الجزيرة:
2025-02-03@12:40:04 GMT

المصريون أكثر شعوب العالم ثقة في العلم والعلماء

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

المصريون أكثر شعوب العالم ثقة في العلم والعلماء

استكشفت دراسة جديدة تحمل عنوان "الثقة في العلماء ودورهم في المجتمع عبر 68 دولة" كيف ينظر الناس في جميع أنحاء العالم إلى العلماء ومستوى ثقتهم بهم ودورهم في المجتمع، وتبين أن المصريين كانوا أكثر شعوب العالم ثقة في العلم والعلماء، تلاهم الهنود والنيجيريون والكينيون والأستراليون.

وجمع الباحثون في دراستهم -التي نشرت في دورية "نيتشر هيومان بيهيفيور"- بيانات ما يقرب من 72 ألف مشارك في 68 دولة، في ما يعتبر المسح الأكثر شمولاً للثقة في العلماء بعد جائحة "كوفيد-19" التي أشار البعض إلى أنها كانت سببا في انحدار ثقة الناس في العلم والعلماء، بسبب التوتر السياسي الذي أحاط الأمر.

الثقة في العلماء

وقال تيم وينينجر أستاذ الهندسة في جامعة نوتردام -في تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه متحدثا عن هذه الدراسة أنها "كانت تعاونية كبرى، شملت عشرات المختبرات من جميع أنحاء العالم، وكلها تطرح نفس الأسئلة على جماهير محددة، بلغاتها المحددة وفقًا لعاداتها الخاصة"

وأضاف وينينجر أن "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا الجهد الموزع والتعاوني في العلوم الاجتماعية، وأظهرت نتائجنا أن سكان العالم عمومًا يثقون بالعلماء بالفعل".

ويعد الثقة في العلماء بالغ الأهمية لأنها تؤثر على القبول العام للنصيحة العلمية، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الملحة مثل تغير المناخ وأزمات الصحة العامة والتقدم التكنولوجي، وبالتالي فإن فهم كيفية اختلاف الثقة عبر البلدان والعوامل التي تؤثر عليها يمكن أن يساعد في تحسين التواصل العلمي وصنع السياسات.

إعلان

ووجدت هذه الدراسة أنه على نطاق عالمي، ترتفع الثقة في العلماء بشكل معتدل، مما يشير إلى أن معظم الناس ينظرون إلى العلماء بشكل إيجابي.

وبشكل أكثر تخصيصا، وجدت الدراسة أن ذوي الآراء السياسية ذات الميول اليسارية يميلون إلى الثقة في العلماء أكثر من ذوي الميول اليمينية. ولكن في بعض البلدان مثل أستراليا لا ترتبط الثقة في العلماء ارتباطًا وثيقًا بالتوجه السياسي، مما يشير إلى أن عوامل أخرى، مثل التعليم أو القيم الثقافية، تلعب دورًا أكبر.

العديد من المشاركين يعتقدون أن العلماء يجب أن يلعبوا دورًا في صنع السياسات والاتصال بالجمهور (شترستوك) دور للعلم

وبحسب الدراسة، يعتقد العديد من المشاركين أن العلماء يجب أن يلعبوا دورًا أكثر نشاطًا في صنع السياسات والاتصال بالجمهور. وعلى سبيل المثال في أستراليا، قال 68% من المشاركين في الدراسة إن العلماء يجب أن يبلغوا السياسيين بنتائجهم لتفيد في تقدير القرار السياسي.

ووافق 80% من المشاركين ككل على أن العلماء يتحملون مسؤولية التواصل مع العامة، ويُظهر هذا أن الناس يتوقعون من العلماء المساهمة في القرارات التي تؤثر على المجتمع، وخاصة في معالجة القضايا الحرجة.

وبحسب الدراسة، يرى 78% من المشاركين أن العلماء خبراء مؤهلون تأهيلاً عالياً في مجالاتهم، ويعتقد 57% فقط أن العلماء صادقون دائمًا، مما يشير إلى أنه في حين يعترف الناس بخبرتهم فإن هناك بعض الشكوك حول نزاهتهم.

وتسلط هذه الفجوة -بين الكفاءة المتصورة والنزاهة- الضوء على الحاجة إلى أن يبني العلماء الثقة من خلال الشفافية والأخلاق.

هناك بعض الشكوك حول نزاهة العلماء رغم الاعتراف بخبراتهم (شترستوك) لماذا تتفاوت الثقة؟

تؤثر عدة عوامل على مقدار الثقة التي يضعها الناس في العلماء، يأتي على رأسها السياق الثقافي والمجتمعي. ففي البلدان ذات الأنظمة التعليمية القوية، من المرجح أن يثق الناس في العلماء.

إعلان

ولكن بدا من الدراسة أن هناك عاملا آخر مهما يأتي في هذا السياق، ففي الدول التي تنتشر فيها المعلومات المضللة أو عدم الاستقرار السياسي قد تكون الثقة في العلم والعلماء أقل.

وبشكل خاص، ففي المجتمعات التي يشيع فيها الاستقطاب السياسي، يمكن أن تتوافق ثقة الناس في العلماء مع معتقداتهم السياسية، وخاصة فيما يتعلق بالمواضيع المثيرة للجدل مثل تغير المناخ أو اللقاحات.

وقد يكون ذلك السبب في أن دولة مثل الولايات المتحدة قد جاء في المركز الـ12 بهذه القائمة، والذي لا يزال متقدما في كل الأحوال لكنه ليس في المراتب الأولى، وقد شهدت هذا البلد خلال فترة الجائحة وما تلاها حالة من الاستقطاب الشديد الذي دخل خلاله العلم في السياسة بوضوح.

الأخبار الكاذبة

في هذا السياق، انتشرت الأخبار الكاذبة لدرجة أن الولايات المتحدة كانت المصدر الرئيسي لها في العالم أثناء الجائحة. ولنتأمل دراسة صدرت قبل عدة سنوات في دورية "فرونتيرز ان بوليتكال ساينس" تحاول استكشاف السبب في شيوع الأخبار الكاذبة والخرافات المؤامراتية بين المواطنين الكنديين أثناء "كوفيد-19".

وفي هذه الدراسة، حلل الباحثون سلوكيات أكثر من 200 ألف مستخدم كندي نشط على تويتر، وأجروا دراسات استقصائية حول عاداتهم في استهلاك الأخبار ومعتقداتهم حول فيروس كورونا.

وجاءت النتائج لتقول إن الكنديين -الذين يتابعون حسابات أميركية أكثر من الحسابات الكندية على وسائل التواصل الاجتماعي- كانوا أكثر عرضة لتصديق الأخبار الكاذبة والخرافات عن الجائحة.

وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الغالبية العظمى من المعلومات الخاطئة المتداولة على تويتر، والتي شاركها كنديون، قد أعيد تغريدها من مصادر أميركية.

وهذا بالطبع مفهوم، حيث كان هناك إجماع سياسي كندي حول المعلومات الصحيحة عن "كوفيد-19" لكن المناخ السياسي بالولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة الماضية كان مختلفا تمامًا، فهناك استقطاب سياسي شديد، الأمر الذي عادة ما يتزامن مع تعزيز المعلومات الخاطئة من قبل وسائل الإعلام والشخصيات السياسية على حد سواء، الأمر الذي يلعب دورا هاما في إفقاد الناس الثقة في العلم والعلماء.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأخبار الکاذبة الناس فی العلم من المشارکین الدراسة أن أن العلماء إلى أن

إقرأ أيضاً:

العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب

بات العالم أكثر خطورة، وهو شعور كثيرا ما يلمسه المرء لدى الناس هذه الأيام، ولكن هل هذا الاستنتاج صحيح حقا؟

هذا السؤال طرحه الكاتب سيمون تيسدال في مقاله المطول بصحيفة غارديان البريطانية، استعرض فيه بؤر الصراعات المحتدمة، مثل النزاعات بين الصين وتايوان وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل، التي يرى أنها تتطلب اهتماما أكبر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من قصص غزة.. وجدت زوجها تحت الأنقاض وكأنه يحمل طفلهما لكنه غير موجودlist 2 of 2لوبوان: هذا هو ثقل المغرب العربي في الهجرة إلى فرنساend of list

وفي حين أن بعض الصراعات، مثل الحربين بين إسرائيل وفلسطين، وبين روسيا وأوكرانيا، تحظى عن حق باهتمام إعلامي كبير، إلا أن الكاتب يعدها حالات استثنائية.

فمعظم النزاعات -سواء كانت تتعلق بالحروب والغزوات في السودان والكونغو، أو الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتبت الصينية، أو حرب العصابات في هايتي وكولومبيا، أو المجاعة في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا- إما أنها لا تنال التغطية الإعلامية اللازمة، أو أنها منسية أو لا يُلتفت إليها.

وتناول المقال بشيء من التفصيل بعض تلك النزاعات والحروب التي نوجزها فيما يلي:

الكونغو – رواندا

تصدّر الصراع الذي طال أمده على طول الحدود الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية عناوين الصحف العالمية بعد أن استولت حركة (23 إم) المتمردة على مدينة غوما العاصمة الإدارية لإقليم كيفو الشمالي.

إعلان

وينفي الرئيس الرواندي بول كاغامي اتهام الأمم المتحدة له بتسليح الحركة المتمردة وإرسال قوات عبر الحدود إلى المنطقة الغنية بخامات معدنية مثل الكولتان الذي يحتوي على معادن مطلوبة بشدة في الغرب.

ميانمار

شهد العام الماضي تنامي المقاومة المسلحة ضد المجلس العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة برئاسة أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2021.

ويلجأ جنرالات الجيش إلى اتباع تكتيكات "الأرض المحروقة"، والتي تشمل شن ضربات جوية عشوائية ضد المدنيين من أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين، واستهدافهم بالقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق، وكلها أعمال ترقى -وفق المقال- إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

أعمال العنف مستمرة في ميانمار والمتمردون يوسعون ماطق سيطرتهم (أسوشيتد برس) هايتي

جاء انزلاق هايتي الأخير إلى الفوضى في أعقاب اغتيال جوفينيل مويس آخر رئيس منتخب،  في عام 2021. وتسيطر العصابات المسلحة المنتشرة في كل مكان، والتي تعيش على العنف والابتزاز والخطف، على مقاليد الأمور. ويقول محللون إن هايتي هي الآن دولة فاشلة.

إثيوبيا والصومال

اتسم حكم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بصراعات داخلية مثل الحملة العسكرية المدمرة ضد إقليم تيغراي الشمالي، وتصاعد القمع والاعتقالات لمعارضيه في إقليم أمهرة (شمال غرب).

وتتهمه تقارير بالتراجع عن الديمقراطية، وبإذكاء التوترات مع الصومال المجاورة في محاولته الحصول على ميناء على البحر الأحمر في أرض الصومال التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الدولة الأم.

وتقول منظمة العفو الدولية إن العالم يغض الطرف عن كل تلك الانتهاكات والتوترات.

إيران

يواجه النظام الإيراني، بحسب الكاتب تيسدال، تحديات خارجية كان أسوأها صدامه المباشر مع إسرائيل في عام 2024، وأخرى محلية ليس أقلها تلك التي يتعرض لها من سكان المدن الشباب الحانقين من الفساد في المؤسسات الرسمية، ومن القمع العنيف وعدم الكفاءة.

إعلان

وفي السنوات الــ15 الماضية، شهدت إيران -طبقا للغارديان- 3 انتفاضات كبرى، في 2009 و2019 و2022. ويتساءل محللو الشرق الأوسط: متى ستكون الانتفاضة التالية؟ أم إن الحرب الشاملة مع إسرائيل ستأتي أولا؟

سوريا-تركيا

وفقا لمقال الصحيفة البريطانية، لا يزال الوضع الأمني الداخلي في سوريا محفوفاً بالمخاطر وسط سعي وطني لتحقيق العدالة، وتنفيذ عمليات قتل انتقامية، واستهداف محدود للأقليات الدينية، واشتباكات بين القوات الكردية السورية والمجموعات المدعومة من تركيا على طول الحدود الشمالية.

ورغم ترحيب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج بالإطاحة بنظام بشار الأسد، إلا أن كاتب المقال يحذر من أنه بدون حصول النظام الجديد برئاسة أحمد الشرع على مشاركة ودعم دوليين أفضل، قد تعود الحرب الأهلية من جديد.

السودان

يحلو للمعلقين في وسائل الإعلام الإشارة إلى الكارثة الأمنية والإنسانية التي يشهدها السودان في الوقت الحاضر على أنها حرب "منسية".

ويعتقد تيسدال أن الحقيقة أسوأ من ذلك، فهو نزاع "ليس منسيا بل تم تجاهله" في الغالب منذ اندلاع الفوضى في عام 2023 عقب الاقتتال الذي اندلع في ذلك الحين بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.

أفغانستان وباكستان

يصف تيسدال تخلي أميركا عن أفغانستان لصالح حركة طالبان في عام 2021 بأنه كان مخزيا ومكلفا سياسيا.

ويزعم أن استقرار أفغانستان بات موضع شك مع بداية عام 2025، "فالبلاد التي تعاني من سوء الإدارة" غارقة في براثن الفقر، ووقعت فريسة لجماعات خارجية "متطرفة" مثل تنظيم الدولة الإسلامية -فرع ولاية خراسان.

كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير بعد عام من الاضطرابات السياسية  شهدت البلاد خلاله زج رئيس وزرائها السابق عمران خان في السجن، وتولي السياسي المدعوم من الجيش شهباز شريف المسؤولية.

ويقول محللون إن عام 2024 شهد ارتفاعا في مستويات التشدد العنيف الذي شارك فيه الانفصاليون البلوش وحركة طالبان باكستان.

  اليمن

لطالما وُصفت اليمن بأنها أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا تزال كذلك، على الرغم من الفظائع المتصاعدة في السودان.

إعلان

ولكن منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدا عن الأزمة الداخلية في اليمن إلى المتمردين الحوثيين، الذين يشنون هجمات صاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر وعلى إسرائيل دعما لأهالي قطاع غزة.

المكسيك والولايات المتحدة

يؤكد تيسدال أن "عسكرة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحدود بلاده مع المكسيك، ومطالبته "الصبيانية" بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أميركا، لا بد أن تفاقم المشاكل التي تعاني منها جارته الجنوبية أصلا.

وأشار في هذا الصدد إلى أن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي حذر الأسبوع الماضي من أن "إعادة ترامب العمل بخططه العقابية الخاصة بالهجرة سوف تثقل كاهل المكسيك المثقلة بالأعباء، ويهدد النمو الاقتصادي الإقليمي، ويثري التكتلات الاحتكارية الإجرامية"، مما يجعل كلا البلدين أقل أمنا وأقل ثراءً.

مقالات مشابهة

  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • «عاصفة الفئران» تجتاح 11 مدينة حول العالم
  • دراسة تتحدى الاعتقاد السائد بخصوص عدد قارات العالم.. تحليل جديد
  • الأرض بها 6 قارات فقط.. دراسة حديثة قد تغير خريطة العالم
  • عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان
  • المسلماني خلال اللقاء الفكري: العلماء يصنعون انتصارات العالم ولا يجب الانسياق للخرافات
  • السوداني: حكومتنا تشكلت بظروف شهدت عزوفا عن الانتخابات وتراجع الثقة بالنظام السياسي
  • ياسمين عز: الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يخلق أجواءً أكثر دفئًا داخل المنزل
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم