الصناعات الجلدية في اليمن وإحياء الموروث الشعبي القديم
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تتزاحم النساء اليمنيات داخل ورش صغيرة لأعمال الجلود المعقدة، وسط ضجيج آلات الحياكة في مركز للحفاظ على التراث الشعبي، بهدف بث إكسير الحياة في التراث الثقافي الثري في اليمن، وفي نفس الوقت تمكين المجموعات المحلية وخاصة من النساء والأسر عن طريق توفير سبل عيش مستدامة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" نسرين الحباري رئيسة أحد المراكز قولها إن "الهدف الرئيس لنا إحياء التراث اليمني وترك طابع يمني محلي يعبر عن هويتنا اليمنية، ثم تدريب أكبر قدر ممكن من النساء ومن الأسر المنتجة في هذا المجال".
وحولت أمل الشوتري، وهي مدربة حرف يدوية، شغفها إلى إنتاج، عبر رحلة استمرت خمسة أعوام، حيث تتقن صناعة الجلود المعقدة، وتنتج مجموعة متنوعة من السترات إلى حقائب الكمبيوتر المحمول، وبدأت بعد ذلك في تدريب حرفيات طموحات أخريات.
وتبحث الشوتري عن حرفيين مهرة يمكنهم تدريب فريقها في هذه العمليات الأولية المهمة، ومع وجود معمل واحد فقط لجلود الأبقار، فإن الحرفيات ليس لديهن سوى خيارات ضئيلة، مما يجبرهن على العمل بأي مواد متاحة.
وكشف محمد قشاشة، وهو حرفي وتاجر في سوق صنعاء القديمة، عن سياق آخر للبنية التحتية لصناعة الجلود في اليمن، مسلطًا الضوء على عدم وجود مدابغ محلية في صنعاء، كونهم جيوب مسدسات وغمد الخنجر اليمني والأحزمة وغيرها من المستلزمات التراثية.
وتتوارث الأسر اليمنية عبر الأجيال فن تحويل جلود الحيوانات إلى منتجات جلدية جميلة الشكل، لكن العقد الماضي الذي شهد اضطرابًا باليمن هدد بقاء التراث العريق.. وبالتفاني وروح المبادرة تدعم هؤلاء النساء اليمنيات أسرهن ومجتمعاتهن وتحافظن على بقاء فن قديم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصناعات الجلدية موروث شعبي اقتصاد
إقرأ أيضاً:
«الحرفي المتدرب».. صون الموروث وتعزيز الهوية
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن محطاته التراثية الملهمة والنابضة بالحياة، يواصل «مهرجان الحصن» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حتى التاسع من فبراير الجاري، رسالته الرامية إلى صون عناصر تراث الإمارات الثقافي وتاريخها وتقاليدها الغنيّة، ويُسهم في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية وتعريف العالم بجوهرها من قلب الحصن الذي يقف شامخاً ويُعَدُّ رمزاً للأصالة والهُوية والتراث الوطني، ويعزز عبر العديد من المشاهد والممارسات قيم المجتمع والعادات والتقاليد ويرسخ التراث في نفوس الأجيال ويجعله جزءاً من حياتهم بطرق فنية مبتكرة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من طرف الشباب الشغوفين بالتراث ليتعلموا الحرف التراثية الأصيلة وينهلوا من فيض ما يعرضه ضمن ساحاته الزاخرة بالفعاليات والاستعراضات الفنية التي حولت قلب العاصمة أبوظبي إلى لوحة فنية جميلة.
«الحرفي المتدرب»
يحرص المهرجان هذا العام على تناقل التقاليد والحرف العريقة عبر الأجيال، ضمن «برنامج الحرفي المتدرب»، ويرحب بالجميع في مساحة خاصة ضمن منطقة التراث ليشهدوا هذا الإرث الإنساني الثمين، حيث يقوم حرفيون متمرسون بتدريب جيل اليوم على حرف يدوية تتطلب دقة ومهارة عاليتين ليكونوا حماة هذه الحرف في المستقبل، ضمن ورش حية جنباً إلى جنب مع خبراء في الصناعات اليدوية بهدف تمكينهم من دمج الحرف التقليدية في أعمالهم الفنية ذات الارتباط بتخصصاتهم الجامعية على المدى البعيد.
الفرجان
قالت ميثاء حمدان، من إدارة «مهرجان الحصن»: للسنة الثانية على التوالي يستضيف المهرجان «برنامج الحرفي المتدرب»، والخاص بطلاب وطالبات الجامعات والكليات الفنية، وذلك من باب الحرص على صون الحرف اليدوية والتقليدية والحفاظ عليها واستدامتها، ودمجها مع الحرف المعاصرة، مؤكدة أن البرنامج يشهد إقبالاً كبيراً، من جانب الطلاب.
وأضافت، «فخورون بهذه التجربة في ظل الشغف الذي يتمتع به هذا الجيل تجاه مختلف الحرف اليدوية، حيث يأتون يومياً للتعلم والاستفادة من خبرات الأمهات والأجداد.
أخبار ذات صلة موسيقى شرطة أبوظبي.. «أهازيج» في حب الوطن «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعيةمن جانبها، قالت المتدربة جواهر الشوق طالبة في كلية التقنية، إنها اختارت حرفة «سف الخوص»، حيث أتاح لها المهرجان فرصة كبيرة للتعلم على يد خبراء، موضحة أنها سوف تقدم ورشاً تراثية للصغار لتعلم هذه الحرفة. كما أكدت خديجة المهيري من جامعة زايد، والتي اختارت «حرفة الفخار» وتنوي استخدامها في التصميم الداخلي في خطوة لدمج الحاضر بالماضي وإحياء إرث الأجداد.
فخر واعتزاز
ويرسخ المهرجان العادات والتقاليد والقيم المجتمعية، كما يعمل على ترسيخ الموروث ونقله للأجيال من خلال العديد من المؤثرات، ضمن متاحف حيَّة، يبدعها حرفيون إماراتيون من كبار المواطنين، الذين يزاولون هذه الحرف التراثية بفخر واعتزاز، ويعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم، تقديراً لما قدمه الأجداد على مر الزمن، وذلك عبر برنامج تفاعلي يسهم في استدامة التراث، من خلال طلاب الجامعات الذين يقبلون على ممارسة الحرف التراثية الأصيلة، ومنها: التلي، السدو، الفخار، سف الخوص، صناعة القراقير والديين، وقرض البراقع، وسواها من الحرف التي شكّلت أهمية بالغة في حياة الأجداد.
ورش تفاعلية
ينخرط متدربون ضمن ورش العمل الحرفية الفنية، في ظل احتفاء المهرجان بالموروث الثقافي والشعبي العريق، وتسليط الضوء على تراث الأجداد وماضيهم وحرفهم التقليدية، إلى جانب ترسيخ الإرث الثقافي والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع الإماراتي.
الفرجان
يتعرف الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، ضمن مختلف أقسام المهرجان على «الفريج»، وهو نسخة مصغرة من الفرجان التي عاش فيها سكان الإمارات قديماً، من ناحية أسلوب بنائه والسكيك الضيقة التي تربط بين طرقاته التي تفضي إلى السوق الشعبي والدكاكين والورش التي تعرض المنتجات المتنوعة والحرف التراثية، إلى جانب مشاهدة أدوات الزينة قديماً والملابس التراثية والعطور والبخور وغيرها من المفردات التراثية العريقة، كما يقبل الصغار، وهم بكامل زينتهم، على تعلم الحرف اليدوية والانخراط في مختلف الفعاليات الفنية ليبهجوا المهرجان ويضفوا عليه رونقاً خاصاً.