مهلة السماح لتشكيل الحكومة محدودة.. إلا أسماء الوزراء ستأتي من الخارج
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
رغم التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة إلا أن المملكة العربية السعودية تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب الرئيس العماد جوزاف عون بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات، كما أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال زيارته بيروت من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي.
مع زيارة بن فرحان الى لبنان بعد انقطاع سعودي دام نحو 15 عاماً، أبدت قوى سياسية مختلفة ارتياحاً إلى احتمال أن تبصر الحكومة النور سريعاً، من منطلق أن الدفع الأميركي – السعودي فرض تسليماً لبنانياً سياسياً بانتخاب العماد عون الذي يتمتع بكل المواصفات المطلوبة، رئيسا للجمهورية، وتكليف القاضي نواف سلام الذي يجمع خبرات سياسية وحقوقية واقتصادية، تشكيل الحكومة، وهذا الدفع لن يتوقف قبل تشكيل حكومة تنسجم مع تطلعات اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي وتحاكي التغيير السياسي الذي شهده لبنان، مع الإشارة إلى أن الوزير بن فرحان تحدث خلال لقاءاته عن حكومة تكون مهمتها الأولى والأساس تنفيذ الإصلاحات كشرط للمساعدة السعودية ولم يتطرّق إلى تفاصيل التركيبة الحكومية والحقائب أو الأسماء.
لا شك أن تعقيدات ومطبات كثيرة تعتري تشكيل الحكومة، فالقوى السياسية اللبنانية، وكما تقول مصادر سياسية، لا تزال تقرأ في الكتاب القديم، في حين أن هناك متغيرات جديدة طرأت ليس فقط على لبنان، إنما على مستوى المنطقة والعالم مع انتخاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، ولذلك إذا لم تدرك هذه القوى حجم هذه المتغيرات وأبعادها سوف تدفع كلها الثمن غالياً لكن الأكيد أن لبنان سيكون الخاسر الأكبر لأن هذه القوى ستكون مجدداً السبب في تفويت فرصة الاندفاعة الخارجية (الأميركية والسعودية) لمساعدة لبنان من أجل الخروج من أزمته الاقتصادية والمالية وإعادة الإعمار.
ما يهم الرئيس المكلف تشكيل حكومة سريعاً من 24 وزيراً مع اعتماد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب من دون إقصاء أو تهميش لأحد، والرئيس المكلف يعي جيداً التوازنات السياسية وتركيبة المجلس النيابي فهو يريد تشكيل حكومة بعيدة كل البعد عن منطق تصفية الحسابات السياسية والتي من شأنها أن تعيد إحياء الانقسامات العامودية في البلد، وينقل عنه قوله أن وزارة المال ستكون من حصة الثنائي لكنه سيسمي الوزير الذي سيتولاها. وفي السياق يقول الثنائي الشيعي، بحسب مصادره، أنه لم يتبلغ أي قرار أو موقف جديد من الرئيس سلام، وأن اللقاء الذي كان سيحصل يوم الثلاثاء بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة والنائب علي حسن خليل مع الرئيس المكلف تم تأجيله بطلب من الأطراف المعنية، مع تأكيد المصادر أن كل ما ينشر في الاعلام عن تراجع الرئيس المكلف عما جرى التفاهم حوله في اجتماعي السبت والاحد لا أساس له من الصحة وأن الحزب والحركة لم يتبلغا أي جديد من الرئيس المكلف، علما أن موفداً من الثنائي سيزور رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة للبحث في الملف الحكومي واتفاق وقف اطلاق النار.
لا شك أن عملية التأليف لن تكون سهلة، والرخم الدولي قد يتلاشى كلما تأخر التشكيل، والخارج إذا لم يطمئن إلى التشكيلة الحكومية فلن يساعد لبنان، ولذلك فإن مهمة هذه الحكومة تكمن في استعادة ثقة الخارج، فلبنان بامكانياته الذاتية غير قادر على النهوض من كبوته الاقتصادية والدمار الذي أصابه بعد الحرب الاسرائيلية.
وكما بات معلوماً فإن لبنان حاليا أصبح تحت الوصاية العسكرية الأميركية المعلنة من خلال رقابة آلية تطبيق الاتفاق بواسطة اللجنة الخماسية العسكرية التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وهو أيضاً تحت وصاية الخماسية السياسية التي تتولى الاهتمام بالشؤون السياسية اللبنانية، وهذا يعني أن القوى السياسية المحلية مهما حاولت التشاطر والمناورة، لن تصل إلى ما تريده، فإذا انتهت مهلة السماح لتشكيل الحكومة ولم تتألف، فإن أسماء الوزراء سوف ترسل من الخارج تماماً كما حصل بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف الرئيس سلام.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تشکیل الحکومة الرئیس المکلف
إقرأ أيضاً:
سفير قطر استقبل القصيفي: تشكيل الحكومة الجديدة يولد الاستقرار ويضمن تدفق المساعدات لاعادة إعمار لبنان
أعرب سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن إرتياح دولته لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية "الذي تربطه بقطر علاقات صداقة حميمة مذ كان قائدا للجيش، كذلك تسمية القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة"، متمنيا تشكيل الحكومة الجديدة "لتكون أسرع حكومة لبنانية يتم تشكيلها، لتنصرف إلى إنجاز ما ينتظرها من مهمات، وهو ما يولد الاستقرار ويضمن تدفق المساعدات لاعادة إعمار لبنان".
كلام السفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني جاء لدى استقباله نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في مكتبه في السفارة، حيث دار البحث حول الأوضاع في لبنان في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس عون وتسمية رئيس الحكومة المكلف، وعرض ما قامت به اللجنة الخماسية من مساع وجهود لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على إنهاء الشغور الرئاسي".
وقال السفير القطري: " إن هدف تشكيل اللجنة الخماسية هو المساعدة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وهذا ما تم والحمد لله، وكان لاعضاء اللجنة إجتماع تقويمي أمس بضيافة السفير المصري تباحثوا خلاله في الوضع اللبناني وتفاءلوا خيرا من الدعم الدولي والعربي المنتظر".
وأشار إلى "إهتمام دول الخليج بلبنان ومن مؤشرات زيارة وزير الخارجية السعودية، ومن ثم زيارة وزير خارجية الكويت وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، مدرجا ذلك في خانة التطور الايجابي الواعد".
ووصف السفير القطري خطاب القسم للرئيس جوزف عون ب"الواضح والجميل"، وانه "ينطوي على عناوين في منتهى الاهمية ،"وان شاء الله يعود لبنان أقوى وتتوطد علاقاته الدولية والعربية"، متوقعا "أن تبدأ إسرائيل انسحابها من الاراضي اللبنانية التي احتلتها في الجنوب وأن اللجنة الدولية المولجة متابعة تنفيذ الاتفاق تقوم بعملها، وأن هناك دورا أميركيا وفرنسيا يصب في هذا الاتجاه".
وأوضح السفير بن عبد الرحمن آل ثاني "أن قطر لم تترك لبنان يوما من منطلق العلاقات التاريخية التي تجمعها به وهي علاقات أخوة وصداقة ممتدة في الزمن .وهي ستعيد إعمار مستشفى الكرنتينا بتنسيق كامل مع وزارة الصحة، وقد وضع حجر الأساس له منذ أربعة اشهر، وسيفتتح في العام 2027، وسيرى اللبنانيون مستشفى كاملا متكاملا، جامعيا، مزودا بأحدث التجهيزات الطبية.كما أن دولة قطر ستواصل دعمها الجيش اللبناني طوال العام 2025".
وتابع :"ونحن مقبلون بعد تشكيل الحكومة الجديدة على استثمارات في جميع الميادين.وان القطريين والخليجيين عائدون إلى لبنان في فصل الصيف كما عهدهم قبل نشوب الحرب فيه".
وإذ شدد السفير القطري على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة"،أكد تفاؤله بمستقبل لبنان".
بدوره شكر النقيب القصيفي للسفير القطري استقباله، وثمن العمل الذي "قام به في إطار اللجنة الخماسية لانهاء أزمة الشغور الرئاسي والاهتمام الذي أولته وتوليه دولته في مساندة لبنان في الازمات الكبرى ومساعدة الجيش اللبناني والقطاع الصحي"، ودعاه إلى زيارة نقابة المحررين.