هل يسير "الحوثيين" نحو مقصلة الانتحار العسكري والسياسي؟
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تستمر ميليشيا "الحوثيين" في تنفيذ ضربات نحو إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من وقت لآخر، في مغامرة غير محمودة العواقب، ودون أن تتعظ من مصير أقرانها في "المحور الإيراني" الذي تضعضعت أركانه بعد انهيار شبه كامل لكلٍّ من تنظيم "حزب الله" اللبناني وحركة حماس، علاوةً على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا.
هذه المعركة غير المتكافئة قد تضع ميليشيا "الحوثيين" المدعومة من النظام الإيراني وحيدةً على طريق مقصلة "الانتحار العسكري" قبل السياسي، وسط ترجيحات لوسائل إعلام إسرائيلية بوجود مخطط إسرائيلي لشنِّ هجوم "أكثر عنفاً مع توسيع رقعة الأهداف" ضدها، فيما يرى محللون أن "مواجهة داخلية" يمكن أن تكون كفيلة بلجم هذه الميليشيا وتحجيمها.
كيف ستكون "قواعد المواجهة" بعد عودة ترامب وتقليم أذرع إيران؟ - موقع 24تتجه أنظار العالم حالياً صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وسط تكهنات بأن يعاود ترامب ممارسة "سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني" التي ميّزت ولايته الأولى، لا سيما وأنه أفصح عن ... "التحذير الأخير"ومما يدعم تلك الترجيحات، توجيه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما وصفه بـ "التحذير الأخير" لميليشيا "الحوثيين"، مطالباً إياها بوقف هجماتهما على إسرائيل، مؤكداً أن "الحوثيين يغامرون بمواجهة المصير التعيس نفسه الذي تعرضت له حماس وجماعة حزب الله والأسد".
وقبل هذا تحذير بنحو أسبوع، توعَّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ميليشيا "الحوثيين" بالتحرّك ضدها "بقوة وتصميم"، مضيفاً في مقطع فيديو نشره مكتبه: "كما تصرفنا بقوة ضد الأذرع المسلحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرك ضد الحوثيين بقوة وتصميم وحنكة".
الحوثيون يستهدفون إسرائيل وحاملة طائرات أمريكية - موقع 24أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن،اليوم الجمعة، تنفيذ 4 عمليات عسكرية، ثلاث منها استهدفت إسرائيل، والرابعة استهدفت حاملة طائرات أمريكية، شمال البحر الأحمر. تأثير عكسيوعن الهجمات التي تشنها ميليشيا "الحوثيين" ضد إسرائيل، يرى الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، أن "هناك توجيهات للجماعة بالاستمرار في الضغط على الداخل الإسرائيلي واستهداف المواقع الحساسة فيه بالصواريخ والطائرات المسيرة، وبالتالي فإن الطرف الذي يدعم الحوثيين هو الذي يزودهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما وضع اليمنيين في مرمى ضربات أمريكية وإسرائيلية طالت مرافق اقتصادية أثرت سلباً على الداخل اليمني".
وقال علي ناصر لـ24: "أعتقد أن الحوثيين ربما يشهدون مواجهة داخلية وليس خارجية، خصوصاً بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد تكون هناك معارك أو اتفاقات داخلية في اليمن لوقف الضربات الحوثية تجاه إسرائيل، وعلى الرغم من أن الضربات الخارجية لا تزال محتملة، إلا أن زعزعة الوضع الداخلي سيكون العامل الأكبر في إيقاف ضربات الحوثيين تجاه إسرائيل".
بعد اتفاق غزة.. الحوثيون يعلنون عن أهدافهم المقبلة في البحر الأحمر - موقع 24أشار الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ما بعد اتفاق غزةومنذ أواخر العام 2023، تشن ميليشيا "الحوثيين" التي تتلقى الدعم من إيران، هجمات محدودة التأثير على المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، إلى جانب تنفيذ ضربات نحو الداخل الإسرائيلي أيضاً، ما يضع مصيرها على المحك، خصوصاً بعد نسف أقرانها من أذرع إيران في المنطقة، ما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى توجيه عدة ضربات ضد مواقع حوثية في اليمن.
وعقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت ميليشيا "الحوثيين" أنها هجماتها "ستقتصر على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر".
ترامب يعيد تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية" - موقع 24وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، وفق بيان للبيت الأبيض. تصنيف الإرهاب مجدداًووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف ميليشيا "الحوثيين" منظمة إرهابية أجنبية، وفق بيان للبيت الأبيض نقلته "رويترز".
وجاء في بيان البيت الأبيض أنه "نتيجة سياسة إدارة بايدن الضعيفة، أطلق الحوثيون النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات، وشنوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة، وهاجموا السفن التجارية العابرة لباب المندب أكثر من 100 مرة".
وتفرض هذه الخطوة عقوبات أشد من تلك التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على الميليشيا المتحالفة مع إيران، وذلك رداً على هجماتها على حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر وعلى سفن حربية أمريكية معنية بالدفاع عن هذا الممر المائي الهام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحوثيين إسرائيل إيران دونالد ترامب الولايات المتحدة إسرائيل الحوثيون ترامب إيران اليمن البحر الأحمر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
وذل إسرائيل في العالمين قد انكتب
إلـهام الأبيض
الصواريخ اليمنية لا تغادر سماء الكيان الغاصب، وإن غابت يوماً تحضر الطائرات المسيّرة، وجنوباً، حَيثُ البحر الأحمر ترابط قوات البحرية، في تكامل عسكري أصاب الصهاينة بالإحباط، وأسقط محاولة الاستفراد بغزة، وأيقظهم من سكرة الإنجازات في المنطقة، ليجدوا أنفسهم أمام جبهة لا نهاية لتعقيداتها، معلنين عجزهم عن مواجهة منفردة مع اليمن، باحثين عن تحالف دولي وربما أعرابي.
تختار الفرط الصوتية اليمنية اقتحام الأراضي المحتلّة واقتناص أهدافها من بداية الصباح، فيما تتولى المسيّرات اليمانية التحليق إلى أهدافها في الأصيل أَو قبل أَو بعد ذلك بقليل، رجال الله البواسل يختارون الزمان والمكان دون أن يتركوا للعدو مساحة للتنفس، إنجاز يقود لإنجاز يعدم معها الكيان المؤقت خيارات ناجعة للمواجهة وتتقلب بين تجارب الآخرين فتجد أن الجميع علق مع اليمن ولم يتزحزح عن دائرة الهزيمة ومربع الخسارة في المواجهة مع اليمانيين ويمكن أن يتعظ الصهاينة بذلك وإن هم كابروا يمكنهم العودة إلى غابر التاريخ، ففي اليمن سقطت رؤوس الاستعمار القديم تماماً كما سقطت هيمنة العصر الحديث.
أما عن اليمن، فهناك شعبٌ يصحو على قصفٍ وينام على قصف، شعبٌ يضع الحربَ على مائدة الطعام إنْ لم يجد طعامًا، اليمن ما زالَ مُتنكّبًا، سلاحهُ ما دفعهُ الخنادق أَو الرؤوس المتساقطة أَو الرهانات الدولية إلى وضعِ سلاحهِ جانبًا، في وقتٍ عبس فيه الأقربون عن فلسطين، اقتحمَ، رغم بُعدِه، حصرَ السفنِ والبارجاتِ، وأسقطَ طائراتٍ مُتطوّرةً، لم تُرهِبْهُ غاراتٌ أَو تحالفاتٌ مُصطنعة، ولم يُغيّرْ وجهته، لقد أصبحت مسيّراتهُ قصةً يرويها العالمُ بتعجّب، يصنعُ منها رعبًا يحولُ بين إسرائيل والأمن، ولكن نرجسيةَ القوى العظمى لم تقبلْ الاعتراف بالهزيمة، وهي تعلمُ أنها تلعبُ بالوقتِ الاستراتيجيّ الضائعِ في حفرةٍ لا خروجَ منها إلا بمثالٍ بوقفِ الحربِ ضدّ غزة، وبالتوقفِ عن دعمِ إسرائيل.
وهنا تُمعِنُ صنعاءُ في التحدّي، فترسلُ صواريخَها لتُدكَّ تل أبيب، وخنجرُها ابتلعَ كُـلّ مُحاولةٍ لإيصال بضائعَ أَو سلاحٍ للكيان، والثباتِ على العهدِ الذي قطعَه اليمنُ منذ الساعاتِ الأولى، بالانتصار لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطيني، مُسَطِّراً موقفاً متكاملاً، عسكريًّا رسميًّا وشعبيًّا، مُتحمِّلاً تبعاتِ الموقفِ، وقد أفشلَ تحالفاً دوليًّا في البحر الأحمر، وأسقطَ أهداف العدوانِ الأمريكيِ البريطاني، ووسعَ عملياتِه البحريةَ، وطالت يدُه الطولى عمقَ الكيانِ الغاصب، كاشفةً عن خللٍ كبيرٍ في أنظمة الدفاعِ الصهيونية، لِيُمَثِّلَ حضورُ اليمنِ أحد أهم العراقيلِ أمام حلمِ التوسعِ والهيمنة، ويفرضَ على العدوّ الانكفاءَ أَو الدخولَ في مواجهةٍ معقدة، ما بعدَها لن يكونَ كما قبلَها، ولهم في عشرِ سنواتٍ عبرةٌ كافيةٌ إنْ كانوا يعقِلون.
وهنا تأتي التساؤلاتُ: ماذا حقّقت القوّةُ البحريةُ التي تقودُها الولاياتُ المُتحدةُ في البحرِ الأحمر؟ ولماذا تَتمسَّكُ بريطانيا بسياسةِ التدخلاتِ والتهديدِ بالقوّة العسكرية؟ وهل يشهدُ البحرُ الأحمر فصلًا جديدًا من فصولِ التصعيدِ بعدَ سقوطِ قتلى لغاراتِ اليمن؟
لقد ارتفعت الأصوات داخل الكنيست الصهيوني، لتعبر عن قلقها من الفشل الأمريكيِ البريطاني في حماية الملاحةِ الإسرائيلية ورفعِ الحصار عن ميناء أم الرشراش، وبالتوازي، تحذر شركةُ ميرسك المرتبطةُ بالصهاينة من أن الأشهر المقبلةَ ستكون صعبةً على قطاعِ النقلِ البحري نتيجة تصاعدِ العملياتِ اليمنيةِ، في تصريحاتٍ مليئةٍ بالإحباط من الحاضر، وقلقةٍ من الأيّام المقبلة، وهي تشاهد القفزةَ النوعيةَ في القدراتِ اليمنية، ومعها الإيمانُ الذي لا يتزحزح في نصرةِ غزة، وحتماً ستنتصرُ فلسطين بصمودِ شعبِها واستبسالِ مجاهديها، وهم يوثقون عملياتِ التنكيلِ بجيش العدوّ.