طارق بشري (شبين)

منذ أرسطو، بدا أنه من المستحيل الكتابة عن المجتمع دون الكتابة أيضًا عن الكتابة عن المجتمع. و هذا يستدعي المنهج للكتابة حول قضايا الشعب و حول ما كتب حول ما كتب وفي كلا الحالين تحضر السياسة
، ذلك أن الجدل حول المنهج هو أيضًا الجدل حول النظرية و حول المجتمع المتخيل و بمعنى آخر في سياقنا التاريخي راهنا نود أن نستدعي بعض من الكتابات( نموذجا لها (بيانات و دورات) اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
حول الانعطافات الثورية التاريخية و التي انتقل بها عبرها الشعب من سلطة الجنرال و الحزب الواحد -كنظام سياسي استبدادي - إلى سلطة انتقال ديمقراطي مدني عبر ثورة أو انتفاضة (حتى لو لم تكتمل مراميها الاستراتيجية في هزيمة الحكم العسكري).

أي نستدعي بيانات الحزب و دوراته المركزية و التي كتبت حول ذلك المنعطف التاريخي الثوري لكي نكتب عبر هذا المقال عنها و هذا بالضرورة يستدعي المنهج التاريخي الملموس و المحدد.افترضنا هنا هل كانت تلك الكتابات (البيانات و الدورات المركزية للحزب والتي ما هي سوى نموذج تاريخي للممارسة النظرية لنظرية التحليل الملموس للواقع الملموس أي المنهج الماركسي)كان بامكانها ان تقرا الثورة او الانتفاضة الشعبية و التي حدثت ( ثورة اكتوبر ١٩٦٤ وانتفاضة مارس ابريل ١٩٨٥ و انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ وثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨) .تاريخيا هل كان عبر تلك البيانات و الدورات للحزب و التي صدرت قبيل الثورة المحددة بعام أو أقل للمنهج الماركسي القدرة على تحليل الواقع الملموس ذاك و التنبؤ بالتحول نحو منعطف ثوري (ثورة أو انتفاضة).
ابتدينا في هذا المقال من المنعطفات الثورية(وفق المحدد لها أعلاه) الأحدث أي من ثورة ١٩ ديسمبر٢٠١٨ الى الأقدم أكتوبر ١٩٦٤ ووفق مما توصلنا اليه عبر النت من وثائق و التي بعضها تعذر الحصول عليها.

وفق البيان الأول للحزب- ٢ يوليو١٩٨٩ و الذي حدد فيه موقفه الاستراتيجي تجاه انقلاب الجبهة الاسلامية القومية في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ والذي أشار فيه ضمن ما أشار في فقرته الاخيرة- في تحليل تاريخي ملموس عن ماذا اسهمت الديمقراطية في تأسيس مصالح الوطن و السيادة و مصالح الأغلبية مع نقد لبعض ممارستها و تقول الفقرة: "إن النضال من أجل استعادة الديمقراطية والحقوق، كما أكدت التجارب، لا ينفصل مطلقاً عن النضال من أجل السلام وتحسين حالة المواطنين المعيشية، فليكن برنامج الجماهير في عملها اليومي، رص الصفوف للنضال من أجل الديمقراطية والسلام والخبز".
و عبر تراكمات ( كمية) نضالات متعددة المشارب خاضتها قوى مدنية و سياسية و أحيانا (عسكرية) في سبيل استعادة الديمقراطية و في سيمفونية جدلية النضال في الداخل بكونه الأساسي والجوهري و مع نضالات السودانيين في الاغتراب والمهجر بكونها عامل ثانوي و عبر ثلاث عقود من الزمان هي عمر انقلاب ٣٠ يونيو هي ذاتها عمر النضال ضده.و في مرحلة محددة من هذا التاريخ وتحديدا في يونيو ٢٠١٣ أصدر الحزب بيانا(للناس) يشير في جوهره أن النضال الوطني والديمقراطي في طريقه ان يقفز الى مرحلة نوعية بتغيير النظام (نظام الانقاذ) بعد أن تراكمت النضالات الكمية و في منتصف يونيو يذهب المتحدث باسم الحزب آنذاك يوسف حسين في ندوة بالجريف إلى القول: (" إن هناك احتجاجات شعبية قادمة وإن احتجاجات العام الماضي هي عبارة عن بروفة لها، وتوقع ذهاب النظام بهذه الثورة الشعبية").
ففي هذا السياق الاجتماعي الطبقي السياسي تتبدا بكون ان استراتيجية و تكتيك الحزب في النضال هي تتراي بكونها تهدف إلى تجاوز نظام (الانقاذ)نظام الحزب الواحد إلى نظام ديمقراطي متعدد وهو ذاته تجاوز لسياسات النيوليبرالية و منتوجاتها من تعميق التبعية و الافقار و التنمية الرثة و الاقتصاد الاستخراجي…الخ و هذا هو طريق التحرر صوب الحرية والسلام والعدالة.و بهذا يفهم التحليل الملموس للواقع الملموس و الذي يسم الخطاب السياسي للحزب في تلك المنعطفات الثورية. بنوع النضال لتجاوز نظام الانقاذ يتحدد طبيعة النظام الاجتماعي والطبقي الذي يليه في الانتقال الديمقراطي و في هذا يمكن قراءة تشديد الحزب بالنضال الجماهيري القاعدي بدل التفاوض بهذا الشكل او ذاك مع نظام الحزب الواحد و مصالحه الاجتماعية والطبقية.فالثورة أو التغيير الجذري هو -مفاهيمياعند هذا الخطاب للحزب- الكلي بما تتمثله اكبر قاعدة جماهيرية و بهذه القاعدة الجماهيرية و لصالح اغلبيها و بما هي نفي لنقيض مصالحها أي نفي النظام لا التفاوض معه بما هو الجزئي بما يعني تلك الهندسة السياسية التي يميلها(المجتمع الدولي على سبيل تبسيط المصطلح)مع جزء من النظام الحاكم والمعارضة.
وهنا بتبدي لنا أن دورة اللجنة المركزية في يونيو ٢٠١٣ بكونها العقل الجمعي للحزب (الدورة حصيلة نقاش موسع ضم قيادة الحزب المركزية اضافة الى قيادات من فروع المدن و الريف كانت لها القدرة في التنبؤ( بما قد يأتي بعد ٣ أشهر من قولها) بانفجار شعبي يتم عبره المحاولة النوعية لتغيير النظام الاستبدادي بقيادة المؤتمر الوطني و بالفعل تاريخيا تفجرت ثورة سبتمبر ٢٠١٣ و التي لم تنجح في تحقيق القفزة النوعية للنضال الكمي المتراكم منذ ما قدره ٢٤ عاما(١٩٨٩٢٠١٣) و الا انها كانت لها مساهمتها و التي لا تقاس في تحقيق المحاولة الثانية في ١٩ ديسمبر٢٠١٨ و التي نجحت في تغيير رأس النظام الاستبدادي و التحول نحو الانتقال الديمقراطي.
دورة اللجنة المركزية الصادرة في أكتوبر ٢٠١٧ و اغسطس ٢٠١٨ و و مبادرة الحزب بمظاهرة ١٦ يناير ٢٠١٨في وسط الخرطوم - بكونها تمثل العقل الجمعي للحزب و قراءته لمنعطف ثوري آخر قادم كانت هي الاقرب للواقع الملموس حيث بالفعل التاريخي -من المهم وفق التنظير الماركسي لا تفسير و تحليل الواقع الملموس(فيما يسميها الراحل محمد ابراهيم نقد الماركسية و قدرتها في القراءة الباطنية للواقع السوداني) بل العمل على التغيير
وفق بيان الحزب(الخرطوم) الصادر في ٢٢يناير٢٠١٨ حيث يقول :"في ١٦ يناير ٢٠١٨ والذي سيخلده التاريخ كيوم مجيد من أيام الثورة السودانية الخالدة، حيث تدافع فيه الآلاف من المناضلين/ ات من كل أنحاء العاصمة في موكب سلمي مهيب، ومحدد المعالم، بعد إتخاذنا لكافة الإجراءات القانونية التي حددها الدستور والقانون لتنظيم المواكب والمسيرات السلمية بواسطة الأحزاب والقوى السياسية المسجلة، وجاءت الخطوة على أعتاب منعطف تاريخي بالغ الخطورة على حياة الملايين من الفقراء ومحدودي الدخل …"(https://shorturl.at/MmsZv الحوار المتمدن عدد ٥٧٨٦). هذه كانت مبادرة من الحزب بالعاصمة وفق تحليل ملموس و محدد لطبيعة الازمة او المنعطف الثوري و تاريخيا كانت لها ما بعدها في اقل من ١١ شهرا ببدء المظاهرات المتعددة الجنينية لتفجير ثورة١٩ ديسمبر ٢٠١٨ و نجاحها في إسقاط رأس النظام في ١١ أبريل ٢٠١٩. بيان المكتب السياسي للحزب في ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨ يذهب وفق تحليله إلى القول أكثر:"إننا في الحزب الشيوعي وحلفائنا في قوى الإجماع قراءتنا لهذا النظام وطبيعته الطبقية نرى أن لا مخرج من هذه الازمة الشاملة الا باسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته وفتح الطريق لفترة انتقالية وعقد مؤتمر دستوري بنهاية الفترة الانتقالية ولهذا ندعو جماهير شعبنا وعلى رأسها القوى صاحبة المصلحة في التغيير الجذري الى مواصلة الخروج للشارع والتعبير عن رفضهم لهذه السياسات وصولا الى الاضراب السياسي والعصيان المدني حتى اسقاط النظام.ندعو جميع القوى السياسية والديمقراطية الحادبة على مصلحة الوطن لتكوين أوسع جبهة لمناهضة النظام والاصطفاف لانجاح الانتفاضة والعصيان المدني للاطاحة بالنظام" (الحوار المتمدن-العدد: ٦٠٩١).
من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني : الصراع الفكري ١٩٦٣ ١٩٦٦. تاج السر عثمان : الراكوبة ٥ أكتوبر ٢٠١٥ على الرابط (https://shorturl.at/Jo38J)يشير تاج السر الي :" من أهم دروس ثورة أكتوبر: تجربة الإضراب السياسي العام، وكان أول من طرح فكرته الحزب الشيوعي السوداني، في بيان المكتب السياسي للحزب ” حول الإضراب السياسي العام” في أغسطس ١٩٦١، و الذي نشر في العدد ( ١٠٩) من مجلة الشيوعي ١٩٦١م.والجدير بالذكر أن الحزب الشيوعي طرح فكرة الإضراب السياسي لأحزاب المعارضة، ولكنها لم تتجاوب معها، وبعدها انسحب الحزب من جبهة أحزاب المعارضة، وطيلة الثلاث سنوات ظل الحزب الشيوعي يعمل بصبر مع الحركة الجماهيرية إلى مستوى تنفيذ الاضراب السياسي ، إلى نقطة الانفجار الشامل".
إذن هنا يتبدي لنا أن فكرة التكتيك السياسي(الاضراب السياسي) و التي طرحها الحزب و التي فيما بعد تم ممارستها من قبل القوى السياسية و المدنية لتغيير الأنظمة العسكرية الثلاثة (عبود(من ١٩٥٧١٩٦٤) و نميري(من ١٩٦٩١٩٨٥) و البشير(١٩٨٩٢٠١٩)كانت جزء من القراءة الباطنية وفق المنهج الماركسي و التي أصبحت حقيقة تاريخية في جدلية بين ثلاثي السلطة و الحكم العسكري و الانتقال الديمقراطي و يلاحظ ايضا ان القوى السياسية في المبتدأ تبدي شكوكا (معرفية و في ذات الوقت لا تنفصل عن القراءة الأيديولوجية لتلك الأحزاب)و الا انها في تاريخ لاحق تتبني الفكرة المطروحة من الحزب.و في اقل من شهرين من طرح فكرة الاضراب السياسي و بالتحديد المعرفي الذي كتب حولها( و فكرته الجوهرية هي- نتيجة لملامسة الواقع لا عبر النقل المفاهيمي الأقرب لممارسة العقل السلفي- توصل الحزب انذاك الى شعار الإضراب السياسي العام، الذي يجمع بين العصيان العام الذي طرحه الزعيم الهندي غاندي، والإضراب العام الذي طرحه لينين، ل يطبقه وفق السياق الاجتماعي السياسي سودانية بشكل إبداعي ولف بين العصيان والإضراب والتظاهر). انفجرت ثورة أكتوبر ١٩٦٤ متبنية ذات التكتيك السياسي لهزيمة النظام العسكري وتأسيس حكومة الانتقال الديمقراطي.
ذهبت دورة اللجنة المركزية في قراءتها لأزمة نظام المؤتمر الوطني وبخاصة بعد انفصال الجنوب إلى تحليل الاشتراطات و الحالة السياسية والاقتصادية و ملامح تمظهر الأزمة في البنية الداخلية والاجتماعية للنظام والحزب الحاكم وهي تلامس معاناة النظام من داخله" والصراعات التي بدأت تنخر كالسوس في عظامه . صراعات امتدت إلى قمة معظم الولايات ، بل دخلت أهم مؤسسات حمايته مثل الجيش والأمن واتهمت مجموعة قائده متنفذة فيها بالقيام بانقلاب عسكري ضد النظام. وقامت مجموعة في قمة قيادته بما سمته المعركة من أجل الإصلاح بقيادة ٣١ عضواً . بينهم أعضاء في اﻟﻤﺠلس الوطني وعلى رأسهم رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني وغيرهم برفع مذكرة احتجاج على سياسات النظام. وهذا عامل هام من عوامل نضوج الأزمة".
من كل تلك الملامسة والدراسة للواقع السياسي توصلت الدورة إلى أن الحل يكمن في إسقاط النظام بالعمل الدؤوب والمثابر لتكوين أوسع جبهة ممكنة ضد النظام. مهمة الحزب الشيوعي تكمن أساساً في إنضاج العامل الذاتي للانتقال من مرحلة السخط الجماهيري إلى تصعيده والتحرك به ومعه إلى الأمام بالعمل المثابر مع الجماهير في النضال اليومي عبر قضاياها اﻟﻤﺨتلفة.و تذهب و تقول ايضا في اصدارية دورة لاحقة في ذات العام :"لم تكن اللجنة المركزية لحزبنا ترجم بالغيب عندما توصلت في دورتها المنعقدة في يونيو ٢٠١٣ والاجتماعات الموسعة التي عقدت مع مسؤولي المناطق والمكاتب المركزية والمدن ومع المدن والقطاعات والطلبة لمقاومة الزيادات أن الهبة الشعبية أصبحت ماثلة .بل كان ذلك استقراء صحيحاً ومبكراً للواقع….."
بيان سكرتارية اللجنة المركزية٣٠ مارس ١٩٨٥يقول:"لقد استعادت جماهير العاصمة بسرعة فائقة قدراتها النضالية بعد حالة الانحسار التي أعقبت نهوضها عام ١٩٧٨ وتجاوزت كل الخسائر والضربات ومختلف أشكال الإرهاب وها هي تستعيد اليوم دورها القيادي الطليعي الذي تتطلع إليه جماهير الأقاليم وهي تنظم وتقود مظاهرات الاحتجاج في عطبرة وكوستي وسنار والقضارف ومدني وسنجة ومدن الغرب وتتطلع الجماهير في العاصمة والأقاليم إلى توحيد إرادتها وتكوين منبر لقيادة وتوجيه نضالها. وهذا يفرض على طلائع العمال والمهنيين والموظفين والمعلمين والفنيين في العاصمة، المبادرة بتعبئة القاعدة النقابية لدخول المعركة وتخطي القيادات الانتهازية عملية السلطة، وممارسة كافة أشكال التنسيق والتضامن النقابي دفاعاً عن حقوق ومطالب العاملين وعن الحريات النقابية والديمقراطية والإسهام في انتفاضة الشعب. ويفرض على جماهير الأحياء السكنية بعث تقاليدها وتجاربها في حشد قواها للمظاهرات والمواكب وحماية المتظاهرين وكشف عناصر الأمن والمندسين، ولشباب العاصمة أساليبه الشجاعة في الإثارة والخطابة وتوحيد شعارات وهتافات المظاهرات كيما تتخذ طابعها السياسي الشعبي السليم… قد دشنت انتفاضة مارس فترة جديدة في مسار الحركة الشعبية ودفعت حركة المعارضة السياسية خطوات إلى الأمام وشقت طريقها في الشمال لتلتقي مع حركة تحرير شعب السودان وذراعها العسكري في الجنوب في التوجه الحازم خطوة أثر خطوة نحو الإضراب السياسي والانتفاضة للإطاحة بحكم الفرد وتصفية مؤسساته واستعادة الحرية السياسية والسيادة الوطنية. وفي هذه الوجهة يفرض الواجب الوطني على أبناء الوطن في الجيش والبوليس والقوات النظامية ان ينضموا بسلاحهم. مازالت المعركة في بداية أطوارها ولن يستسلم السفاح نميري والقوى الاجتماعية المنتفعة بحكمه بسهولة، ومازالت تحت يده أجهزة قمع وإرهاب ومازال يعتمد على مساندة أمريكا التي لن تكف عن التآمر لتخريب انتفاضة الشعب وإجهاضها من الداخل أو قطع الطريق على انتصارها بانقلابات القصر المشبوهة" (https://shorturl.at/w0YS0)
و المفهوم الاسمنت والذي يربط الخطاب التاريخي للحزب - بما مررنا عليه من بيانات و دورات مركزية للحزب في هذه المقالة - و قراءته للمنعطف الثوري المحدد هو نقد ايديولوجيا السلطة الاستبدادية الحاكمة( عبود, نميري, البشير) - بما هي تشكيلة اجتماعية و طبقية محددة- لا من مواقعها هي بل من موقع
التموضع الأيديولوجي النقيض لها و الذي يعني استعادة الديمقراطية و السلام و العدالة و الذي يعني استعادة في القلب منها قوي العمل لحقوقها في الوجود القانوني و في التنظيم.و في هذا كان نقد مفاهيم الحلول الجزئية بما فيها التسوية والتصالح مع السلطة الاستبدادية و بما فيها اتفاقيات السلام المحددة (الجزئية) و من مواقع النقد الثوري النقيض كانت القدرة على قراءات التناقضات الاجتماعية و الطبقية الجوهرية والثانوية و بالتالي القدرة المحددة في التنبؤ بما قد يأتي من ثورة او انتفاضة شعبية محددة كما رأينا خلال المقال.

tarig.b.elamin@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الانتقال الدیمقراطی الشیوعی السودانی الاضراب السیاسی الإضراب السیاسی اللجنة المرکزیة القوى السیاسیة الحزب الشیوعی من أجل فی هذا

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. دور فاعل لدعم آليات الحل السياسي في السودان

أحمد شعبان (القاهرة)

أخبار ذات صلة هزاع بن زايد «شخصية العام» بجائزة خليفة لنخيل التمر المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية يوصي بتعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك

تبذل دولة الإمارات جهوداً سياسية ودبلوماسية متواصلة لإنهاء النزاع الدائر في السودان، عبر وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وتسوية الأزمة سلمياً على طاولة المفاوضات.
وتعكس مشاركة الدولة في مؤتمر لندن لدعم السودان اهتماماً كبيراً بمعالجة تداعيات الأزمة الإنسانية التي يُعانيها الشعب السوداني الشقيق.
وشدد الخبير في الشؤون الأفريقية، الدكتور رمضان قرني، على أهمية دعوة الإمارات لطرفي الصراع في السودان إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والتمسك بالحل السلمي، مؤكداً أن الدعوة الإماراتية تأتي في توقيت مهم، وتتواكب مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية.
وأوضح قرني، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الجهود الإماراتية الرامية لإنهاء النزاع في السودان، ومعالجة تداعيات الأزمة الإنسانية تأتي في ظل اهتمام المجتمع الدولي بالملف السوداني، وهو ما تجسد بوضوح في مؤتمر لندن لدعم السودان.
وأكد الخبير في الشؤون الأفريقية أهمية المبدأ الذي تحركت من خلاله الإمارات لإنهاء الحرب، والمتمثل في دعوتها لطرفي الصراع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، معتبراً أن تجديد هذه الدعوة يُعد أمراً بالغ الأهمية في هذا التوقيت.
وأضاف أن جهود الإمارات تلقى قبولاً عالمياً وإقليمياً، وتتوافق عليها القوى الإقليمية والدولية كافة، إضافة إلى القوى السياسية والمدنية السودانية، مشدداً على أهمية مصطلح «صمت المدافع» الذي تستخدمه الدولة، بما يتوافق مع مبادئ الاتحاد الأفريقي والاستراتيجية التي أطلقها في عام 2013 لإسكات صوت البنادق في مناطق الصراعات في السودان. 
ولفت قرني إلى أن الجهود المهمة التي تبذلها الإمارات أدت إلى تكثيف الضغوطات الدولية على طرفي النزاع لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية، موضحاً أن السودان أصبح في لحظة حرجة جداً، وبالتالي يجب العمل على إعادة بناء دولته، وإعادة صياغة عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع القوى والفصائل المدنية والمجتمعية والحزبية. 
ويرى الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن الجهود الإماراتية لإحلال السلام، سواء في الأزمة السودانية أو الملفات الإقليمية والدولية الأخرى، تُعد أمراً مهماً ومعلوماً لدى المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والعالمية.
وأوضح الديب، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن مشاركة الإمارات في مؤتمر لندن لدعم السودان، تعكس دعمها المتواصل لجهود عودة الأمن والاستقرار في السودان، وهي خطوة مهمة من ضمن خطوات حقيقية تعمل عليها الدولة. 
وشدد على أن الحلول السياسية التي طرحتها الإمارات تمثل الملاذ الأخير لحل أي نزاع في السودان، وإذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى طرفي النزاع في إحلال السلام، فيجب عليهما الاستماع للدعوات الإماراتية، حتى يتم التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية.
وأضاف أن الإمارات تسهم بفاعلية كبيرة في مجالات الوساطة وحل النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، ما يتجسد بوضوح في نجاحاتها المتتالية في عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وبالتالي، لا بد من الاستفادة من الخبرات الإماراتية في حل الأزمة السودانية سلمياً، بعيداً عن أصوات المدافع والبنادق.
وأشاد نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، بالدور المهم الذي تضطلع به الإمارات في دعم جهود وقف إطلاق النار وعودة السلام في السودان، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها للشعب السوداني.
وقال حليمة لـ «الاتحاد»: إن المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في مؤتمر لندن لدعم السودان تُبرز الدور السياسي والدبلوماسي والإنساني الذي تلعبه الدولة في الملف السوداني، حيث تعمل على حشد جهود المجتمع الدولي لتحسين الأوضاع الإنسانية لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن المسار السياسي الخاص بتسوية الأزمة السودانية يجب أن يدور حول ضرورة وجود حوار سياسي شامل يضم جميع مكونات المجتمع السوداني، ويستهدف تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات لإدارة فترة انتقالية، يعقبها إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مشدداً على أهمية أن يكون هناك مسار آخر يتعلق بإعادة البناء والإعمار.

مقالات مشابهة

  • "مستقبل وطن" يواصل اجتماعاته التنظيمية في 3 محافظات
  • أمانة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بـ"مستقبل وطن" تستعرض خطة عملها في المحافظات
  • الإمارات.. دور فاعل لدعم آليات الحل السياسي في السودان
  • قيادي بالحرية المصري: الموازنة العامة الجديدة تؤكد تحسين معيشة المواطن
  • العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
  • مشاورات عراقية سعودية لتعزيز التعاون السياسي
  • آفـة الترويض السياسي (2 – 3)
  • صافرة ليبية لإدارة لقاء “السياسي” في ذهاب نصف نهائي “الكاف”
  • حزب الجيل: خطة لإعداد كوادر شبابية لخوض معترك العمل السياسي بكفاءة
  • السوداني:عدم استهداف إيران الحبيبة استقراراً للمنطقة