ذكرت منصات إعلامية محلية أن مئات السوريين شاركوا الأحد في إضراب عام احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، في حين نُظمت تظاهرات متفرقة في جنوب البلاد الذي يسيطر عليه النظام.

يأتي هذا الإضراب الذي يندر حدوثه في محافظة السويداء بعد قرار الحكومة هذا الأسبوع رفع الدعم عن الوقود، مما أثر سلبًا على معيشة السكان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عامًا من النزاع.

وذكرت منصة السويداء 24 الإخبارية أنها أحصت “أكثر من 40 نقطة احتجاج في محافظة السويداء اليوم الأحد، تجاوباً مع دعوات الإضراب العام، التي تجاوب معها أهالي المحافظة بشكل ملفت وغير مسبوق منذ عام 2011”.

وأضافت القناة على فيسبوك أن “وسط مدينة السويداء، احتشد مئات المحتجين”، ونشرت صورًا لعشرات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع، في حين بدت المتاجر المجاورة لهم مغلقة.

وكُتب على إحدى اللافتات “بدنا نعيش بكرامة، بدنا المعتقلين، بدنا مستقبل لأولادنا”.

وكُتب على لافتة أخرى “حرية الشعب واستقلاله أكبر من منصب رئيس”.

أسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع دام تدخلت فيه قوى أجنبية ومقاتلون جهاديون متطرفون من مختلف أنحاء العالم.

ظلت السويداء، وهي معقل للأقلية الدرزية في سوريا، بشكل عام بمنأى عن المعارك والاشتباكات، ولكن تأثير النزاع الاقتصادي على المحافظة أثار احتجاجات ضد الظروف المعيشية من حين لآخر.

في كانون الأول/ديسمبر 2022، قُتل متظاهر وشرطي عندما تدخلت قوات الأمن لقمع تظاهرة في مدينة السويداء.

وقالت منصة السويداء24 إن إضراب الأحد رافقه إغلاق مكاتب حكومية وأن بعض المحتجين أطلقوا شعارات معارضة للرئيس بشار الأسد.

ونشرت صورًا لمجموعات صغيرة من المتظاهرين يغلقون الطرق في المحافظة، أحيانًا باستخدام إطارات مشتعلة.

وذكرت إذاعة “شام إف إم” الموالية للحكومة أن الامتحانات الجامعية في المحافظة تأجلت بسبب إغلاق الطرق.

منذ أيام، اندلعت احتجاجات في السويداء ومحافظة درعا المجاورة وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن العشرات تظاهروا في درعا السبت ورفع بعضهم علم المعارضة السورية وطالبوا برحيل الأسد.

شهدت درعا بداية احتجاجات عام 2011، ولكن النظام استعاد السيطرة على المحافظة في عام 2018 ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار سهلته روسيا.

المصدر أ ف ب الوسوماحتجاجات سوريا

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: احتجاجات سوريا

إقرأ أيضاً:

سوريون ما بعد بشار.. كأنهم خرجوا من القبر ضاحكين

محمد خير موسى

دمشق– رغم التعب والإنهاك الذي يرتسم على وجوههم، تعلو الضحكات اللطيفة الخارجة من أعماق قلوب أهالي دمشق، وكأنهم خرجوا من القبر ضاحكين..  

تأثير التحول الكبير الذي شهدته البلاد برحيل نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد جعل الدمشقيين كأنما يعيشون في حلم، فضلا عن رسائل الطمأنه التي تبثها القيادة الجديدة في نفوس الشعب السوري بكافة طوائفه وفئاته، والتي وجدت صداها يوم الأربعاء الماضي، حيث اتخذت قرارا بأن يكون يوم عطلة في سوريا احتفالا بأعياد الميلاد.

صعدنا جبل قاسيون صباحا، ولم يكن هناك موطئ قدم، حيث بدا الناس وكأنهم يتسابقون إلى هذه القمة التي حُرموا منها 14 عاما، تلك القمة التي كانت قبلة كل السوريين قبل الحرب تحولت بعدها إلى مسرح لمدافع النظام يقصف بها المدنيين الأبرياء في غوطة دمشق.

سوريون يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد (رويترز) مهرجان كبير

كان الآلاف على قمة جبل قاسيون، مجموعة منهم ترقص حول مكبر صوت وتغني معه، وأخرى تدبك، وثالثة تطلق الأهازيج.. ترفرف أعلام الثورة السورية ليتحول اليوم إلى مهرجان كبير يعبّر فيه السوريون عن حريتهم وإنهاء عهد البطش والدكتاتورية.

في دمشق، يعد سائق سيارة الأجرة من أهم مقاييس استقاء الرأي العام السائد، وكذلك كان سائقنا أمجد الذي سألناه "كيف تلقيت خبر سقوط النظام؟"، فأجاب "لم أصدق طبعا، أنا أعرف هذا النظام، إنه لا يسقط بسهولة بل يرتكب المجازر، بعد 3 أيام، خرجت خائفا أترقب، وقد غمرتني الفرحة والطمأنينة عندما وجدت البلدة تعيش حياة طبيعية، بل شعرت أنني وُلدت من جديد".

وفي يوم آخر، ركبنا مع سائق آخر يدعى رامي، قال إن ابنه طلب منه -بعد 3 أيام من سقوط النظام وهروب الأسد- أن نذهب لأصوره عند تمثال حافظ الأسد الذي حطمه الشعب، فقلت له "اصبر قليلا، أخشى أن يكون كل ما نعيشه مقلبا أو كاميرا خفية".

ساحة المسجد الأموي تشهد تجماعات يومية (وكالة الأناضول) بكاء الفرح

أما الملتاعون بالفقد، فلم تخلُ مشاعرهم من غصة، وبين هؤلاء أمجد الذي قال "أنا درزي من السويداء، كنت أتمنى أن يعيش والدي لحظة سقوط النظام، وقد بكيت طويلا لأنه كان يتمنى أن يرى قبر حافظ الأسد وهو يحترق، فلطالما سمعته يدعو عليه (الله يحرق قبرك) من شدة ما آذاه وعذبه في المعتقل".

عودة الحياة إلى سوق الحميدية بالعاصمة دمشق (وكالة الأناضول)

وأكثر ما يمتنّ له أهل دمشق أن مدينتهم تحررت دون دماء، ولعل هذا من أهم ما ميّزها، إذ إن قوات إدارة العمليات العسكرية حرصت عند دخول المدينة "فاتحين رحماء بأهلها".

إعلان

ويشعر الدمشقي، كغيره من السوريين، كأنه وُلد من جديد بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، فربما تكون قد أنهكته سنوات الحرب، والبرد والجوع، لكن ما أهلكه فوق ذلك كله هو الظلم والقهر والخوف.

وحتى الآن يقول بعض الشباب إنهم ما زالوا يلتفتون عند الحديث ويخفضون أصواتهم "لأننا تعودنا على هذا على مدى عقود، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى نتحرر تماما من غول الخوف الذي سكننا نصف قرن".

مقالات مشابهة

  • CDT تخرج في مسيرات احتجاجية جهوية ضد غلاء المعيشة وقانون الاضراب
  • دمشق.. من قيود النظام إلى آفاق التحرر الاقتصادي
  • احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية
  • العثور على مستودع للذخيرة في حمص
  • دروز يرفضون دخول قوات قيادة العمليات إلى السويداء ويهددون باللجوء للفيدرالية
  • فيديو.. الجيش الإسرائيلي يتوغل في خمس مناطق بجنوب لبنان
  • مشاهد من سوريا
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في مناطق بجنوب لبنان
  • سوريون ما بعد بشار.. كأنهم خرجوا من القبر ضاحكين
  • مظلات تعزز مهارات التفكير الإيجابي والمرونة بجنوب الشرقية