رغم التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة إلا أن المملكة العربية السعودية تنظر بالتفاؤل لمستقبل لبنان، في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب الرئيس العماد جوزاف عون بعد تنصيبه، حيث أن تطبيق هذه الإصلاحات، كما أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال زيارته بيروت من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان به وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي.



مع زيارة بن فرحان الى لبنان بعد انقطاع سعودي دام نحو 15 عاماً، أبدت قوى سياسية مختلفة ارتياحاً إلى احتمال أن تبصر الحكومة النور سريعاً، من منطلق أن الدفع الأميركي – السعودي فرض تسليماً لبنانياً سياسياً بانتخاب العماد عون الذي يتمتع بكل المواصفات المطلوبة، رئيسا للجمهورية، وتكليف القاضي نواف سلام الذي يجمع خبرات سياسية وحقوقية واقتصادية، تشكيل الحكومة، وهذا الدفع لن يتوقف قبل تشكيل حكومة تنسجم مع تطلعات اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي وتحاكي التغيير السياسي الذي شهده لبنان، مع الإشارة إلى أن الوزير بن فرحان تحدث خلال لقاءاته عن حكومة تكون مهمتها الأولى والأساس تنفيذ الإصلاحات كشرط للمساعدة السعودية ولم يتطرّق إلى تفاصيل التركيبة الحكومية والحقائب أو الأسماء.
لا شك أن تعقيدات ومطبات كثيرة تعتري تشكيل الحكومة، فالقوى السياسية اللبنانية، وكما تقول مصادر سياسية، لا تزال تقرأ في الكتاب القديم، في حين أن هناك متغيرات جديدة طرأت ليس فقط على لبنان، إنما على مستوى المنطقة والعالم مع انتخاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، ولذلك إذا لم تدرك هذه القوى حجم هذه المتغيرات وأبعادها سوف تدفع كلها الثمن غالياً لكن الأكيد أن لبنان سيكون الخاسر الأكبر لأن هذه القوى ستكون مجدداً السبب في تفويت فرصة الاندفاعة الخارجية (الأميركية والسعودية) لمساعدة لبنان من أجل الخروج من أزمته الاقتصادية والمالية وإعادة الإعمار.

ما يهم الرئيس المكلف تشكيل حكومة سريعاً من 24 وزيراً مع اعتماد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب من دون إقصاء أو تهميش لأحد، والرئيس المكلف يعي جيداً التوازنات السياسية وتركيبة المجلس النيابي فهو يريد تشكيل حكومة بعيدة كل البعد عن منطق تصفية الحسابات السياسية والتي من شأنها أن تعيد إحياء الانقسامات العامودية في البلد، وينقل عنه قوله أن وزارة المال ستكون من حصة الثنائي لكنه سيسمي الوزير الذي سيتولاها. وفي السياق يقول الثنائي الشيعي، بحسب مصادره، أنه لم يتبلغ أي قرار أو موقف جديد من الرئيس سلام، وأن اللقاء الذي كان سيحصل يوم الثلاثاء بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة والنائب علي حسن خليل مع الرئيس المكلف تم تأجيله بطلب من الأطراف المعنية، مع تأكيد المصادر أن كل ما ينشر في الاعلام عن تراجع الرئيس المكلف عما جرى التفاهم حوله في اجتماعي السبت والاحد لا أساس له من الصحة وأن الحزب والحركة لم يتبلغا أي جديد من الرئيس المكلف، علما أن موفداً من الثنائي سيزور رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة للبحث في الملف الحكومي واتفاق وقف اطلاق النار.

لا شك أن عملية التأليف لن تكون سهلة، والرخم الدولي قد يتلاشى كلما تأخر التشكيل، والخارج إذا لم يطمئن إلى التشكيلة الحكومية فلن يساعد لبنان، ولذلك فإن مهمة هذه الحكومة تكمن في استعادة ثقة الخارج، فلبنان بامكانياته الذاتية غير قادر على النهوض من كبوته الاقتصادية والدمار الذي أصابه بعد الحرب الاسرائيلية.

وكما بات معلوماً فإن لبنان حاليا أصبح تحت الوصاية العسكرية الأميركية المعلنة من خلال رقابة آلية تطبيق الاتفاق بواسطة اللجنة الخماسية العسكرية التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وهو أيضاً تحت وصاية الخماسية السياسية التي تتولى الاهتمام بالشؤون السياسية اللبنانية، وهذا يعني أن القوى السياسية المحلية مهما حاولت التشاطر والمناورة، لن تصل إلى ما تريده، فإذا انتهت مهلة السماح لتشكيل الحكومة ولم تتألف، فإن أسماء الوزراء سوف ترسل من الخارج تماماً كما حصل بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف الرئيس سلام.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تشکیل الحکومة الرئیس المکلف

إقرأ أيضاً:

يتضمن اقامة دولة علمانية .. توقيع الميثاق التأسيسي في السودان وتحذيرات ورفض لتشكيل الحكومة الموازية

نيروبي – كشفت مصادر صحفية عن إتمام توقيع الميثاق التأسيسي في السودان بين قوات الدعم السريع وعدد من الفصائل المسلحة، ومن أبرزها الحركة الشعبية شمال التي يقودها عبدالعزيز الحلو الذي يعارض الحكومة السودانية ويتخذ من منطقة كاودا في ولاية جنوب كردفان مقرا لاقامته .

 

 

ونشر حساب تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” الصور الخاص بالتوقيع.

 

 

وحسب المعلومات الواردة ، يتضمن الميثاق دعوة لإنشاء دولة علمانية ديمقراطية تتمتع بنظام غير مركزي. وقد أقيمت مراسم التوقيع في العاصمة الكينية نيروبي.

ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، التي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق.

ووفقا لنص الميثاق، اتفق الموقعون على أن السودان يجب أن يكون “دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية” بجيش وطني واحد، لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار في الوجود.

 

 

وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب، وهي المهام التي لم تتمكن الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان من تحقيقها.

 

واستضافت كينيا المحادثات التي بدأت الأسبوع الماضي، مما أثار تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.

 

واستدعت الحكومة السودانية سفيرها في نيروبي احتجاجا على استضافة الرئيس الكيني ويليام روتو لقوات الدعم السريع القاتلة للشعب السوداني.

 

في السياق، أكد مجلس الصحوة الثوري السوداني بقيادة موسى هلال، رفضه تشكيل حكومة موازية، مؤكدا على موقفه الداعم لوحدة البلاد.

وقال في قاعدة القبة العسكرية شمال شرق مدينة كتم في ولاية شمال دارفور: «نرفض أي فكرة أو مشروع لانفصال دارفور وإعلانها دولة مستقلة. كما ندين ونستنكر العبث الذي يحدث في نيروبي الخاص بمؤتمر ميليشيا آل دقلو ومرتزقتهم وعملائهم مرتادي السفارات الأجنبية».

وأكد مساندته الكاملة للجيش السوداني ولمؤسسات الدولة الشرعية، مضيفا: «نحن مع وحدة السودان أرضا وشعبا وسيادة، ومع الحكومة القائمة حاليا برئاسة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان».

وحذرت الأمم المتحدة من تشكيل حكومة موازية وتأثير ذلك على وحدة البلاد.

في السياق نفسه، حذر الحزب الشيوعي السوداني من إن محاولات تشكيل حكومة تحت سلطة الدعم السريع في نيروبي، أو تحت قيادة الجيش في بورتسودان، ليست سوى محاولات لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، وإضفاء شرعية زائفة على أطراف الحرب، مضيفا: أن «وحدة السودان، وحاضره، ومستقبله على المحك».

 

الميثاق التأسيسيميثاق الحكومة الموازية

مقالات مشابهة

  • بين كابل وقندهار.. ما الذي يجري داخل حكومة طالبان؟
  • «الدعم السريع» توقع ميثاقاً لتشكيل حكومة «موازية» في السودان
  • قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقع ميثاقا لتشكيل حكومة موازية في السودان  
  • ماسك يمنح موظفي الحكومة الفيدرالية مهلة 48 ساعة لتقديم تقارير عن إنجازاتهم أو الاستقالة
  • يتضمن اقامة دولة علمانية .. توقيع الميثاق التأسيسي في السودان وتحذيرات ورفض لتشكيل الحكومة الموازية
  • كيكل .. المشاركون مع المليشيا لتشكيل حكومة لن يستطيعوا دخول السودان مرة أخرى
  • الكونغو الديمقراطية تتجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية لوقف تمرد حركة «إم 23»
  • رويترز: الدعم السريع توقع ميثاقا لتشكيل حكومة موازية بالسودان
  • “الدعم السريع” يستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان 
  • الدعم السريع تستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان