات الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يساعد على وضع خطط استراتيجية لضمان توفر الغذاء مستقبلاً.

أخبار ذات صلة الأردن: تثبيت الإنسان الفلسطيني على أرضه عنوان المرحلة "زايد الإنسانية" تواصل تنفيذ برامجها الرمضانية في الأردن المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • 5 مخاطر تسببها تقنيات الذكاء الاصطناعي.. احذر
  • سباق نحو الذكاء العام.. اختبار جديد يتحدى أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الأردن تطوع أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي
  • الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. محرك التحوّل نحو مستقبل ذكي
  • من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
  • هل تغيّر أدوات الذكاء الاصطناعي وجه السياحة والفنادق؟
  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • الذكاء الاصطناعي يحرر أول صحيفة مطبوعة دون تدخل بشري
  • في عصر الذكاء «الذكاء الاصطناعي».. هل يوجد «كلمات مرور» آمنة!